مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية مجموعة سيريوس الإعلامية و التي تقدم خدمات الإعلام المقروء و المسموع

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية الصادرة عن مجموعة سيريوس الإعلامية في جمهورية ألمانيا والمستوفية لكل الشروط القانونية
رقم التعريف الدولي ISSN :
Raseef 81 Magazine ISSN 2941-279X
رقم التعريف الدولي ISBN
ISBN 978-3-00-072155-7

خطوات .../ مجيدة محمدي الخطوة الأولى، انزلاق في الفراغ. لا وزن. لا صوت. نقطة صغيرة في العدم تتمدد مثل وهمٍ قرر أن يكون. ...
01/02/2025

خطوات .../ مجيدة محمدي

الخطوة الأولى، انزلاق في الفراغ.
لا وزن. لا صوت.
نقطة صغيرة في العدم
تتمدد مثل وهمٍ قرر أن يكون.
و الهواء يختنق من ثقل الاحتمالات.
هل هذه بداية؟ أم صدى شيء بدأ منذ الأزل؟

الخطوة الثانية، الشوارع بلا ملامح،
الأحذية بلا ذاكرة،
والإسفلت يشبه جلداً بشرياً نام طويلاً تحت الشمس. أضواء إشارات المرور تصرخ دون صوت،
كأنها تقاطع الزمن نفسه.
أين نذهب؟ ولماذا كل شيء يُعيد نفسه؟

الخطوة الثالثة ، المسافة تتآكل.
كل خطوة تأكل ظلَّها،
وكأن الأرض تتضوّر جوعاً .
المدينة تحاول أن تقنعنا أنها ثابتة،
لكن الأرصفة تتحرك ببطء،
تقترب من بعضها ثم تتباعد،
كأنها تحلم أن تصبح متاهة.

الخطوة الرابعة ، الجدران تهمس.
الأحذية تتباطأ، تشعر بثقل العيون التي لم نرها.
هناك من يمشي معنا.
ربما نحن نسخ مشوهة من أنفسنا،
نراقب سيرنا من نوافذ مكسورة في طوابق منسية.

الخطوة الخامسة ، هل ثمة نهاية؟
أم أن الخطوات ليست سوى دوران لولبي،
كلما تقدمنا ابتعدنا،
كلما توقفنا انجرفنا،
وكلما استسلمنا ولد طريق جديد؟

الخطوة السادسة ، الرصيف أصبح بلا ملمس،
الشوارع تتحلل تحت الأقدام.
الفراغ يبتلع التفاصيل،
يلتهم أسماء الشوارع، أرقام الأبنية، حتى أسماءنا.

الخطوة السابعة ، نحن الآن بلا أسماء، بلا ذاكرة،
مجرد كائنات مصنوعة من خطى.
ندور، نكرر، نبحث عن نهاية ليست سوى بداية أخرى.

الخطوة الأخيرة ، لا توجد خطوة أخيرة.

تحولات قصيدة النثر في عصر التواصل الاجتماعي .. قراءة في "شجون الغريبة" لعلوان الجيلانيمحمد المخلافيكاتب وباحث -  يمنيحرر...
31/01/2025

تحولات قصيدة النثر في عصر التواصل الاجتماعي .. قراءة في "شجون الغريبة" لعلوان الجيلاني

