![في سابق العهدِ عندما كنا صغاراً ..كانت فرحة العيد كامنةً في الشارع بين أصدقاء الطفولة ، كنا لاندخل البيت إلا أثناء الطعا...](https://img3.medioq.com/891/391/238913428913913.jpg)
03/07/2023
في سابق العهدِ عندما كنا صغاراً ..
كانت فرحة العيد كامنةً في الشارع بين أصدقاء الطفولة ، كنا لاندخل البيت إلا أثناء الطعام فقط ، كنا نشعر بالسعادة خارج البيت ، نبكي إذا مُنعنا من الخروج إلى الشارع لنلعب ،
ولكن كانت تأخذنا الحميّة عندما تقرر امي الذهاب إلى جدتي لزيارتها ، لم نكن ندرك بحظورها إلا عندما تقرر الغياب ، كنا نتعلق بعبائتها الثخينة باكيين رجاء أن تأخذنا معها فـ تارةً تأخذنا وتارةً لا يجدي معها بكاؤنا ،
وها نحن الآن لو أُتيحَ لنا المجال لنبكي لـ بكينا ، لقد كبُرنا على البكاء يا أمي ، لقد تحولت دمعاتنا إلى كتلات هوائية تجتمع أسفل الحلق وأعماق الصدر فتكوّنُ غصّاتٍ متتالية تكاد تخنقنا .
أصبحنا ندرك أن الحياة ليست لقمة سائغة كما كنا نعتقد ، وأدركنا أننا كنا مخطئون عندما تمنينا أن نكبر سريعاً لنرى رفاهية الحياة الضبابية أمام أعيننا ،
نعم تجرّعنا مرارة أن يعيش المرء في وسطٍ يرفضه ، وفي وسطٍ لا يناسبه البتّه ،
أدركنا أنكم كنتم أحقّ بتلك الساعات التي كنا نقضيها بعيداً عنكم ،
ولو جائنا العيد ونحن بقربكم نعِدُكم أننا لن نبرح جواركم ، ولن نمكث في أرضٍ لستم بها حاضرون ،
فالسلام عليكم ، وعلى أعينكم الناعسة ، وملامحكم المجعّدة ، وأيديكم الدافئة ، وقلوبكم النابضه ، والسلام على خصالِ شعركم البيضاء ، وحواجبكم المعقودة ،
والسلام ثم السلام ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Osama al Tammari 2023/7/3.