مجلة الكفاح العربي

  • Home
  • مجلة الكفاح العربي

مجلة الكفاح العربي مجلة سياسية مستقلة
kifaharabi.wordpress.com
Twitter@ALKIFAHALARABI

20/07/2025

"مجلس النوام" للإغتراب:

128 شكراً



ما كاد "مجلس النوام" اللبناني يستيقظ وينتخب جوزيف عون رئيساً للجمهورية... ويثق بحكومة نواف سلام... حتى عاد إلى النوم ثانية... تاركاً البلاد عرضة لتداعيات قانون الشر المستطير، أي قانون النسبية الانتخابي.

كل الكتل النيابية العاقلة، طالبت أكثريتها بتعديلات، رغم عجلتها، لم توضع على جدول أعمال المجلس، بل وضعت على جدول "إهمال" المجلس النيابي، وفي احتفالية للثنائي الشيعي و"ثالثهما" التيار الوطني الحر... وضعت البلاد على حافة خلافات وتداعيات حادة.

نبدأ بمذهبة قارات العالم، على قياس مذاهب لبنان الرئيسية.

لكل قارة مذهب واحد ونائب لبناني واحد.

وبما أن لكل انتخابات قانونها، فعلى أي قانون ستجري انتخابات "نواب القارات"؟.

قانون النسبية السائد غير قابل للتطبيق... وقانون الأكثرية يتباهى "نوام المجلس" بدفنه.

اذاً، قانون النسبية عاطل قارياً عن التنفيذ... حيث لا نسبية ولا قائمة مغلقة ولا حاصل انتخابي ولا صوت تفضيلي طالما أن المرشح واحد والفائز واحد ومن مذهب واحد.

في هذا الحال أي قانون سيحل مكان قانون النسبية؟.

ما الحل؟.

الحل في جلسة نيابية تعلو فيها الخلافات بحثاً عن قطعة الجبن النيابية الأكبر.

هذا يعني أن الإغتراب يعيد قانون النسبية إلى الصراع بين نواب المديح ونواب التجريح.

ويزيد الإغتراب في طنبور مجلس النواب نغمة تقاسم القارات الممذهبة.

ترى ماهي المفاجاة التي ستحل عقدة "مذهبة القارات الست"؟.

سؤال لا يسأل... فلبنان يعقد العقد، لا يحلها... وعلى ضوء هذه الحقيقة سيأتي وقت الخلافات الكبرى حين يحين توزيع القارات الست على المذاهب الستة... هذا إذا نجحت مجموعة نواب الأهواء والمصالح في الإجابة عن أسئلة التقاسم، فلأي مذهب ستذهب القارة الأميركية؟... وأي قارة ستلتحق بالمذهب الدرزي؟... وهل يقبل الشيعة بالقارة الإفريقية؟... وما هو مصير قارة أوروبا في الصراع الماروني الكاتوليكي على تملكها؟... وأي قارة ستكون صندوق اقتراع أرتوذكس لبنان؟... وما هي القارة السنية الباقية لبواقي السنة الذين بالكاد تعودوا، بعد غياب سعد الحريري، على انتخاب نواب الزواريب... فكيف لهم انتخاب نواب القارات؟.

من المرجح، بل من المؤكد، أن الخلاف على مذهبة القارات، قد لا يعطل قانون الانتخابات فقط بل الانتخابات ذاتها.

وهذا يعني أن النواب الـ 128 سيقيمون الأفراح ويحيون الليالي الملاح... احتفالاً بتمديد أعمارهم النيابية... وتوفير الانفاق المالي والتحرر من النفاق الشعبي.

وبين انتخابات بلا قانون، وقارات بطولها وعرضها بمذهب واحد... ونائب وحيد... يستحيل الإتفاق بين متفقين، فكيف والنقاش التشريعي يدور بين مختلفين إلى حد العداء؟.

وهكذا، ووفقاً للمرئي من ممارسات والمسموع من تصريحات، لا مكان لصناديق الإقتراع لا لنواب القارات، ولا لنواب الوطن.

يعني أن الاغتراب الذي أعطيناه حق الانتخاب أخذه منا بمآخذ هذا الفريق عليه، وحماسة ذاك الفريق له.

يبدو أننا تعودنا على الفراغ وأننا إليه نعود.

أما إذا لم تحصل معجزة التوافق والتفاهم، وهي لن تحصل، فلا مفر من إعتراف "مجلس النوام اللبناني" بجميل الإغتراب على إلغاء انتخابات 2026، وبالتالي، التصويت بـ 128 شكراً على التمديد.

وليد الحسيني

13/07/2025

تصفيق في
"سوق النحاسين"


تعوّدنا في لبنان على طبقة سياسية تصرّح ولا تصارح.

تخفي هزائمها، وتعطي اللبنانيين من طرف اللسان بطولات.

هذه حالة الطبقة السياسية في لبنان.

لقد مرّ علينا زمن ونحن نسمع عن أبطال بلا بطولات... وعن منتصرين بلا انتصارات.

واليوم تمارس علينا الطبقة السياسية ذاتها الهلوسة القديمة ذاتها... لكن احتمالات الخطر الآتي قد لا يحتملها لبنان، وهو الذي لم يرفع بعد ركام التدمير الإسرائيلي وأشلاء شهداء القصف العشوائي.

واليوم، ولأن إشارات الشر تجتاحنا، بتبادل التهديدات بين إسرائيل وحزب الله، فمن حق اللبنانيين أن يلبسهم القلق، وأن يتراجع تفاؤلهم بالعهد وبما تعهد.

لا ننكر أننا تفاءلنا بخطاب قسم فخامة الرئيس، لكنه تفاؤل يبدو أنه بدأ يفقد فعله ومفعوله بمرور الزمن .

ولا ننكر أن أكفّنا أدماها التصفيق إعجاباً ببيان حكومة نواف سلام، لكنه كأنه تصفيق في سوق النحاسين... فبيان حكومة سلام، كبيانات حكومات سابقة، وضع بتصرف الممحاة.

كل ما ساد من فساد عاد ليكون.

