05/12/2023
حكاية_بلقيس_ملكة_سبأ
من تاريخ اليمن
امرأة على العرش
"كانت بلقيس أميرة في مملكة والدها بسبأ، وكان والدها الملك هدهاد، يحكم مملكة واسعة ووفيرة بالخيرات، وبعد سنين طويلة تعب الملك هدهاد، وشعر بأن أجله قد اقترب، فجمع خاصّة مملكته ليقسموا على الولاء لمن سيخلفه بعد موته ،بعد ذلك أخبرهم أنه إختار ابنته االوحيدة بلقيس، لتكون هي الملكة من بعده،لكن أبدى البعض إمتعاضه بدعوىأنه لم يسبق أن تولت إمرأة الحكم قبلها،ولكن أجابهم أنها تستحق العرش،لأنها تمتلك العقل والشجاعة،لكن الأغلبية بايعتها على ولاية العهد ،كما وعدوا أباها ،ولأنهم يثقون في إختياره ،وحسن تدبيره .
بعدما مات الملك هدهاد وخلفته بلقيس،صار الشعب قسمين، واحد مع بلقيس يؤيدها، والثاني يرفض حكمها بحجة أنها إمراة، فانتشر هذا النزاع و،سمع الاعداء بما يحدث في سبأ، فطمعوا فيها، وحاولوا أن يستغلوا الوضع المتوثر في سبأ، ليستولوا على الحكم ،وكان أكثر الطامعين الملك عمران،الذي فشلت محاولاته ،لقوّة الملك هدهاد حينها،خطر في بال الملك أن يدعّم الرافضين للأميرة بلقيس، وهكذا سيسهل عليه الإستيلاء على المملكة،وفعلا إستطاع الملك عمران إثارة ر الفثنة داخل سبأ، وأرسل جيشه للإستيلاء على سبأ ،واصبح هو حاكمها، أما الملكة بلقيس فقام بعض الجند المخلصين بتهريبها، ولم تكن لتهرب دون حرب إلا أنها رأت أن الوضع ليس في صالحها لإنتشار الفتنة ،ورأت من الصالح أن تنسحب في ذالك اليوم، حتى تجهز للعودة، وتكون كفّتها الراجحة .
عودة الملكة بلقيس
لكن الملك عمران لم يكن عادلا، وظلم الناس ،وبدأوا يتجمّعون حول بلقيس في الجبال، وقامت بتدريبهم ،وكان الناس متلهّفين لخوض المعركة،وبعد أن عظم أمرها رأت أنّ الوقت أصبح مناسبا لإسترجاع سبأ، ففكّرت في حيلة تخدع بها المك عمران المتحصّن في سبأ، وأشاعت أنها فقيرة ولا تجد ما تأكله وفي اليوم التالي قامت بلقيس بإرسال صحيفة مع طفل أصمّ الى الملك عمران والذي كان ملقّبا بذي الأرعاب،وعندما استلم الملك الصّحيفة و قرأها وجد أن بلقيس تطلب منه بعض المال واللباس، كان الملك رفقة وزيره، وأخبره ما يردده النّاس بخصوصها، وأنها تعاني من الفاقة بعد أن خسرت كل شيئ، فقال له الملك: أنها تستحق ذلك واكثر، فأجابه الوزير، أوصيك أن يتزوج من بلقيس، وحينها لن ينازعك أحد على حكم سبأ،أجاب عمران : سأفكّر في الأمر ،وانطلت عليه الحيلة ،فتخلى عن الحرص ،ورأى أعوان بلقيس الفرصة مواتية ،فدخلوا المدينة وتحت ملابسهم السيوف، وفي الليل تسلّلوا إلى القصر ،وقبضوا على الملك في غرفته ،وأسروا جميع حرسه الذين كانوا نائمين .
