RMF FM, South Sudan

  • Home
  • RMF FM, South Sudan
  والمدينة التي تتنفس رعبًا قبل سقوط الرصاصة الأولى..!؟توريت – آخر الأحداث مدينه توريت بالولاية شرق الاستوائيه، فجر اليو...
18/11/2025

والمدينة التي تتنفس رعبًا قبل سقوط الرصاصة الأولى..!؟

توريت – آخر الأحداث

مدينه توريت بالولاية شرق الاستوائيه، فجر اليوم، لم تكن مدينة. كانت جرس إنذار يدقّ في الظلام. الشوارع خالية كأن الناس اختفوا فجأة، والنوافذ نصف مغلقة، والبيوت ترتجف دون صوت. الاشتباكات العنيفة التي انفجرت مع أول خيط ضوء لم تهدأ تمامًا، تركت خلفها مدينة تمشي على أطراف أصابعها، تخاف من لحظة ثانية قد تكون أشد وأقسى.

لكن ما يثير الرعب الحقيقي ليس ما حدث.
بل ما يتحرك في الخفاء الآن.

فالمعلومات الأمنية تؤكد تحركات مريبة لقوات معارضة جرى سحبها من الناصر في أعالي النيل منطقة بعيدة، لا تنتقل قواتها عبثًا لتظهر فجأة في عمق ولاية شرق الاستوائية. خطوة بهذا الثقل لا تُقرأ كتحرك عادي بل كرسالة.
ورسالة بهذا الحجم لا تأتي بلا هدف.

حاكم ولاية شرق الاستوائية، لويس لوبونق لوجوري، خرج بتصريح يشبه محاولة لاحتواء البركان قبل انفجاره. قال إن وجود قوات المعارضة داخل مواقع تجميع (قانوني) ما داموا ملتزمين بالسلوك السلمي.
لكن نبرة صوته كانت تقول العكس.
أي محاولة للهجوم ستُعتبر شرارة حرب، ولن يُسمح لها أن تمر.

ومع كل هذا التوتر، جاءت شكاوى المواطنين لتكشف الوجه الأخطر للمشهد. فقد تحدثوا عن ترهيب منظم، وفرض مساهمات غذائية بالقوة، وجبايات غير قانونية تتحول تدريجيًا إلى نظام موازٍ يفرض حضوره بالقهر. هذه السلوكيات، التي يعرفها دولتنا جنوب السودان من سنوات الدم، ليست مجرد تجاوزات. بل علامات مبكرة على أن هناك طرفًا يتحرك نحو البندقية وليس نحو السلام.

لكن ما يجعل الصورة أكثر ظلمة هو ما كشفته تقارير داخلية عن تعبئة وتجنيد غير معلن داخل صفوف المعارضة، مع مؤشرات واضحة على نية شن هجوم مباشر على توريت.
هذا ليس مجرد احتمال.
بل سيناريو يتم ترتيبه خطوة بخطوة، بصمت ثقيل، وكأن المدينة تُدفع نحو مواجهة لم تطلبها.

وتوقيت هذه التحركات يعيد إلى الأذهان الهجوم الذي نفذته المعارضة على القاعدة الأمنية في كبويتا الجنوبية في سبتمبر 2025. الهجوم الذي لم يكن حادثًا عابرًا، بل بداية مسار تصعيدي يبدو أنه يعود الآن بثوب جديد، وبإصرار أكبر.

السؤال الذي يدور في كل بيت في توريت ليس (ماذا يحدث)؟
بل.
كم بقي قبل أن يبدأ الهجوم؟

فحين تسحب قوات من الناصر، وتحرك بصمت نحو الاستوائية، ويُفرض على الناس الطعام بالقوة، وتظهر أنماط تعبئة ميدانية في القرى المحيطة.
لا تكون المدينة على باب التوتر،
بل على باب الحرب نفسها.

توريت الآن مدينة تحبس أنفاسها.
والمشهد، بكل تفاصيله، يقول شيئًا واحدًا بصوت خافت لكنه مرعب.
الليل القادم قد يحمل ما هو أسوأ من ضجيج هذا الصباح، توريت الشرقيه التي تعرفها التاريخ جنوب السودان.

جمر التغيير ـ مصطفي حربي سورو

15/10/2025

وذعر مدني واسع «جنوب السودان يدخل مرحلة الاشتعال غرب بحر الغزال».

واو – آخر الأحداث

شنّت قوات الحكومي لدولة جنوب السودان في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء غارات جوية مفاجئة على مواقع تابعة للمعارضة المسلحة في مقاطعة نهر جور بولاية غرب بحر الغزال، وسط حالة هلع وذعر بين المدنيين الذين فرّوا على عجل تاركين ممتلكاتهم ومنازلهم خلفهم.

ووفق مصادر ميدانية تحدثت للآخر الأحداث، فإن القصف بدأ عند حوالي الساعة الثالثة فجراً، واستهدف على نحو مباشر منطقة كوانيا الخاضعة لسيطرة الجيش الشعبي في المعارضة. وسمع شهود عيان أصوات انفجارات متتالية أعقبها تحليق منخفض لمروحية هجومية يُعتقد أنها كانت تتعقب هدفاً محدداً، في وقت تحدثت الأوساط العسكرية عن محاولة لاستهداف منزل اللواء بول ويك، أحد أبرز قادة المعارضة في القطاع الغربي، والذي كان قد نجا من هجوم سابق قبل أشهر.

وقال أحد الفارين من المنطقة، بصوت يختلط بالخوف والذهول (استيقظنا على صدى القنابل وهي تسقط فوق البيوت. لم نأخذ معنا شيئاً سوى أطفالنا. الطريق إلى الغابة كان الخيار الوحيد أمامنا).

من جانبه، أكد المتحدث باسم قوات الحكومي ، اللواء لول رواي كونق، تنفيذ العملية الجوية، مشيراً إلى أن القيادة العسكرية تنتظر تقريراً ميدانياً شاملاً حول نتائج الضربة، دون الإدلاء بتفاصيل إضافية.

