Amr Ezzedeen

Amr Ezzedeen على باب الله .. راضي بكل حال 🌹

01/12/2025

من يسبقُ …؟!

على مسافة غير بعيدة من حرائق لوس انجلوس، تلك التي راح دخانها الأسود الداكن يحجب الشمس عن مدينة الملآئكة لعدة أيام، أتتني على هاتفي رسالة نصية من إدارة الطوارئ لوس انجلوس انه سوف يتم حظر تجول بعد ثلاثين دقيقة من وقت إرسال الرسالة!

يستغرق الأمر حوالي ٤٥ دقيقة على الأقل في وقت تكون فيه الأمور على طبيعتها لأكون في منزلي! ما بالك في وقت تم فيه تعطيل الكثير من الطرق التي وقعت في مرمى الحرائق!! أدركت حينها أنني أمسيت بلا مأوى، واخذت بالاتصال بأحد أرقام مراكز الإيواء والذي كان مشغولا لمدة لا تقل عن عشر دقائق! وبعد انتظار جاء صوت موظفة مركز الطواريء : آسفة جدا .. لم يعد لدينا في هذا المركز مكان سوى لمن هم فوق الستين ، وأبلغتني أنه يتوجب علي التوجه إلى مركز آخر غير بعيد عنهم!!

لست حقيقة من هواة التجمعات وخلافه، وبالطبع سيكون مركز الإيواء به المئات من الناس .. وبعد دقائق وجدتني انصرفت عن فكرة اللجوء إلى مركز الإيواء إلى أحد فروع "الچيم" والذي لي فيه اشتراك دائم، وكان من حسن الطالع أن افتتحت جميع فروع هذا الجيم كمراكز إيواء كذلك للمتضررين من الحرائق !!

رأيت الجيم للمرة الأولى في صورة مختلفة.. نصفه تقريبا او يزيد .. قد تم إخلاؤه وتقسيمه إلى مربعات متابينة الحجم. كل مربع يحتوى على مجموعة من الخيام .. خيام المجموعة A تحتوى على عائلات من ٤ - ٧ أشخآص .. والمجموعة B تحتوى على خيام اصغر حجما وقد أعدّت لكبار السن الذين لا يحتاجون رعاية طبية، إلى المربع الأخير D وفيه خيام كثيرة تتسع لشخص واحد فقط..

أما النصف الثاني … ففيه كل الأجهزة والمعدات الرياضية وقد وضع بينها وبين الخيام عازل زجاجي سميك! فما ان تدخل إلى ساحة الجيم .. سمعت تلك الموسيقى الصاخبة السريعة الإيقاع، وصوت ارتطام أوزان الحديد والماكينات الرياضية وكأنك انتقلت إلى عالم آخر!

اقتربت مني سيدة في الستين من عمرها على اقل تقدير، غير أنها حافظت على رشاقة جسدها ولياقتها بشكل لافت للنظر.. ثم قالت: هل انت من الذين جاءوا من اجل المبيت هنا الليلة؟!
استدرت وقلت في نفسي: .. وهل معقول أن هذا ظاهر على وجهي لهذا الحد؟!.. كيف عرفت.. ؟! فسألتها: .. كيف عرفت .. قالت وهي تضحك: أنا آتي إلى هذا المكان لأكثر من ٣٥ عاما واعرف كل شخص فيه .. وسهل علي أن أميز اعضاء النادي عن غيرهم!

تمنت لي بقاءا آمنا بعد ان دار بيننا حديث سريع عفوي عن ظروف لجوئي لهذا الجيم تحديدا في هذا اليوم… والحق أن الكثير من الشعب الأمريكي بهذه السجية ، يتكلمون إليك ويتوددون إليك دون مناسبة، ويكفون أيديهم ويرمقونك بنظرات مقيتة أحيانا … وفي كلا الحالتين انت لا تدري لماذا هذا يحبك، ولا تدري كذلك لماذا آخر يُبغضك !!

على كلٍ التقينا مرة أخرى بعد في ساحة "الكارديو" ودار بيننا حديث رياضي آخر عن فوائد الكارديو وضرورته لعضلة القلب، وكيف أنها تفضي ٤٠ دقيقة يوميا منذ ٣٠ سنة تخصصها فقط للكارديو! ثم اضافت هذه الجملة التي امتعضت لها شيئاً قليلاً.. حيث قالت : إنني أؤمن بضرورة المجهود البدني، لإنه يمنحني حياة أطول! قلت في نفسي علها تقصد أن تنعم بحياة أكثر صحة.. غير أنها أكدت قاطعة بقولها : بكل تأكيد الرياضة تزيد من العمر … عن كل عشرين دقيقة تبذلها في الرياضة تمد في عمرك ثلاث دقائق!!

لا أدري من أين أتت بهذه الدراسة! كيف يزيد العمر فعلياً.. إن كان الله تعالى قد قدر الأعمار ولا يؤخّر نفسا - سبحانه - إذا جاء أجلها! كيف أشرح لها نظريتي البسيطة التي لا تحتاج إلى شرح! …

على كال حال - لماذا اشغل نفسي - وادخل في متاهات وحوارات لا طائل منها - اللهم إلا الجدال الذي لا يؤدى إلى خير!! تركتها وشرعت في إنهاء التمرين …وتمنيت لها ليلةً طيبة.. !

افترقنا … بعدها بعشر دقائق اندفعت سيارة اسعاف إلى مدخل الجيم وخرج منه ثلاثة رجال وامراة إلى داخل النادي الرياضي .. فعرفت على الفور أن أحدهم في الجيم قد آذى نفسه و لذلك أتت عربة الطواريء.

لم اهتمّ كثيرا إذا الآن الأمر متكرر … وخاصة في مثل ظروف الطواريء … ولا سيما في هذه الأيام وكأنك تشاهد أحداث فيلم أمريكي على وجه الحقيقة ..!

بعد دقيقتين دفعني الفضول لاقترب من رجال الإسعاف وهم يحاولون جاهدين اعادة التنفس لشخص قد وضعوه على الأرض ورفعوا أحد رجليه عاليا! … وزادني الفضول قليلا .. فاقتربت اكثر … حتى تمكنت من رؤية المصاب !! لم تكن سوى هذه المرأة التي كانت منذ قليل تتباهى بلياقتها ورشاقتها وشدة المجهود الذي تبذله في التمرين لتحافظ على صحتها أو كما قالت هي "لتزيد في عمرها"!!

