مجلة الحوار

مجلة الحوار "الحوار" مجلة ثقافية فصلية حرة تهتم بالشؤون الكردية وته

https://www.facebook.com/share/p/RJ5JnrrFpSkGsfWH/?mibextid=Nif5oz
19/02/2024

https://www.facebook.com/share/p/RJ5JnrrFpSkGsfWH/?mibextid=Nif5oz

القافلة... هناك عفرين... وهنا في القلب عفرين
د.بنكين حمزة
(شهادة متضامن ذهب مع قوافل المتضامنين من الجزيرة إلى عفرين)
مجلة الحوار- السنة 25- العدد 72 – 2018م
يسمع بقرار الإدارة في إقليم الجزيرة بتسيير قافلة مدنية لتعزيز ودعم صمود أهلنا هناك , وفي المساء يرجع إلى بيته ويبتسم في وجه زوجته قائلاً : سنسافر إلى مدينتنا الحبيبة , لن أجادلك بقرارك فأعرف حبنا لها وقد كان لقاؤنا الأول في أحضانها تجاوبه زوجته , لا أقصد أن نذهب كلانا إلى حبيبتنا يقاطع زوجته , أجننتَ يا رجل ؟ وأطفالنا ماذا أفعل بهم ؟ يجاوب ببساطة نتركهم عند أحد الجدّين , لا سأبقى مع الأولاد فإن متّ ـ لا سامح الله ـ سأكون لهم أبّاً وأماً , أنهيا الحديث وخلدا إلى النوم , إنّها صبيحة الحادي والعشرين من شباط فبراير عام2018 م يودّع زوجته التي تبكي وتدعو لهم بالسلامة , كانت السماء متلبّدة بالغيوم والبرد ينتشر في أرجاء مدينته ديريك يتوجّه ليركب إحدى الحافلات ليسير في رحلةٍ نادرةٍ , فمن الطبيعي أن يرتحل سكان المناطق الساخنة إلى المناطق الأكثر أماناً , أمّا أن يحدث العكس فهو نادر الحدوث حقّاً , عشرات الحافلات تتوجّه من الجزيرة إلى قلعة الصمود والبطولة» كوباني» التي لازلنا نلثم جراحها من آثار الوحوش البشرية , حيث المبيت هناك وفي صبيحة اليوم الثاني تنضم قوافلٌ من أهلها مع قوافلنا لنكوّن قافلةً واحدةً تتوجه إلى حبيبتنا كورداغ/عفرين, وفي المساء وفي كرمٍ منقطع النظير وغير مستغرب عن ذويها العظام كانت كوباني وكأنّها بيتٌ واحدٌ يستقبل بضعة أشخاص كانت أبواب دورها مفتوحةً على مصراعيها لاستقبالنا و وفي صبيحة اليوم التالي كان الانطلاق من ساحة الشهيدة آرين ابنة جيايي كورمينج / جبل الكرد البارة نحومدينتها في صورةٍ تبعث الوفاء لروحها الخالدة وتعاهدها بالصمود العزيز على أرض الأجداد , تسير القافلة لتقف طويلاً على حاجز التايهة التي تسيطر عليها قوات النظام , ثمّ يُسمح لهم بالمرور , راوده شعورٌ غريبٌ وكأنّه يخرج من الجنّة إلى الجحيم حيث رائحة الموت وآثار الخراب والدمار فلا تخطأ العين برؤية حجم الدمار الذي نال وطنه في تلك المناطق كانت الدور الواقفة مع أسقفها لا تتجاوز أصابع اليدين في كلّ منطقة , رأى البؤس على وجوه الناس الذين خرجوا على الطرقات يهتفون باسم عفرين وشاهد المساجد التي تحوّلت إلى حسينيات وقد كُتبت عليها عباراتٌ طائفية مقيتة , في كلّ بقعةٍ تُرفع صورٌ وأعلامٌ تختلف عن بعضها , يرتفع علم جمهوية إيران الإسلامية مع صور أية الله العظمى , وفي البقعة التي يليها يرتفع علم حزب الله اللبناني مع صور الشيخ حسن نصرالله , وفي أخرى علم الدولة السورية مع صور الأسد الأب والابن والأخ , وكأنها على حدّ قول غوار الطوشي ـ حارة كل مين إيدو إلو ـ وفي المساء وبعد عناءٍ وصلنا حاجز ترندة كان هدير الطائرات ودويّ المدافع تخترق آذانهم بابتسامته المعهودة يقول لركاب الحافلة : هذه الأصوات طبيعية فعفرين كلها منطقة حدودية وتحت مرمى النيران التركية , اخترقت رائحة البارود أنفه يهمس في أذن صديقه قائلاً : إننا مستهدفون فالقذائف قريبة منا ولم ينتهي من حديثه حتى اشتعل جانب الطريق , ركنت الحوافل في جبل ليلون ( الأحلام ) فالتجأ الركاب جميعاً إلى جبلهم ليحميهم من القصف الغادر لتؤكّد من جديد لا أصدقاء لنا سوى الجبال , حتى سيارة الأسايش التي انطلقت من عفرين لتعطيهم تعليمات الأمان والحماية استهدفها الطيران التركي , إنها الطورانية والكمالية التي تكره وتحقد على الكورد , كان يعطي التعليمات بابتسامةٍ ليرفع معنويات رفاقه حيث استفاد من خدمة العلم وما إن هدأ القصف حتى توجهوا إلى قرية باسوطة حيث تمّ تأمين النساء اللاتي لم تفارقهنّ دموعهن , يقولُ لصديقيه : لو أنّنا عرفنا الطريق لذهبنا إلى عفرين مشياً فهي قريبة انتقل القصف إلى قرية باسوطة فيأمر صديقيه بالانبطاح ووضع اليدين فوق الرأس وحماية الرأس قدر الإمكان فتسقط الشظايا على مقربةٍ منهم , يناديهم رجلٌ ليصطحبهم إلى داره يدخلون في غرفةٍ فيها مدفأة حطب زيتوننا المبارك وماهي سوى لحظات حيث دبّ الدفء في الغرفة , يأتي صاحب الدار بإبريقٍ من الشاي فيرفض شربها فيضحك صديقه قائلاً له : كدّتَ تموت بقذيقة وتخشى الآن على صحتك , لقد أحزنهم نبأ استشهاد أحد رفاق القافلة حيث كان من مدينة دير الزور ليؤكد على وحدة الشعب والأرض السوريين , ويأتي بعدها بعدد من الأغطية وأمرنا بإطفاء الأنوار والخروج فرادى , فلبس بيجامته وفتح إحدى البطانيات لينام , لن تنام وكيف لك أن تنام بعد هذا القصف ؟ قالها صديقه , يجاوبه بابتسامةٍ لقد أنهكنا السفر وغداً صباحاً نكون في عفرين وهل سنصلها لننام هناك ؟ يغلق هاتفه ويخلد إلى النوم , يستيقظ على رائحة القهوة ونار الحطب , ويقول سنذهب بسياراتٍ ولن نكون على شكل قافلة , وما إن خرج من البيت حتى قُصفت القرية مرةً أخرى يضحك قائلاً لصديقه : هل سمعنا هؤلاء الأوغاد , وودّعوا صاحب الدار الذي لن ينسى ملامحه في حياته ودون أن يعرف اسمه , كانوا خمسة واستقلوا حافلة ميكرو عفرينية ووصلوا عفرين صباحاً حيث الجميل عدنان جندو يستقبلهم راقصاً على الأنغام العفرينية وكانت الوجهة الأولى مكتب حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي ) في مدينة عفرين حيث الرفاق في الاستقبال وتوجهوا إلى مشفى آفرين ليشاركوا تشييع شهدائهم الأبرار , وهناك رأى مشهداً لن يمحو من ذاكرته مادامت تدبّ فيه الحياة , امرأة في ربيع عمرها وقد احمرّت أحداقها وتنحب زوجها الشهيد سائرةً خلف جنازته رافعةً رضيعها , كانت الشوارع نظيفة والأرصفة أجمل , لقد كانت المدينة بأبهى حالاتها فالكهرباء والمياه والخبز كانت بحالة جيدة , وما كان يشدّ الانتباه كانت هناك جرافة تعمل لتشييد بناء جديد , لقد كانت الخيارات جدّ محدودة فلم يكن هناك سوى خيار المقاومة ودفن الشهداء بموكبٍ لاقىءٍ , وتطبيب الجرحى والمحافظة على نظافة المدينة عسى ولعلّ أن يهزّ للعالم الحرّ جفنٌ أو طرف , ما نقوم به من دفاعٍ على أرضنا من ناموس الطبيعة فلم نعتد على أحد نحن قابعون تحت أشجار زيتوننا والأتراك يصرّون على إخراجنا من ديارنا قالها أحد محاميي عفرين الجميلة وقال آخر : نحن لا نريد ترديد مقولة الفلسطينيين ( حق العودة لا عودة عنه ) قدر الإمكان , وأكثر ما هزّ الوجدان كلام أمٍّ عفرينيةٍ جميلةٍ بصوتٍ ناعمٍ يبعث الثقة في النفس تقول له : لقد استشهد خالك وأخوتك قد أنجبوا طفلين أسميناهما باسم خالك , يبتسم لصديقه قائلاً : كنا قد أتينا لنرفع معنوياتهم نراهم قد رفعوا معنوياتنا يا صديقي هنا لا مكان لأنصاف الرجال والمواقف , وطلبت منه زوجته السؤال عن صديقتها في المرحلة الجامعية لقد اكتسب أختاً نقيةً دعته إلى بيت أهلها كان والدها خائفاً على ابنته ويبتسم قائلاً : برؤيتكم يتلاشى الخوف وتتعزز الثقة بالنفس ووالدتها كباقي أمهاتنا كانت آية من الرّقة والحنان تصرّ على نومه في منزلها , في إحدى الصباحات يصطحبه صديقه العفريني الجميل بجولةٍ في سوق المدينة يقول له : لقد طلب مني طفلي الصغير آيباداً وبعد شرائه يسأل عن البضائع المختلفة وأسعارها حيث لا احتكار ولا غلاء في الأسعار على العكس تماماً فالمواد التموينية كانت أرخص في أيام الحرب من قبلها وفي المساء يبتسم صديقه قائلاً له : إنّ طفلي قال لي بالحرف : إذا كان هذا الجهاز صناعة تركية فلن أحمله , لقد تحولت عفرين بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها إلى كتلةٍ واحدةٍ من المقاومة , وقد رفض أهلها الذهاب إلى المخيمات التي بنتها تركيا بالقرب من عفرين لإضعاف روح المقاومة فيها وبعد ستة أيام حان وقت عودتهم وفي الليل يودّع رفاقه بعيونٍ دامعةٍ وقلبٍ حزين , وفي صباح اليوم التالي يوصلهم مضيفهم الشهم إلى قافلتهم بسيارته الخاصة يعانقهم والدموع تغسلها دموع السماء , يتكابرون ويمسحون دموعهم مع المطر , يركب حافلته ويرفع يده لرفيقه ويبكي وتسير الحافلات بأمان حتى وصلوا جبل ليلون ( الأحلام ) ينظر خلفه فتلوح عفرين أمامه عن بكرة أبيها ويستمر بالبكاء ويحاول صديقه أن يهدّأه فيقول : أشعر بأنّ عفرين لن تكون بخير أترانا قد خننّاها يا صديقي ونحن ندير لها ظهورنا , أجل يا عفرين لا تثريب عليكِ , كوني بخير,
وستبقين لنا بمثابة العين من الرأس .
لك مني السلام يا مدينة الزيتون والسلام .
وهنا أنت في القلب لا تبرحينه ما حُييت .

