27/11/2021
ببساطة .. أنت في عصر نفعيّ استهلاكيّ مادّيّ شديد الابتذال، يمكن أن يرمى فيه بالحقيقة والكرامة والبرهان والخير وكلّ قيمة عليا في مقابل كعبة فريكاسي بلاش تنّ.
ومهما بدا لك الأمر كوميديّا كاريكاتوريّا مبالغا فيه .. فالسّواد كلّه في كونه حقيقة لا مجاز فيه ولا مبالغة.
إنّ الأمر ليبدأ من بعيد في صورة الفتاة الهازئة المتظارفة الّتي تصرخ: ماذا أصنع بالورد أنا أريد شاورما ..
ليمرّ بمن يتساءل في جدّ هازل، أو هزل جادّ: وماذا صنعت بالقراءة هل اشترت لك يوما خبزة؟!
ليستمرّ نحو من يخبرك أنّ المال لا يشتري السّعادة لكنّه يجعل بؤسك ممتعا.
ليصل لمن لا يأبه للآخرة، وهو يزعم أنّه بها مصدّق، وكلّ نظره لعمران الفانية، والفلاح عنده طول البنيان وصنع الحضارة، وعند الله قد أفلح المؤمنون!
لتفيق مصعوقا مذهولا وقد كنت غافلا: على من باع دينه بعرض من الدّنيا قليل، واشترى بالجنّة النّار!
ألا تعس عبد الدّينار .. تعس عبد الدّرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض.
ربّ يسّر وأعن!