سبحان الله… شعور غريب… وكأنها رسالة يقذفها الله في قلبك على يد شخص آخر! إنها ليست الأعمار وحدها التي بيد الله، إنما بيده كل شيء، سبحانه، وله يعود كل شيء … حتى وان كان الشخص صحيحا سليما قوياً يأخذ بأسباب الصحة ويبتعد عن كل ما يؤذيه، فإن الله سبحانه الذي قدّر له المشيئة في أن يتخذا القرار ويوفقه إليه!! وان شاء سبحانه … منع عنه الأسباب وسلط عليه نفسه فتثبطه عن الفعل… ببساطة انه الله … الله الذي يعلم ويدري ويسمع ويرى ويشاء ويقدر ويعطي ويمنع وإليه يُرجع الأمر كله!

عمرو عز الدين
— لوس انجلوس
١١ رجب ١٤٤٦هـ

هذا بصائر للناس …ويخبر ربنا تعالى عن قرآنه وكلامه الذي تنزه عن التحريف والنقصان وتعهد هو - بذاته العلى - بحفظه، أن هذا ا...
01/09/2025

هذا بصائر للناس …
ويخبر ربنا تعالى عن قرآنه وكلامه الذي تنزه عن التحريف والنقصان وتعهد هو - بذاته العلى - بحفظه، أن هذا القرآن بصائر للناس … ليس تبصرة واحدة، وإنما بصائر لا تُعدُ ولا تحصى إلى ماشاء الله رب العالمين!

وهذه وظيفة القرآن في حياة الناس … كل الناس.. يُبصرهم طريقهم إلى الحق وسبيلهم إلى اتقاء سخط ربهم عليهم! بصائر على طريق الزيف والباطل فلا يقع أهل القرآن في دنس غيرهم ممن وقعوا في حبائل الهوى والشيطان وغرتهم الدنيا وغنموا منها نصيب المتعة المؤقتة ولا حظ لهم يومئذ عند الله من رحمة أو مغفرة!!

وزدّ على أن هذا القرآن (بصائر للناس) فهو (هدى) دليل لا يخيب ولا يخطيء، لمن عرف رموزه وأحكامه! لذا فإن أهل القرآن دوما في سكينة، وغيرهم في هلع وفزع! إنها صفةُِ الهدى، تلك الثقة التي يقذفها الله في قلب عبده أنه دوماً بعين الله ورعايته، مهما اختلطت عليه المحن والكربات!

ثم زد على أن هذا القرآن (بصائر) و(هدى) فهو كذلك (رحمةُ) لعباد الله المؤمنين به والذين أسلموا قلوبهم له.. فتلك رحمة تخصهم دون سائر البشر!

01/08/2025

ماذا بينها وبين الله؟!

يروي الشيخ (علي طنطاوي) - رحمه الله قصة قد وقعت له بعد أن صار قاضياً في بلاد الشام "سوريا" ، حيث كان من عادته أن يجتمع مع بعض أهل العلم في المساء، يتناقشون حول المسائل الفقهية المعاصرة، وغيرها من أمور الدنيا، كما هي عادةُ الأصحاب!

ذات مساء، دخل إلى مجلس العلماء كما هو المعتاد، غير أنه بعد عدة دقائق شعر بضيق في صدره، وصعوبة في التنفس… فاستأذن اصحاب المجلس وهم بالخروج، فانزعج الحضور وأبدوا قلقاً بالغاً على حالته، فما كان ردّ الشيخ إلا أن قال: لا تقلقوا … فقط أريد أتنفس بعض الهواء النقي… وخرج وحده ماشياً لا يدرى إلى أين!!

وفي أحد شوارع العاصمة السورية دمشق أخذ الشيخ يمشي، وهو يتأمل وجه السماء… وكأنه على موعد مع شيء… لا يدري ما هو!! … وما هي إلا لحظات وقد سمع صوت نحيب وبكاء امرأة على مسافةٍ غير بعيدة!

أخذ الشيخ يتتبع الصوت حتى وجد امرأة شابة، قد احتضنت مصحفاً ، وهي تبكي وتقول : يالله أنت أعلم بحالي، خذ لي بحقي ممن ظلمني! … اقترب الشيخ منها على بعد خطوات وقال لها: ماذا بك يا اختي؟! هل لي أن أساعدك؟! فانهمرت المرأة الشابة في البكاء وهي تصف له كيف أن زوجها وأهله قد بالغوا في إهانتها وضربها، وإذلالها، وهي لا تملك من أمرها شيئا إذ أن ليس لها أحدا من أهلها من يكف هذا الظلم عنها.. !

قال لها الشيخ : وهل ذهبتي إلى القاضي وبينتِ له أمرك؟! تنهدت المرأة وقالت :….. القاضي؟!! وهل ينظر القاضي لامرأة مثلي.. ؟!
وهنا انخرط الشيخ "علي الطنطاوي" في البكاء وهو يقول في نفسه: وهي لا تدري أن الله قد أخذ القاضي من رقبته يجرّهُ إليها!

** المصدر "بتصرف " : الباب الذي لا يُغلق في وجه سائل! للشيخ علي طنطاوي!

عمرو عز الدين

﴿أَم حَسِبَ الَّذينَ اجتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَجعَلَهُم كَالَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحياهُم وَ...
01/07/2025

﴿أَم حَسِبَ الَّذينَ اجتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَجعَلَهُم كَالَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحياهُم وَمَماتُهُم ساءَ ما يَحكُمونَ﴾

إن أبجديّات المنطق لا تساوي بحالٍ بين رجل كبح شهواته خوفاً من عذاب الله وشوقاً في لقائه وآخر كل همّه أن يُشبع شهوات نفسه، فيقع في الذنب تلو الذنب!!

فريقان من العباد لا يلتقيان في طريقٍ ولا يتفقان في رؤية، ولا يجمع بينهما فكرة ولا منهاجا، ثم هما لا يستويان في عين الله!

سَواءً مَحياهُم وَمَماتُهُم …
لا يستويان في عالم البشر ولا يستويان في عالم الموتى! لا يتساويان في عالم الروح ولا يتساويان في عالم المادة لا يستويان في الدنيا ولا في الآخرة…

01/02/2025

صيدنايا … محاكم التفتيش في عهد الأسد!

