22/06/2024
لروائي جويطي يرفض ادعاء البعض البطولة في أحداث مولاي بوعزة
يوسف الطاهري
---
في اللقاء الذي نظمته فدرالية اليسار الديمقراطي حول رواية" الأيام الأربعة" ( وهو لقاء متميز يؤسس لعلاقات جديدة بين المثقف واليسار وأتمنى أن لا يكون حدثا يتيما) والتي تدور أحداثها حول أحداث مولاي بوعزة أو ما يعرف بأحداث 3مارس 73 التي قادها الاتجاه المسلح للاتحاد الوطني للقوات الشعبية. قال الروائي عبد الكريم جويطي بأن هناك بعض من كتبوا عن الأحداث ووضعوا أنفسهم أبطالا فيها، إلى حد قال أحدهم إنه هو من أوقف تجربة الكفاح المسلح، والحقيقة غير ذلك. وأضاف أنه كان على هؤلاء كتابة تلك الأحداث عندما كان قادتها أحياء وليس بعدما رحلوا عن الدينا.
لقد كان جويطي مصيبا فيما يقول (خاصة أن بعضهم حتى وإن لم يكتبوا عن تلك الأحداث يتحدثون عنها وكأنهم كانوا فاعلين أساسيين)، وهو الذي يملك تفاصيل كثيرة عن تلك الأحداث زوده بها قياديون وفاعلون أساسيون في تجربة حركة 3مارس التي ستعرف بعد ذلك بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية – حركة الاختيار الثوري، وقد ذكر واحدا منهم وهو الفقيد سعيد بونعيلات الذي تم اعتقاله في إسبانيا رفقة الفقيد أحمد بنجلون في سبتمبر 1970 وتمت محاكمته في محاكمة مراكش الكبرى.
والحقيقة أن مناضلي القواعد التنظيمية لتلك الحركة لم يمتلكوا الحق في التقرير، وكان غالبيتهم كما قال لي أحدهم، أنهم كانوا جنودا ينتظرون أوامر القيادة " كُنا كِ العَسْكَر نَستناو الأوامر تجي من الفوق". بل أن أعضاء في القيادة أنفسهم كانوا يعانون انفراد (الفقيه البصري وبعض مستشاريه)، بالقرارات الحزبية ويمكن استخلاص ذلك من خلال رسالة الشهيد محمود بنونة الموجهة للفقيه البصري والتي بعد أن يؤكد فيها أن التنظيم الثوري تنظيم انضباط اعمى وطاعة حديدية يرى أنه (أي التنظيم) لا يقتصر على ذلك، بل يريد تنظيما ديمقراطيا منفتحا يسمح بالتداول في الأفكار بين القيادة والقاعدة، وقد جاء ذلك في خاتمة الرسالة حيث يقول:
"لست أحاول هنا إعياء مسامعك بنصوص نظرية، إذ أن مرض "الجملة الثورية" من أكبر العوائق، وإنما هي بعض الملاحظات أراها أساسية بل ومنها المبدئية طلبت باجتماع لطرحها في إطارها بعد انتهاء مرحلة الشرق وقبل أن نقدم على مرحلة الدخول سنة 69 ، غير أن ذلك لم يحدث، واعرضها عليك بكل وضوح بناءا على اقتناعي بأن التنظيم الثوري الحقيقي هو الى جانب "انضباط أعمى" و " طاعة حديدية" فانه أيضا متفتح لدرجة تسمح بنقل الأفكار والإبداع في تيار مزدوج من القمة الى القاعدة ومن القاعدة الى القمة، وهذه إحدى الضمانات الأولية ليكون التنظيم طليعة فعلية للطبقة الكادحة يعيش واقعها ويعيش في زمنه ويعيش مشاكله."
إن انفراد البصري وبعض من مرافقيه الدائمين بالقرارات الحزبية وتبنيه للعقلية الانقلابية، كانا سببين في إعلان طرده من الحزب في سنة 1982.تم نشره في مجلة الاختيار الثوري وذلك بعد مرور تسع سنوات على استشهاد الشهيد المناضل المثقف محمود بنونة.
إن غياب كتابات مناضلي حركة 3مارس من مذكرات وشهادات عن تجربتهم مع استثناءات قليلة لأنهم عاجزين على الكتابة بحكم أميتهم أو تعليمهم المحدود غير المؤهل للكتابة، وكان أغلبهم من الفلاحين الفقراء ويمكن عد المثقفين على الأصابع، منهم الشهيد بنونة والفقيدين أحمد بنجلون و الفقيد عبد الغني بوستة الذي ذكره الروائي جويطي والذي رحل مبكرا دون أن يكتب مذكرات عن تلك التجربة ، بينما نرى العكس من ذلك في تجربة اليسار الجديد التي كتبت حولها العديد من المذكرات والروايات بحكم طبيعة قاعدته المعروفة بالمثقفين والطلبة الجامعيين والتلاميذ.