Salim Jaber Maket

  • Home
  • Salim Jaber Maket

Salim Jaber Maket poem, history

08/10/2022

Uroweb - To raise the level of urological care. The EAU represents the leading authority within Europe on urological practice, research and education.

25/05/2022

قد يقولون شاعر نصراني

الشاعر وصفي قرنفلي 1911 ـ 1972
وُلِدَ وصفي بن كامل قرنفلي في مدينة حمص عام 1911 وتلقّى دراسته الابتدائية في المدارس الأرثوذكسية بحمص ولم يتمكّن من متابعة دراسته ، وأنهاها عند الصف الحادي عشر والتحق بالعمل في دائرة المساحة بحمص عام 1929 . لم ينقطع عن المطالعة فانكبَّ عليها بحُبٍّ وشغف ، وتلقّى بعض الدروس باللغة العربية على يد أستاذه يوسف شـــاهين
( 1853 ـ 1944 ) الذي كان مديراً للمدارس الأرثوذكسية بحمص كما تلقّى بعض الدروس على يد الأستاذ جرجس كنعان . بدأ ينظم الشعر بقصائد وطنية وغزلية وهو في السادسة عشر من عمره .
▪︎سافر فترة إلى مصر واطّلع على الحركة الأدبية فيها ونشر بعض إنتاجه في الصحف والمجلات التي تصدر في القاهرة . عاد إلى حمص وتوطّدت علاقته مع الأديب نصوح فاخوري ( 1924 ـ 2002 ) والأديب عبد السلام عيون السود ( 1922 ـ 1954 ) وفي عام 1954 أصدر كُرَّاساً مع صديقه نصوح فاخوري بعنوان ( موعد وعهد ) .
▪︎لم يدخل وصفي القفص الزوجي طيلة حياته ، بدأ المرض يتغلغل في جسمه منذ عام 1957 وأهمل نفسه في العِلاج فاستفحل المرض واستحال الطب شفاءه ، فأصيب بالشلل بنهاية عام 1967 وبقي طريح الفراش حتى وافته المنية صباح يوم الثلاثاء في 12/كانون الأول / 1972 . وانطلقت الجنازة من بيته إلى كنيسة القديس إليان يوم الأربعاء الساعة 11بتاريخ 13/12/1972 ورثاه على القبر :

▪︎الأستاذ عبد الرحيم الحمصي فقال :
أفنيتَ عمركَ في النضال مُجالِداً وعَبَرْتَ ريعان الشباب مُجاهدا
وعملتَ للوطن المُحَبّب عـندما كان الظلام على المـرابع سائدا
مهلاً رفيق العمر شِعرك لم يزل للواهنين مفاخــراً . وقلائـدا
قم تشهد الأحبابَ حولكَ خُشّـعاً ينسـاب دمهمُ عليـك روافـدا

القصيدة

قد يقولون: (شاعر نصراني ... يُرسل الحبَّ في كتاب البيانِ)
(يتغنى هوى الرسولِ ويهذي ... بانبثاق الهدى من القرآن)
(ينتحي الجبهة القوية يحدو ... ها رياءً، والشعر لا وجداني)
(قسماً بالمسيح، لو قام للشيطا ... ن حزب، أشاد بالشيطان.)

كذبوا والرسولِ، لم يجر يوماً ... - بخلاف الذي أكنّ - لساني

ما تراءيت بالهوى، بل سقاني . طائفُ الحبّ والهوى ماسقاني
أوَ عارٌ على فتى يعربيٍ ... أن تغنّى بالسيد العدنانى؟
أوَ ليس الرسول منقذَ هذا ...الشرق من ظلمة الهوى والهوان؟

صاح بالشرق واستثار بنيه ... فتنادوا بالفرس والرومان

ومشوا للحياة تحت رايته السم ... حاءِ صفّاً موطَّد الأركان

وبنوا مجدنا المؤثّل صرحاً ... من نِثار العروش والتيجان

وأتوا قمة الزمان فكانوا ... سادة الأرض في شباب الزمان

أَفكُّنا لولا الرسول سوى العب ... دان؟ بئست معيشة العُبدان!