محمد المخلافي
كاتب وباحث - يمني
حررت شبكة التواصل الاجتماعي الشعراء من حدة الاصطفافات حول شكل الكتابة، تلك الاصطفافات التي استمرت طوال عقود القرن العشرين، من مطلعه إلى خاتمته. كانت تلك الاصطفافات نخبوية، تنتجها ثنائيات مثل القديم والجديد، الأصالة والمعاصرة، الأصيل والدخيل، المحلي والغريب، التراث والحداثة، وقد أذكت أوارها أنظمة وقوى سياسية ودينية وحزبية.
بهذه الكلمات، أبدأ قراءتي لكتاب "شجون الغريبة" للأديب والشاعر والناقد اليمني المعروف علوان الجيلاني. يركز الكتاب على التحولات الجذرية التي شهدتها قصيدة النثر في العصر الحديث، حيث يعكس كيف ساهمت شبكة التواصل الاجتماعي في تحرير الشعراء من القيود التقليدية التي فرضتها الاصطفافات النخبوية.
استمرت هذه الاصطفافات لعقود من الزمن، وكانت قائمة على ثنائيات معروفة مثل القديم والجديد، والأصالة والمعاصرة. لم تكن هذه الثنائيات مجرد تصنيفات أدبية، بل كانت تعكس صراعات ثقافية وسياسية عميقة، حيث كان يسعى كل طرف لإثبات مشروعيته، مما أدى إلى تهميش أصوات كثيرة.
في ظل "حرية" الشعراء، نرى كيف أفسحت وسائل التواصل الاجتماعي المجال لتنوع الأصوات والأساليب. لم يعد هناك مكان واحد للشعر، بل أصبحت هناك مساحات متعددة تعبر عن تجارب مختلفة. ساعد هذا الانفتاح على التجديد والتنوع الشعراء في استكشاف أشكال جديدة من التعبير بعيدًا عن القيود التقليدية، مما أتاح لهم التعبير عن آرائهم وتجاربهم بحرية أكبر، وأسهم في خلق مشهد شعري أكثر حيوية وثراءً.
في مقدمة الكتاب، يوضح المؤلف أن تسمية "شجون الغريبة" مستمدة من منطقة تهامة في غرب اليمن، حيث يُعتبر الضيف غريبًا وفق عرف ثقافي اجتماعي خاص. يُطلق على الضيوف لقب "الأغراب" في سياقات مثل الأعراس، حيث يمكن أن يُخاطب الضيوف بعبارة: "تفضلوا الغداء يا أغراب".
وعندما ينتقل شخص جديد للسكن في قرية أو دير، يُمنح صفة الغريب، التي قد تظل ملازمة له مدى الحياة. على سبيل المثال، إذا كانت زوجة الابن من قرية أخرى، ستُعرف بالغريبة، وستبقى هذه الصفة ترافقها حتى وإن تضاءلت مع مرور الزمن وإنجاب الأبناء. تتكرر الإشارات إليها بعبارة "الغريبة ذهبت، الغريبة جاءت، الغريبة دخلت"، مما يعكس استمرار التمييز ضدها، غالبًا بسبب التنافس مع زوجات إخوان الزوج، المنتميات إلى نفس المكان.
يشير المؤلف إلى أن هذه الدلالة لا تقتصر فقط على التقاليد الاجتماعية، بل تعكس أيضًا حضور قصيدة النثر في المشهد الإبداعي العربي، الذي لطالما وُصفت فيه بالغريبة. إذ تمثل القصيدة شكلًا مستوردًا من أدب ولغة وثقافة أخرى، مما جعلها تعاني من تمييز دائم. ويرتبط هذا الوصف بالغربة بشكل خاص بتسميتها "قصيدة النثر"، حيث إن معاناتها لا تقتصر على قدومها من ثقافة مختلفة، بل تشمل أيضًا غرابة التسمية التي تضاعف من حدة التمييز ضدها. يشعر المتلقي العادي بالقلق تجاه هذه التسمية، في ظل ثقافة راكمت عبر القرون مفهومين واضحين للشعر والنثر.
يتكون الكتاب من 440 صفحة من القطع الكبير، صدر عن دار عناويين بوكس للنشر في القاهرة، في نوفمبر 2023. وهو الكتاب السادس والعشرون في مسيرة مؤلفه علوان مهدي الجيلاني، وهي مسيرة تتوزع بين الشعر والسرد والنقد ودراسات التصوف والشفاهيات.
يبدأ الكاتب في الفصل الأول بمناقشة التحولات التي شهدتها التجربة الشعرية العربية على مدى خمسة عشر قرناً، حيث شكلت بُعداً فنياً وجمالياً اتسم بالاكتفاء الذاتي. لقد راكم الشعراء العرب أعرافاً وتقاليد صاغت أسس كتابة الشعر وتلقيه، مما جعل هذا النظام محصناً إلى حد كبير، رغم تفاعله مع العناصر الثقافية والمعرفية الأجنبية. ومع مطلع القرن العشرين، شهد النسق المعرفي للشعر العربي تحولات جذرية، إذ لم يعد مجرد تجميع لمفاهيم وأعراف قديمة، بل أصبح مساحة تداخلت فيها عناصر متعددة، مما أدى إلى ظهور أشكال شعرية جديدة، أبرزها قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر.
يستعرض الكاتب مشهد قصيدة النثر في اليمن عند مطلع القرن الحادي والعشرين، حيث يظهر هذا المشهد غنياً بالأصوات المتنوعة، مما يثير الإعجاب بالنظر إلى التحديات الثقافية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد. على الرغم من ذلك، حققت قصيدة النثر تقدماً ملحوظاً يختلف عن واقعها في بلدان عربية أخرى، مثل مصر، التي شهدت معارضة شديدة من بعض الأدباء والنقاد التقليديين.
في اليمن، لم تواجه قصيدة النثر معارضة تذكر، باستثناء بعض المناقشات في جلسات القات في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، وهو الوقت الذي شهد انفجاراً في هذا النوع من الشعر. تجسدت تلك المعارضة في كتابات بعض الأدباء التقليديين، الذين اعتبروا قصيدة النثر تجاوزاً للأشكال الشعرية المعهودة. ومع ذلك، كانت تلك الكتابات تفتقر غالباً إلى الفهم العميق للنصوص الشعرية.
يطرح الكاتب تساؤلات حول مدى جدية تلك المعارضات، حيث كان الكُتّاب التقليديون يقاومون كل ما يختلف عن أيديولوجياتهم، معتبرين قصيدة النثر وسيلة للاختراق الثقافي. من جهة أخرى، يشير الكاتب إلى رأي البردوني، الذي اعتبر أن الشعر يجب أن يُقيَّم بجودته بغض النظر عن شكله، مشدداً على أهمية ما تحتويه هذه الأشكال من إثارة فنية.
إن ما يميز قصيدة النثر في اليمن هو قدرتها على احتضان التجارب الإنسانية الجديدة وتجاوز القيود التقليدية، مما يجعلها تعبيراً حيوياً عن الواقع اليمني المعقد. ومع استمرار تطور هذا الشكل الشعري، يبقى التحدي الأكبر هو مواجهة الأصوات المعارضة التي قد تعيق استمرارية هذا النوع من الإبداع.
في الفصل الثاني من الكتاب، يتناول الكاتب تأثير التكنولوجيا الحديثة، وخاصة الإنترنت، على الشعر والنثر، مع التركيز على تفاعل هذه الوسائط مع الإبداع الأدبي. ينطلق من مقولة الشاعر الإنجليزي آر إس توماس الذي اعتبر الكمبيوتر "ربة الشعر" في زمنه، مما يعكس رؤية عميقة لأهمية التكنولوجيا في تشكيل المشهد الأدبي.
