01/05/2021
ملايين في خطر في سوريا مع تصاعد حالات الإصابة بكوفيد-19
تناولت الصحف البريطانية موضوعات متعددة، ركزت في معظمها على أخبار انتشار وباء كورونا وسبل مواجهته والنقص الذي تعاني منه الدول، خاصة النامية منها، في مجال تأمين اللقاحات والأكسجين للمرضى الذين يرقدون في أقسام العناية الفائقة.
نبدأ من الغارديان التي نشرت تقريراً لمراسلتها في الشرق الأوسط بيثان ماكيرنان حول ارتفاع أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا في سوريا تحت عنوان "الملايين في خطر جراء تصاعد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في سوريا وسط نقص في لوازم الاختبارات والأكسجين".
يقول التقرير إن وكالات الإغاثة والأمم المتحدة حذرتا من أن الموجة "السريعة والمتسارعة" من فيروس كورونا وحالات النقص في اللوازم، كأدوات الاختبار والأكسجين، تعرض الملايين من الناس في عموم سوريا، التي تمزقها الحرب، لخطر الفيروس.
ويشير التقرير إلى أنه على الرغم من الأرقام الرسمية لحالات الوفاة جراء الإصابة بكوفيد-19 منخفضة مقارنة بمناطق أخرى من الشرق الأوسط، إلا أن جمع بيانات موثوقة في سوريا هو أمر شبه مستحيل. كما أن البلاد تعيش حالة من الضعف، إذ أدت 10 سنوات من الحرب إلى تدمير البنية التحتية والاقتصاد وأنظمة الرعاية الصحية.
ويقول التقرير إن حوالي 90 في المئة من السوريين، في مناطق سيطرة الحكومة والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ومناطق سيطرة الأكراد، يعيشون الآن في ظل الفقر. وبعد مرور أكثر من عام على أزمة كورونا العالمية، لا تزال مرافق إجراء الاختبارات في البلاد غير موجودة تقريباً، ما يجعل من المستحيل على العاملين في مجال الرعاية الصحية تقييم أثر المرض أو التمكن من احتوائه.
ويمضي التقرير في وصف الحالة بالقول إنه لا يوجد في مناطق شمال شرق البلاد الخاضعة لسيطرة القوات الكردية إلا مختبر واحد لإجراء فحوصات كورونا، وأن مخزونه من أدوات الفحص سينضب على الأرجح خلال الأيام السبعة القادمة مع ارتفاع عدد حالات الإصابة. وهناك أكثر من 5300 إصابة مؤكدة سجلت في أبريل/ نيسان وحده - وهو رقم يزيد عن نصف إجمالي الإصابات في عام 2020 كله، بحسب لجنة الإنقاذ الدولية. كما أن أكثر من 47 في المئة من الفحوصات تأتي إيجابية.
ويشير التقرير إلى أن سبع منشآت للعلاج ممولة من الأمم المتحدة ومن منظمات غير حكومية اضطرت إلى الإغلاق بسبب نقص التمويل، وأن العدد القليل من المرافق العلاجية التي بقيت مفتوحة وصل إلى أقصى طاقته، إذ بدأت إمدادات الأكسجين بالنفاد.
وينقل التقرير عن ميستي بوسويل، مديرة السياسة والمؤازرة للمنطقة في لجنة الإنقاذ الدولية، قولها إن "83 في المئة من المرضى الذين يعتمدون حاليا على أجهزة التنفس الصناعي يموتون، ونخشى أن الأمور ستزداد سوءاً. فالنظام الصحي يعاني من صعوبات في استيعاب المرضى، والوضع يتدهور بسرعة فائقة".
وبحسب مارك لوكوك، رئيس مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فإن أعداد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس تضاعفت في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد في الفترة بين فبراير/ شباط ومارس/ آذار، كما أن أقسام الرعاية الفائقة في مستشفيات العاصمة دمشق ممتلئة.
ويقول التقرير إن مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة والمقاتلين الإسلاميين تلقت أول شحنة في البلاد من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا الأسبوع الماضي بموجب برنامج كوفاكس التابع للأمم المتحدة. ويُتوقع أن تبدأ قريبا حملة التطعيم باستخدام 53 ألفاً و800 جرعة من لقاح أسترازينيكا.
ومن المتوقع أن تحصل دمشق ومناطق شمال شرق البلاد على إمدادات اللقاح من الأمم المتحدة، لكن لم يتم الإعلان عن موعد لحدوث ذلك حتى الآن. وقد بدأت عملية تطعيم العاملين في قطاع الصحة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة ولكن ليس بجرعات كوفاكس.
ويختم التقرير بالقول إن الطلب على اللقاحات يفوق بكثير العرض في الوقت الحاضر، ففي إدلب والمنطقة المحيطة بها فقط، يعيش ثلاثة ملايين مواطن في ظروف إنسانية قاسية، ومن الصعب تطبيق التباعد الاجتماعي والإجراءات الأخرى لاحتواء المرض.