أو ليس الوفاء أن تُخلص المن ... قذ حباً إن كنت ذا وجدان؟

فالتحيات والسلام أبا القا ... سم تُهدى إليك في كل آن

قلْ (لسمعان) إن ما في عروقي ... عربي، وأن ما في لساني

أتغنى بالحق، والحق يا صاح ... لا مسلم ولا نصراني

إنما الشاعر الذي أنا منه .. . فوق ذاك الارتجاف والبهتان

قد تعالى عن الرياء بريئاً ... من هوى الشيخ أو هوى المطران

كلُّ هذي الأديان - لو عقل الناس ... - سبيل هادٍ إلى الرحمن

أخذته الغاياتُ فانشعب السير ... وضلت قوافل الركبان

فاذا الناس في مريج من الأمر ... حيارى مشلولة الأذهان

يترامون بالكبائر والاثم .... ويمضون طيّة الأضغان

أيها الناس! ما أتى الرسل للتفريق ... لكن لوحدة الإنسان

كلنا مسلمون لله، فحتام ... الترامي بالكفر والإيمان؟

كلنا صائرون لله يوماً ... (يوم تنشق وردة كالدهان)

أتدينون بعضَكم؟ مَن حباكم ... أيها الناس سلطة الديان؟

فاتقوا الله! واتركوا الأمر لله ... وخلّوا ضلالة الكهّان

أم نراكم علمتم الغيب فأصدرتم ... إذ أصدرتمُ عن عيان؟

فقذفتمْ في النار زيداً وبوّأ ... تُم عميراً مقصورة في الجنان

جلّ سبحانه عن الشرك في الرأ ... ي وعلم المصير والسلطان!

منقذ الشرق! قد أتيناك نشكو ... ضيعة الحق وانخذال الأماني

فاحي فينا ميْتَ العزائم وابعث ... نائرات الهدى ودُرس المباني

قد أضعنا ذاك التراث وضِعنا ... في شعاب الحياة والوديان

منقذ الشرق! أنت لم تنقذ المس ... لمَ دون المواطن النصراني

فجزاء الإحسان أن ينهض الشر . .. ق جميعاً بواجب المهرجان

حمص (سورية)

23/05/2022

محمود غنيم

مالي وللنجم يرعاني وأرعاهُ ... أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفناهُ
لي فيكَ يا ليلُ آهاتٌ أردِّدُها ... أوَّاهُ لو أجْدت المحزونَ أوّاه
لا تحسبَنِّي محباً يشتكي وَصباً ... أهْونْ بما في سبيل الحب ألقاه
إنى تذكرتُ والذكرى مُؤَرِّقةٌ ... مجداً تليداً بأيدينا أضعناه
ويحَ العروبة كان الكونُ مسرحها ... فأصبَحت تتوارى في زواياه
أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد ... تجدْهُ كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفَتْنَا يدٌ كنّا نصرِّفها ... وبات يملكنا شعبٌ ملكناه
كم بالعراق وكم بالـهند ذو شجنٍ ... شكا فردَّدَت الـأهرامُ شكواه
بني العمومةِ إن القُرحَ مسّكموا ... ومسَّنا نحن في الآلام أشباه
يا أهل يثرب أدمت مُقْلَتَيَّ يدٌ ... بدريةٌ تسأل المصريَّ جدواه
الدينُ والضادُ من مغناكما انبعثا ... فطبَّقا الشرقَ أقصاه وأدناه
لسنا نمدّ لكم أيماننا صلةً ... لكنما هو دَيْن ما قضيناه
هل كان دِيْن ابنِ عدنانٍ سوى فلق ... شقّ الوجود وليلُ الجهل يغشاه
هي الحنيفةُ عينُ اللـه تكلؤها ... فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
هل تطلبون من المختار معجزةً ... يكفيه شعبٌ من الـأجداث أحياه

من وحد العرب حتى صار واترهـم *** إذا رأى ولد المـوتور آخـاه
وكيف ساس رعاة الشاة مملـكة *** ما ساسها قيصر من قبـل أو شاه
ورحب الناس بالإسـلام حين رأوا *** أن الإخـاء وأن العـدل مغزاه
سنُّوا المساواة لا عُرْبٌ ولا عجَمٌ ... ما لامرىء شرفٌ إلا بتقواه
يا من رأى عُمراً تكسوه بردتُه ... والزيتُ أُدْمٌ لـه والكوخُ مأواه
يهتز كسرى على كرسيِّه فرَقاً ... من بأسه وملوكُ الرومِ تخشاه
هي الحنيفية عين الله تكلؤهـا *** فـكلـما حاولوا تشويهها شاهـوا
سـل المعاني عنـا إنـنا عرب *** شعارنا الـمجد يهــوانا ونهواه
هي العروبة لفظ إن نطـقت به *** فالشرق والضاد والإسـلام معناه
استرشد الغرب بالماضي فأرشده *** ونـحن كان لنا ماض نـسيـناه
إنّا مشـينا وراء الغرب نقتبـس من *** ضيائـه فـأصابتنا شظايـاه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب *** بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا

فإن تراءتْ لك الحمراء عن كَثَب ... فسائل الصرحَ أين العز والجاه
وانزلْ دمشق وسائل صخر مسجدها ... عمُن بناه لعل الصخر ينعاه
وطُف ببغداد وابحث في مقابرها ... علَّ أمرأ من بني العباس تلقاه

أين الرشيد وقد طاف الغمام بـه *** فحين جاوزا بـغـداد تـحداه
هذي معالم خـرس كل واحدة *** مـنهن قـامت خطـيباً فاغراً فاه
الله يشهد مـا قلـبت سيرتهم *** يـوماً وأخـطأ دمع الـعـين مجراه
ماضٍ نعيشُ علـى أنقـاضـه أمماً *** ونستمد القوى من وحيِ ذكراه

لا درّ امرئٍ يطري أوائلـه *** فخراً ويـطرق إن سـائـلـته ما هو
إنّـِي لأعتبرُ الإسلام جامعة *** للشـرق لا محـض ديـنٌ سـنّهُ الله
أرواحنا تـتلاقى فـيه خافـقة *** كالنحل إذ يـتلاقـى في خـلاياه
دستوره الوحي والمختار عاهله *** والمسلمون وإن شـتّوا رعـايــاه

ما بال شمل شعوبِ الضاد منصدعاً ... رباهُ أدركْ شعوب الضاد رباه
عهد الخلافة في البسفور قد درست ... آثارُه طيب الرحمن مثواه
لا هُمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعاً ... فامنُنْ علينا براعٍ أنت ترضاه
راعٍ يعيد إلى الإسلام سيرتَهُ ... يرعى بنيه وعينُ اللـه ترعاه
الشاعر محمود غنيم

القهوةأهدى الشاعر المهجري  " مسعود سماحة " لشاعر المهجر إيليا أبو ماضي علبة من البن الفاخر ، وشفع هديّته هذه بهذه القصيد...
28/04/2022

القهوة

أهدى الشاعر المهجري " مسعود سماحة " لشاعر المهجر إيليا أبو ماضي علبة من البن الفاخر ، وشفع هديّته هذه بهذه القصيدة :

أدِرْهَا قهوةً كعصير بكر * * * تجلّت في الكُؤوس بِكفّ بِكْرِ
كأنّ المِسك يغلي حين تغلي * * * و يجري في الأواني حين تجري
تُعيد إلى الضعيف قِوَى و تهدي * * * إليه غِبْطة و صفاء فِكر
تَعَشَّقُهَا الشُعوب فَكُلُّ شعبٍ * * * أعدّ لها الثغور و كلّ قُطر
تلوّح حبّها في كلّ كوخ * * * و لاحَ حُبَابها في كلّ قصر
يضوع عبيرها برمال نجد * * * و يعبق عطرها بقصور مصر
تمشّى عنبرا في كلّ أنف * * * و تنزل قرقفا في كلّ ثغر
و يزري طعمها حلوا و مرا * * * بما في الأرض من حلو و مر
***
و سمراء إذا زارت صباحا * * * أحبّ إليّ من بيض و سمر
يحوك لها البخار رداء ند * * * و يكسوها الحباب و شاح در
كسرت الدنّ من عهد بعيد * * * فأمست بعد خمر الدنّ خمري
فإن حلّت قواك جيوش ضعف * * * و هالك عبء همّ مسبطر
عليك بقهوة رقّت وراقت * * * كشعرك لا يجاري أو كشعري

فردّ عليه إليا ابو ماضي بقصيدةٍ ؛ قال فيها :