بعد أن قامت الملكة إيزابيلا ، ملكة "قشتالة" بمساعدة الملك فرنديناند ، ملك "أراجون " في إسقاط آخر مدن المسلمين في الأندلس "غرناطة" زهرة المدائن، وأولى علامات التقدم العلمي والرقي الحضاري والمادي والأدبي آنذاك! أبت إيزابيلا إلا أن تمحو أثر المسلمين في هذه البلاد إلى الأبد!

وزج في السجون عشرات الآلاف الذين لا ذنب لهم إلا أنهم مسلمون … رجالا ونساءا وشيوخا وأطفالا!! وابدعت إيزابيلا وفرديناند آنذاك في صنوف ألوان العذاب للمسلمين!!
وخصصت المكافأت المادية لمن يخترع ألة أكثر وحشية وألماً من غيرها!
على سبيل المثال لا الحصر :
تابوت الخوازيق: وهو على شكل تابوت ⚰️ يتسع لشخص واحد، غير أن به عيبا واحداً وهو أنه من الداخل يحتوي على خوازيق رفيعة حادة، تخترق الدماغ والقلب والجهاز التناسلي ومراكز الإحساس في الجسم!

واليوم نشهد جميعا تحرير سوريا … رئة العالم العربي والإسلامي ، ونرى تحرير المعتقلين المدنيين العزل الأبرياء وقد خرجوا بعد عشرة أعوام .. خرجوا لكنهم للأسف خرجوا أشباه آدميين من هول ما رأوه من العذاب الذي لا يخطر على قلب بشر، منهم من مات، ومنهم من خرج مشوهاً ، ومنهم فاقد للذاكرة !! شاب في أوائل العشرينيات من عمره يفقد الذاكرة!! ترى ما مدى هول ما رآه حتى تذهب ذاكرته!

حكايات كنا نسمعها يوما ونحن عيال صغار أيام حكم عبد الناصر، ولم نعي هذه المرحلة وهول ما فيها من تعذيب وحشي للإخوان المسلمين خاصة! اليوم نسمع هذا بآذاننا، مع تسجيل واعتراف من الضحية نفسها .. اكثر من مقطع لنساء تعرّض للاغتصاب… لا ليس الاغتصاب هكذا مجردا .. الجريمة يجب أن تقام أمام الزوج وهو يشاهد هذا الاعتداء الجنسي الواقع إما على زوجته، وإما على ابنته… وما ان ينتهوا من جريمتهم النجسة، يقتلون الرجل!

في سجن صيدنايا ، رأينا جميعا مكابس سحق الجثث! وغرفة الملح، وطريقة تعليق اكياس الماء التي تصل إلى نحو ٣ كجم في خصية المعتقل وإجباره بالكهرباء على الوقوف وهو عار تمام على أرض باردة. واغتصاب الأطفال دون سن البلوغ وغيرها من افكار التعذيب التي لا ترد على عقل رجل سوي!!

لا أرى إلا ان رحيل هذا النجس الذي ليس له من اسمه نصيب ، هو مكسب في حد ذاته!! وحسبنا أن هؤلاء الذين جاءهم الابتلاء فصبروا ، فلهم السبق عند ربنا يوم القيامة!!

نسأل الله ان يحفظ سوريا واهلها
عمرو عز الدين

12/31/2024

صفحة ٌ وانطوت..!

ليس كلٌ منا يملك أن يغير وضعاً ما في حياته، ثم ينتقل إلى وضعاً آخر! ليس كلٌ منا يملك هذه المرونة في التغيير والخروج من الأزمات المادية والعاطفية!! ليس كل منا يملك أن يطوي صفحة من حياته … هكذا في ثوان معدودة، ثم يصبح في نهار يومه الثاني انساناً آخر جديد قد طوى صفحة الماضي وكأن شيئا لم يكن!

ويزداد التغيير صعوبة كلما تعلق بأشخاص بعينهم، كالزوجة والولد والصديق والأخ ولا سيما الأب والأم وكذلك الابن والابنة!! كلٌ منهم له مساحة خاصة وذو تأثير بشكل مباشر او غير مباشر في تسيير قرارتك!

غير أن الحياة تفرض عليك أحيانا - في قسوة - ودون اختيار منك … أن تطوي صفحة أحدهم!! بعض العلاقات الاجتماعية "سامة" .. مثلا .. زوجان ليسا على وفاق وفي شجار مستمر! غير أنهما يواصلان هذا العذاب يوميا خوفا من نظرة المجتمع وتفرق الأبناء!! وفي واقع الأمر كل منهما يتحمل هذا العبء الثقيل من شخصية الآخر … ففط … لأنهما يخافان من شر الوحدة وتمزق شمل الأسرة! وربما لم يملك أيا منهما يوماً أن يتخذ القرار بعدم الاستمرار في هذا الاستنزاف ويطوي صفحته!!

هؤلاء الذين يملكون هذه الملكة العجيبة من التغيير "قلائل " ولديهم من السلامة النفسية ما يؤهلهم للعمل القيادي!

وليس بمعنى ذلك أنني أدعو لتمريق شمل الأسر وترك الأولاد لأبناء الشوارع! ففي الفراق كذلك من العذاب والمرار ما فيه من مختلف الصنوف والألوان!

لكن مجال الحياة شيء، ومجال المشاعر مجال آخر! معظمنا يحاول قدر المستطاع إشباع شهوات نفسه كي يحصل على السعادة! فمن منا يستطيع أن يقهر رغبات نفسه وشهواتها ذات مرة ويتحمل زوال بعض النعم في حياته لبعض الوقت او ربما للابد من اجل الحصول على حريته!

قليل هم الذين يعرفون الوصول إلى هذه الدرجة من تكميم النفس لفترة، وإخضاعها في معكسر تأديب اسمه "الحرمان"!! مثال: ربما عليك أن تحصل على وظيفة أرقى بمرتب ضخم ان تضحي ببعض جوانب الرفاهية في حياتك، النوم مثلا ، فتنام أربع بساعات بدلا من ستة او ثمانية .. فتقضي الوقت في تحصيل شهادة تؤهلك إلى الوظيفة التي ترجو!