محاصصات في تسمية الوزراء والقيادات الأمنية.

تباهى العهد وحكومته بإعلان معايير للتعيينات لم يعرها أكلة الجبنة اهتماما. فتقاسموا المواقع المالية والقضائية الرئيسية، عملا بالمبدأ السائد "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".

وخوفاً من أن تقطع الأيدي، التي تمتد لنزع سلاح حزب الله، تقرر استعادة حوار "الاستراتيجية الدفاعية" باستعادة حكاية "إبريق الزيت"، التي تحولت إلى حكاية مملة من حكايات تراثنا السياسي.

لا ننكر دهشتنا بشجاعة الرئيس جوزيف عون عندما أقسم على حصر السلاح بالدولة.

ولا ننكر إعجابنا بخوفه من أن يؤدي قسمه إلى حرب أهلية لها أنصارها في الداخل والخارج.

يبقى السؤال:

لمن الغلبة، للشجاعة أم الخوف؟.

في الإجابة، وأياً كانت، فإن في استعجال الشجاعة بلية، وفي تمادي الخوف البلية أعظم.

ولأن المنطقة ممتلئة بالمؤشرات الخطرة، يصبح الإحتكام إلى الحكمة ضرورة يستدعيها العقل والتعقل.

لكن إلى متى يصبر الإستقرار على الصبر؟.

العلامات والمعلومات تنذرنا بدفع ما دفعته غزة والغزاويين.

إن ما يجري في البحر الأحمر هو فعل إيراني بفاعل حوثي.

كما أن توقف حزب الله عن الوقوف وراء الدولة بإعلانه فشل جيشها ودبلوماسيتها في التحرير... وأن سلاحه هو البديل القادر والمقتدر.

لا شك أن حزب الله والحوثي قد نجحا في إسماع صوت إيران الذي غيّبته ضربة أميركا النووية.

كل هذا يُصنف بالهذيان... ويُعتبر عودة إلى سياسة المغامرات والهلوسة.

وسط المجهول الزاحف حثيثاً نحو لبنان، ترى ما مصير خطاب القسم والبيان الوزاري؟.

نخشى الأخذ بنظرية جبران باسبل "ما خلونا".

و"ما خلونا" هنا تعني حزب الله، الذي يخلي مكانه نظرياً للدولة والأخ الأكبر، والذي يتخلى عملياً عن الدولة وعن الأخ الأكبر معاً.

وهذا ليس التناقض الوحيد، فالأغرب والأعجب منه أن حزب الله يطلب من الدولة إعادة الإعمار ويُمارس كل مايؤدي إلى إعاقة الإعمار.

ولأننا نريد إجابة حقيقية عن إعادة الإعمار وإعاقته، الأجدى توجيه السؤال إلى طهران... فعندها الخبر اليقين.

وليد الحسيني

29/06/2025

ويلٌ لإيران... إذا
وويلٌ لها... إذا

وقعت الواقعة... وأنهى ترامب خدعة التردد، ودخل بقنابله الثقيلة الحرب ضد إيران.
والآن هل زال الخطر، أم مازال يلف المنطقة، كما لو أنه لفّافة تبغ تحترق في الفم الإسرائيلي الشره والمدمن على نفخ الحرائق؟.
لقد أشعلت إسرائيل المنطقة بثلاثة حرائق كبرى ومستمرة بغياب إطفائيات العالم وأممه المتحدة.
لاشك أن أكبرها جغرافياً وأسوأها نتيجة، يتمثل في حرب فضائية حدودها بلا حدود... تحدها، من فوق وتحت ومن الجهات الأربع، الرياح والغيوم على طول ألف وخمسمئة كيلو متر من الفراغ.
في حرب فراغية كهذه، يصح القول:
ويل لإيران إذا صمتت عن مذبحتها النووية... لأنه صمت سيؤدي، حتماً وحكما، إلى السقوط شعبياً.
وويلٌ لإيران إذا قرّرت مواجهة أميركا وجيوشها الجبارة، بصواريخ صوتية.
فإن هذه المواجهة ستؤدي أيضاً، وحتماً وحكماً، إلى السقوط عسكرياً.
إذاً للصمت والمواجهة نهاية واحدة... هي النهاية.
نظام الخامنئي يدرك اليوم جيداً أن عصر تغطية الرجولة باستعراض "المراجل" قد ولّى... وأن الاستسلام لن يترك لنظام الملالي سوى بقايا من شعبية سادت ذات يوم داخل إيران وخارجها.
لكن هل يعقل لعاقل أن يعد نفسه بالانتصار على أميركا، التي تملك جيوشاً، لم يعرفها التاريخ، وقد لا يعرفها في الآتيات من الأزمنة.
لكن... وكما قال تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم "... وأيضاً كما قال قدماء العرب "رب ضارة نافعة"... وفي ضوء القولين قد يكون لكراهية ترامب وضرره خير ونفع لإيران. وقد كان.
فجأة تحول ترامب إيرانياً من عدو لدود إلى صديق ودود.
إلا أن هذه الصداقة سرعان ما لفظت أنفاسها، فور أن كشف الأميركيون فضيحة الاستئذان الإيراني بقصف مسرحي لقاعدة العديد الأميركية في قطر.
هذا الكشف الأميركي أدّى إلى انكشاف فشل مسرح الانتفام الإيراني.
كان من الطبيعي أن يغادر الجمهور مقاعده بصمت وغضب٠
لا إعجاب، لاتصفيق، فالفضيحة بـ "جلاجل".
لقد ابتلي نظام الملالي... فسرّ صواريخه "الفشنك"، على قاعدة العديد، لم يكن في بئر أميركية عميقة. مما استدعى قطع "يوم العسل" والعودة إلى يوم الخوف من جماهير ماعاد يمكن تزعمها بمزاعم النصر الإلهي... فالله جل جلاله، ليس قائداً في الحرس الثوري، ولا مقاتلاً في فيلق القدس.
المنطقة اذاً مازالت تغلي بمبالغتي ترامب وخامنئي.
الأول يؤكد أنه سحق مفاعلات إيران النووية... والثاني يؤكد أن مفاعلاته مازالت فاعلة.
وما على المنطقة بين المبالغتين إلا الانتظار لمعرفة من سيعيدها إلى حرب عائدة لامحالة... خصوصاً مع استحالة العودة إلى المفاوضات... فلماذا تفاوض أميركا إيران وترامب يجزم أنه طرد النووي إلى الأبد من الحلم الفارسي؟.
ولماذا يذهب الإيراني إلى المفاوضات إذا كانت ستتابع التخصيب من غير "نق" أميركي وتهديد إسرائيلي؟.
ولماذا المفاوضات طالما أن النصر الإلهي لا يحتاج إلا لأمر إلهي "كن فيكون"؟.
أمرٌ يأمر به الله... لا الخامنئي.