شربناها على سر القوافي * * * وسرّ الشاعر السمح الأبر

سقانا قهوتين " بغير منٍّ" * * * عصير شجيرة وعصير فكر

فنحن اثنان سكرانٌ لحينٍ * * * على أمنٍ وسكرانٌ لدهر

فمن أمسى يهيم ببنت قصر * * * فإنا هائمون ببنت قفر

إذا حضرت فذلك يوم سعد * * * وإن غابت فذلك يوم قهر

لها من ذاتها سترٌ رقيقٌ * * * كما صبغ الحياءُ جبين بكر

إذا دارت على الجلّاس هشوا * * * كأن كؤوسها أخبار نصر

ونرشفها فترشف ريق خَوْدٍ * * * وننشقها فتنشق ريح عطر

ولا تخشى من الحكام حدا * * * وعند الله لم نوصم بوزر

فما في شربها إثم ونكر * * * وشرب الخمر نكر أيُّ نكر

وليست تستخف أخا وقار * * * وبنت الدنّ بالأحلام تزري

وتحفظ سر صاحبها مصونا * * * وبنت الكرْم تفضح كل سر

وللصهباء أوقات , وهذي * * * شراب الناس في حر وقرّ

وتصلح أن يطاف بها مساءً * * * وتَحسنُ أن تكون شراب ظهر

فلو عرفتْ مزاياها الغواني * * * لعُلّق حَبها في كل نحر

كأن حبوبها خضرا وصفرا * * * فصوص زمرد وشذور تبر

كأن الجن قد نفثت رؤاها * * * على أوراقها في ضوء فجر

ألست ترى إليها كيف تطغى * * * وكيف تثور إن مُسّتْ بجمر

كأن نخيل مصرٍ قد حساها * * * وإلا ما اهتزاز نخيل مصر

جلوتُ بها من الأكدار ذهني * * * كما أني غسلت هموم صدري

وماهي قهوة تطهى وتحسى * * * ولكن نفحة من روح حر

حوى في شعره عبث ابن هاني * * * وزاد عليه فلسفة المعري

فيا لك شاعرا لبقا لعوبا * * * كأن يراعه أنبوب سحر

يفيض سلاسة في كل لفظ * * * ويجري رقة في كل سطر

حوت دار "السمير" هديتيه * * * وتحوي هذه الأوراق شكري.
------------

M

يوميات شباك دمشقينزار قباني عندما كنت في السابعة من عمريلم أتعلم العشق...على يد معلم...أو معلمةولم أدرس مبادئه الأولى في...
06/03/2022

