Washington in Arabic واشنطن بالعربي

Washington in Arabic واشنطن بالعربي واشنطن بالعربي هي صفحة متخصصة في الشأن الأمريكي يقدمها الصحفي محمد البديوي

حواري مع ليلي غرينبيرغ كول أول مسؤولة يهودية تستقيل من إدارة بايدن احتجاجاً على دعم إسرائيلواشنطن: محمد البديوي-تعتبر لي...
07/07/2024

حواري مع ليلي غرينبيرغ كول أول مسؤولة يهودية تستقيل من إدارة بايدن احتجاجاً على دعم إسرائيل

واشنطن: محمد البديوي-
تعتبر ليلي غرينبيرغ كول أول مسؤول يهودي يقدم استقالته من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وتكشف في مقابلة معنا أنها اتخذت قرار الاستقالة لأن إدارة بايدن لا ترغب في الاستماع للأصوات والخبراء الذين عينتهم، ويعملون كل يوم على القضية الفلسطينية الإسرائيلية، ويطالبون بوقف إطلاق النار في غزة. ونبهت إلى أنه من الواضح تماماً أنه ليس فقط غالبية الأميركيين يريدون وقف إطلاق النار، ولكن أيضاً غالبية الأشخاص العاملين داخل إدارة بايدن، الذين يريدون وقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، ووقفاً ثنائياً ودائماً للعنف وإطلاق النار، مع تبادل الرهائن، وهو ما كانت تقوله أيضاً عائلات الرهائن الإسرائيليين، ولكن "لا يبدو أن أصواتنا قد سمعت، وكان عليّ أن أختار وأن أستقيل من تمثيل الإدارة وخدمتها".

وكانت ليلي غرينبيرغ كول قد قدمت استقالتها منذ نحو أسبوعين، في ذكرى النكبة الفلسطينية في الخامس عشر من مايو/ أيار، لتكون أول مسؤول يهودي يقدم استقالته من إدارة بايدن، حيث كانت قبل نحو شهرين من استقالتها تتظاهر في مدينة الإسكندرية بولاية فيرجينيا، تزامناً مع انعقاد مؤتمر "لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية" (أيباك)، وتطالب مع آخرين بوقف تمويل حرب الاحتلال ضد الفلسطينيين.

وقبل استقالتها، شغلت ليلي غرينبيرغ كول وظيفة المساعدة الخاصة لرئيس الأركان في وزارة الداخلية، وكانت ناشطة ومدافعة عن إسرائيل لسنوات، وشاركت في مؤتمرات منظمة (أيباك) خمس مرات، قبل أن تغير مواقفها في السنوات الأخيرة، خصوصاً منذ انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب، وعملها مع لاجئين فلسطينيين، وزيارتها إلى الضفة الغربية، كما عملت في الحملات الرئاسية لكل من الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس. وبحسب وكالة أسوشييتد بريس، تُعدّ ليلي ثاني شخصية سياسية في الإدارة تقدم استقالتها، وعلى الأقل خامس موظفة في الإدارة المتوسطة أو العليا تعلن استقالتها علانية احتجاجاً على سياسات إدارة بايدن. وقالت ليلي: "لقد كنت معينة في إدارة بايدن مدة عام ونصف، وعملت في حملة الرئيس بايدن عام 2020، وقدمت استقالتي في يوم 15 مايو 2024، وهو الذكرى الـ76 للنكبة، احتجاجاً على سياسة الإدارة والدعم غير المشروط للحرب في غزة، وشعرت أنه لم يعد بإمكاني تمثيل الإدارة وخدمتها، نظراً إلى تمويلها الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".

ليلي غرينبيرغ كول: بايدن يخاطر بالكثير

وشددت ليلي على أن الرئيس يخاطر بالكثير حالياً، وأنه يخاطر بالانتخابات، ويخاطر بمصداقية أميركا في جميع أنحاء العالم، ويخاطر بحياة ملايين الفلسطينيين وملايين الإسرائيليين، لأن الوضع الراهن المتمثل في العنف والاحتلال لا يحافظ على سلامة أي شخص. وأشارت إلى أن الرئيس يقدّم كل هذا الدعم والتمويل لإسرائيل تحت ستار وشعار سلامة اليهود، ولكن نحن نعلم أن هذا غير صحيح، وقالت: "نعلم أنه عندما تقصف إسرائيل الفلسطينيين في غزة، فإن معاداة السامية تتفاقم، والإسلاموفوبيا تزداد سوءاً، والعنصرية ضد الفلسطينيين تزداد سوءاً، وكل هذه الأشياء تؤثر على مجتمعي والأشخاص الذين أحبهم، سواء هنا في أميركا، أو في إسرائيل وفلسطين، ولم يعد بإمكاني أن أكون جزءاً من تمثيل الرئيس".

تفاصيل المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة
ولفتت ليلي إلى أن استخدام الرئيس رسالة أن ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة هو بطريقة أو بأخرى للشعب اليهودي ولسلامتنا غير صحيح، وتابعت: "لدي الكثير من أفراد العائلة والأصدقاء الإسرائيليين، وقد تأثر الناس في مجتمعي يوم 7 أكتوبر، حيث أُخذ أحباؤهم رهائنَ، وقتل الناس، وما زلت أرى أن العقاب الجماعي لملايين الفلسطينيين ليس الحل، وقد أوضحت الحكومة الإسرائيلية أنها لا تهتم بإعادة الرهائن، وعائلات الرهائن تقول إن الطريقة الوحيدة لإعادة أحبائنا هي وقف إطلاق النار".

وأشارت إلى أن هناك معارضة واسعة النطاق داخل إدارة بايدن طوال الأشهر الثمانية الماضية، من أشخاص على مختلف المستويات، عبر كلّ الوكالات، في وزارة الخارجية، في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في الداخلية، في وزارة التجارة، داخل البيت الأبيض نفسه، أعربوا للإدارة والقيادة عن اعتقادهم بأن دعم الرئيس المستمر للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني كارثي، سواء على حياة الفلسطينيين، أو حتى على المصالح الأميركية في الخارج، موضحة أن لدى الولايات المتحدة القوة للدعوة إلى وقف إطلاق النار، والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، والتوسط في تبادل الرهائن، وإطلاق سراح الأسرى، والعمل على إنهاء الاحتلال والفصل العنصري، والوضع الراهن.

ورداً على أسباب استقالتها بعد أشهر مما يحدث في غزة، أشارت ليلي غرينبيرغ كول إلى أنها كان ترغب في التغيير من الداخل، وأنها طوال الأشهر الثمانية الماضية، قامت هي والعديد من زملائها الآخرين بطرح مخاوفهم على الإدارة، وكان الجواب في كثير من الأحيان: نأمل أن تشعروا أنه يُستمع إليكم، حتى لو لم توافقوا على السياسة النهائية. وأضافت: "يمكنك على الأقل أن تشعر وكأن آراءك قد سُمعت، ولكن عندما تتحدث إلى الناس، وخاصة بعض زملائي الأميركيين الفلسطينيين، عن الدمار والقتل لشعبهم، فهذا ليس جيداً بما فيه الكفاية".

طفولة ليلي غرينبيرغ كول

وعن طفولتها، قالت ليلي: "أنا مثل أي يهودي أميركي، نشأت متدينة جداً، منغمسة في المجتمع اليهودي، وذهبت إلى مدرسة يهودية، وكنت دائماً فخورة جداً بهويتي وأحب ثقافتي اليهودية. وفي المجتمعات التي نشأت فيها، كان كوني يهودية ودعم إسرائيل أمراً واحداً إلى حد كبير، لأنني نشأت مع فكرة أن إسرائيل هي ما يبقي الشعب اليهودي آمناً من معاداة السامية، خاصة أن معاداة السامية تهديد حقيقي للغاية، لأن الشعب اليهودي مر بالكثير من الصدمة والألم".