https://www.facebook.com/share/p/e1Vcrwq9N9hXnhQg/?mibextid=2JQ9oc
11/02/2024

https://www.facebook.com/share/p/e1Vcrwq9N9hXnhQg/?mibextid=2JQ9oc

أردوغان يُسخّر المساجد الألمانيّة للترويج لحربه في عفرين
ريتشارد أ. فوشس، دويتشه فيله
مجلة الحوار – السنة 25 – العدد 72 – 2018م
زرع الهجوم الذي شنّته تركيا على منطقة كرديّة في شمال سوريا بذور الشقاق في ألمانيا أيضاً. ربّما يتمثّل أحد أسباب ذلك في التّقارير التي تتحدّث عن نشرٍ لدبّابات ألمانيّة الصنع في الهجمات. لكنّ الأمر أصبح مسألة محليّة عاطفيّة بوضوح بعد أن أفادت تقاريرٌ بأنّ أئمة المساجد التي يديرها الاتّحاد التركيّ الإسلاميّ للشؤون الدينيّة قاموا على ما يبدو بدعوة المتعبّدين للصلاة من أجل نجاح الهجوم العسكريّ. وبحسب موقع «شبيغل أون لاين»، فإنّ إماماً، في ولاية بادن فورتمبيرغ الجنوبيّة الغربيّة، كتب أنّ جمهوره يصلّي من أجل «انتصار جيشنا البطوليّ وجنودنا الأبطال».
وكتب فولكر بيك، وهو سياسيّ من الحزب الأخضر، على تويتر: «هناك إذاً (صلوات من أجل الحرية) في الاتّحاد التركيّ الإسلاميّ في كولونيا تسير يداً بيد مع صور لدبّابات وتلاوة لسورة الفتح؟ هل يمكنهم خداع الجمهور بهذه الإستراتيجيّة؟».
وفي بيان له، رفض بشكل قاطع الاتّحاد التركيّ الإسلاميّ للشؤون الدينيّة - وهو أكبر منظّمة إسلاميّة في ألمانيا وهيئة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالهيئة الدينيّة التركيّة الرسميّة (ديانة) - الاتّهامات وأصرّ على عدم وجود دعوة مركزيّة تحضّ على ذلك. وأشارت المنظّمة الّتي تتّخذ من كولونيا مقراً لها إلى أنّ كنائس جميع الطوائف الدينيّة تختار صلواتها الخاصّة. لكنّ المنظّمة لم تُبعد نفسها بشكل صريح عن تصرّفات الحكومة التركيّة في سوريا.
تقارير: أئمة مساجد يديرها الاتّحاد التركيّ الإسلاميّ في ألمانيا قاموا للصلاة من أجل نجاح الهجوم العسكريّ في عفرين
إنّ سيران آتس، المحاميّة والناشطة الحقوقيّة ذات جذور الكرديّة، ليست مندهشة. تقول آتيس، وهي عضوة سابقة في مؤتمر الإسلام الألمانيّ، لدويتشه فيله: «إنّ مجرّد استخدام رئيس الجمهوريّة التركيّة للهيئة الدينيّة الرسميّة لمناقشة الحرب على أرضيّة دينيّة، أي استخدامه لمرافق المسجد، هو في رأيي أمرٌ يشكّل فضيحة».
وكان للسياسيّ التركيّ مصطفى ينيروغلو رأي مختلف. يقول ينيروغلو، وهو عضو بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لوكالة فرانس برس: «إنّ أحداً لم يصلّ من أجل الحرب ولكن، بدلاً من ذلك، من أجل نجاة الجّنود الأتراك وحلفائهم ومن أجل أمن البلاد». ويضيف: «ذاك هو الشيء الأكثر طبيعيّة في العالم». وبحسب ما عايشه، فإنّ دور العبادة الألمانيّة لطالما قامت بالصلاة من أجل «حماية الجنود ومن أجل أولئك الّذين ماتوا في المعركة».
وتشير آتيس، وهي أيضاً مؤسّسة مشاركة لمسجد ابن رشد-غوته التقدميّ في برلين، إلى أنّ هذه المقارنات غير مسؤولة. وتضيف: «أن يوجّه جمهور دينيّ للانخراط في حرب جرى إعدادها إستراتيجياً لفترة طويلة، وبهدف إلهائه عن السياسة الداخليّة، فذلك أمرٌ آخر».
أردوغان استخدم المساجد الّتي يتردد عليها الأتراك في ألمانيا لكسب نفوذ سياسيّ قبيل الاستفتاء الدستوريّ عام 2017
«دفاعٌ عن الحدود الوطنيّة»؟
يقول بيرند رضوان بوكنخت، وهو مدرّسٌ للإسلام من ولاية نورث راين-وستفاليا، لـ»دويتشه فيله» إنّه يرجو أن تكون المناقشة، التي يجدها في بعض الأحيان عاطفيّة جداً، أكثر موضوعيّة. ولا يمكن لبوكنخت، وهو نفسه عضو سابق في مؤتمر الإسلام الألمانيّ، أن يتصوّر أنّ الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان قد أمر بمثل هذه الصلاة، لكنّه يعتقد أنّه من المحتمل تماماً أن تشارك فيها جماهير المساجد بشكل منفرد.