وليد الحسيني

15/06/2025

إنتخابات "2026"
قانون العار والعورات



لا أدري كيف تُشرع دولة، تسمى عاصمتها بأم الشرائع، قانون انتخابات، فيه من العورات ما يكفي لإثبات نسب "نسبيته" إلى قانون العار... فالنسبية هي العورة الكبرى، التي تخلّت عن أوراق التوت، تحت شعار تحرير النائب المسيحي من مفترسه الناخب المسلم.

والنتيجة؟.

تحويل الوطن إلى مصنع لخناجر الغدر الطائفي... فأين هي النسبية، ومقاعد مجلس نواب لبنان الـ 128 ذهب بكاملها إلى ما يقارب الـ 30% ممن لهم حق الانتخاب، والذين يمكن تسميتهم بالناخبين الإيجابيين، في مجلس يقول الدستور أنه يمثل الأمة؟.

هذه عورة يمكن تبريرها.

أما العورة المذلة للديمقراطبة والمهينة لشرائع حقوق الإنسان فتختصر ببدعة "اللائحة المغلقة".

هنا يتم دفن الحريات... وهنا يستعيد الإقطاع عصاه الغليظة... وهنا تتجدد عضلات الزعامات المترهلة... وهنا يستعيد عصر السيّاد والعبيد وجوده بعد انقراض.

هنا لا يحق لمواطن مستقل أن يترشح للنيابة، ليفعل ذلك عليه أن يستزلم لرئيس اللائحة وأن يتحول بعدها إلى خاروف في قطيعه.

هذا يعني ببساطة إسقاط حقوق المستقل الدستورية والمدنية... فقانون النسبية يعامله كمجرم امتلأ سجله العدلي بالأفعال المشينة.

ومسلسل العورات لايختتم بسهولة... فبدعة الصوت "التفضيلي" أسّست مدرسة الغدر بالحلفاء... حيث يتبارى عضو اللائحة مع حليفه على تبادل فبركة الفضائح... وكأن أحدهم أشد عداوة للآخر.

وهكذا نحصل على مجلس يتقن الطعن بالظهر، ويجيد إخفاء الكراهية في الصدر.

نواب يتبادلون بأنيابهم ابتسامات ليث المتنبي.

وللصوت التفضيلي أفضال كثيرة، فهو قد يفضل للنيابة من نال أقل الأصوات على من نال أكثرها.

وطمعاً في كرسي ساحة النجمة، فقد يتحول العلماني إلى عالم في الدين وفقيه في المذهب.

لا شك أن النسبية وقانونها خدعة ديمقراطية وخرق دستوري.

مواده كافة تكف يد الديمقراطية، وتطمر الدستور في مطامر لبنان العشوائية.

إلغاء الطائفية السياسية، التي فرضها دستور الطائف، ألغتها صناديق اقتراع بلدة البترون "فلعيون نيابة صهر الجنرال عمرو ما يكون دستور".

يا فخامة الحامل لأفخم الوعود وأعظم التعهدات... ويا دولة من يسعى إلى بناء الدولة... كل وعودكم وتعهداتكم ومساعيكم تنتهي كما غبار الصحراء، اذا لم تبدأ بقانون انتخابي جديد يصدر بتوقيع الدستور لا بتوقيع جبران باسيل كما كان حال قانون العار والعورات.

وليد الحسيني

17/05/2025

خير الأمور
"البيت الوسط"



أهم التغيير تغيير نواب التغيير.

لقد زوروا سجلاتهم الوطنية. زعموا دوراً لم يؤدوه. وتزعموا ثورة، لا واجهوا فيها قنابل تسيل دموعهم، ولا تواجهوا فيها مع خراطيم مياه القمع.

وهنا يصدق عليهم، ما حاولوا إلصاقه بمن سبقهم، ونعني شعار "كلن يعني كلن".

ما أفرزوه في سلوكهم النيابي جعلنا نترحم على مساوئ من مضوا.

فيا نواب النسخة الجديدة من "كلن يعني كلن" نعترف لكم بنجاحكم في تبييض الصفحات السوداء ممن سبقوكم إلى لعنة الشارع.

وإذا كانت الصدفة قد جعلت عدد نواب التغيير 13 نائباً، وهو الرقم المشؤوم عالمياً، يكونون بذلك قد تحولوا من دواء إلى داء.

إذاً ما هو الحل، وخطاب القسم يكاد يفقد عضلات هيرقل... والبيان الوزاري يمشي الهوينة منافساً السلحفاة على سرعتها.

ويبرر أنصار الخطاب والبيان أن تنفيذ التعهد بنزع سلاح حزب الله يشكل خطراً مؤكداً... فإذا عولج عاجلاً ستقع بلا تردد الحرب الأهلية... وإذا عولج آجلاً وقع لبنان مجدداً في عزلة دولية وخليجية.

هذا يؤكد أن لا بديل عن الحل الوسط.

وهنا تبرز الحاجة إلى سعد الحريري على اعتبار: أن خير الأمور "بيت الوسط".

لكن اعتدال الرجل ووسطيته تعرضا إلى تقارير الحقائب الدبلوماسية المغرضة التي كتبت بغرض الوقيعة، ونقولها بصراحة، بين الشيخ سعد والمملكة العربية السعودية.