وفي مجال العاطفة، حدث ولا حرج! فمن منا يستطيع الانفصال في ثوان ثم يمضي في طريقه في الحياة وحيدا … من منا يستطيع التخلص من أشخاص في حياته ثم يقول في سهولة.." صفحةٌ.. وانطوت"

عمرو عز الدين
لوس انجلوس

وفي جنبات المساجد، في كل ربوع العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، العرب منهم والعجم، تجدُ هذا الصنف من الناس الذين لا تعرف...
12/28/2024

وفي جنبات المساجد، في كل ربوع العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، العرب منهم والعجم، تجدُ هذا الصنف من الناس الذين لا تعرفهم، وما إن رأيتهم وتحدثت إليهم إلا وقع حبهم في قلبك دون أن تدري ما السبب!

والسبب في هذه المحبة التي لا سابق إنذار لها إلا منطق هذه الاية !
﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا﴾ … وجزاء طاعتهم لله، يقذف الله حبهم ومودتهم في قلوب من حولهم!

فإذا أحب الله عبدا وتقبل منه عمله ورضي عليه نادى إلى جبريل وأخبره بذاته سبحانه في عليائه وسلطانه وكبريائه أنه يحب عبده "فلانا" ويذكر الله الجليل اسم عبده إلى جبريل ويأمره الله بأن يحبه، وان يقذف حبه في قلوب أهل الأرض، كما جاء في حديث الإمام مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أحب الله عبدا نادى جبريل : إني قد أحببت فلانا ، فأحبه ، فينادي في السماء ، ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض ، فذلك قول الله ، عز وجل : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
رواه مسلم والترمذي

والقرآن يعطي المثل الأعظم في الكمال والاتساق وهذه الآية خير مثال! فاختار سبحانه من بين اسمائه "الرحمن" ليسمي نفسه به في هذه الآية، ذلك لأن هذا مقام الود والحب والعفو والرحمة! ولربما يكون هناك غير تناغم في المعنى إن قيل مثلا … سيجعل لهم الجبار ودا!!

والله اعلم

12/27/2024

الجولاني …
بين المطرقة والسندان!
"سوريا الجديدة"

يُفردُ الأستاذ أحمد منصور الإعلامي البارز في قناة الجزيرة من خلال نافذة برنامجه بلا حدود حلقة خاصة بعنوان أهم ٢٠ صفة في قائد جيش تحرير سوريا الأستاذ أحمد الشرع أو ما يُلقبُ سلفاً بأبو محمد الجولاني. الحلقة تزيد على ساعة ونصف لا يكف فيها عن مدح أحمد الشرع ويعدد ٢٠ مزية في شخصيته!

على الجانب الآخر ، محاصرون في انتظار الموت على أرض غزة، يسجلون مقاطع فيديو عن تخاذل الجولاني ونفاقه! يناشدون فيه وعده المسجل في مقطع فيديو يقول فيه بأن ليس هدفنا سوريا فقط، بل سنحرر بيت المقدس!

بعيدا عن هذا وذاك، الرجل براجماتيا بجدارة وإداريا بارعاً ومحاوراً فذاً وردوده في غايه الوضوح والإبهام في ذات الوقت! جزء من تكوينه البرجماتي أن يعيش كل مرحلة على حدة! مرحلة الجهاد لها ما لها وينبغى لها ما لا ينبغي لغيرها، ويقال حينها ما لا يقال في غيرها من المواقف…. وكذلك مرحلة السياسة!

تحررت سوريا، والسوريون من أعظم شعوب العالم وأطيبهم قلبهم وأكثرهم دهاءا وذكاء! شعب في غالبه يميل إلى التمدن وحب الحياة وسيعيدون سوريا - بإذن الله - كما كان في عصور كان زمام العالم يوما فيها على أرض سوريا!
وهذا هو شعار المرحلة " البناء" ولى عهد السلاح وتسلق الجبال وخوض معارك القتال، وجاء وقت قاعات الحكم وما ينبغي لها من كلام موزون وثياب خاصة، ومظهر حسن!!

والسؤال هو هل يذهب الجولاني إلى فلسطين؟! الجواب قطعاً "لا" وليس عليه ذلك، فكون سوريا قوية يؤدي إلى قوة فلسطين والعكس صحيح! بل إن أهل فلسطين على ما هم فيه لا ينتظرون من الجولاني ولا غيره تحرير أراضيهم!! فهم يذهبون إلى خالقهم شهداء في كل يوم ليرتاحوا من ظلم الناس وخذلان الأقربين إلى واسع جنات رب العالمين! وهم على ذلك بنص حديث النبي صلى الله عليهم وسلم "ثابتين على الحق، لا يضرهم من خذلهم " لا ينتظرون نصرا من احد ولا يبتغون سندا إلاّ من الله، شعارهم في ذلك : إما نصر وإما شهادة!

عمرو عز الدين

12/27/2024

ثم تكون النفخة الآخرة!

…. ثم تفيق كل نفسٍ في خوف وذعر وارتقاب … فوق أرضٍ غير الأرض وتحت سماءٍ غير السماء! كل نفسٍ معها سائقٌ وشهيد … سائقٌ من الملائكة إلى مكان العرض حيث ينادى كل ٌ باسمه ليقف للحساب بين يدي الملك!!

فمن نودي اسمه انتبه وطار قلبه هلعاً إلى أن يستلم كتابه!! فإن كان من اصحاب اليمين فهو ممن تجاوز عنهم الله ورضيهم وغفر لهم وقبل عملهم وأنزل عليهم السكينة وأحسن لهم المقام وأجزل لهم العطاء!

وآخرون بين المليارات الهائلة من البشر لا يرجون تلك اللحظة المشهودة !! لحظة العرض للحساب بين يدي خالق هذا الكون ومالكه! الأمر يومئذ بيده وحده، لا سلطان إلا سلطانه، ولا حكم عدل سواه، ولا راحم سواه!!

تلك اللحظات الفارقة في عمر العبد… ينتظر فيها اللقاء "العرض" على الله وما فيه من عظمة ومهابة ورهبة… فمن رحمهم لا يسألهم ولا يؤخر عليهم جزاء الجنة التي وعدهم، وإن كان لقاء الله في ذاته عظيم الجزاء!

أما من يُفتح له كتابه ويُناقش فيه، فلا بد أن في طيات سجل عمله ما يستوجب الحساب والجزاء… ومن نوقش الحساب عُذب ّ!

عمرو عز الدين
٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤
٢٤ جمادى الآخرة ١٤٤٦

العرب..!أصل حكاية قرف الغرب منا نحن العرب أبناء البشرة السمراء، له أصول وأُسس ورُصدت له الملايين! ليس لأن العرب متخلفين ...
11/16/2024

العرب..!