يقول بوكنخت: «إنّني أدين ذلك، لكن في الوقت نفسه أطالب ببضع لحظات للتفكير في مشاعر العديد من المواطنين الأتراك». على سبيل المثال، شهدت الأعوام القليلة الماضية هجمات على الأراضي التركيّة، كثير منها جرى على يد تنظيم الدولة الإسلاميّة الإرهابيّ - لكن البعض الآخر يُعزى إلى حزب العمّال الكردستانيّ. ويضيف بوكنخت: «يشعر الكثير من الناس حقاً بالتهديد، ولهذا السبب ينظرون إلى الدّفاع عن الحدود الوطنيّة من زاوية مختلفة تماماً».
محامية: من الفاضح استمرار الحكومة الألمانيّة في القبول التّام بالاتّحاد التركيّ الإسلاميّ للشؤون الدينيّة كشريك حوار وتعاون
ومع ذلك، يقول بوكنخت، فإنّ الجمعيّات الإسلاميّة داخل ألمانيا لديها واجب محدّد. يمكن للاتّحاد التركيّ الإسلاميّ استعادة الثقة المفقودة من خلال الانفصال الصريح والموثوق عن الهيئة الدينيّة التركيّة الرسميّة: «يجب أن يكون هذا الاتّحاد متعلّقاً فقط بالمسلمين الألمان في ألمانيا».
سياسة تتعزّز منذ محاولة انقلاب 2016
كشفت السلطات مراراً عن محاولات أنقرة كسب نفوذ داخل ألمانيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في تموز (يوليو) 2016. وذكرت وزارة الداخليّة، رداً على استفسار تقدّم به حزب اليسار، أنّ الحكومة التركيّة حاولت التأثير على المنظّمات الرسميّة وجماعات المصالح والمجتمعات الدينيّة في ألمانيا.
وكانت هناك تكهّنات سابقة بأنّ أردوغان ربّما استخدم المساجد الّتي يتردد عليها المواطنون الأتراك في ألمانيا لكسب نفوذ سياسيّ قبيل الاستفتاء الدستوريّ المثير للجدل في عام 2017، وهو الاستفتاء الّذي استخدمه بنجاح لتعزيز قوّته. ويقال إنّ الأئمة تجسّسوا على خصوم الرئيس فى حركة غولن.
وعندما سألَت «دويتشه فيله» مسؤولين في مختلف معاهد اللّاهوت الإسلاميّ في الجامعات الألمانيّة عن موضوع الصلوات من أجل النصر في منطقة عفرين، بدا ترددهم في التّعبير علناً عن آرائهم. وأحد الأسباب المحتملة لذلك هو أنّ ممثلي الاتّحاد التركيّ الإسلاميّ يشغلون مقاعد في المجالس الاستشاريّة للبرامج الجامعيّة.
عندما سُئل مسؤولون بمعاهد اللّاهوت الإسلاميّ بالجامعات الألمانيّة عن الصلوات من أجل النصر بعفرين تردّدوا في التّعبيرعن آرائهم
الصراع بين الأتراك والأكراد في ألمانيا
يعتبِر ينيروغلو، وهو عضو في حزب العدالة والتنمية، كما سبقت الإشارة، أنّ النقاش مضلّل تماماً. يقول إنّه يتعيّن على السلطات، بدلاً من ذلك، أن تركّز الاهتمام على التخريب المتعمّد الذي يحصل للمساجد في ألمانيا. ففي الأسبوع الماضي فقط، تمّ تحطيم نوافذ المساجد وتلطيخ جدرانها بالطلاء في بلدتي ميندن ولايبزيغ. كما وقعت مؤخراً مناوشات في المطارات بين المتظاهرين الأكراد والركّاب الأتراك. ويضيف: «ينبغي أن تكون مستاءً إزاء حقيقة أنّ العديد من أنصار حزب العمّال الكردستانيّ يهاجمون المساجد ويضايقون المسلمين الأتراك باستمرار في الشوارع الألمانيّة بدون أن ينزعج الجمهور من ذلك».
وتقول آتيس، وهي محامية، إنّ مثل هذه التصريحات هي تعبير متطرّف عن [لعب] «دور الضحيّة أحادي الجانب». وبالتّأكيد، هناك هجمات على منازل اللاجئين ومجتمعات المهاجرين في ألمانيا. وتضيف: «كلّ هذا صحيح، لكن السيّد ينيروغلو يتغاضى طوعاً عن الكراهية التي تُغذّى في مساجد الاتّحاد التركيّ، وحقيقة أنّ سياسات الاندماج لا تتّبع بالضّرورة».
تدعو آتيس إلى إعادة التفكير، وتقول: «أعتقد أنّه من الفاضح في الواقع استمرار الحكومة الألمانيّة في القبول التّام بالاتّحاد التركيّ الإسلاميّ للشؤون الدينيّة كشريك حوار وتعاون». وخَلُصت إلى أنّه قد أصبح واضحاً للجميع أنّ أردوغان له تأثير مباشر على سياسات هذا الاتّحاد. وتضيف: «لم تعد هذه الأوهام في السياسة الألمانيّة مقبولة عند الجمهور».
---------------
موقع حفريات ، ترجمة محمد الدخاخني ،الأربعاء 31 يناير 2018

