18/08/2023
قال كاتب عام لجمعية سوق الجملة للخضر والفواكه في عبارات جارفة و ممزوجة بألوان القلق: "علت الأسعار المتلألئة للخضر والفواكه طيلة هذا الأسبوع، كشمسٍ تتسلل ببجاجة إلى سماء السوق، مرتفعة بجدارة بسبب أسباب لا تعد ولا تحصى، وفي مقدمها، تأثيرات شرسة من زيادات المحروقات، بالأخص "الغازوال"، وكأنها لهبة ملتهبة أحاطت بأقدار الأسعار."
وأضاف المتحدث الواعي في مرحلةٍ من التأمل: "أصبح المشهد مثقلاً بالغموض والقلق، ففي أوقات ليست ببعيدة، كانت البطاطس تأتي بأثمان معتدلة، حينها كانت ترفرف أرض السوق بسعر لا يتعدى الأربع دراهم، أما هذا اليوم، فقد تحوّلت إلى قطعة فنية ثمينة، سُجل على لسان المتاجرين سعرها الذي بلغ الآن 12 درهماً، تلوح كلماتها كأنها ألحان موسيقية تمزج بين مشاعر المفاجأة والاستياء."
وفي ظل الزمن المتغير، تباينت المشاهد على خشبة السوق، فمنهم من ظهرت على وجهه الدهشة، وآخرون غالبوا على أنفسهم مظاهر الحزن والتأسي، وكأن أحلامهم الزراعية تختنق تحت بركان الغلاء.
وقال المصدر ذاته، وهو شاهدٌ على تطورات الساحة الاقتصادية: "الجفاف ذلك الضيف العابر عبر السنوات، اختلطت أوراقه مع قواعد الخضر والفواكه، فأصبح يشكل بيئة غير ملائمة، تنبعث منها روائح الفقدان والتدهور، ليترك بصمته القاتمة على قلوب التجار والمزارعين."
وتابع قائلاً: "ومع سمفونية الارتفاعات التي لا تنقطع، انضمت أنغام الأسمدة والبذور إلى الحان الزيادات، خصوصاً في أوقات تفشّي الجائحة، حيث تحوّلت البذور من مفتاح للأمل إلى مجرّد أماني تبخّرت في رياح الصعوبات، وليس من غرابةٍ أن تجاور الأسعار السماء، وازدادت وطأة الأعباء على عاتق الباحثين عن لقمة عيشهم."
وتمثل هذه الصورة الغامضة في سجادة الواقع، أفقاً لا يزال يختبئ بين طياته كثير من التحديات، وقال معيدن في ختام حديثه: "إذا ما نظرنا إلى هذه الجوانب المتعددة، يصبح من الطبيعي جداً أن تنطلق نغمات الغلاء والارتفاع بأصوات ملحمية، في فصلٍ حزين يتبلور فيه وجه الحقيقة، ويتوازن بين آهات الشوق للأوقات الجميلة ووجع الزمن الحالي."
في سياقٍ آخر، طغت لهجة التنسيق الوطني لقطاع سيارات الأجرة بكلماتٍ تحمل شجون الاضطرابات والغموض: "تبدلت تفاصيل المشهد بمعالم القلق المستمر، حيث تسارعت تغيرات أثمنة المحروقات على خشبة الوطن، مثل مشاهد من تجاويف الظلمات، بينما تتوالى الزيادات بسرعةٍ لا تكاد تتجاوز أياماً قليلة، لترسم مشهداً يتربص بالمهنيين والمواطنين على حدٍ سواء."
ومن وحي هذا القلق والاضطراب، خرجت تصريحات التنسيق الوطني لقطاع سيارات الأجرة، وكأنها أنغامٌ حزينة على أوتار القلوب: "ألوان التقلبات تلوح في أفقنا كالشهب الساقطة، مع كل نجمة تتغير الواقعة، وتتبدل المشاهد، وكأننا نعايش حلمًا سرياليًا لا نجد فيه ثباتًا."
وأكمل البيان: "الصمت يعم المشهد، كما لو كانت الأماني تنصت للهمسات المحيطة، وتتساءل عن مصيرها، ومستقبل مسارها، بينما تشهد الساحة انقسامًا بين تباين التوقعات وتذبذب السيناريوهات."
وانتهى البيان بمعانقة الحقائق الصريحة: "في عالمٍ تنقلب فيه الأمور رأسًا على عقب، تبقى تلك الرؤية المظلمة حاضرة، تشبه الصورة العتيقة المعبّرة عن الواقع المرير، والذي يبدو أنه تحتاج إلى تجاوز آفاقه واستعادة إشراقته."
هكذا، تتناوب الكلمات على خشبة الواقع، تنسج روايات الزمن وتعبّر عن تجليات الحياة، بأسلوبٍ نجيبي يعبق الأدب والفهم العميق للبشر ومختلف تجاربهم