29/07/2012
اللواء عمر محمود سليمان هو رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، ولد في 2 يوليو1936، وتوفى عن عمر يناهز 76 عامًا، اليوم الخميس 19 /7/2012 أثناء إجرائه فحوصات طبية في إحدى المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال حسين كمال مساعد سليمان: «كان بخير، حدث هذا فجأة، كان يخضع لفحوصات طبية»، دون أن يعطي سببا لوفاة سليمان.
ينتمي إلي محافظة قنا في جنوب مصر. تلقي تعليمه في الكلية الحربية بالقاهرة، ومن بعد ذلك تلقي تدريبا عسكريا إضافيا في الاتحاد السوفيتي السابق ودرس أيضا العلوم السياسية في جامعة القاهرة وجامعة عين شمس, تولى سليمان إدارة المخابرات العامة عام 1993, له ثلاث بنات.
- رحلته مع مبارك
اختير في السنوات الأخيرة لحكم حسنى مبارك مبعوثا خاصا للرئيس للقضية الفلسيطينية وكان له دور رئيسي وفعال في اتفاق الصلح بين حركة فتح وحركة حماس, كما ظهر اسمه إبان فترة الانتخابات الرئاسية في مصر كثيرا كخليفة متوقع للرئيس مبارك ولكن سنه التي تجاوزت السبعين عاما تضعف من موقفه كثيرا.
ليس هناك معلومات كثيرة متاحة عن اللواء عمر سليمان، الرجل الغامض الذي قاد جهاز المخابرات المصرية لمدة 16 عاماً. هذا الرجل، الذي شغل منصب رئيس أهم جهاز أمني في مصر، رشحته بعض الأوساط الدبلوماسية الغربية والعربية، في معظم الأوقات، لخلافة الرئيس المصري حسني مبارك أو لمنصب النائب الذي ظل شاغراً منذ عام 1981 م.
طرحت الأوساط الإعلامية والدبلوماسية بقوة اسم اللواء سليمان بوصفه مرشحاً لشغل منصب نائب الرئيس، لكن اللواء - الذي حظى بثقة مبارك الأب واحترام الشارع العادي يومها لم يعرف عنه يوماً انخراطه في ملفات الشئون الداخلية.
تم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية حسني مبارك، فى محاولة لتهدئة الاحتجاجات التى شهدتها البلاد منذ 25 يناير 2011، ولكنه لم يبق المنصب إلا أيام قليلة أعلن مبارك بعدها تخليه عن السلطة وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد يوم 12 فبراير من نفس العام.
- ترشحه للرئاسة
أعلن سليمان يوم 6 أبريل ترشحه لانتخابات الرئاسة وذلك قبل يومين من غلق باب الترشيح، وقد برر تراجعه عن قراره السابق بعدم الترشح والذي أصدره في بيان بتاريخ 4 أبريل بقوله: "إن النداء الذي وجهتموه لي أمرًا، وأنا جندي لم أعص أمرًا طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء، وأشارك فى الترشح، رغم ما أوضحته لكم فى بياني السابق من معوقات وصعوبات، وإن نداءكم لي وتوسمكم فى قدرتي هو تكليف وتشريف ووسام على صدري، وأعدكم أن أغير موقفي إذا ما استكملت التوكيلات المطلوبة خلال يوم السبت، مع وعد مني أن أبذل كل ما أستطيع من جهد، معتمدًا على الله وعلى دعمكم لننجز التغيير المنشود واستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري فى الأمن والاستقرار والرخاء".
إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت في 14 أبريل استبعاده بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من نماذج التأييد التي قدمها، ليصبح عددها الإجمالي 46 ألفًا، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمي المطلوب المحدد 30 ألفًا، لكن تبين للجنة أنه جمع هذه النماذج من 14 محافظة فقط، والمطلوب ألف تأييد على الأقل من 15 محافظة.
ـ مؤيدوه ومعارضوه
عمر سليمان لدى معارضيه هو الصديق المقرب من الرئيس المخلوع وذراعه اليمنى التي يأتمنها، وهو في نظرهم "قائد الثورة المضادة".
يذكر المعارضون لترشح سليمان لرئاسة الجمهورية حديثه التليفزيوني المطول لشبكة «سي بي إس» قبل تنحي الرئيس السابق، والذي اعتبر فيه سليمان الثوار حاملين أجندات أجنبية، ومتآمرين لإسقاط الدولة، ويستعيد المعارضون بمزيج من السخرية والغضب "إنجليزية سليمان" الضعيفة التي يقول بها: «الكل يريد الديمقراطية ولكن متى؟».
سليمان لدى المعارضين هو من تلا مذكرة التنحي القصيرة بعينين لا تنظران أبدا للكاميرا، وهو من رفض تلميحات ترشيحه لرئاسة الجمهورية قبل عام من قيام الثورة، وهو من أكد مرارا على ولائه وإخلاصه للرئيس المخلوع.
أما لدى مؤيديه فهو العسكري القوى، ورجل المخابرات الفذ، يظهر ذلك من خلال حرص مؤيديه على اختيار لقب "الجنرال" لتمييز سليمان عن غيره ممن يحملون لقب "اللواء".
قالوا عنه
- جورج تينيت:
قال عنه جورج تينيت رئيس المخابرات الأمريكيه “2000 — 2004 ” انه رجل صادق تماما فى عالم ملىء بالضلال ويضيف تينيت : “ويرأس عمر سليمان جهاز المخابرات المصريه منذ سنوات وهو شخص قوى جدا وصلب ذو مظهر مهيب يتحدث بتمهل شديد وجذاب صادق تماما و صريح وقد عمل بعيدا عن الأضواء فى محاوله صادقه لاحلال السلام بين الفلسطينيين و الاسرائيليين وبين الفلسطينيين بعضهم البعض”.. وعندما لم يكن احد يتحدث الى الاسرائيليين و عندما لم يكن هناك من يتقدم بافكار مبتكره لمحاوله جعل الاطراف تتحدث الى بعضها البعض كان عمر سليمان على ارض الواقع يعرض نفسه للمخاطر فى سبيل الوصول الى نقطه بدايه لطريق طويل من المفاوضات الشاقه والمضنية".
- بن إليعاذر:
وصفه وزير الجيش الإسرائيلي السابق "بنيامين بن إليعازر خلال لقاء مع الإذاعة الإسرائيلية وترجمه موقع "عكا": "إن عمر سليمان رجل مناسب لإسرائيل" ، معلقا على ترشح سليمان للرئاسة.
- ستيفن جراي:
أفرد الصحفي الأمريكي ستيفن جراي في كتابه «الطائرة الشبح» مساحة لدور سليمان في برنامج التعذيب بالوكالة «رينديشن» لصالح أجهزة الأمن الأمريكية، حيث أشرف سليمان وفقا لكتاب جراي على وضع تفاصيل المشروع منذ عام 1995. وتصف الوثائق الدبلوماسية والعسكرية المسربة عبر «ويكيليكس» سليمان بكونه أحد المفاتيح الرئيسية في هذا البرنامج.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - عمر سليمان.. الجنرال الغامض