في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، العقيد لام بول قبريال، إن مواقعهم في كوانيا تعرضت للقصف، لكنه أشار إلى عدم وجود خسائر بشرية حتى اللحظة، مضيفاً أن الهجوم يأتي في سياق تصعيد متبادل أعقب اشتباكات الشهر الماضي التي خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الجيش الحكومي.

وتسود مدينة واو والمناطق المحيطة بها أجواء من الخوف والترقب، بعد انقطاع الاتصالات مع القرى القريبة من موقع القصف وصعوبة حصول المنظمات الإنسانية على ممرات آمنة للوصول إلى الأسر النازحة. وتحدثت مصادر محلية عن تحركات عسكرية غير مسبوقة قرب خطوط التماس، وسط توقعات بتوسع رقعة الاشتباكات في الساعات المقبلة إذا لم يتم احتواء الموقف.

وتشير المعطيات الأمنية المتسارعة إلى أن ولاية غرب بحر الغزال يقف على حافة مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، بما يهدد بإغراق المنطقة في موجة نزوح جديدة ويضع المدنيين مرة أخرى في قلب المواجهة المسلحه.

مصطفي حربي سورو

  في جنوب السودان: ما بين الفريق بالجيش الشعبي الطاهر بيور (وربيب الأمن النقيب عبدالله برج): قيادة تُفلسف الدين وتبيع ال...
05/10/2025

في جنوب السودان: ما بين الفريق بالجيش الشعبي الطاهر بيور (وربيب الأمن النقيب عبدالله برج): قيادة تُفلسف الدين وتبيع المسلمين. (1-5)

#الكاتب: مرتضى جلال الدين.
لماذا يتقاضى عبدالله برج رئيس المجلس الاسلامي بحنوب السودان مرتب موظف ثابت من الاوقاف الاسلامية بالمملكة العربية السعودية؟!

ً (1-5): الدين للبيع: خلف الكواليس في المجلس الإسلامي.
@إشارة

  أوياي في دبي: خطوة مثيرة للقلق وتحذير للمعارضين...؟!دبي + جوبا — آخر الأحداث في تصعيد صادم لملاحقة  #المعارضين، اقتحمت...
30/09/2025

أوياي في دبي: خطوة مثيرة للقلق وتحذير للمعارضين...؟!

دبي + جوبا — آخر الأحداث

في تصعيد صادم لملاحقة #المعارضين، اقتحمت قوة أمنية إماراتية فجر الليلة الماضية منزل الناشط الحقوقي الجنوب سوداني صموئيل بيتر أوياي في #دبي، واقتادته بعد ساعات من التفتيش إلى جهة مجهولة صباح اليوم، وسط صمت مطبق من وحكومة جوبا، التي لم تصدر أي بيان يوضح أسباب الاعتقال أو الجهة الطالبة له.

مصادر #عائلية أفادت أن عملية الاقتحام بدأت قرابة الساعة الواحدة صباحًا، حيث صودرت هواتف الأسرة وأُغلق الباب عليهم أثناء تفتيش شامل للمنزل، في مشهد يعكس استهدافاً ممنهجاً للناشط خارج حدود وطنه.

أوياي، المعروف بمواقفه الجريئة وانتقاداته المباشرة للسلطة في جوبا، أصبح اليوم رمزا للقمع المتصاعد ضد الأصوات الحرة، فيما اتهم ناشطون عناصر نافذة داخل حكومة جوبا بالتخطيط والتنسيق وراء هذه العملية، في ما يمثل رسالة تحذير لكل المعارضين لا ملاذ لمن يرفع صوت الحق، حتى في المنافي.

الاعتقال أثار موجة غضب وتضامن واسعة، خصوصًا في ولاية أعالي النيل ومجتمعات جنوب سودانية أخرى، حيث طالب ناشطون بإطلاق سراحه فوراً، محذرين من أن استمرار احتجازه قد يشعل مزيداً من الاحتجاجات ويؤدي إلى تصعيد سياسي غير مسبوق.

التحرك الأخير يسلط الضوء على شبكة القمع العابرة للحدود، ويضع مؤسسات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أمام اختبار عاجل لضمان سلامة أوياي وحقوقه القانونية، ويفتح ملف التعاون الأمني المريب بين جوبا وبعض الجهات الخارجية في اعتقالات المعارضين.

هذه الحادثة تعكس حالة الذعر التي تعيشها السلطة، وتكشف مدى استعدادها لاستخدام كل الوسائل لقمع الأصوات الحرة، في تحذير صارخ لكل من يجرؤ على انتقاد سياسات الحكومة.

جمر التغيير ـ مصطفي حربي سورو RMF FM, South Sudan

 : إذا دكاكين مفتوحة وجيوب مقفولة - نشتري كيف؟جوبا – آخر الأحداث في خضم النقاشات العامة بين الجنوبيين (مسلمين ومسيحيين) ...
16/09/2025

: إذا دكاكين مفتوحة وجيوب مقفولة - نشتري كيف؟

جوبا – آخر الأحداث

في خضم النقاشات العامة بين الجنوبيين (مسلمين ومسيحيين) برز موضوع بعيد عن جوهر أزماتنا: إغلاق المحلات التجارية في أوقات صلاة الجمعة، وكأن قضايا الوطن الكبرى قد طُويت صفحاتها، ولم يتبقَّ سوى ضبط ساعات الدكاكين ومواقيت الإغلاق.

ولو كان هذا النقاش نابعًا حقًا من الحرص على مصلحة الناس، لكان الأجدر أن يتجه إلى هموم المواطن الحقيقية: كيف يواجه ضيق الحياة اليومية؟ وكيف يجد سبيلًا إلى رواتب تُصرف في مواعيدها، ومعيشة تحفظ له كرامته وسط أعباء اقتصادية وسياسية خانقة؟

فالواقع يوضح بجلاء أن المشكلة ليست في أبواب المحلات، بل في جيوب المواطنين، فحتى لو فُتحت الدكاكين أربعًا وعشرين ساعة، فلن يشتري أحد، لأن الغالبية ببساطة لا يملكون المال.