يُظهر الكاتب كيف انتقل النص الشعري من كونه نتاجاً تقنياً بسيطاً إلى نص رقمي معقد، يعكس التغيرات الكبيرة التي شهدها العالم منذ بزوغ الألفية الجديدة. يشير إلى أن الشعر العربي، منذ بداية القرن الواحد والعشرين، شهد تحولاً ملحوظاً بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تغيرت عناصر الإبداع التقليدية (الشاعر، النص، المتلقي) لتصبح أكثر تعقيداً نتيجة الدمج بين الأدب والتكنولوجيا.
يُعرّف الكاتب الأدب الوسائطي أو الرقمي التفاعلي على أنه أدب يعتمد على الوسائط المتعددة مثل الصورة والصوت، مما يخلق نصوصاً لا يمكن نشرها على الورق، بل تحتاج إلى الفضاء الرقمي لتظهر بشكل كامل. ويبرز أمثلة على هذا النوع من الشعر من أعمال شعراء مثل مشتاق عباس معن ومنعم الأزرق، الذين يستخدمون العناصر الرقمية لتقديم تجارب شعرية جديدة ومبتكرة.
يشير الكاتب إلى ضرورة تطوير منهج نقدي يتماشى مع هذا التحول في الأدب العربي، مبرزاً أن المشهد النقدي بحاجة إلى مقاربة جديدة تستجيب للظروف الرقمية المعاصرة. فالأدب الرقمي يتطلب أدوات تحليلية جديدة تتناسب مع طبيعة النصوص التي تتسم بالتفاعلية والتشعب.
في الفصل الثالث، يستعرض الكاتب تأثير "فيسبوك" على قصيدة النثر، مشيرًا إلى التحولات الكبيرة التي شهدها المشهد الأدبي مع بداية العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين. فقد أسهم انتشار هذا الموقع في تراجع دور الصحف والمجلات الأدبية، مما فتح المجال أمام الكتابة الذاتية المباشرة. الآن، يمكن للشعراء نشر أعمالهم على صفحاتهم الشخصية، مما يمنحهم حرية أكبر في التعبير والوصول إلى جمهور واسع.
كما نجح "فيسبوك" في إزالة الحواجز التي كانت تحد من الأشكال الأدبية والأيديولوجيات، مما أتاح فرصًا جديدة للتجريب الشعري. لم يعد الشكل الشعري مرتبطًا بأيديولوجيا معينة، بل أصبح يعكس تجارب ذاتية تتفاعل مع العالم المحيط. اليوم، يمكن للشعراء تلقي ردود فعل فورية من جمهور متنوع، مما يعزز من ديناميكية التلقي والإنتاج الشعري.
ومع ذلك، تأتي هذه الحرية مع بعض التحديات. فقد أدت سهولة النشر إلى تداخل النصوص الجيدة مع النصوص الأقل جودة، مما أثر سلبًا على الذوق العام. أصبح تقييم النصوص عبر "اللايكات" على وسائل التواصل الاجتماعي يخلق حالة من التضليل، حيث تتلقى الأعمال الضعيفة تفاعلًا أكبر من الأعمال المتميزة.
في هذا السياق، تبرز قصيدة النثر كواحدة من الأشكال الأكثر تأثرًا بجمالية الكتابة الحديثة. فقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تكثيف العبارة الشعرية وتسهيل التفاعل بين الفكر والوجدان، مما أطلق العنان لمواهب جديدة. ومع ذلك، قد يؤدي هذا الانفتاح إلى ترهل القصيدة نتيجة ظهور كتابات تفتقر إلى الوعي الكافي بمعايير هذا الشكل الشعري.
في الفصل الرابع والأخير، يختتم الكاتب بطرح مجموعة من التجارب الشعرية التي تعكس تنوعًا واسعًا في قصيدة النثر العربية عبر الثلاثين عامًا الماضية، من 1990 حتى 2023. تتوزع هذه التجارب بين تأثيرات واضحة من شعراء ما قبل تسعينيات القرن العشرين، وحساسية تعكس كتابة قصيدة النثر في تلك الفترة، وصولًا إلى التأثيرات التي نتجت عن عصر السوشيال ميديا، وبشكل خاص زمن "فيسبوك".
تظهر هذه التجارب تنويعات متعددة في مشهد قصيدة النثر، حيث تعكس ظواهر وسمات تناولتها الفصول السابقة. هناك تجارب تقدم تجليات جديدة، وبعضها يمثل لحظات مفصلية في تطور كتابة قصيدة النثر، بينما يعكس البعض الآخر انفرادًا في السياق العام. كما تتضمن التجارب نصوصًا طريفة، تعكس بشكل غير متعمد الحالة العامة لقصيدة النثر في زمن السوشيال ميديا.
تتواجد في هذا المشهد مجموعة من الشعراء الذين يقدمون تجارب متنوعة، حيث تتراوح أعمالهم بين الإبداع المغاير الذي يستند إلى وعي مغامر، والهدير الوجداني الذي قد يصيب أحيانًا ويخطئ مرات عديدة. من خلال هذا التنوع، تسلط المقاربات الضوء على بعض هذه التجارب، محاولة تفصيل ما تم الإشارة إليه بإيجاز في فصول الكتاب السابقة.
رصد الكاتب، إلى جانب مجموعة السمات الفارقة التي تميز قصيدة النثر، مجموعة من الأسماء التي تمثل الطيف الواسع للتحققات النصية التي وصلت إليها اليوم. شملت معاينات الكتاب نصوصاً لأكثر من 87 اسماً شعرياً، تتوزع على معظم الجغرافيات العربية في المشرق والمغرب.
تتميز اللغة في كتاب "شجون الغريبة" بعمقها وثرائها، حيث يعتمد الكاتب أسلوبًا أدبيًا يجمع بين البساطة والبلاغة. يمتاز النص بتدفقه السلس، مما يسهل على القارئ استيعاب الأفكار المعقدة المتعلقة بالشعر والنقد. كما يتضمن الكتاب مصطلحات أدبية وثقافية دقيقة تعكس إلمام الكاتب بالتقاليد الشعرية والنقدية، مما يضفي عليه طابعًا أكاديميًا مع الحفاظ على جاذبيته الأدبية.
يعكس الكتاب إلمامًا واسعًا بالتاريخ الأدبي والشعري، حيث يستعرض التحولات التي شهدها الشعر عبر القرون ويقدم أمثلة متنوعة من التجارب الشعرية. يقدم الكاتب تحليلات معمقة للأشكال الشعرية ونقدًا للأفكار السائدة، مما يدل على معرفته العميقة بالسياقات الثقافية والسياسية. تم بذل جهد كبير في البحث عن مصادر متعددة، سواء كانت أدبية أو تاريخية، لدعم الأفكار والتحليلات المطروحة.
كما يعكس الكاتب تجاربه الشخصية كمؤلف ومراقب للمشهد الشعري، مما يضيف بعدًا إنسانيًا إلى الكتاب. في المجمل، يظهر "شجون الغريبة" كعمل أدبي متكامل يجمع بين المعرفة العميقة واللغة الجذابة، مع جهد واضح في البحث والتنظيم.
كتاب "شجون الغريبة" لعلوان الجيلاني يمثل نقطة تحول مهمة في فهم قصيدة النثر في العالم العربي، حيث يكشف عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تحرير الشعراء من قيود الاصطفافات التقليدية. يعكس الكتاب تنوع الأصوات الشعرية الحديثة، ويبرز كيف أن التكنولوجيا قد أسهمت في تعزيز التجديد والتجريب في الكتابة الشعرية.
إن القدرة على التعبير بحرية أكبر، بعيدًا عن الأيديولوجيات المحددة، تُعد من أبرز ملامح هذا العصر الأدبي الجديد. ومع ذلك، تظل التحديات قائمة، حيث تتطلب تلك الحرية نقدًا جديدًا وأدوات تحليل متطورة تواكب التحولات السريعة. لذا، يبقى الأمل معقودًا على الشعراء والنقاد في استثمار هذه الفرص لتعزيز المشهد الشعري، وجعل قصيدة النثر تعبيرًا حقيقياً عن الواقع الإنساني المعقد الذي نعيشه.

