16/02/2023
النص الكامل لكلمة السيد الرئيس بشار الأسد عن تداعيات #الزلزال الذي ضرب #سورية
أيها الأخوة المواطنون:
الوطن هو المنزل… وحمايتُه واجبٌ بغض النظر عن نوع وحجم التحدي، وبغض النظر عن الإمكانيات زادت أو نقصت، هذا ما كان منذ اللحظات الأولى للزلزال.. هذا الشعور العميق والشامل تجاه الوطن البيت سورية، من قبل أبناء عائلته الواحدة أفراداً ومؤسسات.. وهذه الهبةُ الهائلة لحماية وإنقاذ ومساعدة أخوتِهم المكلومين في حلب واللاذقية وحماة لم يكن المشهد الوطني والإنساني غريباً عن أي منا وقد لمسناه بمفاصل متعددة خلال الحرب على سورية، لكنه كان أكثرَ شمولاً ووضوحاً.. والأهم أنه كان أكثرَ بلاغة، لأنه أتى بعد اثني عشر عاماً من الحرب والحصار، مع ما رافقهما من موت وتخريب وقلة موارد على المستوى الوطني لكن كل ذلك على قسوته، لم يغير من جوهر شعورنا وتفكيرنا تجاه بعضنا البعض، وتجاه الوطن بأرضه وشعبه، بمفاهيمه وعاداته وتقاليده.
وإذا كانت هذه الحرب قد استنزفت واستنفذت الكثيرَ من الموارد الوطنية، وأضعفت الإمكانيات لمواجهة المزيد من الأزمات، فهي نفسُها التي أعطت المجتمع السوري الخبرة والمقدرة على التحرك السريع والفعال في الساعات الأولى للزلزال.. فكان حجم تلك الكارثة والمهامُ المناطةُ بنا جميعاً أكبرَ بكثير من الإمكانيات المتاحة. لكن ما تمكن مجتمعُنا من القيام به بأفراده ومؤسساته، كان أيضاً أكبرَ بكثير من الإمكانيات المتاحة، ليس بسبب الحرب والحصار فقط، وإنما لأن سورية لم تكن منطقة زلازلَ مدمرة على امتداد قرنين ونصف.. فلا المنشآت والأبنية، ولا المؤسسات والمعدات محضرةٌ للكوارث الطبيعية بأنواعها.. مما جعل التحدي الأول من نوعه، هو الأكبرُ بحجمه.. ولم يعوض نقاط الضعف تلك، سوى الاستجابةُ العالية والسريعة من قبل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد.. متطوعين بأعمال الإنقاذ، أو متبرعين بمساعدات عينية أو مالية، مقيمين أو مغتربين، حاولوا بكل الطرق كسر الحصار لإيصال أي مقدار ممكن لمساعدة إخوتهم المنكوبين.. بالإضافة إلى المساعدات العاجلة التي وصلت من الدول الشقيقة والصديقة، والتي شكلت دعماً مهماً للجهود الوطنية في تخفيف آثار الزلزال وإنقاذِ الكثيرِ من المصابين.
لكن ومن خلال تجارِبِ الدول الأخرى في هذا المجال، فإن للزلازل تداعياتٍ عاجلةً وآجلة.. وما سنواجهه على مدى أشهر وسنوات من تحديات خدمية واقتصا