26/04/2025
حق الام فى الاسلام
O direito da mãe no Islam
Louvado seja Deus o único, nunca teve companheira, nunca girou nem foi gerado, Todo-Poderoso, possuidor dos céus e da terra, não é parecido com ele algo, e que é o ouvinte.
Testemunho que não há deus senão Alá único, sem parceiro, o rei dos mundos, e a ele todo o louvor.E testemunho que o nosso Profeta, mohamad (SAW) é Seu servo e Mensageiro, e que a graça e a paz de deus estejam sobre ele, seus companheiros, familiares e seus seguidores até o dia do juízo final.
Porem irmãos:
Por aqui está se aproximando o dia das mães, mas, qual é a visão do islam sobre isso? Os versos do Alcorão que abordam a mãe enfatizam as dificuldades da gravidez, parto e amamentação e a necessidade de respeitar a própria mãe. muitas vezes estes versos mencionam os pais em geral, mas entram em detalhes em relação à mãe, porque ela enfrenta desafios que o pai não. O versículo 15 do capítulo 46 ilustra este ponto.
15 E recomendamos ao homem benevolência para com os seus pais. Com dores, sua mãe o carrega durante a sua gestação e, posteriormente, sofre as dores do seu parto. E de sua concepção até à sua ablactação há um espaço de trinta meses, quando alcança a puberdade e, depois, ao atingir quarenta anos, diz: Ó Senhor meu, inspira-me, para praticar o bem que Te compraz, e faze com que minha prole seja virtuosa. Em verdade, converto-me a Ti, e me conto entre os muçulmanos.
Este verso começa com um comando para ambos os pais, mas entra em detalhes no que diz respeito à mãe e as dificuldades que perdura. O comando para tratar os pais com bondade signif**a tratá-los com respeito em todas as circunstâncias, a obedecê-los, a menos que ele (filho/filha) vá contra um decreto da fé, que é cuidar deles (os pais) na velhice como eles se importavam com você quando criança.
Como um muçulmano deve tratar os seus pais, especialmente a mãe, é ainda mais enfatizado em Ahadith. Há muitos casos em que o Profeta Muhammad (que a paz esteja sobre ele) ordenou os crentes a respeitar suas mães. Aqui estão alguns exemplos:
Um homem veio ao Profeta (saw) e disse: 'Ó Mensageiro de Deus! Quem entre as pessoas é o mais digno de minha boa companhia? O Profeta (saw) disse: Sua mãe. O homem disse: "Então quem?" O Profeta (saw) disse: Então a sua mãe. O homem ainda perguntou: "Então quem?" O Profeta disse: Então a sua mãe. O homem perguntou novamente: "Então quem?"
O Profeta (saw) disse: Então seu pai. (Bukhari, Muslim) Um homem, uma vez consultando o Profeta Muhammad (saw) a cerca de tomar parte em uma campanha militar. O Profeta (saw) perguntou ao homem se sua mãe ainda estava viva. Quando lhe disseram que ela estava viva, o Profeta (saw) disse: "(Então) fique com ela, pois o Paraíso é a seus pés." (Al-Tirmidhi)
Em outra ocasião, o Profeta (saw) disse: "Deus proibiu para vocês serem desobedientes a seus mães." (Sahih Al-Bukhari)
No primeiro hadith, o Profeta (saw) destaca a importância da mãe sobre o pai, repetindo "sua mãe" três vezes e, em seguida, dizendo "seu pai" uma vez apenas, em resposta à pergunta do homem. O segundo hadith ilustra a importância da mãe, colocando carinho por ela ao invés de ir à guerra para defender o Islam. Em outras palavras, cuidar de sua mãe também é uma forma de um homem servir a Deus. Ao dizer que a entrada para o paraíso está ligada a cuidar e respeitar a mãe, o Profeta (saw) atribui-lhes uma grande honra. No último hadith, o Profeta (saw) afirma que a desobediência as mães é um pecado.