30/01/2025

نقدم لكم مقال سوسيولوجي جيد حول مبحث "مجتمع ما بعد الحرب : الرجة / الثورة / التأسيس .
للشاعرة الأديبة والباحثة التونسية مجيدة محمدي
========================

مقدمة

يعتبر مجتمع ما بعد الحرب من الظواهر التاريخية المهمة التي شهدتها العديد من الحضارت والأمم ، حيث تنعكس تبعات الحروب على الحياة اليومية للأفراد والشعوب ، وتترك أثراً عميقاً على بنية المجتمعات، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى تغيرات جذرية على المستويين السياسي والاجتماعي. حيث يشعر هذا المجتمع عادة بحالة من الرجة الناتجة عن الدمار والعنف الذي خلفته الحرب، ويظهر نتيجة لذلك تفاعل معقد بين القوى الثورية التي تسعى إلى التغيير وإعادة بناء النظام الاجتماعي والسياسي، وبين القوى التي تسعى إلى الحفاظ على الهياكل التقليدية القائمة، مما يقود في نهاية المطاف إلى مرحلة التأسيس التي يتم فيها وضع أسس جديدة للمجتمع.

الرجة وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية

عند انتهاء الحروب، يُصدم المجتمع بآثار العنف والخسائر البشرية والمادية، مما يُعرف بـ"الرجة". وتكون هذه الرجة ليست مجرد تغير في الأوضاع السياسية، بل تمتد إلى كافة جوانب الحياة، لتشمل الاقتصاد، والتماسك الاجتماعي والأخلاقي ، والثقافة. على سبيل المثال، تتراجع مستويات النمو الاقتصادي، وتتدهور البنى التحتية، وتنتشر البطالة والفقر والإجرام كما تعاني الأسر التي فقدت أفرادها من آثار نفسية واجتماعية عميقة، وتصبح الحاجة إلى الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الملحة تحدياً كبيراً أمام الدول التي تحاول استعادة عافيتها بعد الحرب.

أمام هذه الظروف التي تشكل حالة من الإحباط لدى المواطنين، قد ينتج سخط شعبي واسع تجاه النخب السياسية القائمة أو السلطة التي قد تكون مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن وقوع الحرب. وبالتالي، تبرز مطالبات بضرورة إجراء تغييرات جذرية، فتحدث هزات كبيرة في الثقة بالنظم السياسية القائمة، ويصبح من الصعب على الأنظمة التقليدية الحفاظ على شرعيتها في ظل هذه الأزمات.

الثورة كاستجابة للرجة

تُعد الثورة في كثير من الأحيان نتاجاً مباشراً لحالة الرجة. ففي ظل غياب الثقة بالنظم القديمة، وازدياد المطالبات الشعبية بالإصلاحات، تنشأ الحركات الثورية التي تسعى إلى إحداث تغيير جذري في البنية السياسية والاجتماعية. و قد تستند الثورات إلى أهداف وأيديولوجيات مختلفة، وقد تتخذ أشكالاً متعددة، بدءاً من الاحتجاجات السلمية وحتى التمردات المسلحة.

و تستمد هذه الحركات قوتها من مشاعر الغضب والإحباط لدى المواطنين، وتعمل على تعبئة الجماهير لتحدي القوى التقليدية، وتدفع باتجاه تبني نماذج جديدة لإدارة الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية. لكن، رغم طموحات الثوار، غالباً ما تواجه الثورة مقاومة شديدة من النخب الحاكمة، والتي قد تلجأ إلى استخدام العنف أو الاستعانة بدول أجنبية لدعم استقرارها.