أصل حكاية قرف الغرب منا نحن العرب أبناء البشرة السمراء، له أصول وأُسس ورُصدت له الملايين! ليس لأن العرب متخلفين في التقدم المادي، والحضاري… ليس لأن معظم العرب مسلمين، وأن من هؤلاء المسلمين "ولا ننكر" منحرفين عن أصل الدين، مثلهم مثل كل ملةٍ لها أتباع!

مصنع اليهود!

اصل الحكاية لما راح اليهود يبحثون لهم عن أرض تؤويهم، ولا سيما في فترة تنكيل الألمان لهم إبان الحرب العالمية الأولى. فوسوس لهم "هرتزل" شيطانهم الملحد بأن أرض الميعاد هي "فلسطين"!! لماذا فلسطين تحديدا ً … هذا سؤال كتبت فيه الكتب ورسائل الماجستير والدكتوراه! غير أنني أميل لرأيٍ قرأته في صغري ولا أذكر مصدره، والعبارة باختصار أن "اليهود" كان لهم اكثر من مكان يصلح لكون دولة لهم دون أن تسيل نقطة دم واحدة، غير أن "فلسطين" هي الصورة الوحيدة التي تستحضر يوم أن حكم أنبياء اليهودية الشعوب وكانوا ملوكاً… "داود وسليمان" نبيين ملكَين يهوديين … فليرجع الزمن إذن بدولة اليهود إلى أن كانوا للمرة الوحيدة في التاريخ "ملوكا" … وسوى ذلك من التاريخ، لا تجد ذكر لليهود إلا بالخسة والجبن واشعال الحروب والكسب في الأعمال غير المشروعة مثل تجارة الأسلحة وتسليف الناس الأموال بالفوائد الربوية ! إنهم باختصار يريدون إلى فترة الحكم، والسلطة، هذه الفكرة الوحيدة التي ترضي فيهم الانتقام من كل البشر الذين طالموا نظروا إليهم بدونية واحتقار… وهكذا يعتقد معظم يهود هذا الزمان!

شركاء التاريخ!

ويبدو أن التاريخ سيكتب على الشعب اليهودي الشتات حتى في تلك الأرض التي ارتضوها لأنفسهم دولة ووطناً… ذلك أن دونا عن كل شعوب المنطقة كان عليهم أن يصطدموا بأكثر جنسيات العرب صلابة وصمودا .. شعب ُ فلسطين أو شعب الجبارين .. إن شئت!

هذه المجازر والدماء التي تسيل من اجل سيادة اليهود على أرض فلسطين بعد سقوط الخلافة العثمانية عن طريق عصابات الصهاينة، كان لابد له من تهيئة ولابد للرأي العام في العالم، ولا سيما أمريكا وحلفائها!

أما الطريق لتهيئة الرأي العام الغربي فقد بدأه اليهود منذ سنوات قبل ارتكاب المجازر بكثير! الحرب النفسية بدأت في "مصانع اليهود" .. شركات الإنتاج السينمائي المحتكرة لمجال السينما في هذا الوقت مملوكة لرجال يهود! ولائهم الأول والأخير لإسرائيل - أرض الميعاد!

فأصبح مجهود شركات التوزيع السينمائي ينصب على انتاج أفلام تصور للعالم من هم العرب!! هؤلاء المتخلفون، الذين يجامعون العشرات من النساء وحتى الأطفال، هؤلاء الرعاع الذين إن جاعوا تحولوا إلى مجموعة من الثيران الهائجة!!

أول واهم هذه السلسلة هو فيلم أُنتج برأس مال يهودي، و مخرج يهودي، وكاتب سيناريو يهودي، وممثلة يهودية هي بالمناسبة أخت مالك شركة "جولدن ماير للإنتاج الفني" .. يهود محبون مخلصون لفكرة البلد الأم، ويكرهون شكل العربي وتزكم أنوفهم لشم رائحة أحدهم!

والبقية تأتي …

عمرو عز الدين

11/14/2024

اكتئاب…!

كم من الحزن لا ينتهي، يضخ موجات سلبية في كل ذرات جسدي… أثناء العمل استمع إلى قناة الجزيرة عبر سماعة أذني، أشعر أن أخبارها تبث في داخلي عصيرٌ غريب الطعم من الأسى، والقهر والكبت .. مع كل خبر تسمعه يتسلل إلى أعماقك صوت الخراب والدمار وصيحات الثكالى وبكاء الصغار !!

العالم يشاهد الثور وهو يفتك تحت قدمه برأس حمامة تشارف على الوفاة..ولولا أن الثور مازال يسمع صوت استغاثتها لتوقف … طناً منه انه ماتت!!
ذنب "غزة" الوحيد أنها مازال بها بشر يتنفسون!!

العالم بكل كفاره قبل مؤمنيه يشهدون أن المعادلة غير متكافئة… ورغم توسلاتهم للثور أن يتوقف … لكنه لايزيده ذلك إلا أن يضغط بقوة وصلف على رأس الحمامة … وهي لا تملك إلا أن تصرخ!!

لا أدري كيف وصلنا إلى هذا الحد؟! واعني بذلك كل البشر … كيف نشرب وناكل ونذهب العمل، وننام ملء الجفون في حين أن هناك أخوة لنا ينتظرون الموت في كل ثانية، أو على الأقل يخيم شبح الموت فوق رؤوسهم أينما ذهبوا؟!

إننا وللأسف جزء من هذا التاريخ الذي سيرى فيه من يأتون بعدنا كم أننا حقا ضعفاء!! … تخيل معي أن تقرأ ما يلي في كتاب للتاريخ: …
"…. وفي العام ٢٠٢٤ تم اجتياح اكثر من ٦٠٪؜ من أراضي غزة على يد جيش الاحتلال .." .. ولربما يتسائل قاريء هذه القطعة من التاريخ العربي الحديث حينذاك، ولربما تعلوه الدهشة ويعض على شفتيه تألما على حالنا … ويروح يطرح الاسئلة: وكم كانت قوة جيوش العرب آنذاك؟ وكم كانت قوة جيش الصهاينه؟! وكيف حدث هذا في وقت كل شيء في هذا العالم يكون بعد لحظات على هواتف الناس ليل نهار !!

