10/12/2024
دمشق: عاصمة الأمويين ومهد الحضارات
دمشق، هذه المدينة التي تخفق القلوب لسماع اسمها، ليست مجرد مدينة، بل هي قصة مجدٍ تتردد أصداؤها عبر العصور. في شوارعها العتيقة وأزقتها الملتوية، تجد التاريخ ينبض بالحياة، حيث تتحدث الأحجار عن أمجاد بني أمية، وعن عهدٍ كانت فيه دمشق عاصمة أعظم خلافة إسلامية امتدت من حدود الصين إلى الأندلس.
في مسجدها الأموي الكبير، تقف مآذنه شاهدة على عصرٍ كان فيه العلم والإيمان وجهين لعملة واحدة. تحت قبابه المزخرفة، صلّت الأجيال، وتجلّت روائع الهندسة الإسلامية التي لم تكن مجرد بناء، بل رمزًا لعظمة الروح والعقل.
دمشق ليست فقط مدينة الحجارة والأسوار، بل هي مدينة الشعراء والعلماء. هنا ألقى الفرزدق والجرير أشعارهم، وهنا خطّ الفقهاء أمثال الإمام الأوزاعي معالم الفكر الإسلامي. هي المدينة التي انصهرت فيها الثقافات، فتجد فيها عبق الشرق ورقي الغرب في انسجام مدهش.
وحين تهيم في بساتينها، تستقبلك الغوطة بعطرها الساحر، وكأنها قطعة من الجنة نزلت إلى الأرض. تلك الغوطة التي ألهمت الشعراء وأطربت العشاق، تروي قصة دمشق الخالدة، حيث التقى الجمال الطبيعي بالعظمة الإنسانية.
دمشق، عاصمة الأمويين، ليست ذكرى بعيدة، بل هي نبض حيّ يحمل في طياته أملًا بمستقبل يليق بتاريخها. هي رمزٌ لصمود الحضارة الإسلامية، ودليلٌ على أن المدن العظيمة لا تموت، بل تظل تُلهم الأجيال مهما عصفت بها الأيام.