استقالة مسؤولة في الخارجية الأميركية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة
وتمتعض ليلي غرينبيرغ كول وهي تقول إنها، لسوء الحظ، نشأت وهي تؤمن بهذه الفكرة القائلة بأن سلامة اليهود وحرية الفلسطينيين تتعارضان بطريقة أو بأخرى بعضهما مع بعض، كما أنها لم يكن لديها فهم كامل لكيفية تأسيس دولة إسرائيل، وما تعنيه إسرائيل للفلسطينيين، وما هي الحياة اليومية في ظل الاحتلال وفي ظل نظام الفصل العنصري. وتقول: "وهكذا مع تقدمي في السن قليلاً، كنت محظوظة جداً لأن عالمي اتسع، وأنني تمكنت من مقابلة فلسطينيين وفلسطينيين أميركيين، والتعرف إليهم، والاستماع إلى قصصهم، وقصص تهجير عائلاتهم أثناء النكبة وأثناء النكسة، وكان لقصص النزوح هذه عبر أجيال متعددة صدى حقيقي بالنسبة لي بصفتي شخصاً يهودياً، خاصة أن عائلتي شهدت نفس الشيء تماماً، والشعب اليهودي يعي معنى التهجير مراراً وتكراراً، وجيلاً بعد جيل".

وبحسب ما تحكي، فقد تمكنت ليلي من قضاء المزيد من الوقت في إسرائيل وفلسطين، ورؤية الاحتلال عن قرب، ومشاهدة نقاط التفتيش، وقضاء بعض الوقت في الضفة الغربية، وأدركت وهي تشاهد كل هذا أنه لا يعكس القيم التي تحملها، أو الحياة التي ترغب في أن تعيشها سواء في أميركا أو أن يعيشها الناس في إسرائيل وفلسطين، وصارت لديها قناعة، بحسب قولها، بأن الوضع الراهن ليس فقط مدمراً للفلسطينيين، ولا يتماشى مع الكثير من القيم اليهودية التي نشأت عليها، ولكنه ضار أيضاً بالإسرائيليين، مؤكدة أن أي نظام يقمع شعباً من أجل شعب آخر لا يكون آمناً لكليهما.

ليلي غرينبيرغ كول تتظاهر رفضاً لحرب غزة

وعن مشاركتها في تظاهرات سابقة، أوضحت أنه طبقاً للتعديل الأول، "يمكنني ممارسة حقوقي بصفتي الشخصية، لكنني أيضاً كنت دائماً واضحة أثناء عملي في الإدارة بشأن موقفي. كنت، كما يعلم الناس، أعاني من الحزن منذ 7 أكتوبر وأتعامل مع كيفية تأثير ذلك على مجتمعي، وكنت صريحة في أنني أقدّر حزنهم على مجتمعي وعلى الإسرائيليين الذين أعرفهم، ولكنني أردتهم أن يعرفوا أن ما حدث في 7 أكتوبر لم ينشأ من فراغ، ولم يكن منفصلاً عن الأحداث، وإذا كانوا يهتمون حقاً بأحبائي الإسرائيليين، فسوف يهتمون أيضاً بأحبائي الفلسطينيين، لأن حريتهم مترابطة".

وشددت ليلي على أن الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يمنع حدوث شيء كهذا مرة أخرى هو تغيير الوضع الراهن، وإنهاء الاحتلال والفصل العنصري، مضيفة أنها فكرت في مرحلة ما بأنه كان لديها كل هذا الوصول إلى السلطة والقرب منها، و"اعتقدت أنه يمكنني استخدام ذلك لتغيير آراء الناس، وإحداث تأثير في بعض عمليات صنع السياسات، لكن الأمر وصل إلى نقطة، خلال هذه الأشهر الثمانية، حيث كان من الواضح تماماً أن رأيي لن يُستمع إليه أو يُقيَّم".

ورداً على سؤال حول مدى رغبة إدارة بايدن في الوصول إلى "حل الدولتين"، تقول ليلي غرينبيرغ كول: "أعتقد أن هذا هو الموقف السياسي الرسمي للإدارة، ولكن دعمهم الإجراءات الإسرائيلية خلال الأشهر الثمانية الماضية وقراراتهم بالسماح بهذه الإبادة الجماعية، تتعارض مع أي مستقبل سلمي مشترك يمكن أن يكون للفلسطينيين والإسرائيليين، ولا أعتقد أنه يفضي إلى حل الدولتين أو أي نوع من الحل طويل الأمد الذي يخلق مستقبلاً حقيقياً ومستداماً

أشهر ناشطة ضد الحروب بأمريكا:  "أُذُن إنسان" أرسلها جندي هدية لأختي غيرت حياتيحاورها: محمد البديويفي نهاية ستينيات القرن...
06/17/2024

أشهر ناشطة ضد الحروب بأمريكا: "أُذُن إنسان" أرسلها جندي هدية لأختي غيرت حياتي

حاورها: محمد البديوي

في نهاية ستينيات القرن الماضي، سافرت "أذن بشرية"، لمواطن فيتنامي في طائرة من فيتنام إلى الولايات المتحدة، نقلها ساعي بريد إلى منزل أسرة ميديا بنجامين بلونج أيلاند بولاية نيويورك. تجمع أفراد العائلة، وعلى وجوههم مشاعر اللهفة والترقب، انتظارا لفتح الهدية التي وصلت من خطيب أختها في فيتنام، كان التجنيد قد أجبره على أن يسافر إلى هناك للمشاركة في الحرب الأميركية التي قيل إنها للدفاع عن الوطن.



تتذكر ميديا بنجامين (تعد الآن أشهر ناشطة ضد الحروب الأميركية بالولايات المتحدة)، في حوار أجراه معها العربي الجديد بمنزلها في العاصمة واشنطن، تفاصيل هذه اللحظات، إذ تقول: سبق هذه الهدية بضع خطابات شهرية، تسربت الكراهية داخلها، الرسائل ازدادت غرابة وكراهية للمواطنين في فيتنام، في هذه الرسالة الأخيرة اقترح على أختي أن تأخذ هذه الأذن، وتضعها كقلادة وتذكار حول رقبتها.. فكرتُ، وقلت: يا إلهي، كيف يمكنهم أن يأخذوا هذا الشاب الذي كان طالبا جيدا وعضوا في فريق كرة القدم، وهو شاب أميركي حقيقي لا يكره أحدا، ويحولونه إلى الوحش الذي يكره شخصا ما لدرجة أنه يقطع أذنه ويعتقد أنها هدية قيمة وتذكار"





تغيرت حياة ميديا بنجامين منذ هذه اللحظة للأبد، أدركت -كما تحكي لنا- منذ هذه اللحظة أن الحرب تحول الناس إلى بشر قبيحين وعنيفين للغاية. بدأت تتغير وجهة نظرها في السياسة الخارجية للحكومة الأميركية، تقول: تعلمت أيضا أنه لا يمكن الوثوق بحكومتي لأنه لم يكن لدينا أي سبب لمحاربة فيتنام، لم يكونوا يهاجموننا، وكانت الدعاية حول تلك الحرب أننا إذا لم نوقف الشيوعية في فيتنام، فسنواجه الشيوعية هنا في الداخل، لذلك تعلمت أن أكون ضد الحرب، وألا أصدق ما تقوله لي حكومتي".



كانت هذه اللحظة القاسية في حياة ميديا بنجامين هي التي فتحت لها الأبواب والطرق لما يجب أن تفعل في حياتها.. كانت مجرد طفلة مراهقة في الثانوية العامة، لم تختبر بعد مباهج الحياة، بدأت في القراءة حول ما يحدث في العالم والولايات المتحدة، والاحتجاجات التي بدأها بعض المشاهير مثل الملاكم محمد علي، والأميركيون الذين ذهبوا إلى شيكاغو للتظاهر ضد الحرب، ورغم صغر سنها أنشأت مجموعة مناهضة للحرب في مدرستها الثانوية، وبعد ذلك انضمت في الجامعة إلى مجموعة مناهضة للحرب كانت تسمى طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي، تقول: قمنا بجميع أنواع الاحتجاجات والإغلاقات وتواصلنا مع الناس على المستوى الوطني، وكانت تلك هي البداية.