ومن الملاحظ أن ظاهرة “أولاد الحلة” في وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تتبنى قضايا فردية وتوسّعها حتى تتحول إلى قضية رأي عام، مهما كانت فضفاضة أو بعيدة عن هموم الناس،وقد بلغ الأمر حد الادعاء بأن موضوع “إغلاق الدكاكين أو المحلات التجارية أثناء صلاة الجمعة” هو دعوة شباب مدينة جوبا، واللافت أن صاحب المنشور صمت على هذه التسمية، دون أن ينفيها، متفائلًا أن دعوته قد وجدت المآرب، رغم أنها في حقيقتها كانت مجرد موقف شخصي عابر أمام محل فول مغلق، وهكذا تحولت قضية فردية بسيطة إلى “قضية عامة”، بينما كثير من أصحاب الدكاكين أنفسهم هم جزء من شباب مدينة جوبا أيضًا، ولماذا يُختزل تعريف “شباب جوبا” في دائرة ضيقة بين صاحب المنشور وأصحابه؟

الأولويات الحقيقية معروفة ولا تحتاج إلى كثرة الجدال: كيف تُدار حياة المواطنين اليومية؟ كيف يحصل العاملون والموظفون على رواتبهم بانتظام؟ وكيف نوجّه النقاش العام ليعالج جذور الأزمة بدل أن يضيع في تفاصيل ثانوية؟

وقضية الراهن السياسي الذي نعيشه الآن، وهو محاكمة الدكتور “ريك مشار” في جرائم الحرب كما قيل، وكأن الحرب بدأت في ناصر، ولا أحد يريد التحدث عن أحداث 15 ديسمبر 2013، التي هي بداية الحرب وسفك الدماء في البلاد، والتي لا مهرب منها،ومن دون العودة إليها ستبقى كل محاكمات مجرد مسرحيات هزيلة لتبرئة البعض وإدانة البعض الآخر.

المواجهة الحقيقية لا تكون في ملاحقات ثانوية، بل في الاعتراف بجذور المشكلة ومعالجة الأسباب الأولى، وحدها تمنح الاطمئنان وتفتح باب المصالحة الصادقة، لأن أي حلول تُقتَص لخدمة الأشخاص أو لحماية الكراسي لن تكون إلا مسكنات زائفة، تزيد النزيف ولا توقفه.

إن الانشغال بمسألة إغلاق المحلات وقت الصلاة، بينما يعجز المواطن عن شراء حاجاته الأساسية طوال الأسبوع، ليس سوى ترف فكري لا يليق بحجم التحديات الوطنية.

إذا دكاكين مفتوحة وجيوب مقفولة… نشتري كيف؟

انهضوا من القضايا الانصرافية، ووجّهوا الجهد نحو ما يهم المواطن.
قدموا دعوة شبابية لفتح الجيوب أولًا… قبل أن تطالبوا بفتح الدكاكين

بقلم: انقوك مليك أكوك

06/09/2025

| غرب الاستوائية في قبضة الفوضى، ودوامة الصراع تعود من جديد..؟!

– متابعة جمر التغيير

تعيش ولاية غرب الاستوائية على وقع انفجار أمني جديد يعيد الذاكرة إلى سنوات الحرب الأهلية التي لم تندمل جراحها بعد. ففي مقاطعة طمبره، اندلعت الخميس الماضي مواجهات عنيفة بين قوات الحركة الشعبي (SSPDF) والحركة الشعبية في المعارضة، ليتحول الصراع إلى معركة مفتوحة امتدت لساعات طويلة، وأسفرت عن سقوط قتلى وأسرى، واستيلاء على أسلحة ومواقع عسكرية. المشهد هناك يشي بأن دورة العنف في دولتنا جنوب السودان لم تتوقف، بل تتهيأ كل مرة للانفجار مع أي خلل سياسي أو قرار إداري يثير حساسيات قديمة لم تُعالج جذرياً.

الشرارة الأخيرة تعود إلى إقالة الحاكم السابق لولاية غرب الاستوائية ألفريد فوتويو وتعيين مولانا جيمس الطيب خلفاً له، وهي خطوة أثارت غضب المعارضة المسلحة التي اعتبرت أن المنصب مخصص لها بموجب اتفاق السلام المنشط الموقع عام 2018. ومنذ تلك الضلحظة، بدا واضحاً أن المنطقة تقف على حافة مواجهة جديدة، وأن أي صدام ميداني قد يعيدها إلى دوامة الفوضى. لم يمر سوى أسابيع حتى جاء الهجوم على مواقع الجيش الحكومي في ندياما بطمبره، لتتفجر الأوضاع على نحو دراماتيكي.

الحركة الشعبية في المعارضة سارعت إلى إعلان سيطرتها على قاعدة عسكرية، مؤكدة أنها استولت على كميات من الأسلحة النوعية، بينها قاذفات صواريخ وأسلحة رشاشة. العقيد لام بول قبريال، المتحدث باسم الحركة، وصف العملية بأنها (ناجحة)، مشيراً إلى مقتل تسعة جنود من الجيش بينهم قائد ميداني بارز، مقابل سقوط مقاتل واحد من صفوف قواته. الرواية جاءت لتضع الجيش الحكومي في موقع الدفاع عن نفسه أمام الرأي العام، حيث سارع إلى نفيها، مؤكداً أن قواته لم تُهزم بل صدت الهجوم وأجبرت المهاجمين على التراجع، بل وتمكنت من أسر عشرة من مقاتلي المعارضة. هذا التناقض في السرديات يعكس حجم الفجوة في المعلومات على الأرض، ويجعل من الصعب التحقق بشكل مستقل من الحصيلة الدقيقة، في ظل صعوبة الوصول إلى مناطق القتال.