وكأننا نقرأ فقرة من تاريخ المسلمين المظلمة أبان عهد التتار، .. نقرأها ونقول في اعماق انفسنا .. معقول؟! علهم بالغوا قليلا ..!! والان نرى ما يحدث لأهل "غزة" ولا صوت لنا ولا حس كأن شيئا لم يكن!! هذا هو نفس الشعور الذي سيشعر به من سيقرأون هذه الصفحات الحالكة من التاريخ!

…. يطاردني في ذهني - للمرة الأولى - شعور بالذل أنني عربي!! وشعور بالخزي تارة أخرى كوني مسلما! إننا في نهاية اليوم … شأننا شأن غيرنا … ننام .. نضحك .. نبكي قليلاً .. ثم نمضي! في تلك اللحظة الذي يفتك فيها الذئب بفريسته، والجميع يشاهد على الهواء مباشرة … ولا نملك إلا شعور لا قيمة له بالحزن والقهر والهم!

ما هذا العصر المخيف الذي نعيشه؟! إلى أي طبقة من السوء وصلنا في عين الله وخلقه؟! هل هانت دمائنا إلى هذا الحد يا رجل..!؟

إنا لله وإنا اليه راجعون
عمرو عز الدين

فرارٌ من الله ، إليه!قال تعالى سبحانه في مُعجز التنزيل … "ففروا إلى الله، إني لكم منه نذيرٌ مبين"… الفرار عند العرب يكون...
11/10/2024

فرارٌ من الله ، إليه!

قال تعالى سبحانه في مُعجز التنزيل … "ففروا إلى الله، إني لكم منه نذيرٌ مبين"… الفرار عند العرب يكون من الشيء لا إليه! والفرار يلازمه شعور بالخوف .. يلازمه كما يلازم الظل صاحبه! ويكون الاستثناء الوحيد من قاعدة الفرار المصحوب بالخوف والقلق هنا في هذا الموضع من كتاب الله! هو أن يفرُّ المرء إلى من بيده أسباب الخوف بل وزد على ذلك وعد منه لهم بالآمان!

فروا بأثقالكم جميعاً .. فروا بما اقترفتم من ذنوب .. فروا بخطاياكم … فروا بما اخفيتموه عن عيون خلقه.. فروا إليه بخوفكم من عقابه… فروا إليه … قبل أن تفوتكم فرصة الفرار!

11/09/2024

من يُفتيّ لمَنّ؟!

"مات فطيسسسسسسس! " …
هكذا صرخ في وجهي عربي هنا في كاليفورنيا إذ رآني امشي إلى جوار متجر "حلال" يملكه عجوز هندي مسلم وأسرته! لم نلتقي وجها لوجه يوما إلا حرب الكلام ومناوشات النقاشات عبر فيسبوك لتجمعات العرب الذين يعيشون هنا في جنوب كاليفورنيا… نعرف بعضنا بعضا ويكره أحدنا الآخر دون حتى أن نلتقي!!

على كلٍ ولله الحمد لم يتغير في المشاعر شيء!! بل زاد على الكره مثله أضعافا مضاعفة!! لم أكره في حياتي منظر آدمي بهذا القبح على وجه الحقيقة إلا "زكريا بطرس" وقد رأيته في مطار لوس انجلوس بصحبة بعض "المصريين" !! كان وكأن الله قد وضع وسخ الأرض كله على وجهه!! رجل ضخم الجثة، طويل القامة، يمسك صليبا بيمينه وتظهر عليه هذه النظرة الشيطانية القميئة وهو لا يبتسم!! عابس الوجه، كئيب، قلق، زائغ العينين، يتصنع الطمأنينة، وهو صامت في صرامة، جالس على كرسيه يتوشح السواد، لا يتكلم مع أحد ومن حوله وكأنهم لا يجرؤون على الكلام معه!

"ما علينا"
بغض النظر عن هذا الأخرق وامثاله من العرب الذين يفرحون بموت السنوار ويرون في موته صلاحا للأمة… السؤال هو: منذ متى ونحن نرى أمثال هذه النجاسات بيننا؟! هل أصبح هناك من يفصح عن عهره وشذوذه إلى هذا الحد وهو يدعي أنه عربي مسلم؟!

لا أجد تفسيرا لظهور الصراصير من البلاعات إلى الأماكن النظيفة… إلا أن أهلها لم يعد بينهم من يقوم بتنظيفها..!! قل فيهم النظيف والشريف. باختصار لقد أصبح من يخاف الله "وحده" فينا قلة جدّ قليلة!

الكلام عن حجم الدماء والدمار قد أخرس فينا كل لسان ونحن نشعر بأننا في أذّل عصور العرب عامة والمسلمين خاصة؟! كنا حين قدمنا إلى هذه البلاد نتباهي بعروبتنا وإسلامنا ونرى بأننا بذلك ميزنا الله بهم عليهم درجة!
أما اليوم فأنت لا تجد تفسيرا جديا واحدا بأن هؤلاء وامثالهم هم من يدافعون عنك ويرفعون شعارك في حال خذلك اخوك من الدم!

أي عروبة وأي نوع من الإسلام هذا يا رجل؟!
ألم يعد فينا من إذا ما رفع يداه إلى الله متضرعا يرفع الله بدعوته أمر الأمة كلها؟! الدماء على مرأي ومسمع الملايين تقابلها عشرات الآلاف من العرب الذي يحتلون مساحات ضخمة على ساحات السوشيال ميديا وكأن الحياة في أجمل أيامها، وأن منا من يهتم لمؤخرة فتاة في العشرينات على ساحات السوشيال ميديا ولو للحظات… لحظات تشتتنا عن امر اخواننا الذين يقتلون على مرأى ومسمع من كل واحد فينا .. ليل نهار؟!

إلى أي مكان عند الله وصل كل منا حتى تطيش بنا الأمم القريب منها والبعيد؟! وكأننا أو إننا حقاً "غثاء .. غثاء كغثاء السيل"؟!

اللهم اغفر لنا تقصيرنا في دماء اخواننا في غزة والسودان ولبنان ..

عمرو عز الدين

11/09/2024

عدنا .. بين قرني الثور!

لا أدرى إلى متى سيلتصق بنا المثل العربي الأصيل "والمستجير بعَمرٍو عند كُربته كالمستجير من الرمضاء بالنار." الوجهان أسودان أحمقان عنصريّان بامتياز، كلٌ له أولوياته التي يستمد منّه مبادئه وإن شئت أمواله!!