وإذا كان وفاء الشيخ سعد لا يسمح له بالتصريح... وإذا كانت هيبة الأمير ولي العهد لا تسمح له بالتلميح... فلا بد من مصارحة تعيد للحريرية دورها، وللطائفة السنية نفوذها، الذي كان قبل أن يغدر الغدارون.

يا سمو الأمير وولي العهد محمد بن سلمان، يقول الله تعالى: "إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"... ولا نشك بأن كثير الكثير سيتبين لكم، وقد اختلط فيه النفاق مع نصال خناجر الطعن في ظهور الأوفياء.

ندرك أن الشيخ سعد لا يمسك بالمقص الذهبي ليقص شريط افتتاح فرع بالجنة، لكنه بلا شك أيضاً قد يملك أقفالاً لإغلاق أبواب الجحيم المفتوحة على كل لبنان.

لقد نجاه الله من غضب اللبنانيين عندما علق نشاطه ونشاط حزبه السياسي. لكن هذا الموقف السلبي يجب ألا يطول إذا أراد السنة أن ينتقلوا من نواب الزواريب إلى نواب الوطن.

إن الإمساك بمفتاح الإعتدال هو الحل لأزمات لبنان. ولهذا يصبح حضور الشيخ سعد ضرورة، ويتحول غيابه إلى ضرر.

هو ضرورة للتقارب بين أحزاب وزعامات تختلف على أي شيء... وغالباً على لا شيء.

هو ضرورة لبنانية فغيره ينفخ في النار... وهو ينفخ عليها.

هو ضرورة، لكنه يحتاج بالضرورة إلى اعتدال أكثر انتشاراً بين القيادات اللبنانية... فوحده لن يتمكن من إصلاح ما أفسده الدهر والهدر والعهر والغدر.



وليد الحسيني

27/04/2025

إذا لم تكن لنا...
فجهنم لمن؟

لم يخلق الله ولن يخلق أبرع منا في إضاعة الفرص.

غريبة، بل عجيبة، علاقة العرب بالفرص.

لقد أضعنا كل الفرص التي تبني، واقتنصنا كل الفرص التي تدمر.

أضعنا فرصة المد القومي أيام جمال عبد الناصر. فلم نحقق الوحدة التي كانت تشهد إجماعاً شعبياً وقيادة تاريخية. وبدل أن تتمدد الجمهورية العربية المتحدة، وتصل المحيط بالخليج، تآمرنا عليها إلى أن لفظت أنفاسها، فماتت معها أحلام الوحدة، واستيقظت الإقليمية، وسقطت العروبة في منصة الاستهزاء والتشفي.

ومن قبل ومن بعد، أضعنا فرصة الإسلام كرسالة حضارية، وقطعنا طريقه إلى الاعتدال، وشوّهنا صورته بممارسة الإرهاب والعنف، وأخذناه إلى التطرف، إلى حد قطع الرؤوس بالسيوف، وقتل الأبرياء بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة.

أضعنا، وما زلنا، الثروة القدرية الهائلة، التي أخرجها الله لنا من باطن الأرض، فأعدنا تخزينها في بطون الفساد.

لقد تصاعدت أسعار النفط وبلغت مداخيلنا العربية أرقاماً خيالية، لا دور لنا فيها سوى الدهشة، ولا حصة لنا فيها سوى العمولات.

اشترينا في عصرنا النفطي أسلحة بآلاف المليارات، وفي هذا الافتراض لا نبالغ. وكنا دائماً نحولها إلى خردة بسبب إحجامنا عن استعمالها في وجه العدو. وها نحن نشتري كل سلاح حديث ومتطور لنضيفه بعد سنوات إلى مستودعات الخردة العسكرية الهائلة، مبعثرين بذلك الثروة القدرية بين مصانع الغرب وسماسرة الشرق.

بنينا مدناً وأبراجاً في الصحاري الفارغة، التي يملكها أصحاب العقول الفارغة، محاكاة لنيويورك المكتظة بالناس والانتاج.

لم نحول السودان إلى مطعم العرب، بنيله المهدور وتربته العاطلة من العمل... بل حولناه إلى حرب همجية ومنسية من قبل ضمير العالم.

لم نحول مصر إلى دولة صناعية كبرى، ولا لبنان إلى معلم سياحي عالمي، ولا سوريا إلى خليط من الزراعة والصناعة والسياحة. ولم نعد بالعراق إلى أرض سواد أطعمت لزمن طويل الامبراطورية العباسية. ولم نستثمر في تونس الخضراء. ولم نكترث بطاقات المغرب المكبوتة. ولم نعن فلسطين على طرد المغتصب… لم نفعل سوى إضاعة الفرص.

لكننا، وباندفاع مستميت، اقتنصنا فرص الانتحار والدمار، وفتحنا لها خزائننا، ووضعنا في خدمتها ما نملكه من عبقريات الغدر والتطرف، وغرقنا بجنون في مخططاتها الجهنمية.

دمرنا ليبيا وسوريا. وها نحن نضع مصر على حافة الإفلاس. وها نحن نعرض اليمن لمحنة انفصال الجنوب الشرعي عن شماله الإرهابي.

هذه السياسات الغبية تؤكد انتسابنا إلى ملوك الأندلس الذين أعطاهم الله ملكاً لم يحافظوا عليه كالرجال.

لقد أعطانا الله الإسلام، فشوّهنا به صورتنا، وقد كان وسيلتنا إلى المفاخرة على الأمم بما منحنا من عدالة ورحمة وإنسانية.

ثم أعطانا الله النفط، فهدرنا ثروته في الفساد والخراب.

ترى هل يغفر الله لنا ما فعلناه؟.

وهل هو رحيم وغفور لهذه الدرجة؟.

إذا كان كذلك وغفر لنا وعفا عنا… فلمن أُعدت جهنم؟.

وليد الحسيني

13/04/2025

تعود العروبة..
يعود الإسلام إلى الإسلام

في البدء كان العرب.

لهذا لم يختر الله كسرى أنو شروان رسولاً ليبشر بالإسلام. ولم ينتظر ظهور الخميني ليكون رسول المسلمين.

لا يحتاج الله لنشر آخر دياناته السماوية إلى ذوي القوة والنفوذ والثروة.

