Eshcan Company for Press and Media Services

Eshcan Company for Press and Media Services شركة إشكان للخدمات الصحفية والاعلامية

12/03/2024

أستاذي عمر الجزلي .. مبروك ..
حسن فضل المولى

في كل موقف عظيم ،
و في كل منعطف فارق ،
و في كل نصر يسطره الوطنيون
الخلّص من أبناء السودان ،
نجدك تتقدم الصفوف ،
و تقاتل ،
بلسانٍ أمضى من السنان ،
و ببيان جهير تهتز له الأبدان ..
مُذ عرفتك ..
صادق ،
و واضح ،
و قاطع ..
لا تُداهِن ،
و لا تداري ،
و لاتخادع ،
و لا تلاين و تهادن فيما انعقد عليه
إيمانك و يقينك ..

و اليوم ،
و الشعب السوداني ،
يبتهج بانتزاع الجيش للإذاعة
و التلفزيون من براثن الجنجويد
الأشرار..
بكل قوة ،
و بكل ثبات ،
و بكل تضحيات جسام ..
فإن مما ضاعف من فرحتي
و نشوتي بهذا النصر ،
أن يأتي صوتك الجهير مخترقاً
الآفاق و السموات الطباق ..
يأتي عاصفاً ،
قاصفاً ،
مُجلجلاً ،
رغم ما تقاسيه من علة و اعياء ..
( بسم الله الرحمن الرحيم ..
هنا أم درمان ..
إذاعة جمهورية السودان ..
القوات المسلحة السودانية
تسترد الآن مباني الإذاعة
و التلفزيون في أم درمان
بكل قوة و عزم و حسم ..
ألف مبروك
ألف مبروك
ألف مبروك ) ..

ألف مبروك ، لك و لنا ،
و لكل قوافل الأخيار الأنقياء ،
الذين و هبوا أنفاسهم ،
و ذوب مشاعرهم
و دقائق أعمارهم ،
و هم يَصِلون الليل بالنهار ،
في هذه الأمكنة العتيقة ،
فكانوا للناس في بلادي قمحاً ،
يُطحنون ،
و يُعجنون ،
و ُيخبزون ،
ليهبوا العقول غذاءها ،
و القلوب جلاءها ،
و الأرواح مسراتها ..
كأني أراهم الآن ،
في ( الإذاعة ) ،
و ( التلفزيون ) ،
و ( النيل الأزرق ) ،
و ( المسرح القومي ) ..
و هم ،
ينتظمون في عقود نظيمة ،
يأخذ بعضهم بحُجَزِ بعض في
تناغم و انسجام ..
وهم ،
فتيات نضرات و هوانم زاهيات ..
فتيان أشداء و كهول أقوياء ..
ينتشرون في تلك السُّوح
و العرصات و الدهاليز ، و كل
واحد منهم يحاكي ( النحلة )
في الاصطفاء و الانتقاء ، و هي
تأخذ ( الرحيق ) لتحيله ( عسلاً ) ،
فيه شفاء للناس ..
أراهم دائبين في البحث
و التنقيب عن الأروع و الأنفع ،
بلا كللٍ و لا ضجر و لا انتظار أجر ..

و ( جزى الله الشدائد كل خير ،
فما شُكرنا لها حمداً ) ،
و لكن تحت وقعها تجاوزنا
أشخاصاً و أشياءً و أمكنة و أفكاراً
دون أن نخسر شيئاً ..
و بتأثيرها عرفنا قيمة أشخاص
و أشياء و أمكنة و أفكار لم نكن
نحفل بها كثيراً ، و هي مما يهب
الحياة طعما و معنى ..
و يقيني أن كثيرين قد أدركوا
قيمة ( الإذاعة ) و ( التلفزيون )
و رمزيتهما ، و تأثيرهما في
تشكيل وجدان الأمة السودانيه
على امتداد تاريخها و عميق
حاضرها ..

و أنا إذ أبارك للجميع ، فشكري
للإذاعية الباسقة ،
( ريم عبد الجليل ) ،
و الإذاعي الألمعي
( عمر محي الدين )
و الحبيب ( عبدالله محمد علي ) ،
و الدكتور العَلَم
( شمس المعارف بخيت ) ،
و هو يحيلني إلى رجائهم بأن
أكتب عن هذا الحدث المبهج ..
و أنا إذ أسوق عجزي بين يديهم ،
و اعتذاري ،
فإني أترك الأقواس لبرأتها ،
فهذا مُرتكض له فوارسه ،
و دهاقنته ، و نجومه
و شموسه ..
و السلام ..
حسن فضل المولى
١٢ مارس ٢٠٢٤ ..

12/03/2024

....