لكن رغم هذا ، في كثير من الأحيان، تؤدي الثورات إلى تغييرات جذرية في النظام السياسي، حيث يتم الإطاحة بالحكومات القائمة أو تغيير الدساتير وتأسيس حكومات انتقالية.
وقد شهدت العديد من المجتمعات ثورات ناجحة كانت بداية لفترة من التغيير الإيجابي، بينما شهدت مجتمعات أخرى ثورات انتهت إلى الفشل أو إلى المزيد من الفوضى والانقسامات الداخلية.

التأسيس وبناء مجتمع جديد

بعد انتهاء الثورة، تبدأ مرحلة التأسيس، والتي تهدف إلى إعادة بناء المجتمع على أسس جديدة تتناسب مع القيم والأهداف التي سعى إليها الثوار. وتعتبر هذه المرحلة تحدياً كبيراً لأي مجتمع، حيث يتطلب بناء مجتمع ما بعد الحرب وضع خطط واضحة للنهوض الاقتصادي، وإعادة هيكلة النظام السياسي، وترميم النسيج الاجتماعي الذي تأثر بالدمار والصراعات.

و يتضمن التأسيس عادةً وضع دستور جديد يضمن الحقوق والحريات الأساسية، وتأسيس مؤسسات سياسية قوية تحافظ على سيادة القانون وتحقق العدالة الاجتماعية. كما تعمل الحكومات في هذه المرحلة على إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة، وتشجيع الاستثمار والتنمية الاقتصادية، وتوفير فرص العمل لإعادة دمج العاطلين عن العمل، خاصة من الشباب.

أما على الصعيد الاجتماعي، تسعى الدول في مرحلة التأسيس إلى تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال برامج المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، التي تهدف إلى معالجة الانقسامات الاجتماعية والنفسية التي خلفتها الحرب. كما تتطلب هذه المرحلة تضافر جهود الدولة مع المجتمع المدني لتحقيق التغيير الإيجابي، ومساعدة الأفراد على التأقلم مع الواقع الجديد.

تحديات التأسيس وآفاق المستقبل

رغم أهمية مرحلة التأسيس، إلا أنها مليئة بالتحديات. فمن الصعب التخلص من آثار الصراعات بسرعة، وتحتاج المجتمعات وقتاً طويلاً لتحقيق الاستقرار الكامل. ومن بين أبرز التحديات التي تواجه مجتمعات ما بعد الحرب نجد:

1. الاستقرار السياسي: قد تتعرض الحكومات الجديدة لضغوط كبيرة من القوى القديمة أو من جماعات المصالح، مما يؤدي إلى صراعات سياسية وتحديات داخلية قد تعيق عملية بناء المجتمع الجديد.

2. الأزمات الاقتصادية: تتطلب إعادة بناء الاقتصاد موارد مالية ضخمة، قد لا تكون متاحة بسهولة. لذلك، تضطر الدول إلى الاستدانة أو الاعتماد على المساعدات الدولية، مما قد يضعها تحت رحمة الجهات المانحة ويحد من سيادتها.

3. التماسك الاجتماعي: تعاني المجتمعات المنقسمة بسبب الحروب من صعوبة استعادة الثقة بين الأفراد والجماعات، وتحتاج إلى برامج دعم نفسي واجتماعي تساعدها على تجاوز هذه الانقسامات.

4. تحديات العدالة الانتقالية: قد يكون من الصعب تحقيق العدالة الكاملة في مرحلة ما بعد الحرب، حيث تتعارض المصالح، وتتطلب محاسبة المسؤولين عن الجرائم السابقة، وهي عملية حساسة قد تولد توترات جديدة.

خاتمة

يمثل مجتمع ما بعد الحرب نموذجاً معقداً للتحولات الاجتماعية والسياسية، حيث تتفاعل فيه الرجة مع الثورة لخلق مناخ جديد يؤدي إلى التأسيس. تتطلب هذه العملية صبراً وجهوداً مضنية من جميع أفراد المجتمع ومؤسساته، لتحقيق سلام واستقرار دائمين. ورغم التحديات، فإن التاريخ يظهر أن العديد من المجتمعات نجحت في النهوض من تحت رماد الحروب، وأعادت بناء نفسها على أسس أكثر عدالة وازدهاراً، مما يمنح الأمل للمجتمعات التي تسعى للتعافي والتجديد.
* مجيدة محمدي

موجّه الإعلام الرقمي********************تُعلن مجموعة سيريوس الإعلامية الألمانية عن بدء التحضيرات للعددين /32/ و /33/ من ...
26/01/2025

موجّه الإعلام الرقمي
********************
تُعلن مجموعة سيريوس الإعلامية الألمانية عن بدء التحضيرات للعددين /32/ و /33/ من مجلتها الدورية "مجلة رصيف 81 الثقافية". يُبرز العدد /32/ صورة المخرج السوداني المبدع إبراهيم شداد على غلافه، حيث يُعتبر أحد الأسماء الرائدة في مجال السينما السودانية، مما يضفي على المجلة طابعًا ثقافيًا مميزًا. أما على غلاف العدد /33/ فتُزينه صورة الممثل الكويتي القدير محمد المنصور، الذي يُعد من الركائز الأساسية للفن الكويتي وله بصمة لا تُنسى في المسرح والدراما.
وتتضمن هذه الإصدارات لقاءات حصرية واستثنائية، حيث قامت الإعلامية التونسية مها ثابت بإجراء مقابلة خاصة مع المخرج السوداني إبراهيم شداد، تتيح للقُراء فرصة التعرف على مسيرته الفنية ورؤيته الإبداعية. بينما قامت الإعلامية الفلسطينية بيان مقبل بلقاء حصري مع الممثل محمد المنصور، ليلقي الضوء على تجربته الغنية في عالم التمثيل والمسرح.
وتسعى مجموعة سيريوس من خلال هذه الأعداد إلى الاستمرار في تقديم محتوى ثقافي متميز يُلبي أذواق قرائها الأوفياء، مؤكدة التزامها بالجودة والابتكار في جميع إصداراتها. تُعد "مجلة رصيف 81 الثقافية" محطة مهمة للمهتمين بالفنون والثقافة في العالم العربي، حيث تسعى دائمًا لنقل الصورة الأصدق والأكثر شمولية عن عالم الفن والثقافة.