يوميات شباك دمشقي
نزار قباني

عندما كنت في السابعة من عمري
لم أتعلم العشق...على يد معلم...أو معلمة
ولم أدرس مبادئه الأولى في مدرسة
ولم أعثر على أوصافه في الكتب
الدرس الأول في العشق...تعلمته من الشبابيك...شبابيك دمشق
أقدم مركز للاتصالات في العالم..قبل أن تكون الأقمار الصناعية..و الرادارات..و أجهزة الفاكس
هي كانت شبابيك دمشق في النهار شديدة الخفر,تقاليد المدينة المحافظة..
حتى اذا جاء الظلام..اقتربت الشبابيك من بعضها
وأخذت تحاور بعضها..و تعانق بعضها..و تشكو لبعضها ما عانته من حرارة الشمس وطول النهار.
القبلة تطير من شباك الى شباك كحمامة بيضاء
و تحية الصباح القبلة تنتقل في الهواء تطير كزهرة ياسمين
شبابيك دمشق شبابيك عاشقة
شبابيك دمشق تغير عناوينها باستمرار..و تتقدم نحو بعضها في شهر الربيع..عشرين سنتيمترا..ثلاثين سنتيمترا..خمسين سنتيمترا
كما تشتبك أغصان الصفصاف..
فيلامس الصدر الصدر..والخاصرة الخاصرة..
وتدخل الأضلاع في الأضلاع..دون اكتراث بالخرائط الهندسية
ودون أن يكون لديها رخصة من بلدية العاصمة..حتى كان العشق يأخذ اجازة من أحد؟؟
****
شبابيك دمشق..لا تعترف بالفن المعماري الحديث
ولا تعترف الا بخرائط القلب..قد يكون القلب مهندساً مغامراً..أو ومجنونا..أو مطروداً من نقابة المهندسين..
ولكن دمشق فخورة بشبابيكها
وبالكحل الأسود الذي يمطر من ثقوب شبابيكها..
ألقَ فيها شيء من غرابة الحلم وشيء من غموض القصيدة..
و الذين يعرفون حارات دمشق القديمة,يعرفون أن هندسة الشبابيك فيها قامت على أساس عاطفي..
لا على أساسٍ معماري..
فلقد أرادها النجارون الدمشقيون أن
تكون منبر حوار..وأداة وصل..وجسراً تمشي عليه الأشواق في الليل دون أن يراها أحد..
شبابيك دمشق..تستريح نهارا..وتمارس الشعر عند الغروب..
و العشق بعد منتصف الليل
****
خلال رحلاتي الدبلوماسية الطويلة كنت
أغيب سنوات عن حارتنا..وعن بيتنا القديم في حي(مئذنة الشحم
وفي كل مرة كنت أزور حارتنا..بعد غياب أعوام
كنت أحس أن في جغرافية الحارة شيئاً ما قد تغير
وأن الشبابيك التي كانت على الطرف الشمالي..انتقلت الى الطرف الجنوبي..والتي كانت في الطاب الأعلى..نزلت الى الطابق الأرضي
وأن الأزهار الممدودة على شباك جارنا
زحفت خلال فصل الربيع الى شباك جارتنا..
شبابيك دمشق..تقوم بمهمة ساعي البريد
فلا تتقاضى أجراً..ولا تطلب ثواباً..
ولا تكشف سراً..ولا تقرأ رسائل العاشقين
كنت أتأمل هذه الظاهرة,ولا أخبر أحدا حتى لا يقال عني أنني مجنون
و لكن هجرة الشبابيك كانت هجرة حقيقية..وان كانت غير معلنة
****
كان أهل دمشق يحكون الحكايا عن البيوت التي تحدث في داخلها ظواهر مريبة..فيقولون عن هذه البيوت أنها مسكونة بالجان..أو العفاريت الحمر
وعندما رأيت شبابيك حارتنا بأم عيني..
تزور بعضها..وتدردش مع بعضها..وتعانق بعضها..وتنام على وسادة واحدة..وتتغطى بضوء القدر
عرفت أن البيوت المسكونة ليست من صنع المخيلة..
و أن العفاريت الحمر تقفز من شباك الى شباك اخر دون أن يراها أحد..أو يمسكها أحد
****
حين كنت صغيراً لم أجرؤ أن أخبر أمي عن هجرة الشبابيك..
كنت أخشى أن تعتبرني قد خاويت الجن..وأن تأخذني الى الشيخ ليكتب لي حجاباً يخلصني من سلطة العفاريت..
وبقيت محتفظاً بسري,حتى أصبحت شاعراً
وصار مسموحا لي أن أقابل أي عفريت أشاء..في أي مقهى أشاء..
صارت العفاريت الحمر من أعز أصدقائي..وصرت أشرب القهوة معها..و أستشيرها في بعض الأحيان في نصوص قصائدي
شبابيك دمشق..لا شبيه لها بين جميع شبابيك العالم..
فلها عيون,وأهداب,وأذرع,وشفاه,وأصوات,واشارات,و رموز سرية,ولغة
لا يفهمها الا الدمشقيون
فحين تشتاق..تمد ذراعيها
وحين تحزن..تقفل أجفانها
وحين تضجر..تصنع فنجان قهوة تركية..وتبصر في الفنجان
و حين يتوقف الشباك المقابل عن الكلام أو المراسلة
أو اطلاق القبلات في الهواء
يدخل الشباك العاشق في حالة اكتئاب..ويضرب عن الطعام
و عن الزيارات..وعن العناية بالأطفال..وسقي بأباريق الزرع
وعن المجاملات الاجتماعية ويتفرغ لكتابة رواية طويلة عن الحب الضائع..
الشباك الدمشي له حياة خاصة كحياة كل فرد من سكان البيت..وحريته هي حرية مطلقة
الحرية الاجتماعية,والحرية المدنية,والحرية العاطفية
و حرية التغزل بمن يشاء..باللغة التي يشاء
و ربما كانت حرية الشبابيك في بعض الأحياء الشعبية تتجاوز حرية شباب هذا الحي,وبناته..
فالشباك له حصانته..وامتيازاته..ومكانته الاجتماعية
وهو جزء من تاريخ دمشق كما هو جزء من شجرة العائلة..
حرية الغزل بين الشبابيك منصوص عليها في الدستور ومعترف بها في كل القوانين...
لذلك لا يمكن القاء القبض على شباك..أو محاكمته..بتهمة رمي وردة..أو قصيدة شعر..الى الشباك المجاور
وهكذا بقيت الشبابيك الدمشقية تتبادل الرسائل..والخواتم الذهبية والأساور المبرومة وعلب الملبس,والفاكهة المجففة..ونوادر العشاق والمتيمين منذ العصر الأموي حتى اليوم
لست وحدي الذي سمع حوارات الشبابيك الدمشقية,فشيخنا الأكبر محي الدين بن عربي,الجالس سلطاناً على قمة جبل قاسيون تابع هذه الحوارات,واعتبرها نوعاً من الوجد الصوفي,والهيام,والفناء في ذات المحبوب..و الإسراء ليلاً الى حضرة من نحب
و السفراء الأجانب الذين كانوا يمثلون بلادهم في دمشق
كانوا مبهورين,وذاهلين أمام هذه الظاهرة
وأذكر أن قنصل بلجيكا في دمشق في الخمسينيات ترك حي الدبلوماسيين في شارع أبي رمانة وجاء ليسكن في بيت عربي صغير,الى جوار بيتنا في حي(مئذنة الشحم
وعندما زرته في بيته,زيارة مجاملة,وجلسنا حول فسقية الماء الزرقاء
سألته:لماذا ترك الحي البورجوازي في أبي رمانة..وجاء ليسكن في قلب دمشق الأموية..
قال لي:لقد جئت الى هذه الدار الصغيرة لأتعلم اللغة العربية من الشبابيك..ألا تلاحظ معي-أنت الدمشقي-
أن شبابيك بيوتكم تتكلم بفصاحة نادرة
انني أجلس كل نهارٍ في ساعة الغروب على باب بيتي
وأحمل ورقةً..وقلماً..وأسجل
الأسماء..والأفعال..والضمائر..على الطبيعة
الشبابيك عندكم-يا صديقي-أهم من كل القواميس,والمعاجم
وعندما نقلوا القنصل البلجيكي بعد ثلاث سنوات من العمل في دمشق
استقال من منصبه وبقي في بيته..لأنه-على حد قوله-لم يستكمل دراسته في لغة الشبابيك
****
شبابيك دمشق كائنات شديدة الحساسية..وذات جهاز عصبي متطور..
انها ليست مصنوعة من خشب الجوز أو الشوح أو السنديان ولكنها
مصنوعة من دمٍ..ولحمٍ..وأعصاب
لذلك قضيت طفولتي وأنا أراقب أحوال الشبابيك
وطبائعها,وتحولاتها بين الليل و النهار
ومن كثرة ما رأيت,وسمعت,ولاحظت خطر لي أن
أكتب كتابا بعنوان(يوميات شباك دمشقي)...ولكن الناشر سألني ببلاهة
وهل هناك شباك في الدنيا..يكتب يومياته؟؟
قلت له:نعم..أنا أعرف شباكاً شامياً موهوباً
كتب أحاسيسه بأسلوبٍ رائعٍ ومخطوطة كتابه عندي
أجابني الناشر بصوتٍ ساخر
اذا كان الأمر كما تقول,فليتفضل(الأستاذ الشباك)الى مكتبي ليوقع على العقد
****
الشبابيك الدمشقية..أستاذة في فن العلاقات العامة
فما مر سائح فرنسي...الا تحدثت معه بالفرنسية
ولا مر سائح انكليزي...الا سلمت عليه باللغة الانكليزية
ولا مر سائح اسباني...الا وأخذته بالأحضان
وذكرته(بزمان الوصل بالأندلس)و بقصائد جدتها(ولادة بنت المستكفي
وبعد...فهذه مقتطفات قصيرة من(يوميات شباك دمشقي)لم يقبل أي ناشر عربي
أن يصدرها في كتاب...لأن الناشرين العرب..يركضون وراء
مذكرات العسكريين الذين لم يدخلوا الحرب
و السياسيين الذين لا يعرفون(كوع السياسة من بوعها
و الأثرياء الذين يتاجرون بصفقاتهم المالية والنسائية
و زعماء الدول الذين تركوا دولهم(على الحديدة
و رجال الدولة الذين خربوا دولهم
والمناضلين الذين لم يناضلوا الا على الورق
***********