منذ الأسبوع الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تقود ميديا بنجامين البالغة من العمر 71 عاماً، دراجتها في معظم أيام الأسبوع من منزلها في العاصمة الأميركية واشنطن، مرتدية "تيشيرت" وردي اللون (لون منظمة كود بينك التي شاركت في تأسيسها) يحمل شعار "أوقفوا إطلاق النار"، وتذهب إلى مكاتب أعضاء الكونغرس لتطالبهم بوقف الإبادة الجماعية ووقف إطلاق النار في غزة، وتسألهم عن الأطفال والمدنيين الأبرياء الذين يموتون كل يوم، وتطالب بوقف تمويل إسرائيل، وتقاطع بعض الجلسات مع آخرين. كذلك شاركت في مئات الفعاليات التي شهدتها العاصمة الأميركية في الأشهر الماضية للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.

زرت غزة 6 مرات والتقيت عائلات فقدت أبناءها ورأيت تدمير المستشفيات والمنازل
في مرحلة مبكرة من حياتها، درست بنجامين الصحة العامة في الجامعة، ثم الاقتصاد، في محاولة لفهم المزيد عن السياسة والعالم، وحصلت على الماجستير من جامعة كولومبيا في نيويورك. سافرت حول العالم وعملت في الأمم المتحدة ثم استقالت في نهاية الثمانينيات. كذلك انخرطت في الحراك من أجل العدالة الاجتماعية مثل مكافحة المصانع المستغلة للعمال، لكنها كانت دائماً مناهضة للحرب. تقول: "كلما كانت هناك حرب جديدة تشارك فيها حكومتي، كنت أحاول إيقافها. في الثمانينيات عندما كانت الولايات المتحدة متورطة بشكل كبير في حروب في أميركا الوسطى، وكانت ترسل قوات عسكرية وتقاتل حكومات، انخرطت في الحركة المناهضة للحرب هناك، لقد عشت لبضع سنوات في كوبا، لأنني اعتقدت أنها دولة تحاول القيام بالأشياء بشكل مختلف".

أمضت ميديا بنجامين سنوات عديدة في السفر والتعلم، ثم أدركت، كما تروي، أن أهم شيء بالنسبة إليها باعتبارها مواطنة أميركية هو العودة والعيش في الولايات المتحدة والعمل على محاولة تغيير الحكومة في بلادها. تقول: "في منتصف الثمانينيات عندما سافرت في جميع أنحاء أميركا اللاتينية وأفريقيا وأماكن في آسيا أيضاً، أدركت أن حكومتي كانت قوة لتدمير آمال الكثير من الناس حول العالم عندما قاموا بالثورات، لذلك فهمت أن التغيير يبدأ من الداخل، وبدأت بالانخراط في الحراك في الولايات المتحدة، في محاولة تغيير سياسات حكومتي".

بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة، شاركت ميديا بنجامين في تأسيس منظمة جديدة سُمّيت كود بينك، وهي منظمة نسائية ضد الحروب، ولكن تشجع الرجال على الانضمام إليها، وبعد عامين بدأت التظاهر لبضعة أشهر ضد غزو العراق، قبل اعتقالها خلال قيادتها مسيرة إلى البيت الأبيض في مارس/ آذار 2003. وتقول: "قمنا بمظاهرات شارك فيها مئات الآلاف، لكننا لم نتمكن من إيقاف تلك الحرب، والمفارقة أن العديد من الأكاديميين ومراكز الأبحاث والصحافيين الذين كانوا يكتبون عن امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل أو الأكاذيب الأخرى لدفع الحروب، ما زالوا يُعتبرون مشهورين حتى يومنا هذا، ويجري التعامل معهم على أنهم أشخاص يستحقون الاستماع إليهم والحصول على النصائح منهم".

وتضيف: "العراق لم تكن له علاقة بالحادي عشر من سبتمبر، كان لأفغانستان ارتباط أكبر بقليل، وحتى مصر والسعودية كان هناك أفراد منهما شاركوا في الهجوم. لم يكن هناك أشخاص من العراق، لكن أشخاص في الدوائر الحكومية الأميركية كانوا يريدون دائماً التخلص من صدام حسين، لذا اختلقوا كذبة الأسلحة النووية". وأشارت ميديا إلى أن 14 امرأة من منظمة كود بينك ذهبن إلى العراق قبل الغزو، واجتمعن مع مفتشي أسلحة الدمار الشامل، الذين أبلغوهن إنه لا توجد أسلحة دمار شامل هنا.

تتحدث بحسرة وهي تتذكر عدد الوفيات في حرب العراق: "لم نستطع إيقاف حكومتنا، التقينا نساء هناك، وكنّ يسألنَ: كيف يمكن حماية أطفالنا". ومنذ تلك الحرب تعيش ميديا بنجامين في واشنطن. تحكي عن مشاعرها في العمل ضد الحروب، وعن ألمها مما تفعله الحكومة الأميركية، "عندما نرى كل الأكاذيب والأشخاص الذين لا يهتمون إلا بالسلطة وأنفسهم في العاصمة، ونرى ما نسميه المجمع الصناعي العسكري، والشركات الكبرى التي تبيع الأسلحة والتي تجني الكثير من المال، وتحصل على عقود حكومية كبيرة، ويعيشون في قصور كبيرة في فيرجينيا، ندرك أنه جهاز ضخم يجني المال من قتل الناس، ونتساءل: هل يمكننا تغيير ذلك؟ إنه أمر محبط لأننا نعمل بجد كل يوم، ومع ذلك لا نرى نهاية في الأفق، ولكننا نعلم أنه سيأتي يوم عندما ينهض الشعب الأميركي ويقول: لا نريد إنفاق تريليون دولار على الجيش، لا نريد أن نهمل احتياجات الناس، ولا نريد نظام رعاية صحية رديئاً ونظام تعليم رديئاً، لذلك أعتقد أن التغيير لا بد أن يأتي، لأن هذا المسار سيؤدي إلى إفقار هذا البلد في مرحلة ما".

امرأة عذبها الجيش الأميركي علمتني أن الإحباط ترف لا نستطيع تحمله
وعن لحظات الإحباط في حياتها، وما إذا شعرت في لحظة ما أنها لا تستطيع تغيير أي شيء، تتوقف، لتجيب بحسم، بأن ذلك لم يخطر لها قَطّ "لأن أحد الأشياء التي تعلمتها في وقت مبكر في حياتي، كان خلال إجراء مقابلات مع امرأة في هندوراس ألقى الجيش الأميركي القبض عليها وتعرضت للتعذيب، وكانت كل مرة وكل يوم تستمر في المقاومة والتنظيم، فقلت لها: ألا تكتئبين؟ ألا تريدين أن تستسلمي؟ فردّت قائلة: "هذا ترف لا نستطيع تحمّله لأن الولايات المتحدة غير عادلة، ووجودها يزداد قوة هنا"، ولذا أفكر طوال الوقت في أن الاستسلام ترف لا أستطيع تحمّله، نعم أنا محظوظة، لكن الطرف المتلقي لسياستنا، لا يمكنه تحمل الاستسلام. يبدو الأمر كما لو أن الناس في غزة الآن لا يستطيعون الاستسلام. إنهم يقعون ضحايا كل يوم".

سافرت ميديا منذ أشهر إلى تركيا للمشاركة في أسطول الطوارئ الذي كان من المقرر أن يسافر لتقديم المساعدات إلى غزة، بمشاركة نحو 800 راكب من 30 دولة، غير أنّ الأسطول مُنع من السفر في النهاية بعد تهديدات إسرائيلية.

لكن سبق لها أن وصلت إلى غزة بالفعل في أكثر من زيارة خلال السنوات الماضية، واحدة منها في عام 2014، "لقد زرت غزة حوالى ست مرات، وكانت تجربتي دائماً حزينة للغاية، لأنها كانت بعد غزو إسرائيلي ما. عندما ذهبت على سبيل المثال في عام 2014، بعد مقتل أكثر من ألف شخص، قلت: يا إلهي! هذا أمر مروّع للغاية، فما بالكم بما يحدث الآن بعد 8 أشهر من الإبادة الجماعية وقتل عشرات الآلاف؟ التقيت كل مرة عائلات فقدت أحباءها، ورأيت منازلهم مدمرة والمستشفيات مدمرة، لقد رأيت الدمار الهائل الذي أحدثه الإسرائيليون".

