13/10/2024
هل ستبقى سوريا موحدة وماذا يخطط لها؟
تحدث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن نية اسرائيلية لتنفيذ عملية اجتياح للاراضي السورية في ظل الحرب الهمجية الاسرئيلية في المنطقة.
اردوغان اشار الى ان تركيا لن تقبل ان تكون اسرائيل على حدودها. وهنا تثار تساؤلات كثيرة عن رفض اردوغان فكرة وجود اسرائيل على الحدود التركية، وان كان يقصد بذلك رفضه لاحتلال اسرائيل اراضي سورية وان بلاده ستقف مع دمشق لمنع ذلك؟ ام انه سيعتبر ذلك فرصة لتوسيع المناطق التي يتواجد فيها الجيش التركي في سوريا ليحتل اراضي جديدة، ويكون بذلك قد ضمن عدم وصول اسرائيل بشكل فعلي الى الحدود التركية المقررة دوليا؟
كلام انقرة عن حدودهاحدودها، سبقه اخر لعراب الاستخبارات الفرنسية والغربية وابن وزير الدفاع الاسبق فراس طلاس والذي تحدث عن تقسيم سوريا الى مناطق نفوذ وان لم يصرح بذلك بشكل مباشر وجاء في منشور له " تعيش المنطقة خريفاً عظيماً يتساقط فيه الاشخاص لا أوراق الشجر ، بعده شتاء سريع كشتاءات المنطقة ، وآن آوان الربيع السوري للسوريين في سورياتهم الاربعه"
طلاس اختتم منشوره بأن السوريين سيكون لديهم اربع سوريات اي اربع مناطق، وهذا يشير بشكل واضح الى مساعي لتقسيم سوريا الى اربع مناطق نفوذ، ولربما دويلات تابعة لنفوذ دول اخرى.
لربما نجد ترجمة اوضح لكلام طلاس عبر منصات ومراكز ابحاث معارضة للدولة السورية، اذ باتت فكرة تقسيم سوريا الى مناطق نفوذ، فكرة رائجة، ويعمل على الترويج لها اكثر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نشر احد مراكز الابحاث المعارضة لدمشق، خارطة قسم فيها سوريا الى اربع مناطق، كتب تحت الخارطة ما يشبه الاستفتاء من الجمهور " وكأنه يبحث عن تشريع ما نشر ويقول لمن لم يشارك " هذه اراء السوريين ""
كتب المركز"
هل تؤيد إقامة مناطق نفوذ وفق الخريطة هذه
لمدة ثلاث سنوات ثم يعاد توحيد هذه المناطق مع الترتيبات التالية:
١- هوية وجواز سفر واحد لكل السوريين
٢- منطقة نفوذ الساحل وحمص للعلوية لكن بدون عائلة الأسد
٣- من حماه للحدود التركية لتركيا
٤ - دمشق والجنوب إلى شرق سوريا للأمريكان وتحتهم الاسرائيليين فقط في دائرة ٣٠ كم
كل منطقة تدار بشكل مستقل داخلياً
أم تبقى سوريا موحدة بوجود نظام الأسد؟"
"انتهى المنشور للمركز المعارض "
هنا بشكل واضح يكتب عن اربع مناطق نفوذ تقسم لها البلاد وتحدد هوية التبعية، اللافت ان التقسيم يحدد مكانا خاصا لاسرائيل في الجنوب السوري، ويذهب ايضا لاستهداف منطقة الساحل السوري ويتحدث عن منطقة او دويلة علوية، وكأنه يريد ان يقول " تقسيم البلاد الى اربع دويلات تحكمها دول اخرى لا تسقط حصة اسرائيل منها وتبقى متناحرة على اسس طائفية ومذهبية "
طبعا هذا الكلام ياتي بالتزامن مع معلومات مؤكدة تقول الاتي
جرت اجتماعات مكثفة بين قيادات المسلحين في شمال غرب سوريا، وضباط فرنسيين واوكرانيين وتم الاتفاق على عودة ضخ السلاح والدعم المالي الكبير للمسلحين خاصة الجولاني ومن معه، وتزويدهم باسلحة متطورة وطائرات مسيرة، شريطة ان يفتحوا ابواب النار على الجيش السوري وكامل جبهات شمال غرب سوريا، وربط الامر مباشرة بتحرك مسلحين في الجنوب السوري، لعل هذا ما يفسر لنا ذهاب بقايا الفصائل المسلحة وخلاياهم في درعا والسويداء لاصدار بيانات قبل اسبوعين من الان، طالبت المسلحين بالجهوزية، واعلنت انها ستستهدف نقاط وحواجز الجيش اينما وجدت في الجنوب السوري. الامر ايضا جرى مع توقعات بان تحول اسرائيل تركيزها من جغرافيا جنوب لبنان، في ظل تعثر عملياتها البرية هناك. وهنا يكون المشهد اكثر وضوحا، فاسرائيل تبحث فعليا عن نصر فشلت في تحقيقه في غزة ولبنان، ولابد من جغرافيا بديلة تتمكن تل ابيب من تسجيل نصرها عليها، وهنا يكون الجنوب السوري لربما وجهة جديدة لحرب نتنياهو وحكومة حربه. ووفق للمعلومات التي تحدثنا عنها من فتح النار على الجيش السوري، فان المصادر تؤكد بشكل قاطع، ان اي تحرك للمسلحين لن يكون بهدف الشمال السوري فحسب، بل سيكون بالتنسيق مع تحرك اسرائيلي ضد دمشق، لم تحدد هويته او الطريقة التي سيكون عليها الاعتداء الاسرائيلي. ولعل هذا الامر ما يفسر لنا حالة الاستنفار والجاهزية القصوى للجيش السوري على جبهات شمال وجنوب سوريا، في محاولة لقطع الطريق على اي مخطط وارادة غربية اسرائيلية اميركية بادوات سورية، تبحث عن مكاسبها الشخصية وتخدم مخططات اسرائيلية اميركية لتقسم بلادها.
في الختام لابد هنا ان نتذكر كلاما للمعارض السوري هيثم المناع قبل عشر سنوات تقريبا عندما قال " اعترف ان نظام بشار الاسد هو الجهة الوحيدة في سوريا التي ما تزال وتصر على وحدة سوريا وعدم القبول بتقسيمها او التفريط بها "