21/04/2024
سيدي النذير هذا ابن أخيك من فراش المرض ، ومن معالجة مشكلاته، وتچشم معاناته، أعلن أن الأجداد والآباء، باسطي أيديهم، لستقبالك في كنهم بعد أن توفاك الله، أو بعد أن انتقلت إلى عالمهم، نحن نحسب أن عملهم الصالح، وبركاتهم، وتشبثهم بما عند الله، وما يجدونه من أرصدة إدخروها في الحياة الدنيا، أذكر أنك كلما رجعت إلى بلادك، ونزلت ضيفا بين أهلك كنا نسألك، ونلح في السؤال لتحكي لنا يوميات الآباء والأجداد، حتى ما دق منها وكان في حجم الذرة، ولكم كان شغفتا كبير ، ورغبتنا جامحة، في أن تسرد لنا الأيام الأولى للثورة، حيث أن ما كان يهمنا فيها؛ ويأخذ بألبابنا، ويشنف آذاننا، حين يأخذ في الحديث عن العالم الفطحل، والفقيه الفذ، والبياني الذي لا يعرف العيي، أو الذي هزمت فصاحته اللجاجة والتلعثم، والتردد الذي يزري بالفحول، إن كلامه كان سيفا قاطعا للباطل، وكشفا للحقيقة في أسطع صورها، أو كالشمس في رابعة النهار، إنه الإمام الشيخ عبد الحميد بن الطيب بن الصديق حمادوش، خريج الزيتونة، وتلميذ محمد الفاضل بن عاشور، ما أحلى الأيام أو الأوقات التي كنا نحف عليه فيها ، ونلتذ بالسماع إليه ، لقد رحل عنا وإلى الأبد ، ولكن بقايا منه ، مازالت تعمر حياتنا، وتطفح بها مشاعرنا، هنا جلس ، وهنا مشى، وهنا تحدث، لا أعتقد أن أصداء ذكرياته سترتفع سريعا ، كيف وهو لحمنا ودمنا ، وفرع من الدوحة الكريمة، وامتدادا للنسب الشريف.. وأخيرا لا نملك إلا أن نقول : 《 إنا لله وإنا إليه راجعون 》.
تأبينية ابن أخيه
السيد محمد الفاضل حمادوش