إلا أنها تملك ذكريات جيدة رغم المآسي التي عاينتها في القطاع المحاصر: "لقد ذهبنا في اليوم العالمي للمرأة، كان يوم 8 مارس/ آذار، بدعوة من الأمم المتحدة وسألنا: ما الذي يجب أن نحضره لنساء غزة؟ وقالوا: سنُعدّ مائة هدية من الأشياء التي من شأنها أن تجعلهم يشعرون بالسعادة، مثل الأوشحة والصابون والشامبو والأشياء ذات الرائحة الحلوة، لذلك جهّزنا مجموعات الهدايا، وذهبنا ووزعناها في جميع أنحاء غزة، وكان ذلك وقتاً رائعاً لمحاولة حثهن على نسيان الحرب والقمع، والحصول على يوم على الأقل يحتفل فيه بعضنا ببعض بوصفنا نساء".

ميديا بنجامين.. طفولة في مستوطنة إسرائيلية

نشأت ميديا بنجامين في عائلة يهودية، وكان والداها، كما تقول، من كبار المؤيدين لإسرائيل، لكنها سلكت نهجاً آخر عندما تعرّفت إلى القضية الفلسطينية بينما كانت تقطن مستوطنة زراعية قرب البحر الميت، شرقي الضفة الغربية المحتلة. وتقول: "عندما كنت في المدرسة الثانوية، أرسلني والداي للعيش في مستوطنة زراعية على البحر الميت، وكنا نستيقظ في الصباح ونذهب إلى الحقول ونعمل، وكنت سعيدة بذلك، لكن كان هناك عرب يعيشون في مكان قريب، وقيل لي: لا تتحدثي معهم، إنهم قذرون، ولئيمون، ويكرهون اليهود، وكنت فضولية، لذلك ذهبت والتقيتهم ووجدت أنهم ودودون، حيث رحبوا بي وأرادوا التكلم باللغة الإنكليزية معي، وأعدّوا الطعام الذي شاركوه معي، ومنذ ذلك الوقت بدأت أتساءل: لماذا الإسرائيليون عنصريون إلى هذا الحد؟ وبدأت أسمع وجهة النظر العربية والفلسطينية عن مصادرة أراضيهم، وجعلني ذلك أعيد التفكير في كل ما تعلمته عن إسرائيل".

معاملة الفلسطينيين الودودة معي في الضفة الغربية غيرت وجهة نظري عن إسرائيل
ولاحقاً، اتضحت الصورة لدى بنجامين أكثر فأكثر عن مدى اضطهاد الشعب الفلسطيني، "صار لدي اقتناع بأن واجبي ليس فقط بوصفي أميركية حكومتها تموّل الحكومة الإسرائيلية، بل أيضاً بوصفي يهودية، أن أفعل شيئاً من أجل فلسطين بعد كل هذا".

وأصبحت ترفض بالمطلق فكرة العيش في إسرائيل، رغم أنها تستطيع الاستفادة من كونها يهودية في الحصول على منزل مجاني أو أرض مجانية، مثلما يفعل أميركيون آخرون. وتقول: "لا أريد أن أعيش هناك أبداً، ولا أستطيع أيضاً لأنني أشعر بالألم عندما أنظر إلى المجتمع الإسرائيلي، وأعرف أن الأغلبية توافق على ما تفعله حكومتهم في غزة، كذلك فإنهم لا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن تاريخ فلسطين ومعرفة المزيد عن الظروف التي يعيشونها، بالإضافة إلى تصالحهم مع استيلاء المستوطنين على أراضي الأهالي التاريخية وهدم منازلهم ومعاملتهم بهذه الطريقة المهينة"، وتوضح في الوقت نفسه أنها حظرت بالأساس من دخول إسرائيل بسبب مواقفها السياسية.

وتشير إلى أن آخر مرة ذهبت فيها إلى إسرائيل، كانت في 2018، قبل منعها من الدخول بعد ذلك الوقت. وشاركت لاحقاً مع مجموعتها في تظاهرات ضد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وذهبت إلى الضفة، وشاركت في احتجاجات مع أشخاص كانوا ينظمون تظاهرات أسبوعية ضد التوغل الإسرائيلي في قراهم، والتقت أفراداً في جيش الاحتلال الإسرائيلي غادروا الخدمة وأسسوا مجموعة أطلقوا عليها "كسر الصمت"، وهي منظمة تنشط حالياً في توثيق انتهاكات الاحتلال. وتقول إن الجيش الإسرائيلي اعتقلها مع آخرين ورحّلهم.

الأمن المصري اعتدى علي في 2014 ورفض إسعافي وأعاني من إعاقة في يدي بسببهم
ورداً على سؤال عن القبض عليها بسبب مشاركتها في التظاهرات، تقول: "أُلقي القبض عليّ عشرات المرات في أميركا، لكن أسوأ مرة كانت في مصر عام 2014، حيث اعتُدي عليَّ، وأُعانِي من إعاقة بسببها حتى اليوم، ولا أستطيع فرد ذراعي للأعلى بالكامل، حيث أُلقي القبض عليّ في مطار القاهرة لأنني كنت ذاهبة إلى غزة، واحتجزوني طوال الليل، وفي اليوم التالي قلت إني أريد الاتصال بالسفارة الأميركية، فتجاهلوا طلبي ودفعني أحدهم بقوة واعتدى عليّ وأصبت بكسر في الذراع وخلع في الكتف، وأخذوا وشاحي ووضعوه في فمي، وجاء الإسعاف وطلب نقلي فوراً إلى المستشفى، إلا أنهم رفضوا وقالوا: لن تذهبي إلى غزة، وستُرحَّلين الآن، ووُضعتُ على متن طائرة تركية، ولحسن الحظ كان هناك جراح على الطائرة، أعاد ذراعي إلى موضعها، ولكن ما زلت أعاني بسبب ما حدث معي".

تعيش ميديا بنجامين اليوم مع أفراد عائلتها، ولديها ابنتان و4 أحفاد، لكن رغم رغبتها في قضاء المزيد من الوقت معهم، إلا أنها تصرّ على مواصلة نشاطها، وتقول: "أنا أكبر أفراد العائلة الآن. دائماً يشعرون بالقلق بشأن ما أفعله، ويعتقدون أنه يجب علي أن أستريح وألا أضع نفسي في مواقف خطيرة، وفعلاً أتمنى قضاء المزيد من الوقت، لكنني أنظر إليهم وأفكر في الأمهات والجدات الأخريات اللواتي ليس لديهن أحفاد، ولا يستطعن قضاء الوقت معهم، أو اللواتي يعيش أحفادهن في خيام دون طعام، لذا لا أستطيع أن أحصل على راحة بينما أعلم أن الآخرين يعانون كثيراً"

4 ليال داخل مخيم طلاب جامعة جورج واشنطن من أجل غزة واشنطن: محمد البديويمشاعر متناقضة تحملها الطالبة اليهودية راشيل، وهي ...
05/01/2024

4 ليال داخل مخيم طلاب جامعة جورج واشنطن من أجل غزة



واشنطن: محمد البديوي

مشاعر متناقضة تحملها الطالبة اليهودية راشيل، وهي تقضي ليلتها في مخيم الطلاب من أجل غزة بجامعة جورج واشنطن، قضت ليلتها نصف نائمة على أحد المقاعد، تفكر في هؤلاء الذين يقيمون في المخيم في غزة، وفي نفس الوقت تفكر في أصدقائها من الطلاب اليهود الغاضبين أو المغضوب عليهم من الطلاب المؤيدين للحق الفلسطيني.



تبلغ راشيل من العمر نحو 20 عاما، تحاول أن تختبر طريقها في الحياة، لا تستلم لهذه الأفكار المعلبة التي تعرفها، لم تكن تعرف الكثير عن القضية الفلسطينية قبل السابع من أكتوبر الماضي، شيئا فشيئا تغير رأيها تماما، باتجاه فلسطين، وصارت من الذين يتظاهرون من أجل وقف الحرب في غزة.



"العربي الجديد" قضت 4 ليال في مخيم طلاب 8 جامعات بالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، حيث يعتصم طلاب بجامعات جورج واشنطن وجورج تاون، وجورج ميسون، والجامعة الأميركية، وهاورد، وماريلاند، وجالوديت، وجامعة ماريلاند مقاطعة بالتيمور، مطالبين جامعاتهم بوقف الاستثمارات في شركات تدعم إسرائيل، ووقف يد الجامعات عن فصل ومعاقبة الطلاب الداعمين للقضية الفلسطينية.