بإرادة إلهية، إختار الله أرض العرب مهداً للدين الحنيف. وبإرادة إلهية، إختار العربي محمد رسولاً. وبإرادة إلهية، أنزل القرآن باللغة العربية، لا بالفارسية أو الفرنسية أو الانكليزية أو الصينية أو الروسية.

لقد خصّ الله العرب رسولاً ولغةً. وأوكل إليهم إرث محمد خاتم الأنبياء، وتراث الإسلام خاتم الأديان.

إذاً، بأي حق يجري تحريف الإرادة الإلهية، ومن ثم انتحال صفة الوصاية على الإسلام، وبالتالي انتزاعه من موطنه العربي.

الإسلام منذ أن بزغ فجره، لم يسلّم قيادته إلا للعرب. والعرب لم يعرفوا، بفضل إسلامهم، الطائفية أوالمذهبية أو العنصرية.

في تاريخنا، لم تفرّق العروبة بين مسلم ومسيحي.

حتى اليهودي كان، قبل إسرائيل، جاراً ومواطناً وصديقاً.

في تاريخنا، لم يحكم العرب شيخ أو رجل دين. وفي غياب العمائم البيضاء والسوداء عن السلطة، لم تميز مجتمعاتنا بين السني والشيعي والدرزي والعلوي والإسماعيلي والشركسي.

كانت العروبة حزام الأمان المستعصي على الفتن.

بقيت العروبة تحمي الجميع، إلى أن سُرق منها الإسلام. فظهر رجال الدين كقادة يحكمون، أو كمتحكمين بالقادة.

عندما خرج الإسلام من عروبته، إندلعت الحرائق المدمرة في الوطن العربي. وساد التطرف والتكفير. وهدرت الدماء ببشاعة ووحشية.

عندما خرج الإسلام من عروبته، تم تشويهه … وكادت تنهار قيمه وإنسانيته وعدالته ورحمته.

إن الذين يتصدرون المشهد الإسلامي لـ"الدفاع" عن الإسلام، إنما يدفعون به إلى ما قبل الإسلام، وبالتأكيد إلى ما هو أسوأ. فالجاهلية، رغم جهالتها وعصبية قبائلها، لم ترتكب القتل الجماعي، والتدمير الشامل، وضرب الصواريخ "الذكية"، وإلقاء البراميل "الغبية"، والتهجير والنزوح والحصار.

كل هذا الإجرام يرتكب مع "تكبير" هنا وهتافات "مذهبية" هناك.

لقد فعلوا بالإسلام ما لم يجرؤ هتلر على فعله بالبشرية. وجرى ذلك تحت إدعاء حب الإسلام والكتاب والنبي وأهل البيت!! وهذا هو الحب القاتل.

وفي ضوء ما سبق، لن يُغسل الإسلام من أدران التطرف إلا بعودته إلى أحضان العروبة.

لا يمكن أخذ الإسلام إلى المنافي.

لا يمكن نفيه إلى إيران أو تركيا أو أفغانستان.

بدأ من هنا … وإلى هنا يعود حتماً. أما استمرار خطف الإسلام فهو تمرّد على إرادة الله، الذي اختار أرض العرب أرضاً لكل الأنبياء والمقدسات.

إذاً عودوا إلى العروبة يعود الإسلام إلى الإسلام.


وليد الحسيني

06/04/2025

لن نتراجع عن الهزائم

الصواريخ الصامتة الأربعة التي أطلقت قبل أيام، قد لا نعرف من أطلقها لكننا نعرف من سهّل مرورها وحرّض على إطلاقها.

من الطبيعي أن لا يتراجع حزب الله عن تكراره لاستراتيجية بقائه وذلك باتهام الجيش اللبناني بعجزه الدفاع عن لبنان وتحرير أرضه. وإظهار الدبلوماسية اللبنانية بأنها ليست أكثر من "طق حنك".

إن ما يجري في لبنان، وأبشع منه في أرجاء كثيرة من الوطن العربي، هو سقوط الأحلام وإحلال الكوابيس. وأكثر كارثة من المشهد الوحشي الفائض عن كل وحشية، ذلك الجفاف الإنساني الذي حوّل القلوب إلى حجارة صلبة بعد أن فقدت المشاعر والأحاسيس.

نرى القتل والذبح والتدمير… ونسمع من القتلة والجزارين والمدمرين كلمة "لن نتراجع".

لن نتراجع!… سمعناها في سوريا ومصر، وما زلنا نسمعها في العراق وليبيا واليمن ولبنان.

ترى لن نتراجع عن ماذا؟.

عن هدر دم شعوب هذه البلاد؟.

عن تدمير المأوى والمؤسسة؟.

عن حرق الزرع والشجر؟.

عن التهجير؟.

عن التجويع؟.

عن تعميم الفقر؟.

عن دفع أطفالنا إلى الجهل بحرمانهم من المدرسة؟.

لن نتراجع!.

لكننا نرجع الى زمن التتار.

لن نتراجع!.

لكننا نرجع إلى حضارة الفحم والحطب والخيمة.

لن نتراجع!.

لكننا نرجع إلى الله لمعالجة مرضانا… وهو القائل "وجعلنا لكل داء دواء"؟.

لن نتراجع!.

لكننا نرجع إلى عصر الطوائف والقبائل والعشائر.

لن نتراجع؟!… وإلى متى؟… وماذا بعد؟.

فيا كل من تتقاتلون وتَقتلون… لا يحسب أحدكم أنه شهيد حي عند ربه يرزق.

الشهداء، هم الأبرياء الذين يُقتلون على أيديكم أو بسببكم.

الشهداء هم الذين أفقدتموهم الأمن والطمأنينة، وزرعتم في قلوبهم الهلع، ونصبتم في شوارعهم الأفخاخ، وفي تنقلاتهم كمائن الخطف.

لم ترحموا من في الأرض… فكيف يرحمكم من في السماء؟.

تحملون رايات الإسلام… وتغتالون سماحته.

تكَّبرون باسم الله… وتنفذون إرادة الشيطان.