العرب المسلمون الأمريكيون وعلى رأسهم " وللأسف " مشايخها وعلماء دينها وهؤلاء الذين نستمد منهم شريعتنا وفقهنا … هؤلاء الذين ذلوا رؤوسهم لرجل أبيض عنصري لا يخفي كراهيته لهم، بل ويعلنها صراحة في وجوههم ولكن تصبحها ابتسامة مسن عجوز يتخذونها وعدا منه لوقف الحرب على غزة ولبنان!!

كبروا الله يا سادة المهدي الأبيض المنتظر قد جاء! لم يجيء على رأس دبابة وجيش، وهدّد من قبل بحرب أهلية، مهما كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية، فهو ولابد الرئيس! الرجل يلعب السياسة لعبة البزنس! ولا يخفي كأسها وسيجاره التي ينفثها في وجه رجال دين يأكل بعقلهم حلاوة، ويري العالم سماحة السيد ترامب … الذي رضخ لهم ووعدهم بوقف الحرب على غزة!! هدف رائع… العالم كله يرى حفنة من رعاة الغنم في الولايات المتحدة الأمريكية، في حضرة السيد ترامب، يسمح لهم بأخذ صورة مع سيادته بل ويتحدثون في حضرته! بالبراعة الرجل الذي يلف عقول هؤلاء، كما وعد الذئب من قبل الغنم ألا يأكل منها .. أكثرة من مرة… بل ويقف يتفرج عليهم تفرج السيد على مجموعة من البهلوانات الذين سيعودون إلى أقوامهم ويقنعونهم بوعد الرجل لهم!!

الفوز للإسلام يا سادة … انتصار جديد يحسب للإسلام واهله!! العالم كله يرى الآن هؤلاء الذين تسببوا في احداث ١١ سبتمبر وقلوب كل أمريكي ، ابيضّ على وجه الخصوص … قلبه يتمزق من داخله عندما يرى واحدا منا من الملونون في بلادهم!.. تراها في أعينهم وان لم يفصحوا بها … ، واليوم يجلس معهم ، بل ويدعوهم للكلام في في حضرته.. بل هم جزء من تاريخ الحركة الإسلامية الحديث في العالم أجمع !!

أنا ارى الموقف هكذا … اخي هناك في غزة .. يهدم بيته فوق رأسه يدعو على كل واحد منا في اليوم أكثر من مئة مرة باللعن، تصحبها ملايين "حسبنا الله ونعم الوكيل " فينا وفي ميتين اللي خلفونا. "ملايين المرات"!!فماذا صنعت انت ومن خولوك زمام أمورهم؟!
. دعني اولاً أقر أمام الله اولاً وامامكم ّوادع أنني في ذاتي لست براء من دمائهم وخلو يدي أمام الله يوم القيامة من دمائهم الطاهرة ؟! ومالبيد حيلة والله على ما نقول وكيل! ولا نزايد على لا أحد .. انتخب من شئت واعبد من شئت … ولكن لا تلبسه عباءة دين أنت لا تدرى أولى مبادئه!

….
حسبنا الله ونعم الوكيل
عمرو عز الدين

10/24/2024

يحيى السنوار!
ربح البيع أبا إبراهيم

لا أذكر أن إنسانا رحل عن عالمنا لم تربطني به يوما علاقة ولا معرفة من قريب ولا من بعيد، إلا حب في قلبي أصابني سهامه من الله مثل يحيى السنوار … إلا قليلاً… منهم "يحيى عياش" والشيخ "أحمد ياسين" والدكتور "عبد العزيز الرنتيسي" … نفس عمق الألم بفقدهم … نفس الشعور تقريباً…!

ملايين البشر لم يعرفوا الرجل إلا منذ نحو عام تقريباً، وسرعان ما لقي ربه، فكِتب له بموته شهادتين!! شهادة ميلاد في قلوب الناس وشهادة يلقى بها ربه ويفوز بالمقام الأعلى إلى جوار النبيين والصديقين!! ربح البيع يا أبا إبراهيم!! ليتنا جميعاً مثلك… ليتنا في عين الله مثلك … ليتنا لنا نصيب من حب الله مثلك!!

لقد ملكت قلوبنا يا رجل ولم تبقى بيننا إلا قليل… أي طراز من الناس أنت!! أي طهارة وصدق وصلت بهما هذه الدرجة!! ما سرك؟! وما بينك وبين ربك؟! أوجعت عدوك في حياتك، ولا يزال موتك يوجعه يوماً بعد يومٍ أضعافاً من الألم! حتى مكان موتك تحول إلى فخر يعتز به صاحب المنزل الذي لقيت فيه ربك شهيداً!!

سلام على روحك الطاهرة يا أبا إبراهيم .. سلام عليك أيها القائد الفريد … سلام عليك يا يحي السنوار!

ربح البيع يا أبا إبراهيم

عمرو عز الدين
٢٣ اكتوبر ٢٠٢٤

10/23/2024

أندلسٌ اخرى!

اندثر في أرشيف الفن الإسلامي أنشودة بعنوان "أندلسٌ أخرى" جاءت كلماتها شاقة مؤلمة ثقيلة محمّلة بسُحُبٍ من الحزن والقهر والأسى على ما حدث في مأساة البوسنة والهرسك! وأذكر أن هذه الأنشودة كثيرا ما كانت تتردد على ألسنة شباب الحركة الإسلامية في جامعات مصر في فترة أوائل التسعينيات وما يليها!

كان من كتب كلمات النشيد العلامة الراحل الدكتور الأديب الفقيه يوسف القرضاوي رحمه الله! تصف في قهر ما يحدث في البوسنة والهرسك من انتهاك للحرمات وقتل للأبرياء ومجازر إبادة جماعية كان الهدف منها التطهير العرقي لشعب البوسنة المسلم على يد الصرب بالتواطئ مع قوات حفظ السلام الدولي، والذي تبين فيما بعد ضلوع هذه القوات في عملية القتل والاغتصاب!

كان مطلع القصيدة يقول:

أفلسطينا أم أندلسا في البوسنة نشهدها بأسى
سراييفو تبكي محنتها كالقدس وما أغلى القدسا
أندلس أخرى اليوم وكنا أُنسينا الأندلسا..!