لم تقتصر التظاهرات على طلاب جامعات فقط، التقينا إحدى طالبة بالثانوية العامة - التي قضت ليلتها داخل المخيم وطلبت عدم ذكر اسمها- قالت إنها جاءت إلى المخيم من أجل دعم طلاب الجامعات، كتبت في الشارع بالطباشير (كمبوديون من أجل فلسطين)، تقول إنه نشأت في كمبوديا وإنها كتبت ذلك لأن الولايات المتحدة قامت من قبل بقصف كومبوديا، وتستغرب من محاولات الهجوم الدائم على الطلاب المتظاهرين سليما.

مرت أيام على بدء المخيم الطلاب لطلاب الجامعات والذي توسع وتمدد ليتم إغلاق شارع H أمام مقر الجامعة، مما اضطر الشرطة إلى إغلاقه أمام السيارات، وتحول إلى ساحة للكتابة من أجل فلسطين ومن أجل غزة ومن أجل دعم الطلاب، حيث تم نصب عشرات الخيام في الشارع، والتي أصبحت مقرا للإقامة للمئات الذين يتوافدون يوميا لدعم الطلاب.

يعقد الطلاب اجتماعات يومية حول الخطوات التي اتخذوها من أجل مطالبهم، إذ يطالبون بوقف استثمارات الجامعات في شركات تدعم إسرائيل ووقف استهداف الطلاب الداعمين لفلسطين، وإلغاء العقوبات على الطلاب المتظاهرين من أجل غزة.



في الداخل كانت توجد خيام الطلاب وفي الخارج توجد خيام المتضامنين معهم، يفصل بينهم حاجز معدني وضعته الشرطة لمنع من بالخارج من الدخول، صلوات تقام بالخارج وصلوات بالداخل، احتفل الطلاب ليلة أمس الاثنين بإزالة هذه الحواجز بعد توتر العلاقة بينهم مع الشرطة إثر محاولتها إلقاء القبض على أحد المتظاهرين، وبالتالي تحول المخيمات إلى مخيم واحد يطلق عليه الطلاب "المنطقة المحررة".



يفترش الطلاب الأرض، فهم منهكون، بعضهم لم يغادر المخيم لمدة 4 ليال و5 أيام، تقيم ياسمين إحدى الطالبات المشاركات في التنظيم وعضو حركة طلاب من أجل العدالة في فلسطين بال DMV، هنا منذ بدء التظاهرات، وتحكي للعربي الجديد، تفاصيل من داخل المعسكر، حيث يعقد الطلاب اجتماعا داخل المعسكر، لمناقشة اليوم السابق، والتخطيط والترتيب للساعات المقبلة.



تقول ياسمين: رجال شرطة هنا يراقبوننا في جميع الأوقات، كما سمح رجال الشرطة بدخول صحيفة Hatchet Reporters، وهي صحيفة طلابية تابعة لجامعة جورج واشنطن، ولذا فهم يراقبوننا إلى جانب رجال الشرطة، وهذا أسلوب تخويف، لكنه لا يجدي نفعا، فنحن باقون هنا ولن نتحرك حتى يتم تلبية مطالبنا.



وتشير ياسمين إلى المشاعر المتضاربة، بسبب اهتمام الناس بالمشاركة في التظاهر والاعتصام من أجل غزة، بدلا من مجرد استخدام الكلمات، وفي نفس الوقت حزنها مما يحدث في غزة، وتقول: أعتقد أنه شعورًا رائعًا أن نرى عدد الأشخاص هنا المستعدين للتخلي عن وقتهم في عملهم وكليتهم، وهم في أسابيع الاختبارات النهائية. والكثير من الناس يتخرجون، ليكونوا هنا من أجل غزة.



وتضيف: معظم الطلاب في الأسابيع النهائية بالجامعة، ونحن هنا نركز بشكل كامل على التنظيم، الأمر الذي سيكون له بالتأكيد تأثير على درجاتنا وسيكون له بالتأكيد تأثير على أدائنا في الدراسة لكن في الوقت الحالي، من الصعب أن نشعر بأن أي شيء أكثر أهمية من غزة، ولا أعتقد أنه أمر طبيعي تجربة مشاهدة الإبادة الجماعية.



لوكاس طالب بجامعة جورج تاون، أحد الطلاب المنظمين والمشاركين في التظاهر تأخر بالفعل في تحصيل دروسه، يقول: نحن في موسم الامتحانات النهائية، ومن الصعب الموازنة بين التنظيم والامتحانات، لقد تأخرت في دروسي ولحسن الحظ، فإن بعض أساتذتي يتفهمون الأمر لكن في نهاية المطاف، هذا أكثر أهمية بكثير ، وغزة أكثر أهمية بكثير، لقد مر أكثر من 200 يوم على الإبادة الجماعية، فأهلنا على الأرض في غزة ينبشون قبورًا واسعة لأحبائهم، لجيرانهم، لعائلاتهم، للأطفال وأيديهم مقيدة حول ظهورهم، للأطباء الذين ما زالوا في ملابسهم، الذين كانوا يعالجون المرضى عندما ارتكبت الإبادة الجماعية الصهيونية، ونحن متواطئون بأموال ضرائبنا وأموال الرسوم الدراسية.



ويضيف لوكاس: تستثمر جامعة جورج تاون، حيث أدرس، ما يزيد عن 31 مليون دولار في الشركات التي تطور التكنولوجيا للنظام الصهيوني، وللجيش الصهيوني.. إن أموالي الدراسية تمول الإبادة الجماعية التي أشاهدها مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا غير مقبول لنا.





الكثير من الدعم يتلقاه الطلاب من المجتمع، حيث يتوافد الآلاف يوميا على مدار اليوم، تبرعات بالطعام والشراب، العشرات يتبرعون يوميا بوقتهم لتنظيم وترتيب الوجبات والمشروبات، هناك العشرات الذي يردون سترات صفراء أو برتقالية لمساعدة الوافدين والمتواجدين وإرشادهم.



تقول سارة، عضو حركة الشباب الفلسطيني -واحدة من أهم الحركات المشاركة والمنظمة في التظاهرات في أميركا، والتي تقدم الكثير من الدعم للمظاهرات الطلابية-: هذه هي الثورة الطلابية، ونحن هنا نسير على خطى الطلاب، الذين أخذوا زمام المبادرة، وهؤلاء الطلاب الذين يصنعون المستقبل والعالم الذي يريدون العيش فيه، فهم لديهم مطالب واضحة جدا من إدارتهم الجامعية.



وأشارت سارة في تصريحات ل"العربي الجديد" إلى أنهم يعملون على التأكد من تلبية هذه المطالب، بعدم قمع الطلاب وعدم توجيه تهم عقابية ضدهم أو معاقبتهم بأي شكل من الأشكال، خاصة في ظل تكتيكات التخويف التي تقوم بها الجامعة، مثل التهديد بالمداهمات والتهديد بالاعتقالات واستخدام الإيقاف ضد الطلاب، مما يجعلهم يفقدون إمكانية الوصول إلى مساكنهم

وقالت: لذا فإن مهمتنا هنا، الوقوف معهم والضغط على الجامعة معهم أيضًا، لأن العقود التي أبرمتها الجامعة مع مصنعي الأسلحة، ومع شركات الدفاع، مع البرامج الأكاديمية في إسرائيل، ومع برامج تبادل التبادل الأكاديمي وتؤثر أيضا على الناس في الخارج لأنها تساهم في نظام الفصل العنصري والاحتلال والاستعمار الاستيطاني.

بعض الطلاب المتظاهرون هنا، لم تكن لديهم معرفة بالقضية الفلسطينية تعرف على القضية الفلسطينية مصادفة، مولي إحدى الطالبات التي التقيناها بالمعسكر الطلابي، من ولاية كولورادو، انتقلت لدراسة الماجستير في إحدى جامعات العاصمة واشنطن العام الماضي، تشير إلى أن بداية معرفتها بالقضية الفلسطينية في عام 2015 عندما لعبت في فريق كرة طائرة مع فتاة من فلسطين، لكنها لم تكن تعرف أين توجد فلسطين على الخريطة.