تعتقدون أن صراخكم بقول "الله أكبر" كلما قتلتم إنساناً، أو تسببتم بمقتله، يصبح قتلاً حلالاً، وكأنه "خروف" يذبح على الطريقة الإسلامية!.

هل صدقتم أن الجنة في انتظاركم؟.

ومتى كان الطريق إلى الجنة محفوفة بالإجرام وارتكاب أكبر المعاصي، أي القتل بغير حق… وسلب الله من حقه في القصاص؟.

لقد أوغلتم وتغولتم… ولم يعد مجدياً استغفاركم ولا غفراننا لكم.

أخيراً:

لن نرجع إلى وعودكم بالتحرير إذ ربما كانت فيروز أصدق وعداً عندما بشرتنا وقالت "سنرجع يوماً إلى حينا".
.. ومع فيروز نبني جسر العودة ونقرع أجراسها... إن لم يكن الآن فغداً.



وليد الحسيني

23/03/2025

"شبيك لبيك فلسطين بين يديك"



لساعات قليلة رأينا مارد "طوفان الأقصى" يصرخ فينا شبيك لبيك فلسطين بين يديك. وتهيأ لنا أن مياه الطوفان تمتزج بمياه بحيرة طبريا وشاهدنا "بيارات" برتقال يافا ترتوي بمياه الطوفان. ورأينا مصلي المسجد الأقصى يتوضأون بمياه الطوفان أيضاً... لكننا فجأة عدنا إلى الواقعية ورأينا الطوفان تتبخر مياهه والأضواء التي اعتقدناها قد أضاءت طريقنا إلى فلسطين انطفأت وعدنا إلى العمى العربي الذي اقترب قرناً من الظلام.

ماذا فعلتم بغزة؟.

أهل هذا القطاع قدموا آلاف الشهداء والجرحى. ودمرت منازلهم. وارتضوا الجوع والعطش. وناموا بلا غطاء وبلا فراش في الساحات المكشوفة والشوارع المدمرة.

لم يكن هدفهم كشف وحشية إسرائيل وهمجية جيشها. ولا انحياز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ولا تواطؤ مجلس الأمن. ولا عجز الدول العربية، ولا فشل جامعتها… فكل هذه الأمور مكشوفة ومعروفة قبل زمن، ولن يضاف إليها جديد بعد زمن آخر.

لقد دفع هؤلاء أثماناً انسانية وبشرية واقتصادية هائلة بعد أن حشيت آذانهم الوطنية بأجراس العودة والتحرير.

صدقوا حماس عندما كذبت… وعندما أصرت على مواجهة قذائف الموت والدمار بإحصاء أعداد الشهداء والجرحى، وتقديم أجسادهم الممزقة والمدماة للرأي العام في مشاهد تلفزيونية تسوّق لبطولات عبثية لمقاتلي القسام وسرايا القدس.

لقد أجهدوا أنفسهم لاقناعنا بأننا، وبقدر ما تخسر غزة من أطفال ونساء وشيوخ، بقدر ما تكون حماس صامدة ومنتصرة.

قالوا لنا، وبصوت لا يرتعش لهول المآسي، بأنهم لن يساوموا. وشارك الإعلاميون والمحللون والاستراتيجيون بتعميم وهم التحرير الكامل والشامل… وزرعوا فينا، وفي شعبنا الفلسطيني، نشوة الانتصار باستعراض عدد صواريخ القسام وسرايا القدس فوق تل أبيب والمدن المحتلة، من دون أن نرى دمار بيت إسرائيلي واحد أو أشلاء عائلة إسرائيلية واحدة. وكأن صواريخنا العابرة للقبب الحديدية هي صواريخ بشرية تعبر جسور العودة.

كل هذه الأمجاد الإعلامية، كنا سنفتخر بها، لو أنها انتهت الى تحرير مستوطنة صهيونية. وكنا سنعتبر ما دفعناه من شهداء ودمار ثمناً يليق بتحرير شبر من أرض فلسطين.

لكننا نشهد، انطلاقاً من القاهرة، وبضغوط من واشنطن، إسدال الستارة عن المشهد الدموي... بانتظار رفع الستارة عن مشاهد دموية أخرى.

وإذا اعتبرنا ما اعتبرته حماس أن إسرائيل لم تحقق أهدافها بإزالة حماس. فعلى حماس أيضاً أن تعترف بأنها لم تحقق أهدافها في هزيمة إسرائيل.

لقد استشهد من استشهد عبثاً، وإذا ما تذكرناهم ذات نكبة فسنختلف مجدداً على أي من النكبتين كانت الأكبر: نكبة 1948 أم نكبة 2025؟

وليد الحسيني

16/03/2025

الدستور الغائب
والديمقراطية المهاجرة

قالها الراحل سليم الحص: في لبنان حرية أكثر وديمقراطية أقل.

وهكذا لم تعد أرض لبنان صالحة لزراعة الديمقراطية. فالأرض التي كانت تحرث بمحراث الدستور، حتى أصبحت تحرث بمحراث العرف والتهديد والمذهبية والفساد… وأسباب أخرى.

أكثرها إذلالاً للدستور والديمقراطية معاً العرف الذي اجتاح الدستور وكأنه لم يكن يوماً هدفاً للعدالة والنظام.

فالعرف هو السيد والقائد، لكن السيء هنا هو أنه وقع في قبضة المذهبية والفساد.

وبالمناسبة لبنان الآن أمام عرف جديد وخطير. فها نحن نعيش منذ عام 1998 عصراً خصصناه لحكم العسكر.

منذ أن تولى قائد الجيش الأسبق إميل لحود رئاسة الجمهورية، وإلى أن تنتهي ولاية العماد جوزيف عون، نكون قد أمضينا 33 سنة يحكمنا خلالها قادة جيوشنا بالتوالي وبلا انقطاع.

ألا تشكل الـ 33 سنة هذه عرفاً جديداً، بحيث ينتقل خلاله قادة جيوشنا من "اليرزة" إلى قصر بعبدا دون الحاجة إلى مجلس النواب وخلافاته وانقساماته، وبذلك نقضي على الفراغ الذي عاناه لبنان بين كل استحقاقين رئاسيين.

