12/03/2024
أستاذي عمر الجزلي .. مبروك ..
حسن فضل المولى
في كل موقف عظيم ،
و في كل منعطف فارق ،
و في كل نصر يسطره الوطنيون
الخلّص من أبناء السودان ،
نجدك تتقدم الصفوف ،
و تقاتل ،
بلسانٍ أمضى من السنان ،
و ببيان جهير تهتز له الأبدان ..
مُذ عرفتك ..
صادق ،
و واضح ،
و قاطع ..
لا تُداهِن ،
و لا تداري ،
و لاتخادع ،
و لا تلاين و تهادن فيما انعقد عليه
إيمانك و يقينك ..
و اليوم ،
و الشعب السوداني ،
يبتهج بانتزاع الجيش للإذاعة
و التلفزيون من براثن الجنجويد
الأشرار..
بكل قوة ،
و بكل ثبات ،
و بكل تضحيات جسام ..
فإن مما ضاعف من فرحتي
و نشوتي بهذا النصر ،
أن يأتي صوتك الجهير مخترقاً
الآفاق و السموات الطباق ..
يأتي عاصفاً ،
قاصفاً ،
مُجلجلاً ،
رغم ما تقاسيه من علة و اعياء ..
( بسم الله الرحمن الرحيم ..
هنا أم درمان ..
إذاعة جمهورية السودان ..
القوات المسلحة السودانية
تسترد الآن مباني الإذاعة
و التلفزيون في أم درمان
بكل قوة و عزم و حسم ..
ألف مبروك
ألف مبروك
ألف مبروك ) ..
ألف مبروك ، لك و لنا ،
و لكل قوافل الأخيار الأنقياء ،
الذين و هبوا أنفاسهم ،
و ذوب مشاعرهم
و دقائق أعمارهم ،
و هم يَصِلون الليل بالنهار ،
في هذه الأمكنة العتيقة ،
فكانوا للناس في بلادي قمحاً ،
يُطحنون ،
و يُعجنون ،
و ُيخبزون ،
ليهبوا العقول غذاءها ،
و القلوب جلاءها ،
و الأرواح مسراتها ..
كأني أراهم الآن ،
في ( الإذاعة ) ،
و ( التلفزيون ) ،
و ( النيل الأزرق ) ،
و ( المسرح القومي ) ..
و هم ،
ينتظمون في عقود نظيمة ،
يأخذ بعضهم بحُجَزِ بعض في
تناغم و انسجام ..
وهم ،
فتيات نضرات و هوانم زاهيات ..
فتيان أشداء و كهول أقوياء ..
ينتشرون في تلك السُّوح
و العرصات و الدهاليز ، و كل
واحد منهم يحاكي ( النحلة )
في الاصطفاء و الانتقاء ، و هي
تأخذ ( الرحيق ) لتحيله ( عسلاً ) ،
فيه شفاء للناس ..
أراهم دائبين في البحث
و التنقيب عن الأروع و الأنفع ،
بلا كللٍ و لا ضجر و لا انتظار أجر ..
و ( جزى الله الشدائد كل خير ،
فما شُكرنا لها حمداً ) ،
و لكن تحت وقعها تجاوزنا
أشخاصاً و أشياءً و أمكنة و أفكاراً
دون أن نخسر شيئاً ..
و بتأثيرها عرفنا قيمة أشخاص
و أشياء و أمكنة و أفكار لم نكن
نحفل بها كثيراً ، و هي مما يهب
الحياة طعما و معنى ..
و يقيني أن كثيرين قد أدركوا
قيمة ( الإذاعة ) و ( التلفزيون )
و رمزيتهما ، و تأثيرهما في
تشكيل وجدان الأمة السودانيه
على امتداد تاريخها و عميق
حاضرها ..
و أنا إذ أبارك للجميع ، فشكري
للإذاعية الباسقة ،
( ريم عبد الجليل ) ،
و الإذاعي الألمعي
( عمر محي الدين )
و الحبيب ( عبدالله محمد علي ) ،
و الدكتور العَلَم
( شمس المعارف بخيت ) ،
و هو يحيلني إلى رجائهم بأن
أكتب عن هذا الحدث المبهج ..
و أنا إذ أسوق عجزي بين يديهم ،
و اعتذاري ،
فإني أترك الأقواس لبرأتها ،
فهذا مُرتكض له فوارسه ،
و دهاقنته ، و نجومه
و شموسه ..
و السلام ..
حسن فضل المولى
١٢ مارس ٢٠٢٤ ..