16/11/2024
يوسف، الإنسان الأنيق في حديثه وتعامله (1-5)
بقلم: التوم شول فاجانق
كنا أصدقاء في العالم الافتراضي، لكن أثناء زيارته للقاهرة التقينا على أرض الواقع، وقضينا أجمل الأيام في ضواحي عين شمس. تعرفت عليه أكثر، ووجدته إنسانا هادئا وجميلًا في تعامله وأسلوبه مع الجميع دون تفرقة. شخصية استثنائية ونبيل الروح، إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كان لي عظيم الشرف أن ألتقي به لأول مرة في قهوة "الصينية" الشهير في عين شمس، الذي يعرف بأنه ملتقى أبناء الجنوبيين في حي عين شمس . أي شخص يأتي من جنوب السودان وينزل في عين شمس يلتقي بالمعارف في هذا القهوة ، وكان يوسف من هؤلاء الأصدقاء الذين تشرفت بلقائهم.
يوسف يمتلك جميع الصفات الحميدة والطيبة، وهو من الشباب الذين تعلمنا منهم واستفدنا الكثير خلال فترة وجوده معنا في القاهرة. في كل مرة كنا نجتمع في قهوة "الصينية"، كنا نتبادل أطراف الحديث ونناقش القضايا التي تخص جنوب السودان، وبالأخص قضايا منطقتنا أبيي. كان يوسف دائماً يقول لي: "يا التوم، أبيي تحتاج شبابا أمثالكم الذين يمتلكون روح الأخوة والمحبة، وأنت واحد من هؤلاء الشباب، وأنا فخور بك لأنك تركز على الشيء الذي تحبه. إذا ركز كل واحد منا على ما يحبه ويجيده، فسيكون جنوب السودان من أجمل البلدان."
لكن الواقع يختلف، وهذا من الأمور المؤسفة. كنت دائماً أتطلع إلى الحديث معه، فقد كان لديه كم هائل من المعلومات، وكان بالنسبة لي مرجعًا بحكم أنه قادم من أبيي ويعرف الكثير عنها. كنت أسأله دائماً : "يا يوسف، كيف الأجواء هناك في أبيي؟"، فيجيب ببساطة وعفوية: "أبيي جنة، يا التوم. فقط رتب أمورك واذهب إليها، هناك أشياء كثيرة تغيرت في غيابك. في أبيي مجموعة كبيرة من الشباب الذين لديهم أحلام وطموحات مثلك."
نواصل............ 4✍️
16/ نوفمبر /2024م
{القاهرة }