خطر آخر تشكله "دودة المذهبية"، التي تنهش ثمار الديمقراطية قبل أن تنضج.

خطرٌ ثالث، "الأمية"، التي تظهر فجأة على أصحاب النفوذ، فقط عند تهجئة نصوص الدستور. مع أنهم من بلد يزعم أنه الوطن الأول للأبجدية.

خطرٌ رابع، "الوطنية"، التي كثيراً ما تتنقل بين الداخل والخارج.

خطرٌ خامس، "الواسطة"، التي تعتمد نظرية "الأتباع" أولى بالوظائف والـ "أقربون" أولى بالمشاريع.

خطرٌ سادس، "الفساد"، الذي يحلل الحرام… ويحرم القانون.

إذاً، من حق الديمقراطية أن تتعب، وتهاجر من لبنان. تماماً كما يهاجر اللبنانيون منه. فلا خبز لها ولهم في هذا البلد، الذي لم يبق فيه من الحريات سوى حرية المنع بقوة "الممانعة" حيناً ورفع فيتو "الميثاقية" في حين آخر. وكذلك حرية إلقاء التهم جذافاً. تضاف إلى ذلك حرية تقاسم الصفقات… وشفط المال العام.

من حق الديمقراطية أيضاً أن تهرب بجلدها. فلبنان لم يعد مسقط رأسها العربي، كما كانت تعتقد شعوب الدول العربية أيام زمان.

لم تعد النصوص تحميها من لصوص الدستور والقوانين. فهي أسيرة بدعة "المكونات". فأي مكون مذهبي يستطيع منفرداً إعتقالها في زنزانة منفردة.

وهي إذا نجت من مصيدة "المكونات" علقت بـ "الديمقراطية التوافقية"، في بلد لا يعرف التوافق ولا يحترم الإتفاقات.

لا شك أن الديمقراطية في لبنان تعيش محنة، لا تعيشها حتى في أعتى الدول ديكتاتورية.

لا يوجد لبناني لا يدعي حبها، إلى درجة العشق الإلهي. ومع ذلك لا أحد يقبل استقبالها في بيته أو حزبه أو مذهبه.

بعد هذا، من العبث البحث والتحري عن الديمقراطية في لبنان. حيث لا ندري إذا ما تم تهجيرها قسراً، أم أنها هاجرت بإرادتها، إلى بلاد لا تعرف قوانين انتخابية، تنتسب زوراً إلى "النسبية". ولا تعرف هرطقة حكومات الوحدة الوطنية، التي يختلط فيها الماء والنار. فيتم توزير من دب موالياً، ومن هب بسلاحه معارضاً ومعترضاً. ومن نهب فوُهِب، ومن شب على الوصولية… فوصل.

الأكيد أن الديمقراطية خرجت من لبنان.

لقد راحت وأراحت.

الآن لا حاكم ولا حكومة… فالجميع محكوم بالخضوع للقوة والقوي… ففي ظل نظام الفوضى فإن الأقوياء هم من يحكمون.

ترى هل تعود الديمقراطية من غربتها؟.

نأمل أن يشملها "قانون باسيل" في إعادة منح الجنسية للمغتربين… فهي أيضاً من أصول لبنانية.



وليد الحسيني

09/03/2025

الذم والندم

لا يمكن لعربي أن يندم على تأييد ثورة الخميني، التي أطاحت بشاه إيران حليف إسرائيل بأوامر أميركية.

والعربي نفسه، لا يمكنه إلا أن يندم على تأييده ثورة الخميني، بعد أن أطاحت باستقرار المنطقة. وأشعلت نزاعاً شيعياً سنياً، كانت نيرانه قد أنطفأت بمرور الزمن.

ويستمر هذا العربي في تعامله مع إيران بإزدواجية الندم واللاندم.

فهو إذ لا يندم على رفعه علم فلسطين على سفارة إسرائيل في طهران. إلا أنه سرعان ما يندم على أن ذلك كان رفع "علامة تجارية" تجذب الزبائن.

فهو إذ لا يندم أيضاً على اعتزازه بتأسيس طهران لجيش إسلامي قاهر، إلا بعد أن يكتشف أن جيشها القاهر لم يقهر غير السوريين، بدفعهم، قبل تحرير سوريا من نظام الأسد، إلى هجرات قسرية خارج سوريا، أو إلى النزوح داخلها، من أرض مرعبة إلى أرض أقل رعباً.

وهو لا يندم على الإشادة بدعم إيران لغزة المحاصرة. إلا أنه يندم لاحقاً، حين يجد أن الدعم نتج عنه أكثر من مئتي ألف شهيد وجريح.

وهو لا يندم على مباركته إقامة إيران علاقات “أخوية” مع العراق، لولا أن الندم سيطر على العراقيين، بعد أن جرّعتهم الميليشيات الفارسية، كأس السم التي جرّعها صدام حسين للإمام الخميني في حرب عودة أمجاد القادسية. وبنجاح ميليشيات الحشد الشعبي في إلحاق مجموعات كبيرة من الشيعة بـ “قم”، نجحت إيران بالسيطرة على مقدرات العراق وقدره.

والعربي طبعاً، وبالتأكيد، لن يندم على إمتنانه لدور إيران في دعم حزب الله في حرب تموز، غير أن اللبنانيين عانوا، في حرب إسناد غزة الذي طلبه الخامنئي من السيد نصرالله، فكان التدمير وكانت الشهادة وكان النزوح، وكاد يكون في ذلك الدعم نهاية لبنان.

وهذا العربي، الذي يحمل أثقالاً تاريخية من عداء أميركا وإسرائيل له، لن يتردد في ترديد شعارات طهران المطالبة بالموت لأميركا… والموت لإسرائيل. وعملاً بتلازم الندم في مواجهة السياسات الإيرانية، فلا مفر لهذا العربي من الندم بتحول صرخة الموت التي لم تقتل أميركياً ولا إسرائيلياً، بل تحولت إلى فعل “الموت للعرب” بأسلحة وميليشيات إيرانية، تعبث في أكثر البلاد العربية، سواء في بلد بسطت عليه يدها… أو في بلد مدت إليه أصابعها.