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=809612699383927&id=130354623976408&mibextid=Nif5oz
05/02/2024

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=809612699383927&id=130354623976408&mibextid=Nif5oz

عفرين... خمس سنوات من التنمية الاقتصادية
چلنگ عمر– باحث اقتصادي
مجلة الحوار- السنة 25- العدد 72- 2018م
تُعتبر منطقة عفرين أو ما يطلق عليها ”ݘيايكرمينج“،والتي تتألف من مدنية عفرين وسبعة نواحي و365 قرية، واحدة من أغنى المناطق السورية اقتصادياً، وذلك للأسباب الأساسية التالية:
الموارد الطبيعية:
تتميز عفرين بتربتها الخصبة المتنوعة بين سهول وجبال وهضاب والملائمة لكل أنواع الزارعات المتوسطية، حيث تُشكّل المناطق الصالحة للزراعة والرعّي والمروج والغابات 83% من مساحة المنطقة البالغة أكثر من 2000 كم2، أما الـ 17% الباقية فهي إما مناطق رملية أو صخرية مناسبة لاستخراج مواد البناء والتشييد العمراني.
إضافة الى ذلك هناك نهر عفرين والبالغ طوله 149 كم منها 75 تجتاز أراضي المنطقة، وعشرات الينابيع التي تؤمن مصادر مائية جيدة.
الموارد البشرية:
يُقدّر تعداد سكان عفرين بحوالي 700 ألف نسمة، فبالعودة إلى قيود السجل المدني (النفوس) عام 2007، بلغ عدد المسجلين على قيود مدينة عفرين وريفها 470 ألف نسمة، وإذ ما أضيف إليهم الذين أصولهم من عفرين ولازالوا على ارتباط بها لكن قيدهم المدني خارجها، يمكن تقدير عدد السكان بـ 500 ألف نسمة عام 2007. انطلاقاً من هذا العدد وبحساب نسبة تزايد عدد السكان في سوريا 3% سنوياً نستنتج أن عدد سكان عفرين يفترض أن يبلغ حوالي 700 ألف نسمة.
يتميز أهالي عفرين بحب العمل والعلم والنسبة المرتفعة لحاملي الشهادات الجامعية، وهم يشكّلون طاقة بشرية ويد عاملة مؤهلة وكفؤة للعمل والإنتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية.
الموقع الجغرافي:
تقع عفرين في أقصى الزاوية الشمالية الغربية من خارطة سوريا، وهي بذلك تشكل عقدة ربط بين أرياف حلب الشمالية الشرقية (مناطق الشهباء) ومحافظة إدلب، ولها حدود دولية على امتداد 100 كم تقريباً مع تركيا، كما أنها تشكل حديقة خلفية لمدنية حلب، هذا الموقع يمنح المنطقة ميزات تجارية هامة.
الأوابد التاريخية والمواقع السياحية:
تمتاز عفرين بانتشار المواقع الاثرية على كامل مساحتها، وهي أوابد تعود لحقب تاريخية مختلفة وشاهدة على الحضارات التي تعاقبت على المنطقة مثل موقع عينداره الأثري، سيروس (النبي هوري)، مزار مار مارون وعشرات المواقع الأخرى، كما توجد في عفرين العديد من المواقع الطبيعية الخلابة الملائمة للاصطياف والتنزه مثل بحيرة ميدانكي، شلالات كمروك وغيرها الكثير، وهو ما يجعل المنطقة ملائمة لتطوير السياحة.
بالرغم مما تمتلكه منطقة عفرين من إمكانيات اقتصادية جيدة وموارد إنتاجية كفؤة إلا أنها وأسوة ببقية المناطق الكردية السورية بقيت تعاني من التهميش والإهمال من قبل حكومات دمشق المتعاقبة، وإن كانت سياسات التعريب وتغيير التركيبة الديمغرافية طُبّقت بشكل مباشر في منطقة الجزيرة، فإن عفرين نالت نصيبها بشكل غير مباشر عبر قرارات وممارسات اقتصادية تمييزية ترمي للإبقاء على المنطقة بعيدة عن التنمية، مصدّرة للمواد الأولية الخام، وتابعة للمركز التجاري – الصناعي في حلب، وبالتالي دفع أهاليها للهجرة بحثاً عن لقمة العيش وفرص العمل والتعليم.
فطوال عقود وبالرغم من غنى منطقة عفرين وقربها من مدينة حلب، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا، إلا أن البنية التحتية فيها بقيت هشّة ومرافق الخدمات العامة ضعيفة، ولا تتناسب مع الإمكانيات التي تمتلكها المنطقة، وذلك إذا ما تمت مقارنتها مع المناطق المجاورة، ناهيك عن ندرة قيام أية مشروعات صناعية او تجارية أو عمرانية من شأنها تشغيل أهالي المنطقة وتأمين فرص عمل كافية لهم.
هذا الواقع كان عاملاً أساسياً نابذاً للسكان وبالتالي سبباً لهجرتهم، الهجرة هذه كانت داخلية ومؤقتة، وتركزت بتوجه مئات الآلاف من أهالي عفرين نحو مدينة حلب ومدن سورية أخرى (حسب التقديرات بلغت نسبة الهجرة عام 2007 حوالي 66% من سكان منطقة عفرين، والرقم عبارة عن الفرق بين عدد السكان المسجلين في قيود السجل المدني وعدد السكان المقيمين)، حيث استقر هؤلاء في الأحياء الهامشية والعشوائيات الفقيرة، وبالرغم من ذلك لم يفقدوا تواصلهم مع منطقتهم، محافظين على عاداتهم وتقاليدهم، مواظبين على زيارتها والبقاء فيها حالما تسمح ظروفهم بذلك، وخاصة في أوقات جني المواسم الزراعية والمناسبات الاجتماعية والقومية والدينية.
في حلب المدنية وغيرها وعلى الرغم من اغترابهم عن بيئتهم الأصلية، اصطحب كرد عفرين توقهم للبناء والإنتاج، ففي كليات ومعاهد جامعة حلب وبقية الجامعات السورية كنت ستجد آلاف الطلبة الكرد من عفرين، كذلك عشرات الآلاف من الموظفين والعمال والحرفيين في مختلف قطاعات العمل في العاصمة الاقتصادية لسوريا، يضاف إلى ذلك بالطبع أن عفرين المنطقة بقيت محافِظة على خصوصيتها وتميزها بإنتاج الكثير من المنتجات الزراعية (الزيت والزيتون والرمان والجوز والحمص والعدس والثوم... الخ) وبعض الصناعات لاسيما الصابون، والتي كانت تغذي حلب المدنية وترفد أسواقها وتحمل علامتها التجارية معها (كردي من إنتاج عفرين).
مع بدء الحراك الشعبي في سوريا عام 2011 وتحوله لاحقاً إلى صراع مسلح، امتدت شرارة القتال إلى الأحياء الكردية في مدنية حلب، لتبدأ معها هجرة عكسية لأهالي عفرين إلى موطنهم الأصلي، فحتى ربيع عام 2013 عاد مئات الآلاف إلى مدنية وقرى عفرين، مصطحبين معهم خبراتهم العلمية والعملية التي اكتسبوها، ومدخرات ورأسمال شقاء أيامهم، ممتزجة بحب الأرض التي عادوا إليها، ورغم أن قسماً لا بأس به من هؤلاء قرر الهجرة، وهذه المرة للخارج إلى (تركيا، إقليم كردستان العراق، لبنان، الدول الأوروبية)، إلا أن العدد الأكبر آثر البقاء في عفرين، هذا الأمر وبالرغم من أنه شكّل أضافة اقتصادية مهمة سواء على صعيد استحداث مشروعات جديدة أو رفد سوق العمل بقدرات بشرية وأيدي عاملة، ولكنه في الوقت نفسه ولّد ضغطاً وعبئاً إضافياً على البنية التحتية والخدماتية الضعيفة وغير القادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة للسكان.