عادت مولي إلى المنزل وبدأت البحث في جوجل عن فلسطين، لتبدأ التعرف على القضية الفلسطينية، وتستغرب من أن هناك أشخاص يعتقدون أن إدانة إسرائيل معناها معاداة السامية، وتشير إلى أن هناك الكثير من الطلاب اليهود في كل هذه الاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة يؤيدون فلسطين، ويشعرون بالإهانة من حقيقة أن إسرائيل تستخدم المجتمع اليهودي كجزء من الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل ضد غزة، واصفة هذا الاستخدام بأنه مقزز.



بعض الطلاب يقولون إنهم يختبرون حياة الخيام القاسية لأول مرة في حياتهم، يتذكرون كيف يعاني أهل غزة المحرومون من دخول الطعام والشراب والمهددون بالقصف في أي لحظة.. منعت الجامعة بعضهم من دخول المباني من أجل استخدام دورات المياه، وهو ما اعتبره الجميع موقفا غير إنساني، بعضهم يفترش (بطانية) بفعل برودة الجو، وبعضهم يسير ملتحفا بغطاء يحميه من البرودة، بعضهم لا يستطيع النوم طوال الليل، يتسامرون ويضحكون ويلعبون، رغم الألم الكامن في صدورهم، بعضهم يكتب في الشارع كلمات من أجل غزة، وبعضهم يساهم في التنظيم والمساعدة في كل شيء.. يتذكرون أن معاناتهم لا تساوي أي شيء في معاناة أهل غزة



ليال طويلة يقضيها الطلاب المتظاهرون في مخيم جامعة جورج واشنطن، تلتقي فيها مشاعر الفرحة والسعادة والخوف والقلق، والرعب، والاطمئنان والسكينة، والغضب والحزن، والغناء والقراءة والكتابة والمذاكرة والامتحانات، والتهديدات بالفصل.. طلاب ومتظاهرون مختلفون في العرق والجنس يحملون أفكارا وعقائد وآراء مختلفة لكن بوصلتهم التي تجمعهم واحدة وهى غزة، وفلسطين، مطالبهم واحدة، وهى أوقفوا الحرب، وحرروا غزة وفلسطين

02/28/2024

مسيرة لطلاب جامعة جورجتاون

02/27/2024

طلاب جامعة جورجتاون يتظاهرون اعتراضا على استضافة أعضاء بجيش الاحتلال الإسرائيلي في ندوة بالحرم الجامعي

https://www.alaraby.co.uk/politics/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B8%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%AA%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A...
02/27/2024

https://www.alaraby.co.uk/politics/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B8%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%AA%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A8%D8%A9-%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8

تتجه الأنظار الثلاثاء إلى ولاية ميشيغان الأميركية، لمتابعة الانتخابات التمهيدية، في الوقت الذي يخطط فيه عرب ومسلمون ومسيحيون لعدم التصويت لبايدن.

02/26/2024

مئات الناشطين يتجمعون أمام السفارة الإسرائيلة لتكريم روح أرون بوشنل الطيار الأميركي الذي أحرق نفسه من أجل فلسطين

خريطة الانتخابات التمهيدية للجمهوريين والديمقراطيين بدء الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا 15 يناير الجاري.. والديموقراط...
01/16/2024

خريطة الانتخابات التمهيدية للجمهوريين والديمقراطيين



بدء الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا 15 يناير الجاري.. والديموقراطيون يبدأون في وساوث كارولينا "المتأرجة" في فبراير المقبل

التصويت برفع اليد في بعض الولايات.. والاختيار بالقرعة ولعبة "ملك وكتابة "في بعض الأماكن



الثلاثاء الكبير 5 مارس يحدد شكل السباق.. وانتهاء الانتخابات لاختيار المندوبين في يونيو المقبل

الديموقراطيون يبدأون الانتخابات التمهيدية لأول مرة منذ السبعينيات من خارج "أيوا"

الجمهوريون يختارون مرشحهم النهائي في يوليو المقبل في مؤتمر الحزب.. والديموقراطيون في أغسطس المقبل

الديموقراطيون خالفوا اختيارات الانتخابات التمهيدية في 2016 لاختيار هيلاري كلينتون.. والجمهوريون أكثر انضباطا "تنظيميا"



أستاذ جامعي: التجمع الانتخابي والتصويت برفع اليد تقليد قديد يفضلون الحفاظ عليه

محاضر بجامعة شمال إلينوي: الديموقراطيون استخدموا لعبة "ملك وكتابة" في 2016 لاختيار المرشح





محمد البديوى



إذا كنت من عشاق السينما، وشاهدت الدماء تسيل في أنحاء مدينة شيكاغو عام 1968 خلال فعاليات المؤتمر الوطني الديموقراطي، كما نقلها لنا الفيلم المقتبس من قصة حقيقية The Trial of the Chicago 7، فهذه الأحداث كانت بداية صعود ولاية أيوا لتكون نقطة انطلاق الانتخابات الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي حتى اليوم.



سلطت التظاهرات في شيكاجو وأعمال العنف الكبيرة داخل المدينة التي امتلأت بمتظاهرين ضد الحرب في فيتنام جاءوا من ولايات مختلفة والمحاكمات التي تمت الضوء على الفساد الذي شاب عملية ترشيح هيوبرت هيمفري من قبل زعماء الحزب الديموقراطي. عندها قرر الحزب الديموقراطي في أمريكا وفي "أيوا" إجراء تغيير شامل لعملية الترشح السياسي لجعلها أكثر شفافية وقابلة للمساءلة





لماذا تنطلق الانتخابات الأمريكية من أيوا

وتنطلق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورية 15 يناير الجاري من ولاية أيوا.. ولا شيء يميز هذه الولاية الصغيرة لتكون نقطة الانطلاق للانتخابات الأمريكية، أكثر من فكرة أنها هي نقطة البدء، فهي ولاية بيضاء وريفية، لا تبدو صورة مصغرة لأمريكا، أكثر من 97 % بيض، ولا توجد مدن كبرى ضخمة"..



وفي بداية السبعينيات قرر الحزب الديموقراطي أنه حان الوقت لإجراء تغيير شامل يتضمن إعلان ونشر جدول الترشح السياسي، ولأن أيوا لديها نظام طويل ومعقد يبدأ بتجمع حزبي في الدوائر الانتخابية ثم في المدن، ثم في المقاطعات تليها المؤتمرات الحزبية، فكان القرار أن تبدأ أولا، فعقد الحزب الديموقراطي اجتماعاته الحزبية لأول مرة في أيوا في 1972 ثم تبعه الحزب الجمهوري 1976، كما ساهم فوز مزارع الفول السوداني جيمي كارتر الذي لم يكن معروفا على مستوى الولايات، بعد انطلاق حملته الانتخابية من هذه الولاية البيضاء، ليصبح الرئيس رقم 39 في تاريخ الولايات المتحدة، في القول إنه لو كان مرشحا في ولاية كبيرة لما كان سيفوز بالرئاسة وبالتالي كانت طريق الشهرة للمرشحين.



أما ثاني الولايات فهي نيوهامشير، وتتم الانتخابات الأولية فيها بالنسبة للجمهوريين في 23 يناير الجاري، لكن الديموقراطيين قرروا لأول مرة منذ السبعينيات تجاهل هذا التقليد القديم وبدء الانتخابات الأولية للحزب من ساوث كارولينا في الثالث من فبراير المقبل، مما أشعل مشكلة قانونية كبيرة حاليا بين اللجنة الوطنية الديموقراطية والولاية التي ينص قانونها على أن تكون هي أول ولاية تتم في الانتخابات في أمريكا بنظام الانتخابات الأولية، وهم لا يعتبرون أيوا ضمن هذا الإطار لأن انتخاباتها بنظام التجمع الانتخابي.



ورغم إعلان الديموقراطيين أن الانتخابات في أيوا ستتم في الثلاثاء الكبير الخامس من مارس، إلا أن التجمعات الانتخابية تتم في يناير الجاري ولكن مع تغيير كبير في طريقة الانتخاب، حيث إنه عكس السنوات السابقة، فلن يعلن المشاركون اختيارهم، وإنما سيصوتون لصالح مرشح الحزب من خلال عملية التصويت عبر البريد تبدأ اليوم 12 يناير وتنتهي في 5 مارس المقبل.