وكنا نردد الكلام بحماس أنا ورفاقي احداث الأسنان حينها متأثرين …، ولكن هو في النهاية بالنسبة لي على وجه التحديد مجرد كلام أدبي وإن كان موجعا بعض الشيء!! إلا أنه في النهاية "كلام" … نعم الواقع مرير ولكن هناك شعور يطمئنك دوما أننا لن نسقط! يشهد على ذلك أحاديث الناس عن العدو، وعن استنكار انتهاك الحرمات والإعراض… البعض يبكي قهرا وغيظا وحزنا وأسى … كنا فقط نشاهد مقاطع مرئية مسجلة لا تتعدى الدقائق القليلة في نشرات الأخبار عما يحدث في فلسطين أو البوسنة او العراق … فكان الدم يغلي في عروق الناس وكانت المسيرات تملأ الشوارع وتنعقد مجالس القمة العربية الطارئة التي لا تقدم ولا تؤخر شيئاً ، اللهم حفظ ماء الوجه عند هؤلاء العرب أمام شعوبهم لما يحدث في فلسطين!!

العام ( ٢٠٢٤ )
المجازر لا تتوقف … اصبحنا نشاهد الدماء والأشلاء على الهواء مباشرة … مئات الأطفال تحت الأنقاض، آلاف القتلى والمرضى، والثكلى، والمشوهين، ومعظمهم من الأطفال … النار تأكل "غزة" … الأجانب من امريكا وبريطانيا ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، لا يتحدثون لغتنا، ولا يدينون ديننا، يسجلون شهادات اعتراف ووفاء وعرفان للشهيد يحيى السنوار في نفس اللحظة التي لم يقدم ولو واحدا فقط من زعماء العرب على فتح فمه ليقول كلمة رثاء واحدة!

الغريب في الأمر أننا تعودنا على مظاهر الأشلاء والدماء والدمار وفي أعيينا جميعاً مسحة ألم وغصة في قلوبنا وحرقة على ما يحدث لهم ولكن في نهاية اليوم نحن نمضي في حياتنا وهم لا يغيب عنهم ولو للحظة رعب ملاحقة الموت والحريق والدمار وفراق الأهل والولد وكل غال ونفيس !! ما باليد حيلة كما يقولون ، وكل لديه عذره أمام الله… اللهم لا اعتراض!

غير أنني مؤخراً وللمرة الأولى أشعر فيها بالخزي والعار كوني "أحمل هوية دولة عربية مسلمة" … أشعر بالقهر… ولا تسعني الكلمات في بث كل ما أشعر به تجاه اخوتي في غزة!! اشعر بالخجل ألف مرة وأنا أشاهد نيران الموت تحوطهم من كل جانب وأنا في مكان آمن!! لابد وأن هؤلاء قد أعدّ الله لهم مكانة خاصة في جنته! لابد وأن الله أحبهم حبا شديدا يفوق غيرهم من عباده فابتلاهم وسبق بهم من عالم الدنيا إلى رحاب خلود جناته… كي لا يتعبون بعد ما رأوا كل هذه الأهوال!

كي لا يألمون كمدا وحسرة أن لهم ما يفوق نحو المليار ونصف ممن يدينون بدينهم هم في واقع الأمر "غثاء" كغثاء السيل لا وزن له ولا قيمة رغم كثرته وانتشاره… لا يقدمون لهم شيئا … هم فقدوا الامل وتقطعت بهم السبل وضاقت بهم الدنيا ولم يبق لهم إلا الله … والله لا يخذل عبدا استجاره ابداً… وان فاته نصر الله له وتفريج كربته في الدنيا… فذلك لحكمة من عنده تعالى … فهو يعلم ولا نعلم… غير أن جزاء الآخرة بلا شك يمحو كل أثر العذاب والذل والهوان في الدنيا والله عنده حسن الثواب!

إنما اقدم التعازي لنفسي كوني أعيش عصرا من اسوأ عصور المنتسبين للإسلام وبلاد العرب… فترة من السوء كالتي وصفها المؤرخ الإسلامي ابن الأثير في وصف بلاد الأندلس في كتابه القيم (الكامل في التاريخ) حينما راح يكتب عن التتار ما يلي:

"لقد بقيت عدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها، كارهاً لذكرها، فأنا أقدم إليه رجلاً وأؤخر أخرى… فمن ذا الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ والذي كان معاصراً لهذه الأحداث ظن أن هذه بداية النهاية، وأنها علامات الساعة الكبرى، وأن الأرض ستنتهي الآن وسيبدأ يوم القيامة، ولم يظن أن أمة الإسلام ستبقى بعد هذه الأحداث. يقول رحمه الله: فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً.

أندس اخرى
عمرو عز الدين
٢٢ اكتوبر ٢٠٢٤

10/08/2024

ماذا يظنّ الناس بك؟!
في الواقع "لا يهم" فالجميع غير منتبها لك أصلاً..! الجميع غارق في دوامته الشخصية ، الناس لا ينامون يحلمون بك ولايموتون بموتك وقد لا يتأثرون بأوجاعك، والقليل يتذكرُ المعروف!

ماذا لو غيرنا منظور الرؤية وقلنا … ماذا يظُنُ الله بك؟!
ماذا لو سألنا أحدهم هل انت مستعد للقاء الله؟! القليل بل الندرة هم من سيقولون "نعم" بقلب مطمئن! معظمنا يستحي من لقاء الله - في هذه اللحظة الآن -، كلنا يرجو أن يطول به الأجل، لا من أجل حلاوة الدنيا ومتعتها، ولكن من أجل فرصة أخيرة قريبة للتوبة والاقلاع عن الذنوب! الكثير والكثير من البشر اليوم من المسلمين يرجون نفس الرجاء! والغافلين كُثر، والمذنب التائبُ العائد، خير من المتعمد الغافل الذي يظنُّ أن الحياة لا تنتهي، وأن الجزاء قريب وأن لقاء الله حق!

لم أقصد الوعظ والنصح ، ولا استثني نفسي من معصية ولا أدعي علما ولا فقهاً!! إلا هي كلمات تجول في الخاطر مرة بعد مرة!! كلمات تتسائل دوماً كيف ستكون النهاية؟! بماذا يختم الله لي؟! هل لي من ذنب ٍ غُفر؟! هل لي من عملٍ قُبل؟! وهل لي من تلك الفرصة الأخيرة .. التي طالما دعوت الله في سجودي بها " رب أسالك توبة لا أعصيك بعدها أبداً يارب 🤲🏻 "

عمرو عز الدين

Address

Los Angeles, CA

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Amr Ezzedeen posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Videos

Share