شهرت بلقيس على عمران سيفها ،وأخبرته أنّها لن تقتله وستعفي على رجاله إذا تعهدوا بعدم المجيئ مرة أخرى إلى سبأ فوعدوها بذلك. وفي الطريق إلى مملكته ،قال لأعوانه سنجمع جيشنا ،ونعود لحربها ، فأجابوه كم أنت لئيم ومخادع !!! فأين همة الملوك ؟ ثم قتلوه لخسته ،والتحقوا ببلقيس لخدمتها ،وقالوا :لم نر بين الملوك مثل بلقيس في دهائها ،وحسن تدبيرها
الملكة بلقيس وسيدنا سليمان
بعدما إستردّت بلقيس مملكة أبيها ،استقر لها الأمر ،وازدهرت الحياة في سبأ، بفضل حسن تدبيرها ،وعاش القوم في رخاء لم يشهدوه من قبل،وبعد فترة من الزمن، أتى اليوم الذي يحتفل فيه أهل سبأ ، بيوم العرش فتجمعوا في ساحة معبد الشّمس، وكان هناك عرش صنعوه للملكة من الذّهب المطعّم بالعاج ، ولما توسّطت الشّمس السّماء، بدأوا في السّجود ،وتلى الكهنة الأدعية والتراتيل ، وفي ذلك اليوم كان الهدهد طائرا قرب المعبد، ولما رآهم نزل ،ورمقهم بعينيه، ثم أسرع إلى النّبي سليمان ليخبره بما شاهده من عظمة قوم سبأ
حكاية_بلقيس_ملكة_سبأ
مع النبي سليمان
وصلت رسل بلقيس إلى أرض سليمان عليه السلام، فتعجبوا لما رأوه من حدائق واسعة ومثمرة، ،ورأو الزينة في الطرقات وأن أبواب المنازل مرصعة بالفضة والذهب بشكل لم يسبق أن رأوه في سبأ أو في أي مكان،عرفوا أن هديتهم لا تساوي شيئا أمام ما رأوه في الطرقات فقط من مملكة سليمان،إستقبل حرس الملك سليمان رسل الملكة بلقيس وأدخلوهم لمقابلة الملك،ألقو التحية وقالو له أنهم يحملون له هدايا من الملكة بلقيس،قال لهم الملك سليمان، قبلت هدية الملكة ؟ وقولوا لها آتاني الله ثروة وملكا أعظم من ما أتاكم،وأنا أقدر أن أحول الرمل تحت أقدامكم إلى ذهب والحصى إلى جواهر ، فإرجعوا إلى أرضكم وقولوا لسيدتكم عبدوا الله فإن لم تفعلوا ذلك فسنأتيكم بجنود لا قبل لهم بها،وسنخرجكم من الارض اذلة، فرجع الرسل في غاية العجب من عظمه ملك سليمان وهابوه لما رأوا في حضرته من الوحش والطير والجنّ .
لما أخبر الرسل الملكة بلقيس بما رأوه في مملكة سليمان، وما سمعوه منه وما قاله لهم،؟ قررت بأن تذهب بنفسها لرؤية هذا الملك العظيم، ،وجهزوا للملكة الإبل والمؤونة وانطلقت،كان الملك سليمان يستعد لاستقبال الملكة بلقيس، وكان يود أن يطلعها على ما أتاه الله من علم وسلطان،لعل ذلك يخرجها من ظلمة عبادة الشمس، إلى نور عبادة الله الواحد ، ،عندما وصلت الملكة انبهرت بما راته هي الاخرى هي ووصيفتها من عظمة مملكة سليمان بخيراتها وأنهارها وزينتها وبساتينها .
دخلت لقاعة العرش وكانت مفروشة بالرخام الأبيض والحيطان تزينها الرسوم والنقوش الجميلة، وجالت ببصرها وهي منبهرة ،وزاد تعجبها لمّا رأت عرشها ، فقال لها سيدنا سليمان :هذا عرشك ,أجابت حقا إنه يشبهه كثيرا !!! لكن سليمان قال بل هو عينه ،و لقد أوتينا العلم من قبلكم، وذلك بفضل الايمان بالله، ثم أراها ثم قاد سليمان الملكة لرؤية الصّرح الذي بناه ، ولما همت بالدخول ،رأت أن الأرضية شفافة ،فكشفت عن ساقيها ظنا منها أن ما تراه هو ماء، وقالت ما هذا، إنها بركة !!!،لكن سليمان رد عليها: إنه صرح من الزجاج الشفاف ، يخيل للناظر له أنه بحر، استغفرت وقتها الملكة، قالت لسليمان أنها قد ظلمت نفسها كثيرا وطويلا، وكانت تسجد للشمس وهي مخلوقة مثلها ولن تسجد من اليوم الا لمن خلقها، وقالت أسلمت مع نبي الله سليمان لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم (فلما جاءت قيل اهكذا عرشك قالت كأنه هو واوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين وصدها ما كانت تعبد من دون الله انها كانت من قوم كافرين قيل لها ادخلي الصرح فلما راته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال انه صرح ممرد من قوارير قالت ربي اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين)"