14/01/2024
أبيي ضحية الخيانة والتواطؤ
(لقد انتظرنا طويلاً من أجل حريتنا ،لم يعد بإمكاننا الانتظار، لقد حان الوقت لتكثيف النضال على كافة الجبهات.
إن تخفيف جهودنا الآن سيكون خطأً لن تتمكن الأجيال القادمة من مسامحته لنا ، فمشهد الحرية الذي يلوح في الأفق ينبغي أن يشجعنا على مضاعفة جهودنا).
مقولة الأيقونة الإفريقية الراحل/ نيلسون مانديلا ماديبا.
في نهاية السبعينيات للقرن السابق شكل شباب أبيي أولى وحدات ثورة أنيا أنيا الثانية في بحر الغزال وغرب أعالي النيل، وفي مقتبل الثمانينات لنفس القرن انضم أبناء وبنات أبيي إلى الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان، وكانوا رأس الحربة في نضالات التحرير ونواة مهمة لاذدهار حركة التحرير ذلكم ، والتزم ابناء أبيي بجميع المبادئ التي كانت تقيد جميع المناضلين من أجل الحرية لتحقيق مهمة ورؤية الحركة التي قاتلوا بشجاعة ضد الأنظمة المتعاقبة في الخرطوم حتى تم رفع العلم اللامع في يوليو 2011.
لسوء الحظ ؛ فشلت قيادة جنوب السودان في الالتزام بالخطوة الأخيرة من النضال الوطني، لذلك يمكن أن تعود أبيي إلى جنوب السودان باعتبارها الأجندة الوطنية الرئيسية للحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان. ومع ذلك كان الفشل هو الخوف من نظام الخرطوم الإسلامي الأساسي فعلى سبيل المثال :
في ديسمبر 2009 م ، أدان الرئيس سلفا كير كبار قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان الذين تظاهروا واشتبكوا مع الشرطة في مقر الجمعية التشريعية الوطنية، وحدث الإطاحة بعمر البشير الذي قرر إغلاق الجمعية التشريعية الوطنية دون موافقة جنوب السودان. وقوانين استفتاء أبيي، والاستشارة الشعبية لكل من جنوب كردفان والنيل الأزرق، ومشاريع القوانين والقوانين التي ترتكز عليها عملية التحول الديمقراطي.
وكما لوحظ فإن الرئيس سلفا كير وافق على حزب المؤتمر الوطني وهاجم رفاقه الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم ونائبه ياسر عرمان، وأعلن في تصريح إذاعي بجوبا أن الذين تظاهروا في المجلس التشريعي الوطني يعتزمون عزل البشير وحكومة السودان ، ووفقا لذلك فانهم يريدون عزلي أيضا من السلطة!! لقد كان ذلكم التصريح المذري والمخجل بمثابة خيانة وتواطؤ ضد المصير السياسي لشعب دينكا نقوك في أبيي.
وكما أن اتفاقيات أبيي أيضاً لم تحترمها حكومات السودان المتعاقبة، فإن العامل الرئيسي هو الطمع في النفط الذي تم اكتشافه بالمنطقة.
وكما قال البروفيسور دوجلاس جونسون “إذا كان الأمر فقط حماية حقوق المسيرية في الوصول إلى المياه والرعي”. لن يكون هناك ما يعيق تنفيذ تقرير لجنة حدود أبيي، فالحقوق مضمونة. القضية الحقيقية هي النفط”. (مفارقة السودانين، صفحة 261 د منصور خالد).
ومع ذلك، فقد تم التخلي عن أبيي وتركها في مأزق، وحدثت التسوية والمؤامرة بشكل كامل.
عندما انهارت الأمور كان الدكتور/ بونا ملوال مدوت مستشارًا سياسيًا سريًا للرئيس / سلفا كير ميارديت
وفي نفس الوقت كان مخلصًا لحزب المؤتمر الوطني ونصح لعمر البشير أثناء التشكيل الأول للوحدة الوطنية بناءً على اتفاقية السلام الشامل 2005 بعدم تنفيذ بروتوكول أبيي!!
ومن ناحية أخرى بروتوكول عدم إعطاء وزراء (المالية والبترول والطاقة) للحركة الشعبية، وأضاف بونا ملوال أنه إذا رفضت الحركة الشعبية فليذوب اتفاق السلام الشامل في الماء ويشربه أو يذهبوا إلى الجحيم!!. وأصيبت القاعدة الشعبية للحركة الشعبية لتحرير السودان وأعضاؤها بالصدمة عندما قبل الرئيس /سلفا كير ميارديت ذلك العرض المهين.
(مفارقة السودانين، ص251)لدكتور منصورخالد.
وكما ذكرنا سابقًا فإن مؤامرة تدمير أبيي لها جذور عميقة وقد اشتركت فيها حلقات عدة وكثيرة، أحدهم هو المتحدث باسم وزارة الإعلام والإذاعة في جنوب السودان مايكل مكوي لويط الذي يكرر ليل نهار أن حكومة جنوب السودان ليس لديها ما تفعله مع الاستفتاء( ويقصد به استفتاء شعب أبيي)ويؤكد مرات عدة على ان حكومته لن تعترف بالنتيجة حتى لو بلغت مائة بالمائة لصالح انضمام جنوب السودان، وأي اعتراف باستفتاء أبيي هو بمثابة إعلان حرب على السودان. والحلقة الثالثة بجانب بونا ملوال ومايكل مكوي ، هو الرئيس نفسه والذي ذكر في تصريح سابق له قائلا : (أن قضية أبيي لن تتحول إلى مشكلة تتسبب في نشوب حرب بين السودان وجنوب السودان ، وانه لن يسمح بحدوث ذلكم الأمر !!).
وطالب في مرات عدة على ان مصير أبيي سيقرره أبناء وبنات دينكا نقوك وحدهم ، وهو الرأي الذي ظل بونا ملوال يردده ويذكره دوما في جميع المحافل التي اتيحت له الكلام فيها.
وبالتأكيد ستنتهي الخيانة والتواطؤ عاجلاً أم آجلا ، فابناء أبيي عرفوا بالبسالة و الشجاعة في جميع حروب التحرير الذي خاضوها، ولم تنكسر عذيمتهم لحظة طيلة فترة النضال والتحرير، وهذه القضية ستتحل عاجلا ام آجل والحق سينتصر.