05/12/2021

يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه *** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبل

كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها *** فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوعِل

05/12/2021

لا يسكن المرءُ في أرضٍ يهان بها *** إلا من العجز أو من قلة الحِيَل

05/12/2021

ومن العجائبِ والعجائبُ جمةٌ *** أن يلهج الأعمى بعيبِ الأعور

05/12/2021

وليس يصحُّ في الأذهان شيءٌ *** إذا احتاج النهارُ إلى دليل

05/12/2021

ومن يكن الغرابُ له دليلاً *** يمر به على جيف الكلاب

05/12/2021

وفي السماء نجومٌ لا عِدادَ لها *** وليس يكسف إلا الشمس والقمر

05/12/2021

لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها *** ولكنَّ أخلاق الرجال تضيق

ُ

05/12/2021

كالعيسِ في البيداء يقتُلُها الظما ***والماءُ فوق ظهورِها محمول

05/12/2021

كعصفورة في كف طفلٍ يسومها *** ورود حياض الموت والطفلُ يلعب

05/12/2021

قد تُنكر العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ *** وينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من سَقَم

05/12/2021

فلو لبس الحمارُ ثياب خزٍ *** لقال الناس يالك من حمار

05/12/2021

حياك من لم تكن ترجو تحيته *** لولا الدراهمُ ما حياك إنسان

05/12/2021

تقولُ هذا مِجاجُ النحلِ تمدحُهُ *** وإن تشأ قلتَ ذا قيءُ الزنابيرِ

مدحاً وذماً وما جاوزتَ وصفهما *** والحق قد يعتريهِ سوءُ تعبير

05/12/2021

أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ *** ربداءُ تجفُلُ من صفير الصافر

05/12/2021

إن الرياح إذا اشتدتْ عواصفها *** فليس ترمي سوى العالي من الشجر

05/12/2021

ألم تر أن السيف ينقص قدرُه *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