وسط هذه المواجهات، دخلت بعثة الأمم المتحدة في دولة جنوب السودان على خط الأزمة بعد تعرض إحدى دورياتها لكمين مسلح بين طمبره ومابوسة. البيان الذي أصدرته البعثة جاء صارماً في جنوب السودان في لهجته، حيث أدانت ما وصفته بالاعتداءة على قواتها وتجريدها من أسلحة خفيفة وذخائر. الأمم المتحدة رأت في ذلك مؤشراً خطيراً يهدد حيادها ويعرض حياة عناصرها للخطر، محذرة من أن استهداف قوات حفظ السلام يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانفلات قد تمتد آثارها إلى بقية ولايات جنوب السودان. المعارضة من جهتها نفت أي علاقة بالحادثة، مؤكدة التزامها باحترام تفويض البعثة الأممية، في محاولة واضحة للفصل بين معركتها ضد الجيش الحكومي وبين أي استهداف للمجتمع الدولي.

تداعيات هذه الأحداث لم تقف عند حدود الاشتباكات العسكرية، بل انسحبت مباشرة على المشهد الإنساني. آلاف المدنيين اضطروا للنزوح من قراهم، تاركين وراءهم منازلهم ومزارعهم وممتلكاتهم، بحثاً عن مأوى آمن بعيداً عن مرمى النيران. الأسواق أُغلقت، الطرقات انقطعت، والحياة اليومية أصابها الشلل الكامل. كثير من الأسر لم تجد سوى المدارس والكنائس مأوىً مؤقتاً، في حين ترددت تقارير عن نقص حاد في الغذاء والدواء. الصورة التي تتشكل في طمبره تعيد إلى الأذهان مشاهد النزوح الجماعي التي عاشها دولتنا جنوب السودان خلال سنوات الحرب، بما تحمله من معاناة إنسانية وتهديد لسبل العيش.

المراقبون يحذرون من أن استمرار القتال في غرب الاستوائية لن يبقى محصوراً هناك، بل قد يشجع على تفجر بؤر جديدة للعنف في ولايات أخرى. فقد شهدت أعالي النيل والاستوائية الوسطى وجونقلي في الأشهر الماضية اشتباكات متفرقة، ما يكشف عن هشاشة البنية الأمنية والسياسية في بلادنا . أي شرارة في منطقة معينة قد تمتد سريعاً إلى أخرى، في ظل غياب الثقة بين الأطراف، وتعثر تنفيذ بنود اتفاق السلام الذي يفترض أنه وضع الأساس لإنهاء الحرب.

الجانب الأخطر يتمثل في دخول الاعتبارات السياسية على خط الأزمة. إقالة فوتويو لم تكن مجرد إجراء إداري، بل مسّت توازنات دقيقة بين الحكومة والمعارضة، الأمر الذي جعلها تتحول إلى فتيل يشعل الوضع برمته. بعودة فوتويو إلى المشهد بصفته قائداً متمرداً، تجد الحكومة نفسها أمام معادلة معقدة، فهي من جهة تتمسك بقراراتها، ومن جهة أخرى تواجه تمرداً مسلحاً يقوده حاكم سابق يتمتع بقاعدة شعبية وميدانية في المنطقة. هذه المعادلة قد تدفع بلادنا إلى مواجهة سياسية، عسكرية مفتوحة، ما لم يتم تدارك الأمر سريعاً.

أما المجتمع الدولي، وعلى رأسه بعثة الأمم المتحدة، فيجد نفسه عاجزاً أمام تعقيدات المشهد. الدعوات إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات تتكرر، لكن أصوات السلاح تبقى أعلى وأكثر تأثيراً. وفي غياب آليات ضغط فعّالة على الأطراف، تظل احتمالات انزلاق المنطقة إلى موجة جديدة من الحرب قائمة بقوة.

في المحصلة، ما يجري في طمبره ليس مجرد معركة عابرة، بل هو مؤشر على أن السلام في دولتنا جنوب السودان لا يزال هشاً وقابلاً للانهيار في أي لحظة. استمرار القتال يعني مزيداً من الدماء، ومزيداً من النزوح، ومزيداً من الفوضى التي قد تمتد إلى ولايات أخرى. وإذا لم تُبذل جهود عاجلة وجادة لتدارك الوضع، فإن طمبره قد تتحول إلى بداية لمرحلة جديدة من الصراع، تعيد بلادنا إلى مربع الصفر، وتبدد ما تحقق من مكاسب هشة خلال السنوات الماضية.

طمبره تنزف، وغرب الاستوائية يترنح، وجنوب السودان كله يراقب بقلق. وما بين روايات النصر والهزيمة، يبقى المواطن البسيط الضحية الأولى والأخيرة، يدفع الثمن بدمه ولقمة عيشه وأمنه. إنها دوامة صراع لم تهدأ بعد، وإن لم تُكبح، فقد تعصف بما تبقى من حلم السلام.

جمر التغيير – مصطفي حربي سورو

 :  من  التاريخ  إلى المستقبل -  دراسة  شاملة  للهوية (2-4)..؟!المقال  الثاني:  إحياء  مملكة  الأزاندي، حجر  الأساس  لمس...
03/09/2025

: من التاريخ إلى المستقبل - دراسة شاملة للهوية (2-4)..؟!

المقال الثاني: إحياء مملكة الأزاندي، حجر الأساس لمستقبل جديد.

#يامبيو – آخر الأحداث

#مقدمة: لم يكن وضع حجر الأساس لمقر مملكة الأزاندي في بازونغوا ( Ga Azande Gbata ) مجرد حدث رمزي، بل كان إعلانًا عن بداية جديدة لشعب الأزاندي، الذين يسعون لاستعادة دورهم التاريخي وتعزيز هويتهم الثقافية والسياسية. فقد جاء هذا الحدث في سياق الذكرى الثالثة لإعادة تنصيب الملك أتوروبا بني ريكتو جبودوي، و هو ما يعكسو تصاعد الحراك الشعبي لإحياء المملكة وترسيخ وجودها في المشهد الإفريقي.