وكأن إيران لا تكفيها صناعة الزلازل في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. فها هي اليوم تعرض المنطقة، بدولها وشعوبها، إلى زلزال، يعجز مقياس ريختر، عن قياسه.

لا شك أن إيران تكذب حين تكذّب أي علاقة لها بما حصل ويحصل بالساحل السوري، إذ سبق أن أعلنت أنها تسعى إلى علاقات جيدة مع الحكم السوري الجديد، إلا أنها نزعت قناع السعي هذا بأن وصفت ما جرى في طرطوس واللاذقية وجبلة وبانياس من مجازر واقتحامات بـ "المقاومة الشعبية".

ولا شك كذلك أن أميركا يحكمها اليوم رئيس لا يطيق الدبلوماسية. ومصاب بهلوسة العظمة والجبروت والإبتزاز.

ولا شك أن إيران يحكمها من يتشبه بترامب. أي أن الشرق الأوسط يعيش اليوم صراع الهلوسات العظمى.

لكن ثمة فوارق بين هلوسة تمتلك الإمكانات… وهلوسة تمتلك أوهام الصواريخ المدمرة وغرور الحرس الثوري.

إنها حرب إذا وقعت، لن تجد إيران حليفاً لها. فهي حرب ستشعل أسواق النفط، الذي تحتاجه الصين. وتحتاج معه إلى تهدئة، ولو أدت إلى إجتياح أميركا لإيران.

وهي حرب ستفرض على بوتين الحياد. فالتدخل فيها لا يشبه التدخل في سوريا أو في جزيرة القرم. إنه دخول إلى حرب عالمية لن ترتكب روسيا بالتأكيد حماقة اشتعالها.

هي حرب، لن تتجاوز الإستعراض العسكري، ومع ذلك، فإن إيران ستدفع ثمنها كما لو أنها حرب فعلية. فكل الحقائق الميدانية تشير إلى أن ترامب سيحقق نصراً بلا حرب.

إذاً على إيران ان تنقذ نفسها بالعودة إلى حجمها الطبيعي… فالبالونات التي نبالغ بنفخها ستنفجر في النهاية بوجه نافخها.

وليد الحسيني

02/03/2025

أمة التغيير
"ما فيش فايدة"

من كل خطب وكلمات الزعيم سعد زغلول، كانت كلمته “ما فيش فايدة” هي الباقية في ذاكرة الناس، لأنها الكلمة الأصح لذلك الزمن المصري، والأصلح لهذا الزمن العربي… وربما لأزمان مقبلة.

لبنانياً: “ما فيش فايدة” أن يتخلى اللبناني عن أن يحب لأخيه ما يحبه لعدوه. و”ما فيش فايدة” في الإنتصار على الفساد، لأن لا أحد يستطيع الإنتصار على شعبه. و”ما فيش فايدة” في القضاء على المذهبية طالما أنها تبيض ذهباً. و”ما فيش فايدة” في التخلص من النفايات في الشوارع، إذا لم يتم التخلص منها في الدولة وفي أهل السياسة. و”ما فيش فايدة” في إيقاف الهدر، وحكوماتنا تنفق كأنها تملك ثروة السعودية، في حين أن مداخيلها توازي مداخيل الصومال.

عراقياً: “ما فيش فايدة”، فكأس السم التي تجرعها الخميني في الحرب مع العراق، يردها خامنئي للعراقيين بتجريعهم كؤوس الحنظل. و”ما فيش فايدة” في أن يتوقف الحشد الشعبي عن حشد همجيته في مناطق السنة، ليوقظ الفتنة النائمة منذ أكثر من ألف عام. “ما فيش فايدة” في استعادة السيادة، في ظل الوجود العسكري الأميركي ونفوذ الحشد الشعبي الإيراني. و”ما فيش فايدة” في أن تعود المياه إلى مجاريها في دجلة والفرات وشط العرب، بعد أن شفطت، السدود التركية، والحفريات الإيرانية، مصادر الحياة، التي جعل الله منها كل شيء حي.

مصرياً: “ما فيش فايدة” وقد ألهاهم التكاثر السكاني عن التكاثر الإنمائي.

سورياً: “ما فيش فايدة” في إعادة الإعمار. و”ما فيش فايدة” في النصر الكامل على الإرهاب، ولا في الهزيمة الكاملة للإرهابيين.

فلسطينياً: “ما فيش فايدة” في التحرير، وقد دفنت منظمة التحرير الكفاح المسلح في ثلوج أوسلو. و”ما فيش فايدة” في توحيد البندقية الفلسطينية، منذ أن اعتنقت “حماس”، عبر جناحها المسلح “كتائب القسّام”، إستراتيجية إنكار الهزيمة.

يمنياً: “ما فيش فايدة” في الوصول إلى صنعاء مهما طال السفر. و”ما فيش فايدة” في أن يعود الحوثيون إلى إنتمائهم اليمني، بعد أن عمّدوا إيرانيتهم بالدم. و”ما فيش فايدة” في أن يحصل اليمنيون على كفاف يومهم من الخبز… والقات.

ليبياً: “ما فيش فايدة” بانقضاء شهر فبراير، الذي تسبب بالنكبة. فرغم أنه أقصر أشهر السنة، إلا أنه أطولها ليبياً، فهو ممتد منذ 14 سنة. و”ما فيش فايدة” في أن يحل قريباً عن ظهر ليبيا، التي تحولت إلى فاقة بعد غنى، وإلى ذل بعد عز.

عربياً: كي لا يطول السرد ما بين المحيط والخليج، نقول باختصار: كما في البدء كانت الكلمة… ففي النهاية لا كلمة تعلو عربياً على كلمة سعد زغلول الخالدة “ما فيش فايدة”.

وليد الحسيني

Address


Alerts

Be the first to know and let us send you an email when مجلة الكفاح العربي posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Shortcuts

  • Address
  • Alerts
  • Claim ownership or report listing
  • Want your business to be the top-listed Media Company?

Share