منذ العام 2012 وبينما حافظت المناطق التي لم تخرج عن سيطرة النظام السوري على البنية الاقتصادية التحتية والتي ترافقت بتدني مستوى المعيشة وتراجع جودة الخدمات العامة إضافة لهروب المستثمرين، ارتبطت المناطق الخاضعة لسيطرة المجاميع المسلحة باقتصاد الدول المجاورة، لتصبح الفوضى العارمة سمتها الأساسية من حيث انهيار البنى الاقتصادية المترافقة مع انتشار السرقة وتفكيك المعامل وتدهور الحالة المعاشية التي غذتها هيمنة تجار الحرب والسلاح وغياب سلطة أي قانون.
أما المناطق الكردية في روجآفا، وهنا نقصد عفرين تحديداً، فقد تمتعت بأوضاع اقتصادية صحية نوعاً ما، مستفيدة من حالة الأمان والاستقرار ووجود جهة مرجعية ناظمة لكافة جوانب الحياة وتتمتع بالمصداقية والثقة، وهي الإدارة الذاتية الديمقراطية ومؤسساتها التي أعلن عنها مطلع العام 2014، حيث نشأ نظام اقتصادي ملأ الفراغ الحاصل من انسحاب مؤسسات الدولة، لا بل عوّض نواقصها التي كانت موجودة خلال عقود مضت، وهو ما جعلها ملاذاً آمناً ليس لأبنائها وبناتها فحسب، بل للكثير من السوريين الهاربين من جحيم الحرب وأمراءها.
ففي عفرين ومنذ العام 2013 تمكنت المنطقة أن تنجز خطوات اقتصادية هامة وبجهودها الذاتية لجهة تحسين الواقع المعاشي والخدمي والبدء بمشروعات اقتصادية تحل ولو جزئياً بعض المشكلات مثل البطالة والهجرة وضعف البنية التحتية وهشاشة السوق وقلة المشروعات الاقتصادية، فبالرغم من استمرار هجمات المجاميع التكفيرية والحصار المفروض عليها، فقد تمّ إرساء دعائم نظام اقتصادي كفيل بتمكين المجتمع من إعاشة نفسه وحل مشكلاته عبر تعزيز مبدأ الاكتفاء الذاتي، وإيلاء الاهتمام بالعمل التعاوني وتعزيز التشاركية بين الفواعل الاقتصادية الأساسية (عام- خاص- مشترك)، وذلك ضمن قالب أخلاقي مجتمعي لا يسعى للربح كهدف وحيد للنشاط الاقتصادي، بل يهدف لتلبية احتياجات المجتمع عبر الاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية الذاتية.
ساهمت الإدارة الذاتية وعبر هيئاتها ومديرياتها المختلفة إلى حد بعيد بتوفير الأرضية اللازمة لنمو وتطور القطاعات الاقتصادية المختلفة سواء بالتدخل المباشر في تأمين وتهيئة الخدمات المرفقية الضرورية وبتسيير شؤون بعض القطاعات، أو عبر إيجاد آليات الرقابة والتوجيه بما يخدم الهدف الاقتصادي، عبر توفير البنية التحتية التنظيمية لاقتصاد المقاطعة، فالبيئة المستقرة والآمنة حوّلت المقاطعة إلى منطقة جاذبة للاستثمارات ورؤوس الأموال والأيدي العاملة، حيث أقيمت الآلاف من المشروعات الاقتصادية خلال السنوات الخمس المنصرمة، وهو ما انعكس إيجاباً على مستوى معيشة السكان، نتيجة ارتفاع متوسط دخل الأسرة بشكل ملحوظ، ما حوّل عفرين إلى مكان جاذب للسكان. وفيما يلي سنتناول واقع القطاعات الاقتصادية في منطقة عفرين.
القطاع الزراعي
تعتبر الزراعة مصدر الرزق الأساسي لغالبية سكان منطقة عفرين، وهي تشكل حوالي ثلثي الناتج الاقتصادي فيها، حيث تنتشر في عفرين زارعة الأشجار المثمرة والمحاصيل الحقلية والخضروات.
تحتل زراعة الزيتون المرتبة الأولى بحوالي 18 مليون شجرة زيتون، وتتراوح كمية الإنتاج ما بين 70 – 250 ألف طن سنوياً تبعا لظاهرة تبادل الحمل أو ما يسمى بـ ”المعاومة“، يذهب القسم الأكبر من الإنتاج إلى العصر لإنتاج الزيت ويخصص جزء يسير للطعام على شكل زيتون المائدة، حيث يبلغ إنتاج الزيت 15 – 50 ألف طن سنوياً، الإنتاج كان يُصدّر إلى الأسواق السورية والدول المجاورة وحتى بعض البلدان الأوروبية.
إلى جانب أشجار الزيتون تنتشر في عفرين زراعة أشجار أخرى مثل الرمان والكرمة والجوز والحمضيات ومختلف أنواع الفاكهة الصيفية، التي يبلغ تعداد أشجارها ما يزيد عن 2.5 مليون شجرة، كما تُزرع أنواع الحبوب مثل القمح والشعير والحمص والعدس، حيث يُزرع القمح على مساحة تقدر بـ 10 آلاف هكتار، كما وتنتشر زراعة أنواع الخضروات الموسمية المختلفة على مساحة تقدر بـ 15% من إجمالي المساحات المزروعة.
إضافة إلى ذلك توجد في عفرين ثروة حيوانية لا بأس بها من المواشي والأبقار والدواجن وتتركز في القرى الجبلية التي لا تتلاءم والزراعة، وتوفر منتجاتها الجزء الأكبر من احتياجات السكان للحوم ومشتقات الألبان، وبحسب إحصائية هيئة الزراعة في عفرين فقد بلغ عدد رؤوس المواشي من أغنام وماعز حوالي 150 ألف رأس، والأبقار أكثر من 5 ألف رأس، كما يوجد في المنطقة 40 مدجنة لإنتاج اللحم والبيض.
تنوع ووفرة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني أمّن للمنطقة إمكانيات جيدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي لا بل جعلها مصدراً للمنتجات النباتية والحيوانية، وساهم هذا في ترسيخ فكرة الأمن الغذائي في عفرين وذلك بالرغم من التهديدات المحيطة.
القطاع الصناعي
لسنوات طويلة بقيت الصناعة في عفرين ضعيفة معتمدة على بعض المصانع والمعامل المكملة لزراعة الزيتون، أي معاصر الزيتون ومعامل الصابون والبيرين، والتي تعتمد في عملها على المواد الأولية الناتجة عن مخلفات عصر الزيتون، وهي صناعات وبالرغم من أهميتها الاقتصادية بيد أن لها أضرار بيئية يجب أخذها بالحسبان، إضافة لكونها لا تؤمن فرص عمل مستقرة فتشغيلها موسمي مترافق مع وقت جني المحصول، وفيما عدا ذلك لم تشهد المنطقة تطوراً يذكر لأية أنواع أخرى من الصناعات سواء الغذائية أو التحويلية أو التقنية، حيث كانت تتركز كلها في مدنية حلب، وذلك على الرغم من احتواء المنطقة على مقومات قيامها من مواد أولية ويد عاملة ورأسمال مؤسس.