ولكن، ما هي الخطوات العملية التي تتخذها المملكة لتحقيق هذا الهدف، وما التحديات التي تواجه مشروع الإحياء، وهل يمكن أن يتحول هذا الطموح إلى واقع سياسي واجتماعي يعيد للأزاندي دورهم المؤثر؟

، ماذا يعني ذلك؟



إعادة تنصيب الملك أتوروبا ريكتو جبودوي لم يكن مجرد احتفال بروتوكولي، بل كان رسالة واضحة بأن الأزاندي لم ينسوا مملكتهم، وأنهم مستعدون لاستعادة دورهم تحت قيادة تقليدية تستند إلى الإرث التاريخي للأجداد.

لقد حملت هذه الخطوة دلالات عميقة، أبرزها:-

1. إعادة الشرعية التاريخية للمملكة ككيان له جذور ممتدة عبر القرون.

2. إحياء الهوية الجماعية للأزاندي وتعزيز الشعور بالانتماء بين أفراد القبيلة في جنوب السودان والكونغو الديمقراطيه وإفريقيا الوسطى.

3. إعادة تشكيل السلطة التقليدية وربطها بالواقع المعاصر، بما يتيح للأزاندي دورًا جديدًا في السياسات المحلية والإقليمية.

.

في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية، لم يعد الملك مجرد حاكم رمزي، بل أصبح يمثل الجسر الذي يربط الأزاندي بمستقبلهم، من خلال:-

إصدار القوانين والتشريعات التقليدية التي تحافظ على القيم والعادات.

إطلاق مشاريع تنموية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للأزاندي.

التواصل مع الحكومات والمنظمات الدولية لضمان اعتراف المملكة ودعمها في المجالات المختلفة.

بناء مقر مملكة الأزاندي، خطوة نحو الاستقرار المؤسسي

.

إن بناء مقر رسمي للمملكة في بازونغوا ليس مجرد بناء حجري، بل هو إعلان عن استعادة السيادة الثقافية للأزاندي، إذ يشكل:-

مركزًا إداريًا للمملكة، حيث يمكن للملك وكبار الزعماء التقليديين ممارسة أدوارهم بشكل منظم.

مركزًا ثقافيًا لتوثيق التراث الأزاندي، عبر المتاحف والمكتبات والمراكز البحثية.

رمزًا للوحدة القبلية، يجمع أبناء الأزاندي من مختلف المناطق حول هدف مشترك.

.

حظي المشروع بدعم حكومي وشعبي واسع، حيث قدم عدد من المسؤولين تبرعات مالية للمساهمة في بنائه، ومن بينهم:-

حاكم ولاية غرب الاستوائية سابق، الجنرال ألفريد فوتويو كارابا، الذي دعم المشروع بشكل رسمي.

حاكم ولاية الاستوائية الوسطى سابق، الجنرال أوغستينو جادالا واني، الذي قدم مساهمة مالية.

حاكم ولاية شرق الاستوائية، الجنرال لويس لوبونغ لوجوري، الذي ساهم في التمويل أيضًا.

كما كان للشباب دور محوري في تنظيم الفعالية، بقيادة إسحاق صبري خميس جبكو، وهو ما يؤكد أن الأجيال الجديدة ملتزمة بإحياء إرث الأجداد.

.

1. الاعتراف السياسي والقانوني.

على الرغم من الحراك الشعبي، فإن الاعتراف الرسمي بمملكة الأزاندي لا يزال تحديًا كبيرًا، حيث إن الدول الحديثة التي تضم الأزاندي (جنوب السودان، الكونغو الديمقراطيه، إفريقيا الوسطى) لا تعترف بالكيانات التقليدية كحكومات مستقلة.

2. التوازن بين التقاليد والحداثة.

كيف يمكن لمملكة الأزاندي أن تحافظ على تقاليدها التاريخية بينما تواكب التطورات السياسية والاجتماعية، هل يمكنها أن تعمل بالتوازي مع الحكومات القائمة، أم أن ذلك سيخلق صراعًا في الصلاحيات؟

3. الموارد والتمويل.

إعادة بناء المملكة تتطلب استثمارات ضخمة، سواء في البنية التحتية أو في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، فهل سيتمكن الأزاندي من جذب دعم دولي وإقليمي لتحقيق هذا الهدف؟

4. التحديات الداخلية والقبائل المجاورة.

رغم وحدة الأزاندي، هناك تحديات داخلية مرتبطة بالصراعات القبلية والتوازنات السياسية، مما يجعل مشروع الإحياء بحاجة إلى رؤية واضحة لضمان عدم تصادم المصالح بين المكونات المحلية.

، ؟

1. تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي.

يجب أن يكون هناك جهد متواصل لتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ الأزاندي، من خلال المناهج الدراسية، والمراكز الثقافية، والمنصات الإعلامية التي تروج للهوية الأزانديّة.

2. بناء شراكات استراتيجية.

بدلًا من انتظار الاعتراف الرسمي، يمكن للمملكة أنو تسعى لتأسيس علاقات قوية مع المنظمات الدولية، والاستفادة من تجارب الممالك التقليدية الأخرى في إفريقيا، مثل مملكة الزولو في جنوب إفريقيا، وممالك أوغندا التقليدية.

3. الاستثمار في التنمية الاقتصادية.

يمكن أن يكون تعزيز الزراعة، والصناعات الحرفية، والسياحة الثقافية من أهم الأدوات التي تدعم الاستقلال الاقتصادي للمملكة، مما يعزز من مكانتها داخل المجتمعات المحلية والدولية.

4. الحوكمة الرشيدة والتواصل مع الدولة.

يجب أن يكون للمملكة رؤية واضحة حول دورها في العصر الحديث، بحيث لا تكون بديلًا للحكومة المركزية، بل شريكًا يعزز الاستقرار والتنمية.

