11/06/2022
✍️ كيف نشأ القراء العشرة
كيف نشأت القراءات ؟
🔸ذكر العلماء أن أصح الأقوال في عدد المصاحف التي نسخها الصحابة
في عهد عثمان رضي الله عنهم أنها ستة:
•البصري - الكوفي - الشامي - المكي - المدني العام لأهل المدينة -
المدني الخاص الذي حبسه عثمان لنفسه
•المدني الخاص يسمى المصحف الإمام
لأنه هو الذي نسخ أولاً ثم نسخت منه باقي المصاحف
•ويطلق على كل مصحف من المصاحف الستة
بالمصحف الإمام أيضاً لاقتداء أهل الأمصار به
🔸لما أراد عثمان رضي الله عنه إذاعة المصاحف وإرسالها إلى الأمصار ،
لم يرسلها وحدها لتكون المرجع الوحيد
بل أرسل مع كل مصحف قارئًا متقنًا ضابطاً
يقرئ الناس بما يوافق خط مصحفهم
🔸أمر زيد بن ثابت أن يقرئ تلاميذه
بالمصحف المدني
وبعث عبد الله بن السائب مع المصحف المكي ( كان من المهاجرين)
والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي مع الشامي
وعامر بن عبد قيس مع البصري
وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي
🔸فقرأ أهل كل مصر بما يوافق مصحفهم تلقياً عن هؤلاء الصحابة
الذين تلقَّوه من في رسول الله وتركوا من قراءاتهم ماخالف خط
المصحف الذي بين أيديهم
🔸لذلك لما وُزعت المصاحف على الأمصار والتزم كل مصر بخط مصحفهم
اختلفت قراءاتهم تبعاً لذلك
✍️في العصرين الثاني والثالث الهجري ( ٢٠٠-٣٠٠هـ )
كثر المسلمين في مكة ، المدينة، البصرة ، الكوفة ،
وكثر القراء من التابعين الذين تلقوا عن الصحابة
وكثر تابعيهم
وتوافدت الوفود على قراء الأمصار تجلس في حلقاتهم
وتتلقى منهم القرءان
🔸ثم إن الرواة عن الأئمة من القراء كانوا في هذين العصرين كثيرًا في العدد
حتى كان من يجلس في حلقة أبي الدرداء بدمشق ١٦٠ نفس
🔸ثم ظهر في عصر تابعي التابعين رجالٌ تفرغوا للقراءة
وتفرغوا لنقلها ولضبطها
وجلسوا بعد ذلك للتعليم
🔸فلما جلس هؤلاء الرجال للتعليم أُشتهرت القراءة التي
كانوا يقرأون بها ويقرِؤون بها الناس
🔸فصار الواحد يقول لرفيقه أو صاحبه بقراءة من تقرأ ؟
فيقول بقراءة نافع ( مثلًا )
والآخر يقول بقراءة ابن كثير
والآخر يقول بقراءة عاصم
🔸ليس معنى ذلك أن نافعًا أو ابن كثير أو غيرهما من القراء
ابتدعوا أو اخترعوا هذه القراءة من عند أنفسهم
وإنما المعنى أنهم لَزَموا هذه القراءة
أي لَزِموا تلك الكيفية المعينة المنقولة عن
الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم صارت تلك الكيفية في القراءة تنسب إلى ذلك القارئ
⭕️توضيح :
تماماً كما يقول الواحد إني شافعي المذهب
أو مالكي المذهب أو حنفي أو حنبلي المذهب
ليس معنى هذا أن مذهب الشافعي أو المالكي
أو غيرهم هو من عند الأئمة نفسها
إنما هي طرائق لزمها الإمام واستنبط منها الأحكام الشرعية
فصارت تنسب إليه
وكل واحد من متبعي الأئمة الأربعة
هو آخذ من الكتاب والسنة
فالفقهاء في العصور الأولى كانوا كُثر
لكن هؤلاء الأئمة الأربعة سخر الله لهم تلاميذ لازموهم
ونقلوا لنا مذاهبهم
في المقابل اندثرت ( تلاشت ) مذاهب غيرهم من الفقهاء
مع أنهم كانوا فطاحل
( الإمام الشافعي يقول عن الليث بن سعد :
الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه ( تلاميذه ) ضيعوه - يعني مانقلوا
مذهبه ولا لازموه وكتبوا الكلام الذي كان يقوله)
✍️ كذلك القراء كالفقهاء
كانوا كثيراً جداً
لكن من اشتهر منهم عشرة قراء فقط
تصدوا للتعلم والتعليم فصارت القراءة تنسب إليهم
وليس لأنهم اخترعوها
بل نقلوها نقلاً محضًا
ليس لهم فيها أي تغيير أو زيادة
ولا فتحة ولاضمة ولا كسرة
كل قارئ من القراء العشرة :
•اشتهرت قراءته
•واشتهر بالثقة والأمانة
•وحسن الدين وكمال العلم
•وطال عمره في الإقراء
•وارتحل الناس إليه من البلدان
•وأجمع أهل مصره على عدالته فيما
نقل وثقته فيما قرأ ورَوَى
•ولم تخرج قراءته عن خط المصحف العثماني الذي بين يديه
القراء العشرة :
1-نافع المدني
2- ابن كثير المكي
3- أبو عمرو البصري
4- ابن عامر الشامي
5-عاصم الكوفي
6- حمزة الكوفي
7- الكسائي الكوفي
8- أبوجعفر المدني
9-يعقوب الحضرمي(انتهت إليه القراءة بعدأبي عمرو البصري )
10- خلف العاشر ( البزار)
نسبة القراءة إلى أحدهؤلاء العلماء لاتعني
أنه ألفها أو ابتدعها
بل هو الذي قام بها وتفرغ لتعليمها
وكان علماً من الأعلام
حتى رحل إليه الناس ليقرؤوا عليه
لعلوّ سنده وتفرغه للإقراء
وتبحره في تخصصه
فهي نسبة لزوم واشتهار
لا نسبة اختراع وابتداع
لذلك نجد أصحاب القراءات من الأئمة العشرة كل منهم عزا قراءته التي اختارها ونسبت إليه إلى رجل من الصحابة قرأها على رسول الله
مثلاً :
أسند عاصم قراءته إلى علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود
وأسند بن كثير قراءته إلى أبي بن كعب
وهكذا باقي القراء
وهذا تأكيد على أن القراءات كلها بالتلقي والرواية
وليست رأيًا ودراية
❤️
المراجع
النشر في القراءات العشر
سراج الباحثين