19/05/2021

الأحد ٢٥ آب (أغسطس) ٢٠١٣
بقلم رواء الجصاني

الجواهري يغضب فيتفجر في الثمانين ‎

احتفل الجواهري، الشيخ – الشاب، وعلى طريقته الخاصة، بعيد ميلاده الثمانين، وذلك عام 1982 وان اختلف مع بعض المؤرخين والنقاد الذين ثبتوا ولادته في عام 1898، بل وخاصم البعض منهم، واختصم معهم، لذلك السبب... وبتلك المناسبة راح الشاعر العظيم يبث شجوناً كانت، وبقيت، واستمرت، تؤرقه على مدى عقود، ومن أشدها ألماً، ما يزعمه ويراه، من جحود البلاد له، والتي اضطر للاغتراب عنها مرة أخرى واخيرة، مطلع عام 1980، بعد اشتداد ارهاب وعسف طال بعض أهل بيته حتى... وقد انطلق في قصيدته التي نتوقف عندها في هذا التوثيق، يعاتب، ويدين زعامات سياسية وثقافية وغيرها، في البلد المستباح، حاولت أن تتجاوز على عبقريته وأدواره الوطنية والثقافية:

حسبُ "الثمانين" من فخر ومن جَذَل ٍ
غشيانُها بجَنان ٍ يافع ٍ خضل ِ
طلقٌ كما انبلج الإصباح عن سَحَر ٍ
ند ٍ ، وزهرُ الربى عن عارض هَطِل..... ولم يشتعل ضرام آهات ولواعج هذه اللامية المطولة من تراكمات وحسب، بل ان الجواهري، وهو في غربته الجديدة في براغ، والتي صارت مديدة فيها، وفي دمشق، حتى رحيله عام 1997، أُبلغ بصدور كتاب لئيم، ألفه "أكاديمي" "عراقي" اسمه عبد الله الجبوري، حاول فيه ان ينال من الشاعر العظيم، وبعض سيرته وحياته وابداعه. وقد تناولته بائية جواهرية ساخرة، هادرة، بعنوان "عبدة الغجرية" عام 1982، اثر نشر ذلك الكتاب المشبوه مضموناً وتمويلاً... وفي المقطع التالي اشارة، وان دون مباشرة، لذلك الحدث:

وأنت يا ابن "الثمانين" استرحتَ بها
كما تظنّنتَ، من لوم ٍ ومن عذَلِ
جاءت تحييك في أعيادها قِذَعٌ
نكراءُ ، لقَّنها الساداتُ للخَوَل
وفَّتْكَ نُذراً لها عما وَفيتَ به
من النذور ِ لَدُن أيامِكَ الأوَل..... ثم تعود القصيدة في الأبيات اللاحقة لتردَّ على تلكم التجاوزات ولتواجه وتتصدى لاصحابها، وأسيادهم، الذين سعوا جاهدين للنيل من الرمز العراقي الكبير، بهذه "الحجة" تارة، وبغيرها، من مزاعم، تارة أخرى... وجميعها لم تستطع إلا أن تثير "زوابـــع في فنجــان" بحسب الجواهري في مجالس خاصة... ثم لتخمد وأصحابها، وليبقى الشعر، والابداع وصاحبه، خالدين:

يا "ابن الثمانين" كم عولجت عن غَصص
بالمُغريات فلم تَشْرَقْ ولم تَمِل ِ
كم هزَّ دَوحَكَ من "قزْمٍ" يُطاولُه
فلم ينلْهُ ولم تقصر ، ولم يَطُل ِ
وكم سعت "إمَّعاتٌ" أن يكون لها
ما ثار حولك من لغو ٍ ، ومن جدَل ِ
ثبِّتْ جَنانك للبلوى فقد نُصبَتْ
لك الكمائنُ من غدر ٍ ، ومن خَتَل ِ
ودَعْ ضميرَك يَحذَرْ من براءته
ففي البراءات ِ مَدعاةٌ إلى الزَّلَل ِ
لا تنسَ أنكَ من أشلاء مجتمع
يَدينُ بالحقد ِ والثارات والدَّجَل ِ
حرب ٍ على كل "موهوب ٍ" وموهِبة
لديه ، مُسرَجة الأضواء والشُّعَل ِ ...
عصَّرتهم فتحمَّلْ وضرة الثقل
ودُستهم فتوقعْ غضبةَ الخَوَلِ
وإذ ينتهي التمهيد والاستعداد، يحين الوقت كما رأى الشاعر، ليوضح المزيد من "التفاصيل" ذات الصلة ومنها هجوم "الأذناب" و"الأسياد" من جهة، وصمت "المحبين" و"القادرين" على الرد من جهة ثانية... ولعلّ مواقف الأخيرين كان أشد إيلاماً لأنهم تناسوا عهود الاخاء ومزاعم الود ومشاعر التقدير التي كانوا يبدونها للجواهري بمناسبة، وبغيرها، حباً واعجاباً حقيقياً أو زائفاً... ويقول بهذا الشأن:

نُبِّئتُ "شِرذمةَ الأذناب" تنهشني
بمشهد من "رُماة ِ الحي" من "ثَعَل"
يا للحفيظَة ِ لم تظفَرْ بذي شَمم ٍ
وللشهامة ملقاة ً على طلل.. ويتواصل القصيد جدلاً وحواراً وفلسفة ورؤى حول "الأصالة" و"الرجولة" و"المدعين" و"الهاربين" و"الناكثين" وغيرهم، ممن لم ينتصروا للحق – بحسب الشاعر– مع التنويه إلى تجاريب كثيرة كان لصولة الحرف فيها، الثبات والانتصار... وتستمر التساؤلات والادانة:

أيستثيرُ دمي "وغْدٌ" و"صاحبُه"
بما يثير رمال السَّهل ِ والجبل
ولا يندّ فمٌ ، لا بَعْدَه خَرَسٌ
ولا تُمدُّ يد ، لا تشْفَ من شلل ...
قد كان شوطُ رجولات ٍ مشرِّفة ٍ
لو كان تحت سِبالِ القَوم ِ مِنْ رَجُل..
الخانعين بمنجاة ٍ تسومُهمُ
جدعَ الأنوف ِ ، وذلَّ العاجز ِ الوكِل ...
والناكثين بعهد ِ الحَرْف ِ منتفضاً
على الضغائن والبهتان والدجل:
إن الحياة معاناة وتضحية
حب السلامة فيها أرذل السبل
وللبطولات جولات، وكم شهدت
سوح الوغى "لحماة الحرف" من بطل
وثمَّ من لعنة ِ الأجيال جازيةٌ
تقتصُّ من قولة ِ حَقٍّ، ولم تُقَل
.. وقبيل ختام القصيدة التي بلغت أكثر من سبعين بيتاً يعود الشاعر الغاضب، موضحاً، ومدافعاً عن النفس أولاً، ثم ليفضح بكل صلابة وعنف مدعين مزعومين، و"زعاماتهم" التي لولاها لما استطاع أولئك ان "يستأسدوا" على الجواهري، مستغلين غربته بعيداً، أو مبتعداً عن الوطن المثكول:

أقول "للخِدن" ما حالت مَودَّتُه
فظنَّ أن عهود الناس لم تَحُل ِ
سلني أُجِبْكَ بما يعيا "الجواب" به
وإن ينل منك إشفاقٌ فلا تَسَل ِ
فقد تقرحتُ حتى العظم من شجن
دامي الشكاة ِ بلوح ِ الصدر معتمِل
أُجِبْكَ عن نُصُبٍ أعلام ِ "مقلمَة"
غُفْل ٍ ، شتات ٍ إذا كشَّفتَهم ، هُمُل ِ
و"للتماثيلُ" يستوحى بها "مُثُلٌ"
خيرٌ من البشر الخالين من "مُثُل ِ"
"خُرْس ٍ" وإن خَرقوا الأسماع في هَذَر
يُغْثي النفوسَ ، وفي مرصوفة "الجُمَل"
وعن "كروش" "زعامات ٍ" كأنَّ بها
من فرْط ِ ما اعتلفتْ مَسَّاً من الحَبَل
يستأسدون إذا مُدَّ العنانُ لهم
فإن يُشَدَّ، تردَّوا بِزَّة "الحَمَل" ...
.. وكما هي الخلاصات التي يقدمها القادرون في نهاية عطاءاتهم، أو الرتوش التي يضعها الفنانون قبيل عرض ابداعاتهم، يختار الشاعر فضيلة التحذير نهاية لقصيدته، ومذكّراً من يريد أن يتذكر قدرات الجواهري في مواجهة اللؤماء ومن يقف وراءهم، وأولئك هم الأكثر قصداً من غيرهم على ما نظن:

يا "صاحبي" وحتوفُ "القوم" طَوْعُ يدي
وكم أتتهم "رياح الموت" من قِبَلي
أجِلْ يراعَك في آجالهم مِزقاً
فليس عندك بعد اليوم من أجل ِ
واضرب بهم أسوأ "الأمثال" سائرة ً
حتى تَثَلَّمَ فيهم مضربَ المَثَل!

Address


Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Salim Jaber Maket posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Shortcuts

  • Address
  • Alerts
  • Claim ownership or report listing
  • Want your business to be the top-listed Media Company?

Share