17/10/2023
سبعة أعوام مضت على إصابتي، ذكرى مؤلمة تركت آثارها - وحتى نهاية العمر - في وجداني وعلى جسدي
في ذلك اليوم تعرضت بلدة عويجل في ريف حلب الغربي لعدة غارات جوية بالصواريخ الارتجاجية شديدة التدمير، وكانت النتيجة ثلاثين شهيدا؛ معظمهم من المدنيين و آخرون من أصحاب القبعات البيضاء، وقدر الله أن أكون أنا الشهيد الحي الذي يتذكر ويروي ما جرى،لقد أصبت أصابة بليغة ففقدت يدي اليمنى وجزءا من لحم فخذي ...
كان يوما من أصعب وأقسى أيام حياتي؛ لقد شهدت منذ أن التحقت بصفوف الثائرين الكثير من المجازر ولكن هذه المجزرة كانت الأصعب
- وإني أود أن أشكر كل من ساهم في إسعافي بداية إلى مستشفى باب الهوى، حيث خضعت لعمليات جراحية، وخرجت من غرفة العمليات لأرى الكثير من أصدقائي بجانبي، أوصى الأطباء بنقلي إلى المستشفيات التركية، رفضت في البداية، ولكني عدت ووافقت بعد أن أيقنت بأن إصابتي بليغة جدا؛ يصعب علاجها في الداخل
- وهناك في تركيا لم أكن وحدي أبداً؛ الكثير من الأصدقاء وقفوا معي و بجانبي، وأيضاً تعرفت على أصدقاء جدد
- و أود أن أقدم شكراً خاصا للزملاء والأصدقاء الذين ساهموا بعلاجي في مشفى خاص في مدينة غازي عنتاب، ولن أنسى أبداً وقوفهم إلى جانبي حتى عافاني الله وخرجت من المستشفى
- كانت أيامي في المستشفى صعبة جدا، كنت أصيح من الألم الذي لا يوصف، حتى يملأ صراخي كل أرجاء المستشفى
- مر عامان على إصابتي و لم أتمكن من تركيب طرف صناعي، ولم أجد جهة خيرة تساهم في دفع التكاليف
ولكني والله ورغم كل معاناتي وما جرى معي، مازالت أملك إصرارا راسخا في روحي وعزيمة كالجبال على أن أكمل طريقي وأحقق هدفي في نقل معاناة الناس وآلامهم الكثيرة في ظل ظروف الحرب حتى آخر يوم في حياتي
- لقد قدمت أجزاء من جسدي في سبيل الله والثورة وأنا سعيد بتضحياتي التي أراها بسيطة أمام أرواح الشهداء
ومرة أخرى أشكر كل من وقف معي والحمد لله رب العالمين