19/12/2024
🔅قاعدة تدبرية
*التأثُّر بمعاني القرآن الكريم؛ اعتقادًا وعملاً:*
كان الصَّحابة رضي اللّه عنهم إذا قرأوا عشر آياتٍ، أو أقلَّ أو أكثر، لم يتجاوزوها, حتَّى يعرفوا معانيها -كما سبق -، ثمَّ يحقِّقوا ما دلَّت عليه من الإيمان والعمل، فلينظر القارئ في موضوع الآية:
أ- فإنْ كانت من آيات الأخبار؛ فليؤمن:
- بما احتوت عليه من العقائد والأخبار.
- وليطبِّقها على جميع ما يشهده من الحوادث, والوقائع الواقعة عليه, أو على غيره.
قال ابن مسعودٍ رضي الله عنه : "والذي نفسي بيده إنَّ حقَّ تلاوته: أنْ يُحِلَّ حلاله، ويُحَرِّم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرِّف الكَلِمَ عن مواضعه، ولا يتأوَّل منه شيئاً على غير تأويله".
ب- وإنْ كانت من آيات الأوامر, والنواهي, والأخلاق؛ فليحاسب نفسه:
- هل هو قائمٌ بها، أو مخلٌّ بحقوقها ومطلوبها؟.
- وكيف الطَّريق إلى الثَّبات على الأمور النَّافعة، وتدارك ما نقص منها؟ والتَّخلص من الأمور الضَّارة؟ .
قال الحسن البصري رحمه الله: "إنَّ أحدهم ليقول: لقد قرأتُ القرآن كلَّه فما أسقطت منه حرفًا، وقد والله أسقطه كلَّه، ما يُرى القرآن له في خلقٍ ولا عملٍ"، وقال مطرِّف بن عبد الله رحمه الله: "إنِّي لأستلقي من الليل على فراشي، فأتدبَّر القرآن وأَعرِض عملي على عمل أهل الجنَّة".
فاحرص على تطبيق ذلك عند تلاوتك للقرآن، وخصوصًا عند قراءة وردك من قيام الليل، روى الطَّبري بسنده عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: "كان الرَّجل منا إذا تعلَّم عشر آياتٍ, لم يُجاوزهنَّ حتَّى يعرف معانيهن، والعمل بهن".