*من دار الاذاعة ....*

مع ان الذي تحرر هذا الصباح هو (حوش) بالكاد لا تزيد مساحته عن بضع ألاف من الأمتار المربعة ،، في سياق ماراثون معركة الالاف من الهكتارات بطول البلاد وعرضها ،، الا ان الفرحة بتحرير هذا (الحوش) كانت اكبر وأجهر وأجبر !! علي ان مكمن الفرحة والزهو والفخر هو ان الذي تحرر لم يكن مجرد حوش وقطعة ارض بكماء ،، فالذي تحرر هو صوتنا وصورتنا وذاكرتنا وتراثنا وتاريخنا وأحلامنا ووجداننا ،، هنا في هذا الحوش تجاز جمل ومفردات ومعالم وعوالم ممسكات سوداناويتنا السمراء الوسيمة ،، وتسعفني في هذا المساق عبارة الأستاذ حسين خوجلي ، عندما قال ذات لحظة صفاء (لا تطربني أغاني الشايقية ولكن بطربني الشايقي عثمان حسين لانه خاطب السودانيين من المركز) .. المقصود هنا عبقرية (لغة المركز) التي صاغت الوجدان السوداني الموحد ،، بحيث صنعت في هذا الحوش (الثقافة القومية المركزية) لأهل السودان الذين اتوا من الجهات الاربعة باللهجات الاربعين والاثنيات الاربعمائة ،، فاصبحوا ذوي مزاح ومزاج واحد ،، اصبحوا كلهم يشجعون (المريخ) او الهلال ،، يؤازرون محمد عثمان الميرغني ومحمد عثمان وردي و... و...
# كانت الفرحة اكبر لان الغزاة كانوا يستهدفون فيما يستهدفون هذا التضامن الوطني العريق تحت دعاوي (تغكيك دولة 56) التي أصبح هذا الحوش من اعظم معالمها ومكمن معلميها وملهميها ومؤسسيها ... وليس هذا كلما هناك

*ابشر الماحي الصائم*

08/03/2024

شرطة القضارف : إيقاف إجراءات السفر إلى إثيوبيا

أعلنت شرطة جوازات ولاية القضارف عن توقف إجراءات السفر عبر إثيوبيا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة قندر وقالت مصادر إن أكثر من (500) سوداني الآن عالقين في فنادق مدينتي (قندر) و (شهيدي) قرب الحدود السودانية.

وتصاعدت الأحداث في إقليم أمهرا بشكل سريع أدت إلى الاشتباكات بالأسلحة اليوم داخل مدينة قندر بين الجيش الإثيوبي ومليشيا (فانو). وكشفت معلومات ان عناصر من جبهة تحرير امهرا ( فانو) قتلت الجنرال الإثيوبي الحكومي ابيو سعيد خلال معارك سيطرتها على منطقة (شاوربيت).

وقالت سلطات الجوازات بالقضارف إنه تم إيقاف إجراءات السفر للمغادين عبر إثيوبيا أو المتجهين إلى أديس أبابا لحين استقرار الأوضاع الأمنية بإقليم الامهرا.
وأشارت إلى أن السودانيين العالقين أمام خيارين إما العودة إلى السودان عبر معبر القلابات أو الإنتظار ٳلى حين هدوء الٲوضاع في إثيوبيا.

07/03/2024

*مجلس الأمن الدولي يدرس الدعوة لهدنة في السودان قبل رمضان*

يدرس مجلس الأمن الدعوة إلى وقف فوري للأعمال القتالية قبل شهر رمضان في الحرب المستمرة منذ عام تقريباً بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.

ويتفاوض المجلس المؤلف من 15 عضواً على مشروع قرار صاغته بريطانيا وقال دبلوماسيون إنه قد يطرح للتصويت يوم الجمعة، علماً أن شهر رمضان سيبدأ الأسبوع المقبل

ويدعو مشروع القرار أيضاً “جميع الأطراف إلى ضمان إزالة أي عقبات، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر مختلف النقاط، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”.

وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات، علماً أن نحو 8 ملايين نزحوا عن منازلهم، كما أن مستويات الجوع مستمرة في الارتفاع.

ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/ نيسان 2023، أصدر المجلس 3 بيانات صحفية فقط ندد فيها بالعنف وعبّر خلالها عن قلقه.

وكرر المجلس نفس الموقف في قرار صدر في ديسمبر/ كانون الأول بإنهاء مهمة بعثة سياسية تابعة للأمم المتحدة بعد طلب من القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني.

ويحث مشروع قرار مجلس الأمن جميع الدول على “الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى إثارة الصراع وعدم الاستقرار” ويطالبهم “بدعم الجهود من أجل تحقيق سلام دائم”.

ويحتاج قرار مجلس الأمن إلى موافقة 9 أعضاء على الأقل وعدم استخدام حق النقض من جانب الولايات المتحدة أو روسيا أو بريطانيا أو الصين أو فرنسا

 #حميد الرجعة للبيت القديمأنا ماشي راجع لي بيوت ..تفتح لي أدق او ما أدق ..من غير تقول الزول منو ..ولا حتي عل الداعي خير ...
05/03/2024

#حميد الرجعة للبيت القديم

أنا ماشي راجع لي بيوت ..
تفتح لي أدق او ما أدق ..

من غير تقول الزول منو ..
ولا حتي عل الداعي خير ..
لا مالك الجابتك شنو ..