Todos os versos e Ahadith sobre as mães demonstram a importância desta figura no Islam. Eles também mostram que a mãe é atribuída uma honra maior do que até mesmo o pai por causa de todas as responsabilidades que ela tem para com o seu filho. O Profeta (saw) nunca viu seu pai porque ele morreu antes do seu nascimento e ele perdeu sua mãe quando ele tinha seis anos. No entanto, muitos Ahadith mostram que ele entendeu a importância de ambos os pais, especialmente a mãe. Muitos muçulmanos vão dizer que o Islam enfatiza a importância da mãe tanto que o Dia das Mães não um dia por ano, mas deve ser todos os dias.
حق الأم فى الإسلام
إنّ الحمدَ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهْدِيهِ ونشكُرُه ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ. وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا اللهُ وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرَّةَ أعينِنَا محمّدًا عبدهُ ورسولهُ وصفيُّه وحبيبُه، صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلى كلّ رسولٍ أَرْسَلَهُ. أمَّا بعدُ
أيها الأحبة فى الله:
يحتفل الناس بعيد الأم يوم واحد فى العام، وفي هذه المناسبة يتذكر الواحد منهم أمه بأن يزورها في مأوى العجزة، أو يقدم لها باقة من الورد، أو حتى يتصل بها بالهاتف، أو يرسل لها رسالة تهنئة من جواله، أما المسلم فكل أيام عامه عيد للأم.
وإذا كان هذا الاحتفال يناسب الذين لا يعرفون أمهاتهم إلا في هذا اليوم من السنة، فما لَنا ولهم، ونحن نتقرب إلى الله بصلة الرحم، وبر الوالدين عموماً، وببر الوالدة على وجه الخصوص، وفي كل وقت.
قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)[الإسراء: 23-24].
أمر الله عز وجل بعبادته وتوحيده وجعل بر الوالدين مقروناً بذلك، كما قرن شكرهما بشكره، فقال عز وجل: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)[لقمان: 14].
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: "الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي؟ قال: "ثم بر الوالدين" قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله".
والبر اسم جامع للخير، وهو ضد العقوق، ومعناه الصلة وفعل الخير والتوسع فيه واللطف والطاعة.
وقوله تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا)[الإسراء: 23].
خص حالة الكبر؛ لأنها الحالة التي يحتاجان فيها إلى بر الولد، لتغير الحال عليهما بالضعف والكبر، وكذلك طول المكث للمرء يوجب الاستثقال للمرء عادة، ويحصل الملل، ويكثر الضجر، فيظهر غضبه على أبويه، وقد أمر أن يقابلهما بالقول الموصوف بالكرامة، وهو السالم من كل عيب، فقال: فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً قال العلماء: إنما صارت قولة "أف" للأبوين أردأ شيء؛ لأنها كلمة تقال لكل شيء مرفوض؛ كما قال إبراهيم لقومه: (أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)[الأنبياء: 67].
فهي للأبوين كفرٌ للنعمة، وجحد للتربية، وردٌّ للوصية التي أوصى الله بها في التنزيل، وقوله: (ولا تنهرهما) والنَّهْر هو الزجر والغلظة، وقوله: (وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)[الإسراء: 23] أي ليناً لطيفاً، مثل: يا أبتاه، ويا أماه، من غير أن يسميهما ويكنيهما.
وقوله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ)[الإسراء: 24].
أمر بمزيد من الشفقة والرحمة مع أبويه، أقواله وسكناته ونظراته، ثم قال عز وجل: (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
أمر الله عز وجل عباده بالترحم على آبائهم والدعاء لهم، فينبغي على العبد أن يرحمهما كما رحماه، وأن يرفق بهما كما رفقا به، إذ ولياه صغيراً جاهلاً محتاجا فآثراه على أنفسهما، فسهرا وأناماه، وجاعا وأشبعاه، وتعريا وكسواه، فلا يجزيهما إلا أن يبلغا من الكبر الحد الذي كأنهما فيه صغيران، فيلي منهما ما وليا منه، ويكون لهما- مع ذلك - حينئذ فضل التقدم.