: الأزاندي في طريقهم لاستعادة مجدهم.

إن إحياء مملكة الأزاندي لم يعد مجرد فكرة رومانسية، بل أصبح واقعًا ملموسًا بدأ يتشكل عبر خطوات عملية، مثل إعادة تتويج الملك، ووضع حجر الأساس للمقر الرسمي، وإطلاق قوانين تقليدية تعزز القيم المجتمعية.

لكن الطريق لا يزال طويلًا، والتحديات كثيرة، مما يتطلب من أبناء الأزاندي العمل بحكمة، والتخطيط الاستراتيجي، والاستفادة من التاريخ لبناء مستقبل قوي ومستدام.

فهل سنشهد في العقود القادمة مملكة الأزاندي كقوة مؤثرة في المشهد الإفريقي، وهل ستنجح في تجاوز التحديات وفرض نفسها كلاعب أساسي في الساحة السياسية والاجتماعية؟

(يتبع في المقال الثالث...)

جمر التغيير - مصطفي حربي سورو @إشارة

 :  بركان  التمرد  القادم في  جنوب  السودان..؟!واو – آخر الأحداث منذ  مارس  2025،  دخل  جنوب السودان  نفقاً  مظلماً  جدي...
02/09/2025

: بركان التمرد القادم في جنوب السودان..؟!

واو – آخر الأحداث

منذ مارس 2025، دخل جنوب السودان نفقاً مظلماً جديداً. اعتقال الدكتور رياك مشار تينج، النائب الأول لرئيس الجمهورية وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة (SPLM/A-IO)، لم يكن مجرد حدث سياسي عابر، بل كان الشرارة الأولى لمرحلة جديدة من الانهيار الداخلي. العملية الأمنية التي نفذت بلا أيو سند قانوني، وبقوة مدججة بالسلاح، لم تستهدف فقط زعيم المعارضة، بل أرسلت رسالة تهديد صريحة لكل من يقف في وجه النظام، مفادها أن الاتفاقية التي وضعت حداً للحرب الأهلية لم تعد صالحة، وأن المعارضة أصبحت عدوة داخلية.

هذا الصراع تقع ولاية غرب بحر الغزال، المنطقة الاستراتيجية التي لطالما كانت قاعدة قوة للحركة الشعبية في المعارضة، ومسرحاً لتاريخ وطويل من المواجهات العسكرية والسياسية. قرار الرئيس سلفا كير بإعفاء الحاكم إيمانويل بريمو أوكيلو، المقرب من الدكتور رياك مشار، وتعيين شريف دانيال شريف، الموالي لاستيفن فاركول، لم يكن مجرد تغيير إداري، بل كان خطوة استباقية لإعادة رسم خريطة السيطرة السياسية. شريف ودانيال أصبح اليوم يمسك بزمام الولاية، بينما استيفن فاركول، بدوره، يحاول إعادةو هيكلة الحركة والشعبية في المعارضة من الداخل، مستخدماً استراتيجية (التقوقع الحزبي والتمدد السياسي)، لضمان ولاء جديد للولاية وغرب الاستوائية.

الخطر الأكبر الآن ويكمن في قوات وأسود، القوة العسكرية الضاربة التابعة للحركة الشعبية فية المعارضة في ولاية غرب بحر الغزال، والتي تمتد خطوطها إلى غرب الاستوائية. هذه القوات، التي اكتسبت سمعتها منذ عام 2013 بفضل انضباطها وشراستها في مواجهة الجيش الحكومي، تجد نفسها ممزقة بين ولاءين متناقضين، جزء باقٍ على عهد الدكتور رياك مشار، وجزء آخر بدأ يميل نحو معسكر فاركول والحاكم الجديد. هذا الانقسام العسكري يفتح أبواب تمرد شامل، قد يتحول إلى مواجهة مسلحة بين أجنحة المعارضة نفسها، قبل أي مواجهة مع الحكومة.

ليست هذه مجرد صراعات محلية. المشهد في ولاية غرب بحر الغزال يمثل ساحة اختبار لدولة جنوب السودان كله. فالولاية التي كانت سابقاً مركزاً للسلطة الشعبية والتحركات العسكرية، تتحول اليوم إلى بركان مجهول، يمكن أن ينفجر في أي لحظة، يهدد الاستقرار في كامل جنوب السودان. المواطنون يعيشون بين خوفين، الخوف من آلة الدولة التي لا ترحم، والخوف من انفجار داخلي بين قواتة المعارضة نفسها. وكل حركة يقوم بها جهاز الأمن في جوبا تزيد من احتمالات التصعيد، وتضع المدنيين تحت شبح الخطر المستمر.

ما يحدث اليوم في ولاية غرب بحر الغزال ليس مجرد تعديل في المناصب، بل إعادة هندسة سياسية وعسكرية. استيفن فاركول وحلفاؤه يسعون للسيطرة على مفاصل الولاية، بينما أنصار الدكتور رياك مشار يرفضون التخلي عن نفوذهم التاريخي. هذه اللعبة ليست فقط سياسية، بل هي لعبة شطرنج عسكرية، حيث كل خطأ صغير قد يتحول إلى مواجهة مسلحة واسعة، تحمل معها احتمالات سقوط مئات القتلى وتشريد الآلاف.

التاريخ يعلمنا أن هذه المنطقة لم تكن يوماً منطقة هادئة. من 2013 إلى 2018، كانت المعارك على الأرض بين القوات الحكومية والمعارضة العنيفة تشكل نمطاً مستمراً من القتال، لكن ما يحدث الآن أكثر خطورة. المعركة ليست بين الحكومة والمعارضة فحسب، بل بين أجنحة المعارضة نفسها، ما يجعل أي حساب سياسي أو أمني أكثر تعقيداً، وأكثر احتمالية للانفجار.

