16/05/2023
اشاهد تلاشي مجلس القيادة، وتجميد كل الأعضاء لصالح رشاد وحده،لا أحد يشاركه الحكم، أو يقاسمه القرار
وفي الأشهر الأولى لإعلان مجلس القيادة كانت صفته في الوكالة الرسمية رئيس مجلس القيادة،
رويداً رويداً،
تحول الى الرئيس، والآن الخبر يكتب : رئيس الجمهورية !
وبغض النظر عن رأيي بحيازة الإنتقالي لعضوين فاعلين في مجلس القيادة،أحدهما المحرمي،وكذلك البحسني،إضافة الى عيدروس، والخطوة هذه تخدم الرجل في سبيل التفرد بصفة الرئيس،
اذا كان ثلاثة من مجلس القيادة ضمن المسار الجنوبي فمعناه أن الرجل،يسعى فقط،لأن يكون ذلك الرئيس الشرفي،ولو للشمال، في القلب الجنوبي،مقابل ذلك أن يتخلى عن كل شيء،وكل شيء،
ويبقيان العميد طارق والشيخ سلطان العرادة،
أراهما ينزهان أنفسهما عن المزاحمة على الصورة الشرفية وبهذا يتفكك،مجلس القيادة، خاصة مع غياب عثمان مجلي.
ذات مرة كنت في تعز،
تحدثت مع صحفيين عن مواضيع شتى،منها دور رشاد العليمي، والحمية التعزية تسيطر عليهم،
وهم يقولون عن الظروف التي لا تسمح لرشاد العليمي أن يفعل أي شيء،أو يضع معنى للرئاسة،وبهذه تخسر تعز سمعتها وهي التي تنادي،أن تحكم، منذ عقود، وقد أتتها فرصة غير مناسبة،
أعترضت رأيهم،
قلت لهم : هذه أفضل فرصة للعليمي لايجاد عصبة تعزية
لو أنه بقدر ذلك،
فمثلا: لو مات العليمي لن يغير ذلك أي شيء
ولكن موت صالح جعل من طارق نصف البلاد، فأين الفارق؟
أتى صالح من سنحان، بلدة لا تألف الحكم،وبجدراته أستطاع أن يتجسد كرمز، وأن يكون شئياً ملهما، وبظروف أصعب إجتماعيا من المرحلة هذه،ولكنه غادر الكرسي وقد تحول الى زعيم بلاد..
هذه هي الجدارة
وأمام العليمي فرصة كبيرة،والبلاد في معركة، وبقدر ما يجمع الناس والجهات والوجهات حول معركة فهو يجمعهم حول نفسه
وبقدر ما نربح المعركة الوطنية سيربح نفسه
وسيصير رمزاً
وربما يتخطى صالح، هذا لو أن له القدرة على المغامرة،الى النصر.
لكن،
كل الشواهد تقول أن الرجل يسعى فقط للبقاء كصورة رئيس جمهورية، والاستفراد ولو بهذا اللقب الشرفي دون البقية،مهما حدث،ولو على جثمان المعركة والبلاد،
وهذا رأيي ويمثلني فقط،وأنا أشاهد تفكك مجلس القيادة،
وإستفراد الرجل بكل شيء،
وإقتصار حكمه بين معاشيق وسلم الطائرة ووكالة سبأ،والسلام المزعوم لا أفق له،والعليمي حصان طروادة لكل هذا الفشل الذي يطرأ،
وأنا أحب العليمي،
منذ صغري أحبه،فهو رجل الدولة الفاهم وصاحب الإرادة،
وأحزن على مصيره هذا .. المصير التعس .. ولافتة كل خراب ..بقصد منه أو دون قصد، والأنكى أن يكون دون قصد .
لم تطأ قدمه ولو شبراً من تراب الشمال الى اللحظة، أستطاع طارق صالح أن يزور تعز ورمزيته وبحث الكهنوت عنه لإستهدافه أكبر وأكثر من رمزية واستهداف العليمي،لكنه جازف وفعلها لأجل الغاية،والهدف النبيل،والعليمي بين المعاشيق والطائرة !
وددت لو يزر مأرب .. يخرج الى شبوة .. الى أي مكان.. لا يريد!
يريد البقاء رئيساً شرفياً وإن تمزقت البلاد،وتسيد الكهنوت،
ماذا سنكتب؟
لم يتحرر ولو شبر واحد ولم تطلق طلقة برئاسة العليمي،
بعهده تمزقت البلاد، الهزيمة عهده ، كل خسارة هو،ولو كان بريئاً .
عبدالسلام القيسي