رحاب السنة والصحابة الكرام

  • Home
  • رحاب السنة والصحابة الكرام

رحاب السنة والصحابة الكرام 🤍

16/07/2023

لماذا اهتز عرش الرحمن لموت الصحابي الجليل سعد بن معاذ ؟!
هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل سيدًا لقبيلة الأوس قبل هجرة النبي محمد إليها. أسلم سعد على يد مصعب بن عمير الذي أرسله النبي محمد إلى يثرب ليدعوا أهلها إلى الإسلام بعد بيعة العقبة الأولى، فلما أسلم سعد وقف على قومه، فقال: «يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟»، قالوا: «سيدنا فضلاً، وأيمننا نقيبة»، قال: «فإن كلامكم علي حرام، رجالكم ونساؤكم، حتى تؤمنوا بالله ورسوله»، فما بقي في دور بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا. كما أصبحت داره مقرًا لمصعب بن عمير وأسعد بن زرارة، يدعوان أهل يثرب فيها إلى الإسلام ،فكان رضي الله عنه من السباقين الاوائل في احتضان دعوة الإسلام و ومن سيرته رضي الله عنه موقفه قبل بدء غزوة بدر، فقد استشار محمد ﷺ أصحابه في الخروج إلى بدر لغزو المشركين، فسمع من أبي بكر وعمر والمقداد  وغيرهم، إلا أن الرسول ﷺ لا زال يقول: «ماذا ترون؟» كان ينتظر رداً من الأنصار؛ لأن مضامين الاتفاق بينه وبينهم أن يدافعوا عنه داخل المدينة، وبدر خارج المدينة, فقال سعد بن معاذ رضي الله عنه: يا رسول الله، إياّنا تريد؟ ثم قال: لقد آمنا بك، وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فامض بنا يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجلاً واحداً، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنا لصُبُرٌ في الحرب، صُدُقٌ في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله, أهلّت كلمات سعد كالبشريات، وتألق وجه رسول الله ﷺ رضاً وسعادةً وغبطةً، فقال للجيش: " سيروا وأبشروا؛ فإن الله وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم .
ومن سيرته رضي الله عنه موقفه من قبيلة غطفان، لما تحالفت مع قريش ويهود في موقعة الخندق، فلما خانت يهود وغدرت خاف ﷺ من غزوٍ محتوم على المدينة من داخلها، ففكر في أن يعزل (غطفان) من تحالفها مع قريش ويهدد، وفاوضهم على أن ينفضوا أيديهم من هذه الحرب ولهم لقاء ذلك ثلث ثمار المدينة، ورضيت غطفان بذلك العرض، فشاور ﷺ الأنصار، فتقدم سعد بن معاذ رضي الله عنه قائلاً: "يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء – يعني غطفان- على الشرك، وعبادة الأوثان، لا نعبد الله، ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا من مدينتا إلا قرىً أو بيعاً، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟ والله ما لنا بهذا من حاجة، ووالله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم", وعلى الفور عدل رسول الله ﷺ عن رأيه، وأخبر زعماء غطفان أن أصحابه رفضوا مشروع المفاوضة، وأنه أقر رأيهم والتزموا به، ولبس المسلمون لباس الحرب، وخرج سعد حاملاً سيفه وهو يقول:
لبّث قليلاً يشهد الهيجا جمل ما أجملَ الموت إذا حان الأجل .
ومن سيرته رضي الله عنه أنه أصيب في الخندق، فضرب له الرسول ﷺ خيمةً في المسجد ليعوده من قريب، وكان الجرح مؤلِماً وشديداً، وأحسّ سعد أن الموت منه قد دنا بسبب ذلكم الجرح فقال: "اللهم إن كنت قد أبقيت من حرب قريش فأبقني لها، فإنه لا قوم أحبَّ إلَيّ أن أجاهد من قوم آذوا رسولك، وكذبوه وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعل لي شهادة في سبيلك، ولا تُمتني حتى تقرّ عيني في بني قريظة".
وقد وضع الله الحرب بين المسلمين وبين قريش، أما بنو قريظة فقد حاصرهم ﷺ وأصحابه ما يزيد عن خمسة وعشرين يوماً، ثم طلبوا أن يحكم فيهم سعد بن معاذ رضي الله عنه، فقد كان حليفهم في الجاهلية، فأتوا بسعد محمولاً على السرير، والرسول ﷺ يقول: " قوموا لسيدكم " ثم قال له: " احكم يا سعد في بني قريظة " فقال سعد: إني أرى أن يقتل مقاتلوهم، وتسبى ذراريهم، وتقسم أموالهم. فقال ﷺ: " الله أكبر، لقد حكمت بحكم الله وحكم رسوله " وهكذا لم يمت سعد حتى شُفي صدره من بني قريظة.
وبالرغم من أن حياة هذا الصحابي الجليل لا تتخطي الست سنوات في الاسلام ولكننا ندرك أن من سيرة هذا الصحابي الجليل الصادق أن العمر ليس بالشهور والسنين، وإنما هو بالآثار الباقية والبصمات الشاهدة، وكلما كانت حياة أحدنا مع الله كلما كانت مليئةً بالسمو والرفعة .
وأما عن اهتزاز عرش الرحمن فقد روى البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ. قال الحافظ بن حجر في الفتح: والمراد باهتزاز العرش استبشاره وسروره بقدوم روحه، يقال لكل من فرح بقدوم قادم عليه اهتز له، ... ووقع ذلك من حديث ابن عمر عند الحاكم بلفظ: اهتز العرش فرحاً به. ... وقيل المراد باهتزاز العرش اهتزاز حملة العرش، ويؤيده حديث: أن جبريل قال: من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء، واستبشر به أهلها. أخرجه الحاكم. وقيل هي علامة نصبها الله لموت من يموت من أوليائه ليشعر ملائكته بفضله.

# قم بدعمنا بالنجوم ليصلك المزيد دائما بمشيئة الله

Address


Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when رحاب السنة والصحابة الكرام posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to رحاب السنة والصحابة الكرام:

Shortcuts

  • Address
  • Alerts
  • Contact The Business
  • Claim ownership or report listing
  • Want your business to be the top-listed Media Company?

Share