من يترشح في هذه الانتخابات المقبلة



قدم الحزب الجمهوري 5 أسماء كمرشحين للانتخابات الرئاسية التمهيدية في عدد من الولايات، وهم دونالد ترامب، وحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، وحاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة نيكي هيلي، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، وحاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي ولكن الأخير أعلن منذ بضع ساعات انسحابه من السباق الانتخابي، فيما قدم الحزب الديموقراطي أسماء ثلاثة مرشحين وهم الرئيس الحالي جوزيف بايدن جونيور، ورجل الأعمال النائب عن ولاية مانيسوتا دين فيليبس "54 عاما"، والكاتبة ماريان ويليامسون "71 عاما"، حيث أعلنت بعض الولايات أنها تلقت هذه الأسماء من الحزبين الرئيسيين قبل إغلاق باب الترشح للانتخابات التمهيدية مثل ولاية واشنطن، بينما تبرز أسماء روبرت جونيور كيندي، والمفكر والناشط كورنيل ويست، والمرشحة الرئاسية السابقة جيل ستاين مرشحين مستقلين، ولا يشاركون في الانتخابات الأولية ولكن يمكنهم تسجيل أسمائهم في الانتخابات الرئاسية نوفمبر المقبل.











كيف تتم الانتخابات التمهيدية.. وما الفرق بين التجمعات الانتخابية والانتخابات الأولية؟



هناك أكثر طريقة للانتخاب، أولها طريقة التجمعات الانتخابية، والتي تشهدها الانتخابات في ولاية أيوا، وعدد آخر من الولايات، حيث تكون هناك تجمعات في مدارس وكنائس ومنازل وملاعب، وتعقد مناظرات ويتم عد المصوتين.



أما الطريقة الثانية فهي طريقة الانتخابات التمهيدية، والتي تنقسم في داخلها إلى 5 أقسام، أولها انتخابات مفتوحة يمكن لأي شخص التصويت فيها سواء جمهوري أو ديموقراطي أو مستقل أو غير منتمي بعد التسجيل، وثانيها انتخابات داخلية مغلقة لأعضاء الحزب، أو انتخابات شبه مفتوحة وهي أقرب إلى الأولى، والأخيرة انتخابات شبه مغلقة وهي أقرب إلى الثانية، أما الأخيرة فهي المفتوحة لغير المنسبين ويمكن فيها المشاركة لغير المنتمين لأي من الحزبين.

أما الفارق الثاني بين التجمعات والانتخابات الأولية هو أن التجمعات تديرها الأحزاب، وتتولى مسئولية الانفاق عليها، بينما تدير الطريقة الثانية حكومات الولايات، وتتولى الانفاق وبالتالي تخضع للقواعد العامة التي تقررها الولاية بالاتفاق مع الأحزاب ويتم تحديد موعد نهائي لتلقي أسماء المرشحين من الأحزاب طبقا لكل ولاية





ما هو الثلاثاء الكبير وما أهميته؟



وبينما تمثل بداية الانتخابات في أيوا أهمية كبيرة لتسليط الأضواء، فإن الأنظار تتجه إلى اليوم الذي يطلق عليه تاريخيا الثلاثاء الكبير لأنه يمثل التاريخ الذي يعقد فيه أكبر عدد من الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية.





ويعقد الثلاثاء الكبير هذا العام في الخامس من مارس المقبل، حيث تتم الانتخابات في 15 ولاية على رأسها ولايات كبيرة ومهمة مثل كاليفورنيا وتكساس، بالإضافة لألاباما وأركنساس وألاسكا وكولورادو ومين وماساتشوستس ومانيسوتا ونورث كارولاينا وأوكلاهوما وتينيسي ويوتا وفيرجينيا وفيرمونت، ويطلق عليه يوم الحسم، أو اليوم الذي يحدد بشكل كبير اتجاه السباق، إلا أن ذلك لا يعني أن من يهيمنون على نتائج الانتخابات في ذلك اليوم هم من يفوزون بالترشيحات النهائية.



وبينما تبدأ الانتخابات الأولية 15 يناير الجاري، فإن يونيو المقبل يشهد انتهاءها، حيث تعقد في الرابع من يونيو المقبل الانتخابات في عدد من الولايات وهى مونتانا ونيومكسيكو ونيوجيرسي وساوث داكوتا، بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا "مقر العاصمة الأمريكية، ويحق لسكانها التصويت في الانتخابات الرئاسية فقط دون التصويت في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ لأنها ليست ولاية"، فيما تعقد بعدها الانتخابات في جزيرة غوام التابعة للأراض الأمريكية ويحق لها التصويت في الانتخابات الأولية فقط ولكن لا يحق لسكانها التصويت في الانتخابات الفعلية في نوفمبر المقبل عموما.





المندوبين في الحزبين الجمهوري والديموقراطي



ويختار الديموقراطيون مرشحه النهائي في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس المقبل حيث يجتمع مندوبي الولايات الخمسين في المؤتمر الوطني الديموقراطي الذي سيعقد في شيكاجو إلينوي، البالغ عددهم نحو 4532 مندوبا، لاختيار مرشح الرئاسة، من بينهم نحو 744 مندوبا معينا وهم من يطلق عليهم "المندوبين الكبار".



ولا يحق للمندوبين الكبار التصويت في الجولة الأولى، بينما يشاركون في الجولة الثانية من التصويت لحسم اسم المرشح للانتخابات المقبلة.



ويحتاج المرشح الرئاسي إلى دعم الأغلبية أو ما يقارب 1895 من المندوبين العاديين، ولكن حال الطعن في المؤتمر وإجراء اقتراع ثان، فإن المندوبين الكبار يتمكنون تلقائيا من التنصويت وبمجرد مشاركتهم يرتفع عدد الأصوات المطلوبة إلى 2258 صوتا.



بينما يختار الجمهوريون مرشحهم في المؤتمر الجمهوري الوطني في الفترة من 15 إلى 18 يوليو المقبل، حيث يجتمع مندوبو الحزب البالغ عددهم نحو 2469 مندوبا لاختيار مرشح الرئاسة، من بينهم نحو 104 فقط مندوبا معينا "أي المندوبين الكبار".



وللفوز بترشح الحزب الجمهوري، يجب على المرشح الحصول على أغلبية بسيطة من هؤلاء المندوبين أي نحو 1235 صوتا.



ويتم اختيار المندوبين في كل ولاية من نشطاء الحزب أو من القادة المحليين، وذلك سواء في الانتخابات التمهيدية أو المؤتمرات الحزبية، ويختلف أرقامهم طبقا لأهمية الولايات، وبالنسبة للديموقراطيين تمثل كاليفورنيا أكبر الولايات ب495 مندوبا في الانتخابات التمهيدية، أما بالنسبة للجمهوريين فالعدد الأكبر 169 مندوبا في ولاية كاليفورنيا.



محاضر بجامعة شمال إلينوي: الحزب الديموقراطي استخدم لعبة "ملك وكتابة" لاختيار مرشح 2016



ومن جانبه شرح نادر الغول الباحث السياسي والمحاضر بجامعة شمال إلينوي، الفرق بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي، واصفا الحزب الجمهوري بأنه أكثر انضباطا تنظيميا ضاربا المثل بانتخابات 2016 الذي اختار فيها المندوبين المنتخبين الديموقراطيين المرشح بيرني ساندرز ولكن لم يتم اختياره مرشحا للحزب في الانتخابات التي تمت بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، حيث قال: هيلاري كلينتون لم تفز بترشيح قواعد الحزب المنتخبة في الولايات، وإنما عن طريق المندوبين فوق العادة الذين يتم تعيينهم، وكان نسبتهم حوالي 18 %، واضطر بيرني ساندرز في النهاية إلى الانسحاب.



وأضاف في تصريحات ل"العربي الجديد" أنه تنظيميا عدد المندوبين المعينين في الحزب الجمهوري يدور حول المائة عضو فقط، وأن هؤلاء الأعضاء سواء في الحزب الجمهوري أو الديموقراطي هم من القيادات الكبيرة سواء رؤساء سابقين أو قيادات كبيرة.

