13/12/2024
وجدت بين وثائقي القديمة لما كنت تلميذا بالقسم النهائي هذا النص للحسن ابن الهيثم كان مقررا في اشكالية فلسفة العلوم مرفوقا بمحاولة متواضعة لتحليله فهل تريدون الاطلاع عليها؟
#النص
وماعصم الإله العلماء من الزلل ولا حمى علمهم من التقصير والخلل ولو كان ذلك كذلك لما اختلف العلماء في شيء من العلوم ولما تفرقت آراؤهم في شيء من حقائق الأمور و الوجود . بخلاف ذلك فطالب الحق ليس هو الناظر في كتب المتقدمين المسترسل مع طبعه في حسن الظن به ، بل الطالب للحق هو المتهم لظنه فيه المتوقف فيما يفهمه عنهم المتتبع للحجة والبرهان لاقول القائل الذي هو إنسان المخصوص في جبلته بضروب الخلل والنقصان . والواجب على الناظر في كتب العلوم إذا كان غرضه معرفة الحقائق أن يجعل نفسه خصما لكل ماينظر فيه ويحيد فكره في متنه وفي جميع حواشيه ويخاصمه من جميع جهاته ونواحيه ويتهم أيضا نفسه عند خصامه فلا يتحامل ويتخامل عليه ولا يتسامح فيه ، فإنه إذا سلك هذه الطريق انكشفت الحقائق وظهر ماعساه وقع في كلام من تقدمه من التقصير والشبهة .