من هنا نعلم أن ما يسمونه بعيد الأم تكريماً لها في السنة مرة، ما هو- في الواقع- إلا نكران لحقها الكبير، وفضلها العظيم الذي أشار إليه الرب سبحانه إذ قال: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[لقمان: 14 - 15].
فلما خص الله تعالى الأم بالحمل والوضع والرضاع، خصها بمزيد الوصية بالبر، وهذا يوافق ما ورد في الصحيح عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمُّك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمُّك، قال: ثم من؟ قال: أمُّك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك"[متفق عليه].
وأخرج البخاري في الأدب المفرد: "إن الله يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب"[الصحيحة].
وقوله تعالى: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ)[لقمان: 14] أي حملته في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفا على ضعف، وقيل: المرأة ضعيفة الخلقة ثم يضعفها الحمل.
وقوله تعالى: (أن اشكر لي ولوالديك) قيل: الشكر لله على نعمة الإيمان.
وللوالدين على نعمة التربية، وقال عز وجل: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)[لقمان: 15].
ففي هذه الآية دليل على صلة الأبوين الكافرين بما أمكن من المال إن كانا فقيرين، وإلانة القول والدعاء إلى الإسلام برفق.
أخرج البخاري عن أسماء بنت أبي بكر قَالتَ: قَدِمَتْ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمْ إِذْ عَاهَدُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ ابْنِهَا فَاسْتَفْتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ".
فالبر معناه الصلة، وفعل الخير، والتوسع فيه، واللطف والطاعة.
ومن برهما: دعوتهما إلى الله عز وجل، وتعليمهما أحكام الدين والصبر على ذلك، روى مسلم عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلاَمِ وَهِىَ مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا أَبْكِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلاَمِ فَتَأْبَى عَلَي، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِىَ أُمَّ أَبِى هُرَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِى هُرَيْرَةَ" فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِي اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَي، فَقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، قَالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا، وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَفَتَحَتِ الْبَابَ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِى هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ خَيْرًا، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا - يَعْنِى أَبَا هُرَيْرَةَ وَأُمَّهُ - إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْ إِلَيْهِمُ الْمُؤْمِنِينَ" فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بي وَلاَ يَرَانِي إِلاَّ أَحَبَّنِي.
أيها الأحبة: إن سيرة أسلافنا الصالحين مع أمهاتهم ترجمان عملي للبر الذي أمر الله به.
فهل أتاكم نبأ أويس بن عامر القرني؟ ذاك رجل أنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بظهوره، وكشف عن سناء منزلته عند الله ورسوله، وأمر البررة الأخيار من آله وصحابته بالتماس دعوته، وابتغاء القربى إلى الله بها، وما كانت آيته إلا بره بأمه، وذلك الحديث الذي أخرجه مسلم عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ، فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ" فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَةَ، قَالَ: أَلاَ أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا؟ قَالَ: أَكُونُ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَىَّ.
أجل؛ لما علم سلفنا الصالح عظم حق الوالدين، قاموا به حق قيام.
فهذا محمد بن سيرين: إذا كلم أمه كأنه يتضرع.
وقال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئاً؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه.
وهذا حيوة بن شريح، وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين، يقعد في حلقته يعلم الناس، ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم.
ومن برهما توقيرهما واحترامهما: روى البخاري في الأدب: أن أبا هريرة أبصر رجلين، فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال: أبي، فقال: لا تسمه باسمه ولا تمش أمامه ولا تجلس قبله.
وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتُها.
ومن برهما صلة أهل ودهما: ففي صحيح مسلم عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله يقول: "إن من أبر البر صلة أهل ود أبيه بعد أن يولي".
ومن برهما: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعدهما: "إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك"[الصحيحة" جه حم].
ومن برهما: قضاء دينهما، والحج عنهما، والوفاء بنذرهما، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى".
الخطبة الثانية
أيها الأحبة: هذه بعض نماذج من بر السلف لآبائهم وأمهاتهم، فما بال شبابنا اليوم يقصرون في بر آبائهم وأمهاتهم، وربما عق أحدهم والديه من أجل إرضاء صديق له، أو أبكى والديه وأغضبهما -وهذا من أشد العقوق- من أجل سفر هنا أو هناك أو متعة هنا أو هناك.
