28/10/2024
في فترة معينة كنت شغال في شركة إستشارات هندسية كبيرة و كنت أنا مدير التسويق الإلكتروني فيها وكان معايا فريق معظهم كانوا مبتدئين لسه وجايين يتدربوا ..
كنا شغالين وقتها ع حملة إعلانية كبيرة فطلبت منهم يجمعوا أفكار علشان نناقشها في إجتماع مخصص غداً، وتاني يوم بدأنا نناقش الأفكار دي لكن أغلبها كانت مكررة ومش إبداعية وفي اللي محتاجة ميزانية ضخمه لتنفيذها فأبديت إعتراضي ع أفكارهم بوضوح وصراحة وقدمت أفكار تانية وقررت تنفيذها، وده كان خطأ كبير مني لأني بعدها لاحظت إنه كل واحد منهم بدأ ينحاز لفكرته ويدافع عنها لدرجة إنه إنتاجيتهم قلت، وفي منهم اللي كان بيتمنى الحملات الإعلانية تفشل علشان يطلع كلامه هو الصح، لكن الحمد لله نجحت وحققنا عائد كويس من الإنفاق الإعلاني.
كسبت أنا الرهان لكن خسرت فريقي بسبب إني أظهرتلهم إعتراضي وخطئهم وسوء تفكيرهم مباشرة.
بعدها بفترة كنت بقرأ في كتاب وشوفت مقولة رائعة
لثيودر روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأسبق وأشهر قادة القرن العشرين.. كان بيقول "إذا كنت على صواب ثلاثة أرباع الوقت ، أكون بذلك حققت أقصى ما أحلم به."
توقفت أمام مقولته دي وقولت لنفسي إذا كان روزفلت بيقول كده وهو رئيس أكبر دولة في العالم ف إزاي هيكون الأمر بالنسبة ليا ؟
اتضحلي ساعتها اني كنت مدير عليهم لكن مكونتش قائد وفي فرق كبير بين المسميين لو تعلمون..
اتعلمت درس مهم جداً وقتها إنه في إمكانك تقول للشخص الآخر : إنه مخطئ من خلال نظرة ، أو لفتة أو حركة ، بشكل ذكي ، لأنك لو صارحت شخص مباشرة إنه مخطئ مش هيوافقك ع ده ؛ لأنك وجهت ضربة مباشرة إلى ذكائه وحكمته ، واعتزازه بنفسه ، ومش هتثنيه عن رأيه، ومش هتقدر تغييره لأنك جرحت مشاعره.
علشان كده متبدأش نقاشك أبدأ بعبارة هثبتلك إنه كلامك خطأ، لأنك بكده كأنك بتقوله أنا أذكى منك وهثبتلك غبائك؛
فإنت ساعتها هتعلن الحرب عليه وهو هيبدأ يدافع عن نفسه لدرجة النضال قبل حتى ما تكمل حديثك.
الدرس:
إذا أردت إثبـات شيء فلا تعلن أنك الأذكى مسبقاً وافعل ذلك بكياسة ولباقة وفي صمت ، دون أن يشعر أحد
نصح أحد الحكماء ابنه قائلاً "كـن أعـقـل الناس إذا استطعت ، ولكن لا تحدث الناس بذلك" إننى لا أصدق الـيـوم شـيئاً كنت أصـدقـه منـذ عـشـريـن - عاماً ، ما عدا جدول الضرب ، وحتى هذا أتشكك فيه عندما أطالع على كتب إينشتين، وبعد عشرين عاماً أخرى ربما سأشكك في هذه الكتب.
