03/12/2019
واشنطن تحاول هندسة ثورة ملونة في سورية
بقلم الصحفي علي مخلوف
وكالة آسيا
يجلس مسؤولو امريكا المتقاعدين في غرفة عمليات الحرب الناعمة، يترأس الجلسة اكثر الناس خبرة كالعجوز مادلين اولبرايت والثعلب جوزف ناي، السيناريو هو تكثيف الحرب الناعمة ضد سورية تمهيدا لخلق ثورة ملونة تأتي بعد اللجنة الدستورية التي فشلت مؤخرا بسبب الخلاف حول اجندة العمل ومفهوم السيادة والعمالة مع الاجنبي والتدخل الخارجي.
اخر ما صدر عن استشارات غرفة العقول الامريكية المهندسة للحرب الناعمة، كان اتهام الحكومة السورية عبر الخارجية الامريكية بمحاولة تعطيل عمل اللجنة الدستورية، مشددة على ضرورة اطلاق سراح المعتقلين ووقف اطلاق نار شامل، فيما البند الاكثر اهمية كان التأكيد على خلق بيئة آمنة ومحايدة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت السيطرة الكاملة للأمم المتحدة.
من يختص بالحرب الناعمة والثورات الملونة يعلم بأنها تعتمد على الانتخابات، ويشترط وجود مرشح للغرب في تلك الانتخابات تعلم انه لن ينجح، فتقوم بهندسة ثورة ملونة والتمهيد هو دعوة انتخابات باشراف الامم المتحدة، لانه مهما كانت نتائج الانتخابات صادقة فهي لن تعجب واشنطن وستدعي بانها مزورة، وما استعجال واشنطن لخلق بيئة انتخابات تحت رعاية اممية سوى مقدمة لثورة ملونة يتم العمل على اندلاعها في سورية.
وقبل ذلك يتم تفعيل العمليات النفسية باستغلال سوء الاوضاع المعيشية وتراجع الليرة السورية امام الدولار، والذي هو نتيجة حتمية لاجراءات سابقة قامت بها واشنطن ضد سورية كالعقوبات والحصار والضغط السياسي والاعلامي اضافة لاستخدام القوة نصف صلبة عبر استخباراتها بواسطة العملاء للتجنيد والتخريب.
قد يسأل البعض لماذا تقوم واشنطن بذلك الان؟ ببساطة لان هدفها مما قامت به سابقا باسقاط الدولة السورية فشل، تغير ميزان القوى في الميدان، زاد النفوذ الروسي في المنطقة على حساب الامريكي، والاوروبي الخائف من الارهاب بدأ يفكر باعادة حساباته، بل ولم يذهب مع واشنطن حتى النهاية في المفاوضات النووية الخاصة بايران، ومايحدث حاليا في العراق ولبنان مع عودة واشنطن للاهتمام باللجنة الدستورية السورية والانتخابات المبكرة باشراف اممي ما هي الا دلائل على سيناريوهات جديدة.
السوريون وحلفائهم في طهران وموسكو باتوا على علم بذلك وما زيادة وتيرة تحرير قرى بريف ادلب الجنوبي، الا خطوة استباقية ضمن خطة متكاملة سياسية وعسكرية ودبلوماسية ستتضح معالمها قريبا، هذا الواقع ادركته واشنطن جيدا بدورها، فرأينا المنطقة تشتعل مجددا شرق سوريا وجنوبها الغربي اي العراق ولبنان.