وبينما تتصاعد التوترات، يبقى المواطن الجنوبي هو الخاسر الأكبر. الفقر، انعدام الخدمات، ضعف الأمن، وتشتت القوة العسكرية، كلها عوامل تجعل من الحياة اليومية للناس رهينة لعبة سياسية عنيفة. كل تحرك أمني أو سياسي يزيد من شعور السكان بالهلع، ويجعلهم يعيشون تحت ضغط نفسي مستمر، بين خوف من الانقسام الداخلي وخوف من قمع الدولة.

في ظل هذه المعطيات، يمكن القول إنة جنوب السودان يقف على شفا تمرد واسع، قد يبدأ من ولاية غرب بحر الغزال، وينتشر نحو غرب الاستوائية، وربما يشمل كامل بلادنا إذا لم يتم احتواؤه سريعاً. القوة العسكرية، التاريخية والسياسية، لم تعد في قبضة جهة واحدة، والانقسام وداخل الحركة الشعبية في المعارضة يهدد بإشعال حرب أهلية جديدة، ربما أكثر دموية وأكثر شراسة من أي ومواجهة سابقة.

إنها لعبة الكبار حقاً، لعبة شطرنج قاتلة بين قيادات معارضة، وأجنحة حزبية، وجهاز دولة يفتقر للضوابط. وكل قطعة تتحرك على هذه الرقعة تتحرك في اتجاه دموي محتمل. المواطنون في جنوب السودان، والحكومة نفسها، على حد سواء، يواجهون واقعاً مخيفاً، إما السيطرة على الانقسام، أو الانزلاق إلى فوضى لن تتوقف إلا بعد سقوط مزيد من الضحايا، وربما سقوط الدولة نفسها.

غرب بحر الغزال اليوم ليست مجرد ولاية، بل مختبر للمستقبل السياسي والعسكري لدولة جنوب السودان. ومع كلة خطوة خاطئة، يقترب الموعد الذي تتحول فيه لعبة السلطة والسياسة إلى حرب شاملة، لن يُنجو منها أحد.

جمر التغيير – مصطفي حربي سورو



@إشارة

  تعلن وفاة الفقيد شارلس إدوارد دورو في القاهرة.جوبا – آخر الأحداث بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، أعلنت أسرة إدوارد دورو وف...
12/08/2025

تعلن وفاة الفقيد شارلس إدوارد دورو في القاهرة.

جوبا – آخر الأحداث

بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، أعلنت أسرة إدوارد دورو وفاة كبيرها، السيد شارلس إدوارد دورو، المدير التنفيذي السابق لمؤسسات ماردي في يامبيو و طمبره وجنوب دارفور وشمال دارفور، الذي وافته المنية في العاصمة المصرية القاهرة عند الساعة الواحدة ظهر السبت التاسع من أغسطس 2025.

كان الفقيد نموذجًا يحتذى به في المسؤولية والتفاني، حيث خدم مجتمعه بجد واجتهاد، مسهمًا بشكل فاعل في بناء مؤسسات عدة عبر مناطق متفرقة من جنوب السودان والسودان. في رحيله، فقد المجتمع شخصية قيادية متزنة، جسدت الوفاء والعمل الهادئ دون ضجيج أو ضوضاء.

وأوضحت الأسرة أن مراسم الجنازة ستبدأ في العاصمه جوبا بمنزل العائلة في حي جوري خلف سوق جوري، قبل أن تنتقل إلى ولاية غرب الاستوائية (يامبيو) في منطقة غانغارايمليا، حيث سيُوارى الفقيد الثرى في مسقط رأسه. ومن المقرر وصول جثمانه إلى مطار جوبا الدولي يوم الأربعاء 13 أغسطس 2025 عند الساعة الثالثة عصرًا، لينقل مباشرة إلى المشرحة ثم إلى منزل العائلة لإقامة صلاة ليلية، قبل أن يُدفن في يامبيو.

دعت الأسرة أبناء مجتمع الزاندي، والأصدقاء، والزملاء، وكل من عرف الفقيد أو تأثر بعطائه، إلى الوقوف مع الأسرة في هذا المصاب الجلل، والمشاركة في ترتيبات الجنازة وتقديم الدعم اللازم. وقد أرفقت أرقام هواتف للتواصل مع الراغبين في المساعدة.

برحيله، يطوي دولة جنوب السودان صفحة من صفحات العطاء الهادئ والبناء المثابر، تاركًا خلفه إرثًا خالدًا في قلوب من عرفوه وعملوا معه، وذكرى لا تمحى في سجل خدمة الوطن والمجتمع.

انا لله وانا اليه راجعون
اللهم تقبله في جناتك يا الله

05/08/2025

ما قبل العاصفة: جوبا تمشي على جثّة السلام، تحت أقدام الديكتاتورية..؟!

#نيروبي – خاص بـ(آخر الأحداث)

في لحظة فارقة من المسار السياسي المتعثر في دولتنا جنوب السودان، أطلق تحالف الشعب الموحد (UPA) بيانًا استثنائيًا، هو الأقرب إلى دقّ ناقوس الخطر الأخير قبل انزلاق البلاد في نفق ديكتاتوري مظلم. البيان، الصادر بتاريخ 4 أغسطس 2025، لم يكن بيانًا اعتياديًا بقدر ما كان شهادة سياسية صريحة على اغتيال مبادرة تومايني، التي وُلدت من رحم الأمل، وماتت تحت أنقاض الخيانة الرسمية.

التحالف، الذي يُعد أحد أبرز الفاعلين السياسيين في مشهد المعارضة الوطنية، وجه اتهامات مباشرة للحكومة الانتقالية في جوبا، مؤكدًا أن الأخيرة (أجهزت بوعي وتخطيط على مبادرة تومايني)، ووصف تصريحات رئيس وفد الحكومة إلى المبادرة، الجنرال كوال منيانق جوك، بأنها إعلان رسمي لموت مشروع السلام، واعتراف ضمني بخروج الدولة عن كل تعهداتها والتزاماتها أمام شعبها والعالم.

