09/01/2024
هكذا كتب الكاتب الأديب الصقر الهدياني عن مدير ومؤسس منصة حِميَر : لو سألني أحد: من أنجح شاب جنوبي؟ بلا تردد، أجيب: صالح شنظور
هذا الفتى النضير الذي يعمل بصمتٍ خفي، قلّما تجد شابًا يخرج عن الرفاهية، ويقضي وقته في بناء الفكرة، غالبًا ما يكون الشباب منهمكين بالأغنيات، يعيشون النزهة والنقاهة على قدرٍ من أحوالهم، لكن من الاستثنائية أن يولول عنفوان الشباب غوصًا في المعارف!
تخيلوا أنَّ هذا الشاب كرّس قدراته الإعلامية لمجهودٍ وطني يفوق مقدرة قناةٍ رسمية!. بمنظومة فكرية شبه متكاملة، وبعدّة بدائية من الأدوات الإعلامية، وبضعة شباب لا يزيدون عن خمسة، استطاع هذا الجيش العصامي الخروج عن المألوف، وصناعة محتوى وثائقي يعيد تعريف الكثير من التاريخ العريق!
التأقُُلم مع كارثية البلاد هذه وهي تسير إلى الضياع، يتطلب مرونة عقلية، وحدس رشيد، للخروج فقط بأقل خسائر ممكنة، فما بالك بفتى يحمل مسقط رأسه على كتفيه، ويسعى لتسوية اعوجاج المنعطفات التي رهلتها فوضى الجهل!.
بدأ العزيز صالح من نقطة الصفر، انشأ صفحة الكترونية باسم "منصة حِميَر"، وقطع على نفسه العهد أن ينتشل ما استطاع من الهوية، أنذاك بدت لي فكرة ذكية، الحالم هذا لديه حلمٌ عملاق، هذه مغامرة شيّقة يخوضها شاب دوبلوماسي متفتح العقل...!
بجهدٍ شخصي، وحذرٍ يكشف حالة قصوى من الفطنة، اختار هذا اليافع فكرته، وفلترها من الشوائب، حتى بدت له فكرة ناضجة، ثم بدأ عمله الفكري، تمترس صالح للقضايا الاجتماعية من زوايا تكشف خبرته الذكية في التقاط الفكرة، وبطرقٍ ابتكارية تشير إلى أنه قارئ حكيم...!
اليوم يلوح صالح من الأعالي، أصبح رقمًا يشار إليه بالبنان (كأنه علمٌ في رأسه نار)، منصة حمير اليوم واحدة من أكبر وأذكى المنصات الرقمية في البلاد، ليس لأنها حِميَر، بل لأن صالح مديرها.
أقولها لأني أعرفه شخصيًا، يحمل طباع قمّة في الإنسانية، وخوض الحوار معه يكشف قراءاته المكثّفة، بالذات في جوانب التاريخ والتراث، والأدب، لا أخفيكم أنَّ الذكاء الفطري هو السبب الرئيس لصناعة هذا الشاب الناجح، لكنه أيضًا عرف من أين يفتح نافذة ليطل من خلالها على الشارع، ذلك ما منح صالح مهارة ترويض المهور الجامحة في عروق اللهفة!
منصة حِميَر خلال ثلاثة أعوام حققتْ نجاحًا باهرًا، ورقمًا قياسيًا جديدًا، من الصفر، إلى مائة وثمانية وثلاثين ألف متابع، رقمٌ أتى عن عمرٍ مترفٌ بالتجارب القيّمة، والخطط العبقرية التي يصنعها العزيز صالح، هذا الشاب الذي قد من هندوان يافع، سليل الحميريين الذين تليق بهم الانتصارات الحافلة، ولأن صالح يستند إلى عراقة التاريخ اليافعي، لذلك من الصعب أن يُهزم، أو يعود خالي اليدين!