من أكثر الصناعات التي تشتهر بها عفرين هي معاصر الزيتون وإنتاج الزيت، حيث بلغ عددها 295 معصرة بين فنية حديثة وتقليدية، وصناعة أخرى مرتبطة بالزيتون هي معامل البيرين والصابون (المصابن)، يبلغ عدد معامل البيرين 18 معملاً وهي تعتمد في عملها على مخلفات عصر الزيتون (التفل) ومعالجته حرارياً لاستخراج الفحم الصناعي وزيت المطراف الذي يدخل في صناعة الصابون، الذي يبلغ عدد مصانعه في عفرين 26 مصبنة، تنتج أنواع عديدة من الصابون المشهور على مستوى سوريا، والذي تصل كميته إلى 8000 طن سنوياً.
بعيد تفجر الأزمة السورية ومع عودة أعداد كبيرة من أبناء المنطقة إليها انتقلت الصناعات التي كان يزاولها هؤلاء من حلب إلى عفرين، ونخص بالذكر هنا صناعات الألبسة الجاهزة، والتي تشمل ورش الخياطة والتطريز والكحت والطباعة والمصانعة، حيث بلغ عددها في عفرين ما يزيد عن 1100 مصنع وورشة، ما جعل عفرين تحتل مرتبة متقدمة في صناعة وتصدير الألبسة الجاهزة وبمواصفات وجودة عالية، حتى بات شعار (صُنع في عفرين) ملازماً لمنتجات هذه الورش التي كانت تشغل عشرات الآلاف من الأيدي العاملة، والتي تقدر بأكثر من 30 ألفاً، يضاف إليها ما يقارب 300 ورشة صغيرة تعمل لحساب المصانع، إضافة لما يقارب 50 ورشة للصناعات الجلدية.
يضاف إلى ما سبق صناعات أخرى اقل حجماً مثل الورش الحرفية لقطع التبديل والغيار للسيارات والآلات، ومقالع الأحجار، والبطاريات، والعشرات من معامل الكونسروة وتعليب المنتجات الغذائية، كما كان يوجد في المقاطعة أربعة مطاحن بطاقة إنتاجية تبلغ 120 طناً يومياً تؤمن احتياجات الأفران البالغ عددها 40 مخبزاً، ناهيك عما سبق كله رسوخ ثقافة استهلاك المنتجات المصنعة ضمن إطار الاقتصاد المنزلي والريفي والتي تعتمد على معدات بسيطة ويتم تداولها في الأسواق الشعبية والتي تأخذ طابع تأمين الاكتفاء الذاتي للأسرة من المواد الغذائية.
القطاع التجاري
كان للحركة التجارية نصيب وافر من النشاط وذلك بالرغم من الحصار المزدوج من قبل الدولة التركية والمجاميع المسلحة، فالحصار دفع باقتصاد عفرين للبناء على قاعدة الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس، وبالتالي تم إفراغ الحصار من معناه، فالطرق المغلقة في كثير من الأحيان كان يتم شراء تمرير السلع والبضائع عبرها بما يمكن تسميته ”التهريب“ وذلك بدفع أتاوات لمسلحي المجاميع التي تفرض الحصار أو عبر تجار متنفذين في المناطق المجاورة.
في واقع الحال المشار إليه تطورت الحركة التجارية في أسواق عفرين، اعتماداً على منتجات القطاعين الزراعي والصناعي، حيث بلغ عدد السجلات التجارية والصناعية التي منحتها هيئة الاقتصاد والتجارة في الإدارة الذاتية لأرباب المهن والصناعيين والتجار 2800 سجلاً تجارياً.
وعدا عن الأسواق الأسبوعية في مركز المدينة والنواحي أو ما يطلق عليه محلياً ”البازار“ والتي كانت تعرض مختلف أنواع السلع والبضائع ويرتادها أعداد كبيرة من الأهالي، تم افتتاح عدة أسواق شعبية وتعاونيات لبيع المواد الاستهلاكية، كما أن سوق المنتجات الزراعية الرئيسي ”سوق الهال“ في عفرين شكّل مركزاً لشراء وإعادة البيع لكافة صنوف المنتجات الزراعية من خضار وفاكهة، لتغذية ليس فقط أسواق المقاطعة بل ومناطق الجوار أيضاً وحتى مدنية حلب، وكان يلعب دوراً أساسياً في تمكين المنتجين والبائعين (تجار الجملة والمفرق) والمستهلكين النهائيين من تصريف المنتجات والوصول إليها. ويضاف إلى ما سبق أن أسواق مركز المدنية والنواحي لاسيما جندريس وراجو كانت تضم الآلاف من الدكاكين والمحال التجارية ولمختلف أنواع السلع والبضائع المنتجة محلياً أو المستوردة.
ومن المهم أيضاً الإشارة إلى محال الصاغة والذهب وشركات الصرافة، حيث كان يوجد 40 محلاً لصاغة الذهب و140 شركة لصرافة وتحويل العملات مرخصة من قبل الإدارة الذاتية، حيث ساهمت حالة الأمن المستتب وضبط حركة السوق من حيث مكافحة الغش والتزوير بجعل المقاطعة وجهة للعديد من التجار ومواطني المناطق السورية الأخرى للقدوم إليها وإتمام صفقاتهم، سواء تلك الواقعة تحت سيطرة المجاميع المسلحة أو التي لاتزال تحت سيطرة النظام السوري، حيث كان متوسط حجم التعاملات اليومية (بيع وشراء) في السوق يقارب أربع ملايين دولار.
بالتوازي مع هذا النشاط التجاري، ازدهر قطاع العقارات أيضاً بشكل كبير، فالكثافة السكانية الناتجة عن عودة أهالي المنطقة كذلك نزوح مئات الآلاف من مناطق أخرى إليها، ولّد اكتظاظاً سكانياً وأزمة سكن استجاب لها السوق بزيادة حركة البناء والعمران التي وفرت عشرات آلاف فرص العمل، دخول رساميل كبيرة للقطاع بغرض الاستثمار أو الإيداع الآمن للمدخرات زاد من النشاط العقاري والتوسع العمراني، حيث بلغ متوسط رخص البناء الممنوحة خلال السنوات السابقة 1400 رخصة بناء سنوياً، 80% منها مخصصة لأغراض السكن والباقي تجاري أو صناعي، يضاف إلى ما سبق بضع عشرات من المطاعم والمتنزهات السياحية.
مما تقدم يمكن الاستنتاج أن التنمية الاقتصادية الشاملة التي شهدتها عفرين خلال السنوات الخمس الماضية كانت ركيزة أساسية لتشبث الشعب بأرضه، فالقاعدة الاقتصادية العريضة والتنوع والتوسع في الإنتاج في مختلف القطاعات، ناهيك عن الدور التنظيمي والإشراف كذلك توفير البيئة الملائمة للعمل والإنتاج الذي مارسته الإدارة الذاتية، كلها عوامل وفّرت فرص عمل كثيرة وبدخل جيد للسكان وأتاح لهم إمكانية ضمان كفايتهم لحياة كريمة ومستقرة وآمنة، تنسجم مع الخاصية الاجتماعية الواعية والمتمدنة.
هذا الواقع الاقتصادي وفي الوقت الذي كان بمثابة الشريان النابض لفترة الازدهار التي عاشتها عفرين خلال السنوات الخمس الماضية، كان الهدف المباشر للاحتلال التركي والمجاميع التابعة له، ففي حربها على عفرين، عمدت الدولة التركية عبر جيشها ومجاميعها المسلحة باستهداف ممنهج لاقتصاد المقاطعة عبر القصف والتدمير والسلب والسرقة، في سعي منها لضرب مقومات البقاء للشعب الكردي على أرضه في عفرين.

