05/08/2025
ما قبل العاصفة: جوبا تمشي على جثّة السلام، تحت أقدام الديكتاتورية..؟!
#نيروبي – خاص بـ(آخر الأحداث)
في لحظة فارقة من المسار السياسي المتعثر في دولتنا جنوب السودان، أطلق تحالف الشعب الموحد (UPA) بيانًا استثنائيًا، هو الأقرب إلى دقّ ناقوس الخطر الأخير قبل انزلاق البلاد في نفق ديكتاتوري مظلم. البيان، الصادر بتاريخ 4 أغسطس 2025، لم يكن بيانًا اعتياديًا بقدر ما كان شهادة سياسية صريحة على اغتيال مبادرة تومايني، التي وُلدت من رحم الأمل، وماتت تحت أنقاض الخيانة الرسمية.
التحالف، الذي يُعد أحد أبرز الفاعلين السياسيين في مشهد المعارضة الوطنية، وجه اتهامات مباشرة للحكومة الانتقالية في جوبا، مؤكدًا أن الأخيرة (أجهزت بوعي وتخطيط على مبادرة تومايني)، ووصف تصريحات رئيس وفد الحكومة إلى المبادرة، الجنرال كوال منيانق جوك، بأنها إعلان رسمي لموت مشروع السلام، واعتراف ضمني بخروج الدولة عن كل تعهداتها والتزاماتها أمام شعبها والعالم.
البيان جاء بلغة مباشرة، صارمة، خالية من المواربة، ومشحونة بالإحساس بالخطر الداهم. تحدث عن بداية الانهيار حين قامت الحكومة بتبديل الوفد التفاوضي الأول في لحظة حساسة من عمر المحادثات، وما تلا ذلك من تجاهل متعمد للبروتوكولات، وانسحاب مفاجئ من الطاولة دون إشعار مسبق، فيما وصفه التحالف بأنه (انقلاب على عملية التفاوض).
ولم يتوقف البيان عند حدود التفاوض، بل توغل في قلب الأزمة السياسية، مُشهرًا أوراقًا شديدة اللهجة، أكد فيها أن الحكومة الحالية قد ارتكبت انقلابًا سياسيًا فعليًا على اتفاق السلام المُنشط (R-ARCSS)، عبر سلسلة من الإجراءات الممنهجة، شملت اعتقال الدكتور رياك مشار النائب الأول للرئيس. وتصفية رموز بارزة من الحركة الشعبية في جناح الحكومة، أبرزهم الجنرال جيمس واني إيقا والجنرال دانيال أوويت والجنرال كوال منيانق نفسه.
وأشار البيان إلى أن هذه التحركات لم تكن مجرد تجاوزات، بل حلقات ضمن مخطط متكامل لإعادة إنتاج الحكم الشمولي، عبر ترسانة قمعية تُجسدها سياسات الأمن الوطني، التي تم تفعيلها مؤخرًا بقانون يُعد الأخطر في تاريخ الدولة الحديثة، لما يحمله من صلاحيات مطلقة لجهاز أمني غير خاضع للمساءلة.
التحالف الشعبي الموحد حذر، في صيغة لا تخلو من نبرة إنذار نهائي، من أن ما يحدث في جوبا العاصمة ليس اختلافًا سياسيًا ولا سوء إدارة تفاوض، بل (دفنٌ معلنٌ للسلام، ومولدٌ علنيٌ لدولة بوليسية). ووصف الوضع الراهن بأنه انتقال خطير من مرحلة الشراكة السياسية إلى مرحلة الإقصاء المطلق، ومن مرحلة التفاوض إلى مرحلة فرض الأمر الواقع بقوة القمع.
وذهب البيان إلى ما هو أبعد من ذلك، حين أشار إلى أن العاصمة جوبا لم تعد مركزًا سياسيًا بل أصبحت (ثكنة للقهر ومقبرة للمعارضين)، وأن كل من يتجرأ على التعبير عن رأيه، يُوضع تلقائيًا في خانة العدو السياسي، في نظام لم يعد يفرّق بين المدني والمسلح، بين الناشط والمتمرّد، بين الصحفي والخصم.
وفي ختام بيانه، أعلن التحالف الشعبي الموحد أنه ماضٍ في (كل الوسائل السياسية الممكنة) لمقاومة هذا الانقلاب الزاحف، داعيًا القوى الوطنية إلى التكاتف، والمجتمعين الإقليمي والدولي إلى التدخل العاجل قبل أن يفوت الأوان.
(إننا لا ندافع عن تحالف أو مقعد تفاوض.. نحن ندافع عن آخر نفس للسلام، وآخر فرصة للنجاة).
يُعد هذا البيان، الذي جاء قبل ساعات من توقيت حساس في جدول أعمال القوى السياسية الإقليمية، أقوى موقف تصعيدي صادر عن المعارضة منذ شهور. وهو بمثابة ضوء أحمر سياسي، يُسلّط على ممارسات السلطة في جوبا، ويعيد إلى السطح أسئلة كانت قد دفنتها الابتسامات الدبلوماسية والتقاط الصور الجماعية في قاعات الفنادق.
جمر التغيير ـ مصطفي حربي سورو
– – .
الصحفي باللغة الإنجليزية👇
August 4, 2025
PRESS STATEMENT
The leadership of the United People's Alliance (UPA) would like to condemn in no uncertain terms the statement made by the Head of the Government of South Sudan delegation to the Tumaini Initiative, Gen. Kuol Manyang Juuk, where he declared the Tumaini Initiative a "dead" process.
The leadership of the UPA is not surprised that the government of South Sudan has intentionally and singlehandedly destroyed the Tumaini Initiative because of their anti-peace attitude. Their intentions were clear since negotiations started, beginning with the abrupt change of the first government delegation when negotiations were almost finalized, to the dishonoring of all of the agreed protocols by the second government delegation. Thus, culminating in their abrupt walk out of the Talks with the excuse of going for further consultations as well as to prepare for the illegitimate extension of the R-ARCSS.
It should also be noted that the current regime in Juba has carried out a coup against the R-ARCSS and the SPLM IG, with the illegal detention of the First Vice President Dr. Riek Machar and other SPLM IO leaders, as well as the unconstitutional removal of Gen. James Wani-Igga, Gen. Daniel Awet, and Gen. Koul Manyang himself from the supervision of SPLM IG. This further exposes the reason why the Juba regime introduced the unpopular National Security Act, which is used to harass and suppress the people. These actions have turned South Sudan into the worst authoritarian state in the world, where civic space is diminished and where opposition risk their lives to express opinion.
The government's adamancy to destroy the Tumani Initiative, just like what it has done with the R-ARCSS, should not be a surprise since their main goal is to maintain the illegitimate reign. As the alternative to the government of the day, the UPA will continue to intensify the struggle for sustainable peace, including using any means necessary to achieve what South Sudanese deserve - peace, justice and prosperity.
Lual Dau, SG and Official Spokesperson United People's Alliance (UPA)
Official UPA Facebook: https://www.facebook.com/profile.php?id=61573010864269
Official UPA X handle: https://x.com/the upa ssd
Official UPA Email: theunitedpeoplesalliance@gmai
l.com