وردت الأحاديث في النهي عن عقوق الوالدين وبيان أن العقوق من أكبر الكبائر: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ- وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا- فَقَالَ: أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ"، قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ.
والعقوق مشتق من العق، وهو القطع، والمراد به صدور ما يتأذى به الوالد من ولده من قول أو فعل، إلا في شرك أو معصية ما لم يتعنت الوالد.
أوصيكم يا معشر الأبناء جميعاً ببر الوالدين، وأن نسعى لإرضائهما، وإسعادهما في هذه الدنيا.
أسألك بالله يا أخي ماذا يريد منك أبوك إلا أن تقف معه حين يحتاجك، وأن تسانده حين يحتاجك، بل ماذا تريد منك الأم إلا كلمة حانية، وعبارة صافية، تحمل في طياتها الحب والإجلال.
والله يا إخوان لا أظن أن أي أم أو أب يعلمان من ولديهما صدقاً في المحبة، وليناً في الخطاب، ويداً حانية، وكلمة طيبة، ثم يكرهانه، أو يؤذيانه في نفسه أو ولده.
وكم نجد ونسمع من يلتمس رضا زوجه، ويقدمه على رضا والديه؛ فربما لو غضبت الزوجة لأصبح طوال يومه حزيناً كئيباً؛ لا يفرح بابتسامة، ولا يسّر بخبر، حتى ترضى زوجه الميمون، وربما لو غضب عليه والداه منذ أسابيع، ولا كأن شيئاً قد حصل.
ذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة، فيها صورة من صور العقوق، يقول: دخل علي رجل ومعه زوجته، ومعهم عجوز تحمل ابنَهما الصغير، أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي، فلما راق لها نوع من المجوهرات، دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتما فأعجبها لكي تلبسه في العيد، فقال: ولماذا الثمانون ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟ ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله.
هذه صورة من صور العقوق، يدخل الزوج وهو يعيش مع والديه، أو أن والديه يعيشان عنده، يدخل البيت معبس الوجه، مقطب الجبين، فإذا دخل غرفة نومه سمعت الأم الضحكات تتعالى من وراء باب الحجرة، أو يدخل ومعه هدية لزوجه فيعطي زوجته، ويدع أمه، هذا نوع من العقوق.
فيا أخي المسلم: من أحق بالبر المرأة التي هي سبب وجودك، والتي حملتك في بطنها تسعة أشهر، وتألمت من حملك، وكابدت آلام وضعك، بل وغذتك من لبنها، وسهرت لتنام، وتألمت لألمك، وسهرت لراحتك، وحمَلت أذاك وهي راضية، فإذا عقلتَ ورجت منك البر عققتَها، وبررت امرأة لم تعرفها إلا سنةً أو سنتين أو شهراً أو شهرين؟!
إني أدعوكم جميعاً أيها الإخوان: ألا تخرجوا من هذا المسجد المبارك إلا وقد عاهدتم الله أنه من كان بينه وبين والديه شحناء أو خلاف أن يصلح ما بينه وبينهم، ومن كان مقصراً في بر والديه، فعاهدوا الله من هذا المكان أن تبذلوا وسعكم في بر والديكم.
ومن كان براً بهما فليحافظ على ذلك، وإذا كانا ميتين فليتصدق لهما ويبرهما بدعوة صالحة أو عمل صالح يهدي ثوابه لهما.
وأما أنت أيها العاق فاعلم أنك مجزي بعملك في الدنيا والآخرة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق"[الصحيحة].
اللهم أعنا على بر والدينا، اللهم وفق الأحياء منهما، واعمر قلوبهما بطاعتك، ولسانهما بذكرك، واجعلهم راضين عنا.
اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم، فنور قبره، واغفر خطأه ومعصيته.
اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك.
اللهم اجعلنا وإياهم على سرر متقابلين يسقون فيها من رحيق مختوم، ختامه مسك.