فادي جميل سيدو

في ختام الرحلة الفكرية و الثقافية التي خضناها مع العدد الواحد والثلاثين من مجلة رصيف 81 الثقافية، نصل إلى لحظة تأمل ملؤه...
26/01/2025

في ختام الرحلة الفكرية و الثقافية التي خضناها مع العدد الواحد والثلاثين من مجلة رصيف 81 الثقافية، نصل إلى لحظة تأمل ملؤها التطلع والتفكر في عمق مقولتنا التي تتألق على غلافها: "نبقى نسكب أمانينا عصارة لغدنا، نسرق الأمل لنعيش مع الذكريات الماضية. ربما نحن هاربون من مستقبلنا." تحت ظلال هذه الكلمات، نستلهم تصوراً لحياتنا الثقافية والفكرية وموقعنا ضمن النسيج الزمني. إن هذه الجملة تُرغمنا على مواجهة مشاعرنا المتناقضة تجاه ما كان وما سيكون، حيث نستخدم أمانينا كوقود يشعل جذوة الأمل في قلوبنا، لنغالب بها ضغوط الحاضر ومخاوف المستقبل. ربما يحمل قولنا دعوة جريئة للوقوف بثبات أمام التحديات والإصرار على السير بإيمان رغم كل ما قد يعترض سبيلنا. فريق تحرير المجلة سعى على الدوام إلى تغذية العقول وفتح آفاق جديدة تتيح معانقة التغيير وتخطي حدود المستحيل. #أمانينا #الأمل #المستقبل

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية

في تبويب "أقلام حرة"، نصل إلى محطة هامة مع النص الأدبي "قذائف صفية" الذي كتبه المبدع محمد فتحي شعبان. يُعد هذا النص من ا...
26/01/2025

في تبويب "أقلام حرة"، نصل إلى محطة هامة مع النص الأدبي "قذائف صفية" الذي كتبه المبدع محمد فتحي شعبان. يُعد هذا النص من الأعمال التي تتميز بقدرتها على نقل القارئ إلى عوالم مليئة بالدهشة والتفكير العميق. من خلال سرد يشبه اللوحات الفنية المرسومة بالكلمات، يتمكن شعبان من إثارة الدهشة والتأمل داخل نفس القارئ، ليجد نفسه وسط بحر من التساؤلات الدفينة. النص يتناول موضوعات وجودية وإنسانية معقدة، ويطرحها بقالب أدبي مشوّق يُحفز العقل ويشعل شرارة الفكر. بهذا الإطار، يبرع الكاتب في السيطرة على خيوط السرد، مما يجعل القارئ متشوقًا لاستكشاف كل زاوية من زوايا النص بطريقة تفيض بالإبداع والرؤية الثاقبة.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية

في تبويب "مجتمع وثقافة" على صفحات مجلة رصيف 81 الثقافية، نقدم لكم مقالاً بعنوان "معرض القاهرة الدولي للكتاب: أيقونة الثق...
25/01/2025

في تبويب "مجتمع وثقافة" على صفحات مجلة رصيف 81 الثقافية، نقدم لكم مقالاً بعنوان "معرض القاهرة الدولي للكتاب: أيقونة الثقافة وجسر التواصل" بقلم الإعلامية اليمنية نبيهة محضور. يغوص المقال في أعماق هذا الحدث الثقافي البارز ويستعرض كيف تحول المعرض إلى منصة عالمية لتبادل الأفكار والثقافات، جامعا بين المهتمين بالكتاب والقراءة من مختلف أنحاء العالم. تناقش الكاتبة تفاصيل تفاعل المعرض مع القراء والناشرين، مسلطة الضوء على النقاشات الأدبية والندوات الفكرية التي تُعقد، والتي تساهم في إثراء الساحة الثقافية وتفعيل الحوار بين الحضارات. كما يبرز المقال الأهمية الاستراتيجية للمعرض في تعزيز الروابط الثقافية ومدى تأثيره الإيجابي على الحركة الثقافية العربية والعالمية.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية

تحتفي مجلة "رصيف 81 الثقافية" بالمواهب الشابة التي تبرز في قناة "شباب المستقبل"، حيث تجد هذه المواهب منصة للتعبير عن أنف...
25/01/2025

تحتفي مجلة "رصيف 81 الثقافية" بالمواهب الشابة التي تبرز في قناة "شباب المستقبل"، حيث تجد هذه المواهب منصة للتعبير عن أنفسها وتقديم إبداعاتها المتميزة. من بين هذه المواهب، تسلط المجلة الضوء على "فُراق"، العمل المؤثر للمبدعة الشابة بيسان قيس، التي نجحت في نقل أحاسيس الانفصال بأسلوب شعري عميق. كما تبرز في المجلة "ذِكرى مؤجَّلة"، وهي عمل أدبي لافت للموهبة الصاعدة همسة العطواني، التي تتميز بقدرتها على معالجة مواضيع الذاكرة والنسيان بأسلوب سردي آسر. إلى جانبهم، تقدم الموهبة الواعدة ملك غزالة عملها المتفرد بعنوان "صفعة"، الذي يبحر في تعقيدات العلاقات الإنسانية ويعكس جرأة فنية تتحدى المألوف. تشكل هذه الأعمال الثلاثة نموذجاً لإبداع الشباب في العالم العربي والقدرة على مخاطبة القارئ ببصيرة وتجديد ثقافي.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية

في أروقة مجلة رصيف 81 الثقافية، تجدون الفن التشكيلي ينبض بالحياة بألوانه الساحرة وتفاصيله الدقيقة، وذلك من خلال رؤية الك...
25/01/2025

في أروقة مجلة رصيف 81 الثقافية، تجدون الفن التشكيلي ينبض بالحياة بألوانه الساحرة وتفاصيله الدقيقة، وذلك من خلال رؤية الكاتبة والفنانة التشكيلية أنوار ملاك. بقلمها الملهم، تُقدّم أنوار للقارئ رحلة فنية تستكشف من خلالها كيف يحبو الفن بين كفوف ساحرة، وكيف ينشأ ويترعرع في بيئة مليئة بالإبداع والابتكار. إنها دعوة مفتوحة للتأمل في جمالية الفن التشكيلي وكيف يمكن للأعمال الفنية أن تعبر عن عمق العواطف وتختصر تجارب الحياة في لمسات فرشاة وتناغم الألوان. مجلة رصيف 81 ليست فقط نافذة على العالم الفني، بل هي أيضاً منصة تُعلي من شأن الحوار الثقافي بين الفنانين والجمهور بفضل الجهود القيمة لكتّاب مثل أنوار ملاك.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية

في تبويب "فكر وثقافة" على صفحات مجلة رصيف 81 الثقافية، نستعرض مقالاً مميزًا للباحثة د. آمال بوحرب بعنوان "الفكر والثقافة...
25/01/2025

في تبويب "فكر وثقافة" على صفحات مجلة رصيف 81 الثقافية، نستعرض مقالاً مميزًا للباحثة د. آمال بوحرب بعنوان "الفكر والثقافة في زمن معارض الكتب: الواقع والآفاق". في هذا المقال، تقدم د. بوحرب تحليلًا عميقًا للواقع الحالي للمعارض الثقافية ودورها الكبير في نشر الثقافة والفكر في المجتمعات العربية. تسلط الضوء على كيفية تطور هذه المعارض لتصبح مؤسسات ثقافية حيوية تشارك بشكل فعال في تثقيف الجمهور وتجديد الفكر الثقافي العربي. كما تناقش د. بوحرب الآفاق المستقبلية لهذه المعارض في ضوء التحولات الرقمية والتكنولوجية، مؤكدة على أهمية التكيف مع المتغيرات العالمية لتعزيز الدور الثقافي والفكري في المنطقة. المقال يرسم رؤية متجددة حول العلاقة بين الفكر والقراءة في سياق معاصر، داعياً لتوجهات استراتيجية تسهم في إثراء المشهد الثقافي العربي.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية

في مجلة رصيف 81، تأخذنا الأديبة والباحثة مجيدة محمدي في رحلة استكشافية إلى عوالم الشعر والنثر، حيث تتقاطع الأقلام مع رؤى...
25/01/2025

في مجلة رصيف 81، تأخذنا الأديبة والباحثة مجيدة محمدي في رحلة استكشافية إلى عوالم الشعر والنثر، حيث تتقاطع الأقلام مع رؤى فريدة، حرب بقلم الشاعر محمد الطائي في "قصيدة عابسات الدهر"، تتغلغل فيها الحكمة بين حروف الألم. أما الشاعر لطفي العبيدي فيحملنا في "قصيدة محاولة أبعد من تعب" إلى محطات تتمازج فيها الفلسفة مع العمق الإنساني. تقدم محمدي نفسها بـ"قصيدة في مهبّ الريح"، حيث الأزمنة تتقاطع بحس الفنية والحداثة. نشهد تعبيراً عميقاً لدى الشاعر احمد لمقدم في نثرية "مرثية المُدُنِ التائهة"، إذ يجسد متضادات المدن بروح مثقلة بالحزن والاطياف. وتأتي الشاعرة هاجر الرّقيق في "قصيدة أدخلُ هذا الحبّ بخوذة"، لترتدي الحب برداء القوة والتحدي. يبرز الكاتب كامل الدلفي في تناول فلسفي للارتقاء والعدم، فيما تفاجئنا الكلمات المُحيّرة للأديب د.خليل حسين اطريِّر بقصته القصيرة جداً "من التصفيق إلى الصفع". تقدم الشاعرة ريما فجر بعريني نثرا عاطفياً في "أمي الحسناء"، ويأخذنا نثر زهرة بن عزوز في "سراديب الأشباح" إلى عوالم من الخيال والغموض. في كل سطر من هذه الأدبيات، نجد تحليلاً عميقاً وتصويراً حياً للواقع والخيال، تجتمع فيها المواهب العربية في نسخة خاصة من الإبداع الأدبي المتجدد.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية

تتناول الإعلامية شادن العوران في مقالها "الإعلام والصحافة بين اللامسمى وإيقاظ الأفق" في مجلة رصيف 81 الثقافية الألمانية،...
25/01/2025

تتناول الإعلامية شادن العوران في مقالها "الإعلام والصحافة بين اللامسمى وإيقاظ الأفق" في مجلة رصيف 81 الثقافية الألمانية، القضايا المحورية في عالم الصحافة الرقمية الألمانية. تسلط العوران الضوء على التحديات والفرص التي تواجه المؤسسات الإعلامية في بيئة رقمية تتسم بالتغير السريع والمستمر. تتطرق في نقاشها إلى كيفية تجاوز الإعلام للقيود التقليدية وابتكار أساليب جديدة تمكّنه من الوصول إلى جمهور أكثر تنوعًا وتفاعلًا. وتشير العوران إلى الدور الحاسم الذي يلعبه الصحفيون في التكيف مع التقنيات الجديدة، مع الحفاظ على المعايير الأخلاقية والمهنية التي تعتبر أساساً للصحافة الموثوقة. في ختام مقالها، تدعو إلى إعادة التفكير في نماذج العمل الصحفي لتعزيز دور الإعلام في توعية المجتمع وإثارة الحوار المسؤول.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية

في قراءتها السينمائية النقدية لفيلم "بضع ساعات في يوم ما"، تعمقت الكاتبة والناقدة السينمائية نور فهمي في تفاصيل الفيلم ل...
25/01/2025

في قراءتها السينمائية النقدية لفيلم "بضع ساعات في يوم ما"، تعمقت الكاتبة والناقدة السينمائية نور فهمي في تفاصيل الفيلم لتسلط الضوء على قضايا شائكة تطرقت إليها الأحداث بعمق وجرأة. يعالج الفيلم متلازمة نادرة تُعرض للمرة الأولى في السينما العربية، مما يضفي عليه طابعًا فريدًا ومختلفًا. من خلال تحليلها الدقيق، تبرز نور فهمي كيف تمكن صناع الفيلم من استخدام لغة السينما بتميز لإيصال رسائل متعددة ومركبة، تجمع بين الواقعي والمتخيل، لتعكس حالة إنسانية معقدة. وتعتبر نور أن التمازج بين الأداء التمثيلي القوي والإخراج المتقن جعل من الفيلم تجربة استثنائية تفتح أبوابًا جديدة للنقاش حول مخرجات الفن السابع في التعبير عن القضايا النفسية والاجتماعية.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية
Noor Fahmy

في خلفية ساحرة لجبال رودوب، بلغاريا، برزت شاعرة بشغف للغة والثقافة والروحانية. وُلدت روزاليا ألكسندروفا في بلدة مادان، و...
25/01/2025

في خلفية ساحرة لجبال رودوب، بلغاريا، برزت شاعرة بشغف للغة والثقافة والروحانية. وُلدت روزاليا ألكسندروفا في بلدة مادان، وقد نسجت في شعرها ونثرها جمال موطنها بالإضافة إلى فهمها العميق للعواطف الإنسانية والكون. مع خلفية أكاديمية مثيرة في فقه اللغة البولندية والبلغارية والروسية، بدأت رحلة روزاليا الأدبية في سن مبكرة، لتتفتح في مسيرة مهنية زاخرة تمتد لأكثر من عقدين. لقد عبرت أعمالها الحدود، مع ترجمات عديدة إلى لغات شتى ونشرها في مجموعات مرموقة حول العالم. في مقابلة أجراها معها تغريد بو مرعي، تستكشف المقابلة كيف تجسد روزاليا قوة الشعر كصلة بين الروح والإحساس الإنساني، مع التأمل في أثر ثقافتها وتربيتها على رؤيتها الإبداعية.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية
Taghrid BouMerhi

تحت عنوان "عالم التناغم الذاتي"، تأخذنا افتتاحية مجلة رصيف 81 الثقافية في رحلة استكشافية في عالم الأدب والفكر الذي ينبع ...
25/01/2025

تحت عنوان "عالم التناغم الذاتي"، تأخذنا افتتاحية مجلة رصيف 81 الثقافية في رحلة استكشافية في عالم الأدب والفكر الذي ينبع من الانسجام الداخلي لكل فرد. تتناول الافتتاحية كيف يمكن للإنسان أن يصل إلى مراحل عميقة من التواصل مع ذاته، مما ينعكس إيجاباً على إبداعه الثقافي وإنتاجه الفكري. ومن خلال تحليل معمق لعدد من الظواهر الثقافية والأدبية المعاصرة، تقدم المقالة رؤية ثاقبة لكيفية تحقيق هذا التناغم عبر التركيز على الحوار الداخلي واكتشاف الذات. إنها دعوة موجهة إلى القراء للخوض في رحلة شخصية من التأمل والتفكر، ساعية إلى إلهامهم لاستكشاف آفاق جديدة من الإبداع والتجدد الذاتي. نتمنى أن تستمتعوا بهذه الإضاءة الثقافية المميزة وأن تجدوا فيها إلهاماً حقيقياً لمسيرتكم الفكرية والإبداعية.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية
فادي جميل سيدو

تُواصل مجموعة سيريوس الإعلامية الألمانية التزامها بتقديم محتوى ثقافي مميز بإصدار العدد الواحد والثلاثين من مجلتها الدوري...
25/01/2025

تُواصل مجموعة سيريوس الإعلامية الألمانية التزامها بتقديم محتوى ثقافي مميز بإصدار العدد الواحد والثلاثين من مجلتها الدورية "مجلة رصيف 81 الثقافية". يتميز هذا الإصدار بعرض مجموعة من الموضوعات التي تشتمل على مختلف مجالات الثقافة والفكر والأدب، وتقديم تحليلات معمقة حول قضايا المجتمع المعاصر. تهدف المجلة إلى إثراء تفكير القراء وتعزيز فهمهم للأحداث الراهنة من خلال مقالات رفيعة المستوى وأبحاث دقيقة. تؤكد "مجلة رصيف 81 الثقافية" حرصها على البقاء في طليعة المنابر الثقافية بتضمين كتابات لأبرز المفكرين والكتّاب الذين يساهمون في إثراء المشهد الأدبي والفكري بأسلوب مهني وموضوعي يجذب اهتمام مختلف الفئات من القراء.

مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية
فادي جميل سيدو

Adresse

Im Gries 1
Bonn
53179

Benachrichtigungen

Lassen Sie sich von uns eine E-Mail senden und seien Sie der erste der Neuigkeiten und Aktionen von مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية erfährt. Ihre E-Mail-Adresse wird nicht für andere Zwecke verwendet und Sie können sich jederzeit abmelden.

Service Kontaktieren

Nachricht an مجلة رصيف 81 الثقافية - الفنية senden:

Videos

Teilen