05/02/2024

صناديق الاستثمار ودورها في التحوط من المخاطر الاستثمارية

سي مر آزاد علي
مجلة الحوار- العدد 76- عام 2020

تعد الأسواق المالية ركيزة أساسية تؤثر بشكل إيجابي على النمو الاقتصادي الشامل للبلاد، وقد حظيت باهتمام بالغ في العصر الحديث لما تقوم به هذه الأسواق من دور هام في خلق الموائمة بين وحدات الفائض ووحدات العجز بالإضافة إلى قدرتها على إعادة تدوير كم مناسب من الأموال لتحقيق السيولة اللازمة للمجتمع ودعم الاستثمارات ذات الآجال المختلفة. وتعد صناديق الاستثمار إحدى الأدوات المالية الحديثة في اقتصاديات الدول حيث تقوم بتجميع مدخرات الأفراد واستثمارها من خلال إدارة متخصصة تتيح لصغار المستثمرين فرصة الدخول إلى الأسواق المالية وإدارة أموالهم عن طريق خبراء الصناديق مما يكون له الأثر الواضح في تنشيط السوق وجذب مستثمرين جدد فضلا عن تميزها بالتنويع وبتقليل المخاطر.
تعود فكرة إنشاء صناديق الاستثمار إلى سنوات قديمة جداً فقد مرت بالعديد من التغيرات والتطورات التي طرأت في عالم الاقتصاد حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، واستمر الجدل بين الباحثين حول مكان ظهور أول صندوق استثمار والتاريخ الذي تأسس فيه وذلك على مستوى العالم.
أما على الصعيد العربي كانت المملكة العربية السعودية هي أول من خاضت هذه التجربة حيث أنشأ البنك الأهلي التجاري أول صندوق استثماري باسم "الصندوق الأهلي للدولار قصير الأجل" في ديسمبر 1979م، واستمرت البنوك السعودية نتيجة نجاح هذه التجربة في إصدار العديد من الصناديق الاستثمارية المتنوعة. وانتقلت الفكرة إلى باقي الدول العربية فقد تم خوض التجربة نفسها بنسب متفاوتة من النجاح والإقبال هادفين إلى تحقيق التوازن بين أهداف المدخرين والبنوك والدولة.
ونجد تعدد وتنوع أشكال صناديق الاستثمار واختلافها طبقا لحاجات وأهداف المستثمرين ورغباتهم ولكن مهما تعددت وتنوعت هذه الحاجات والرغبات نلاحظ أنه قد يتأثر صندوق الاستثمار بشكل أساسي بأحد العوامل الاقتصادية، فيمكن أن يتوقف أداء صناديق الأسهم كليا على أداء سوق الأسهم (وهذا يسمى بمخاطر السوق) في حين تعتمد صناديق السندات بشكل كبير على تحركات أسعار الفائدة. (أي تكون أمام مخاطرة سعر الفائدة) أما أداء صناديق الاستثمار الدولية فترتبط بسعر الصرف، أي بسعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأخرى، وهنا نكون أمام ما يسمى بمخاطرة سعر الصرف. ولا يمكن أن يصل أي صندوق استثمار إلى التنويع الكامل في حال تأثر جميع الأوراق المالية المكونة له، على نحو متماثل بأحد العوامل الاقتصادية لهذا السبب يلجأ بعض المستثمرين إلى تنويع استثماراتهم في أشكال مختلفة من صناديق الاستثمار، بحيث لا يتعرض إلا جزء صغير من الاستثمارات لشكل محدد من أشكال المخاطرة، وبالتالي فإن التنويع عبر مجموعة من صناديق الأسهم وصناديق السندات والسندات الدولية يمكن أن يحد بشكل كبير من تقلب العوائد الكلية للمحفظة. وهنا يبرز دور مديري صناديق الاستثمار الذين يشرفون على تركيب محافظ الأصول والأوراق المالية التي تحقق رغبات وتطلعات المستثمرين في صناديق الاستثمار وبالتأكيد المحفظة الناجحة ستجذب المستثمرين الآخرين، وتحقق نمواً مع مرور الوقت. كما يقوم مديرو صناديق الاستثمار بتحليل الاتجاهات المحددة في الحركة الاقتصادية ولحركة الصناعة والتنبؤ بالأثر الممكن للأحوال المختلفة على الشركات وتقييم هذا الأثر. كما أنهم يعدون تراكيب محافظهم الاستثمارية تجاوبا مع تغير الأحوال والظروف الاقتصادية، وفي مجال إدارة مخاطر صناديق الاستثمار يتوجب عليهم وظيفياً فصل إدارة المخاطر عن إدارة التشغيل بما في ذلك وظائف إدارة المحافظ. وتفعيل دور إدارة المخاطر والسعي إلى تخفيض المخاطر إلى الحد الأدنى بشكل دائم. وتنفيذ النظم والسياسات الملائمة لإدارة المخاطر وتحديد وقياس ومراقبة جميع المخاطر ذات الصلة، حسب الاستراتيجية الاستثمارية. ومن هنا تأتي المكانة الهامة لصناديق الاستثمار في الأسواق المالية المتطورة. وتعمل الإدارات الموكل إليها استثمارات الصناديق إلى إتاحة العوائد والسيولة كما تسعى إلى تنويع المحافظ وتخفيض المخاطر إلى حدها الأدنى، ويؤثر عدد الصناديق في تنشيط التعامل في سوق الأوراق المالية بشكل أكبر من تأثير حجم الصناديق، وعند مقارنة عوائد الصناديق مع بعضها، يجب الأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي تتعرض لها تلك الصناديق، حيث أن العائد المرتفع الذي تحققه الصناديق يرافق مستوى عال من المخاطرة.
المقترحات:
أ‌- يجب الاهتمام بزيادة عدد صناديق الاستثمار بشكل أكبر من الاهتمام بحجم هذه الصناديق، فعدد الصناديق يؤدي دوراً أكثر أهمية في تنشيط التعامل في سوق الأوراق المالية.
ب‌- التقييم المستمر والدائم لصناديق الاستثمار بهدف الوقوف بشكل دائم على حقيقة أدائها، وللتعرف على معوقات عملها.
ت‌- ضرورة أن تقوم جهة ذات خبرة احترافية بإدارة الصندوق.
ث‌- يجب أن تكون الأهداف الاستثمارية للصناديق واضحة بهدف وضوح الرؤية أمام المستثمر.
××××
المراجع:
1) قاسم، منى، "صناديق الاستثمار للبنوك والمستثمرين"، الدار المصرية اللبنانية, 1995.
2) كنعان، علي،" الأسواق المالية"، منشورات جامعة دمشق. 2009.
3) الحسني، أحمد بن حسن، "صناديق الاستثمار"، مؤسسة شباب الجامعة، 1999.
4) الحاج، علي توفيق، الخطيب، عامر علي، "إدارة البورصات المالية"، مكتبة المجتمع العربي, 2012.

Address

Qamishli

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when مجلة الحوار posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to مجلة الحوار:

Share

Category