وشرح الغول أن التجمع الانتخابي يتم كالتالي: المطلوب عدد معين من المندوبين في الولاية وبالتالي يكون هناك تجمع في الدوار الانتخابية واختيار مرشح ثم في المدن واختيار مرشح، ثم في المقاطعات لاختيار مرشح، وتتم التصفية للوصول إلى عدد الأعضاء المطلوب لكل ولاية.



وكان الغول شاهدا على بدء سباق الانتخابات الرئاسية في ولاية أيوا عام 2016، حيث أشار إلى بالنسبة للحزب الجمهوري يجتمع أعضاء الحزب في قاعة متوسطة في الحزب الجمهوري، ويتحدث مندوب كل مرشح عن البرنامج الانتخابي، لافتا إلى أن اختيار المندوب وقدرته على التأثير والإقناع في هذه المرحلة مهم جدا لأنه قادر على تغيير آراء المصوتين، ثم يحدث تصويت ورقي، لافتا إلى أن ذلك يحدث في قاعات مختلفة في نفس التوقيت واليوم، ثم يتم جمع النتائج، وأن من فاز في القاعة التي كان فيها مرك روبيو ولكن من فاز في الولاية هو تيد كروز



أما بالنسبة للديموقراطيين، فالنظام مختلف حيث عقدت في 2016 مناظرة انتخابية في قاعة كبيرة، تلاها نقاش كبير ثم اصطف الناخبون من الحزب وراء المرشح، ويتم عد الأصوات واتخاذ قرار، وشرح أنه في 2016، بالنسبة للديموقراطيين تم الإعلان عن التساوي بين مرشحين، وتم استخدام لعبة النقود "ملك وكتابة" لاختيار المرشح، ويتم تجميع أسماء الفائزين في اللجان المختلفة وإعلان الفائزة في الولاية.



وأشار إلى أن الفوز بالسباق الانتخابي في ولاية أيوا يعطي دفعة مهمة، إلا أنه ليس ضروريا أن يعطي صورة نهائية لمن يفوز بالانتخابات الأمريكية، مشيرا إلى أنه في 2016 فاز تيد كروز، ولم يكن المرشح النهائي للحزب الجمهوري في الانتخابات وإنما دونالد ترامب.



ولفت الغول إلى أن بدء الانتخابات الأمريكية من أيوا مهم لها سياسيا واقتصاديا، حيث تنشط حركة السياحة وتمتلئ الفنادق، كما يسلط الضوء سياسيا على هذه الولاية البيضاء والتي لا تنال نفس الزخم في يوم التصويت الفعلي للانتخابات الرئاسية.

وحال إعلان ترامب أو بايدن عدم الترشح في إبريل المقبل مثلا أو في الأيام الأخيرة من الانتخابات التمهيدية، فيشير الغول إلى أنه رغم أن الانتخابات ستكون تمت في أكثر من 70 % من الانتخابات، إلا أن الحزب يمكنه في المؤتمر العام في هذه الحالة اختيار مرشح آخر.



أستاذ جامعي: التجمع الانتخابي والتصويت برفع اليد تقليد قديد ويفضلون الحفاظ عليه



ويشرح الدكتور إدموند غريب أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بواشنطن دي سي، أسباب استمرار استخدام نظام التجمع الانتخابية، لأنها تقليد قديم يفضلون الاحتفاظ به في عدد من الولايات قائلا إنه خلال فترة تأسيس الدولة الأمريكية كان الاختيار يتم من تجمعات صغيرة للأفراد الذين لديهم اهتمامات وأفكار مشتركة وخلافات سواء عقائدية أو بعض القضايا، ولكن إجمالا يفكرون بنفس الطريقة، سواء محافظين أو ليبراليين.



ويشير إلى أن هذه الطريقة تعطي المواطن العادي فرصة أكبر للتعبير عن رأيه والمشاركة، وأنها مستمرة في ولايات صغيرة، ولكن لا يمكن أن نراها حاليا في الولايات الكبيرة مثل كاليفورنيا وتكساس ونيويورك بسبب حجم الولايات وأعداد الناخبين، مضيفا أن جزء من أهمية هذه الانتخابات هو بالنسبة للولاية نفسها، حيث يسافر مرشحون رئاسيون إلى هذه الولاية لأنها في بداية السباق الانتخابي، وأنها إذا كانت في وسط أو في نهاية الانتخابات فلن يهتم أحد.



وردا على سؤال حول سبب إعلان الحزب الديموقراطي بدء الانتخابات التمهيدية من ساوث كارولينا وعلاقته بأنها ولاية متأرجحة، يقول غريب: هذه الولاية ولاية متأرجحة وبالتالي يرغب الديموقراطيون التركيز عليها مبكرا للحصول على أصوات مستقلين أو من لم يقرروا التصويت، خاصة مع تركيز الحزب حتى اليوم على تقديم الدعم الكامل للرئيس جو بايدن كمرشح للانتخابات المقبلة ومحاولات منع وإقصاء أي مرشح ديموقراطي آخر، لافتا إلى أن ولايات نيوهامشر وأيوا تحاربان قرار الحزب الديموقراطي.



تقليص دور الناخب

وشرح كيف تؤثر الدعاية والأموال في تقليص دور الناخب الانتخابات، ضاربا المثال بالرئيس هاري ترومان الذي استكمل المدة الرئاسية بعد وفاة فرانكلين روزفلت، ولكن لم تكن له شعبية وقام أحد الداعمين لإسرائيل بمنحه 2 مليون دولار في أربعينيات القرن الماضي فأنفقها على الدعاية وكانت طريقه للفوز في الانتخابات مما دفعه لأن يكون أول رئيس يعترف بإسرائيل كدولة في ذلك الوقت، واصفا ذلك بأنه تقليص لدور الناخب وتعزيز لدور المؤسسات الحاكمة والأموال.



وحول المرشحين الحاليين، قال يبدو أن القيادة الديموقراطية في مجلس الشيوخ والنواب واللجنة الوطنية الديموقراطية تحاول بشكل كامل منع أي مرشح ديموقراطي قادر على منافسة جو بايدن، خاصة بسبب قدرتهم على التأثير عليه سياسيا، ومن ناحية أخرى تخوفهم من ترشيح شخص آخر ربما لن يكون قادرا على مواجهة ترامب، وبالتالي يعتقدون أنه الأفضل في الوقت الحالي خاصة أن أسهم كمالا هاريس نائبة الرئيس ليست قوية طبقا لاستطلاعات الرأي وآدائها.



وتتم هذه الانتخابات التمهيدية، في ظل إشكالية كبيرة تتعلق بالرئيس السابق دونالد ترامب الذي تنظر المحاكم بدءا من 4 مارس المقبل "ليلة واحدة قبل الثلاثاء الكبير"، قضايا محاكمة ترامب، مع انتظار قرار المحكمة العليا فيما يخص ترشحه من عدمه، ويحاول الرئيس السابق إطالة أمد هذه القضايا لحين انتهاء الانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر المقبل، خاصة أن استطلاعات الرأي تشير إلى تفوقه في السباق الانتخابي حتى الآن.

ويشير الدكتور غريب، إلى أن هناك قلق داخل المؤسسة الجمهورية والتقليدية من ترشح ترامب، ولكن لديه الدعم الشعبي الكبير حتى الآن داخل قواعد الحزب ويحاول أن يستفيد من الصورة التي يحاول أن يبرزها على أنه ضحية، وحتى على المستوى الشعبوي فهو متفوق على الرئيس الحالي جو بايدن في استطلاعات الرأي، مضيفا أن ثلث الجمهورين يقولون إنه لا يجب أن يرشحه الحزب إذا أدين بارتكاب جريمة، ولكن هذا لن يمنعه إذا استمر في تفوقه خلال الانتخابات التمهيدية خاصة في "الثلاثاء الكبير".

ويضيف أن الشهرين المقبلين مهمين جدا في الانتخابات الحالية لأن الولايات المتحدة منقسمة بشدة على نفسها حاليا، وهذه الانتخابات ذات مخاطر عالية بشكل لم يحدث من قبل، خاصة أن ترامب يحاول إطالة نظر القضايا المنظورة حاليا إلى ما بعد الانتخابات المقبلة.

Address

Washington D.C., DC

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Washington in Arabic واشنطن بالعربي posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Videos

Share

Category