البيان جاء بلغة مباشرة، صارمة، خالية من المواربة، ومشحونة بالإحساس بالخطر الداهم. تحدث عن بداية الانهيار حين قامت الحكومة بتبديل الوفد التفاوضي الأول في لحظة حساسة من عمر المحادثات، وما تلا ذلك من تجاهل متعمد للبروتوكولات، وانسحاب مفاجئ من الطاولة دون إشعار مسبق، فيما وصفه التحالف بأنه (انقلاب على عملية التفاوض).

ولم يتوقف البيان عند حدود التفاوض، بل توغل في قلب الأزمة السياسية، مُشهرًا أوراقًا شديدة اللهجة، أكد فيها أن الحكومة الحالية قد ارتكبت انقلابًا سياسيًا فعليًا على اتفاق السلام المُنشط (R-ARCSS)، عبر سلسلة من الإجراءات الممنهجة، شملت اعتقال الدكتور رياك مشار النائب الأول للرئيس. وتصفية رموز بارزة من الحركة الشعبية في جناح الحكومة، أبرزهم الجنرال جيمس واني إيقا والجنرال دانيال أوويت والجنرال كوال منيانق نفسه.

وأشار البيان إلى أن هذه التحركات لم تكن مجرد تجاوزات، بل حلقات ضمن مخطط متكامل لإعادة إنتاج الحكم الشمولي، عبر ترسانة قمعية تُجسدها سياسات الأمن الوطني، التي تم تفعيلها مؤخرًا بقانون يُعد الأخطر في تاريخ الدولة الحديثة، لما يحمله من صلاحيات مطلقة لجهاز أمني غير خاضع للمساءلة.

التحالف الشعبي الموحد حذر، في صيغة لا تخلو من نبرة إنذار نهائي، من أن ما يحدث في جوبا العاصمة ليس اختلافًا سياسيًا ولا سوء إدارة تفاوض، بل (دفنٌ معلنٌ للسلام، ومولدٌ علنيٌ لدولة بوليسية). ووصف الوضع الراهن بأنه انتقال خطير من مرحلة الشراكة السياسية إلى مرحلة الإقصاء المطلق، ومن مرحلة التفاوض إلى مرحلة فرض الأمر الواقع بقوة القمع.

وذهب البيان إلى ما هو أبعد من ذلك، حين أشار إلى أن العاصمة جوبا لم تعد مركزًا سياسيًا بل أصبحت (ثكنة للقهر ومقبرة للمعارضين)، وأن كل من يتجرأ على التعبير عن رأيه، يُوضع تلقائيًا في خانة العدو السياسي، في نظام لم يعد يفرّق بين المدني والمسلح، بين الناشط والمتمرّد، بين الصحفي والخصم.

وفي ختام بيانه، أعلن التحالف الشعبي الموحد أنه ماضٍ في (كل الوسائل السياسية الممكنة) لمقاومة هذا الانقلاب الزاحف، داعيًا القوى الوطنية إلى التكاتف، والمجتمعين الإقليمي والدولي إلى التدخل العاجل قبل أن يفوت الأوان.

(إننا لا ندافع عن تحالف أو مقعد تفاوض.. نحن ندافع عن آخر نفس للسلام، وآخر فرصة للنجاة).

يُعد هذا البيان، الذي جاء قبل ساعات من توقيت حساس في جدول أعمال القوى السياسية الإقليمية، أقوى موقف تصعيدي صادر عن المعارضة منذ شهور. وهو بمثابة ضوء أحمر سياسي، يُسلّط على ممارسات السلطة في جوبا، ويعيد إلى السطح أسئلة كانت قد دفنتها الابتسامات الدبلوماسية والتقاط الصور الجماعية في قاعات الفنادق.

جمر التغيير ـ مصطفي حربي سورو

– – .

الصحفي باللغة الإنجليزية👇

August 4, 2025

PRESS STATEMENT

The leadership of the United People's Alliance (UPA) would like to condemn in no uncertain terms the statement made by the Head of the Government of South Sudan delegation to the Tumaini Initiative, Gen. Kuol Manyang Juuk, where he declared the Tumaini Initiative a "dead" process.

The leadership of the UPA is not surprised that the government of South Sudan has intentionally and singlehandedly destroyed the Tumaini Initiative because of their anti-peace attitude. Their intentions were clear since negotiations started, beginning with the abrupt change of the first government delegation when negotiations were almost finalized, to the dishonoring of all of the agreed protocols by the second government delegation. Thus, culminating in their abrupt walk out of the Talks with the excuse of going for further consultations as well as to prepare for the illegitimate extension of the R-ARCSS.

It should also be noted that the current regime in Juba has carried out a coup against the R-ARCSS and the SPLM IG, with the illegal detention of the First Vice President Dr. Riek Machar and other SPLM IO leaders, as well as the unconstitutional removal of Gen. James Wani-Igga, Gen. Daniel Awet, and Gen. Koul Manyang himself from the supervision of SPLM IG. This further exposes the reason why the Juba regime introduced the unpopular National Security Act, which is used to harass and suppress the people. These actions have turned South Sudan into the worst authoritarian state in the world, where civic space is diminished and where opposition risk their lives to express opinion.

The government's adamancy to destroy the Tumani Initiative, just like what it has done with the R-ARCSS, should not be a surprise since their main goal is to maintain the illegitimate reign. As the alternative to the government of the day, the UPA will continue to intensify the struggle for sustainable peace, including using any means necessary to achieve what South Sudanese deserve - peace, justice and prosperity.

Lual Dau, SG and Official Spokesperson United People's Alliance (UPA)

Official UPA Facebook: https://www.facebook.com/profile.php?id=61573010864269

Official UPA X handle: https://x.com/the upa ssd

Official UPA Email: theunitedpeoplesalliance@gmai
l.com

Address

OR

Telephone

+19712122396

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when RMF FM, South Sudan posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

  • Want your business to be the top-listed Media Company?

Share