لي بيوت بجيها في اي يوم ..
ان جيت ليل ان جيت دغش ..
طوالي ادفر الباب واخش ..
مرات اضيق قاصر الطريق ..
من بيت لي بيت وفي بيتنا ..
زي خيط الدغش في ابر النهار ..
او زي نسيمة معدي شيمة ..
لا اش لا كش

خابراني كلوب الفريق ..
زولا صديق الليل ..
رفيق حجر الدغش ..

لا قطعت نوم النائمين ..
لا الباري للحيشان تقش ..
عند شوفتي تجري علي هدم ..
في محلها الشوق يترسم ..
تنجهني حتان بالاسم ..
تندهني عقبان تبتسم

هادي المخاليق مؤمنا ..
بسماحة الدنيا الهنا

كم تامنك يوم تامنا
ولا فرق بين الضيف وانا
غير كم كليمة ملونة
بالالفة هليج اعتنا
زولا يجيها في كل فجر
ولا ان يتم كمين سنة
تتلقي زي ام الجنا
وترشح سحابات المني
بالصحةبالعزبالهنا
ينجيك من اولاد الحرام
يحفظ يغتيك ربنا

هادي البيوت مطمنا ..
ودايما قريبه من البعيد ..
ذي مو غريبه علي الدنا ..
ماها المريبه ومابتكيد ..
مفتوحة طيبة محاننه..

مفتوحة لي كل البشر
كل الخلوق من طينها بس
كل البسيماتن تبق
لو وش زماناتن عبس
مفتوحة قلبا كلو خير
شايل حمالتو بلا جرس
مفتوحة كالفضا للطيور
وبيوضة للصيد والتبس

لا طبلة لاكيلون سويتش
ولا ترابيس لا جرس
لا سلك شائك لا ترس
لاغفير تفاوضو ولا حرس
لا كلاب تشمك شم جراب
فتيش وجس
لا اه لاسب

وناس ست نور كتلو الكلب
كتلوهو مجبورين غصب
ما من نياحتو ولا سعر
ظنو الكلب بين الفريق
حامي البطينين اللعب
اخر الليالي من البيوت
قافل الطريق ساد الدرب

لاخواتا قالت ست نور
مادام في امان والناس بخير ..
سعي الكلاب في الحله شر
هوهيوا بعزاق للأجر .
احسن تعيش بي راحتها ..
تمشي الجناين يا البحر
إن كان تطفش للصبار
واب عفنة تشغل للورر ..

الحله يكفيها الولاد ..
يكفي البهيمات الجداد..
يكفي الطيور الفي الشدر ..
الحله يكفيها البشر كان جاها شر ..
الحله يكفيها الحصانة الفيها ..
مادارت كجر

حرس الزرائب شن فضل فطن
الزرائب غير بعر ..

صنت شويتين ست نور ..
شالت حجر وجدعت حجر ..
جدعت حجر وشالت حجر ..

وقالت قرايبها ذات ليل ..
يمكن يجوها من السفر ..
اول زول غريب حاربو الدليل ..
عابر سبيل زانقو المطر ..
يقصد رواكيبهم جور ..

أول شي ينلقي الكلب ..
اللاب يرحب لاب يبش ..
وليشن يتورنا الكلب ..
وليش الكلب يبقالن وش ..

وكان الكلب لازم يموت
الكفشوه حرن يطش ...
وكان الكلب لازم يموت
شان المحنة الفي القلب ..
تحيا وخيوط زمن الوصال ..
لا تنسلب لا تنقلب ..

ومات الكلب ..

وين يابيوت عز البرود ..
ضمتنا كونية دفي ..
ومن لدغة الصيف الغريب ..
قامت حواية همبريب ..
وتحت القمر حيشانا قيزان السمر..
تدينا لامن نكتفي ..

يا بيوت من الخاطر قراب ..
ورهاب رهابات تختفي ..
الاعتذارات ماب تفي
وجيت مالقيتكم ماها في..

ابوابنا مو صاجات حديد ..
يغسل درابزينا الرزاز
حيطانا مو اسمنت وحجر ..
شباكنا لو سيخ لو قزاز ..

يا ضو جماعاتا عزاز ..
ذي ماك بشر مامنو شر ..
قص الدقل
يا شيل حطيبة من الأرض ..
لا خوف ولفيت لا حزر
لي كلبة الكبد ابقي هاز ..
مفتاحنا مو اكتر من كشر ..
ما ابوابنا من شدر الحراز. .

والحيطة أقصر من وصا ..
قالوها عند ساعت السفر ..
وكان القطر قام صوتو راز ..

البيت دا بيتك يا حبيب ..
ادخل مخير وما ك غريب ..
انمد في اقرب عنقريب ..ى
مبهول في حوضو الهمبريب ..
النيمة يا العنابة ضل ..

اغشي التكل خرمان في شاي ..
جيعان اكل
وداك التمر والزير قريب ..
بايت من البارح ملان ..
راقد في صدر الهمبريب ..

در تقرا ديك كتب الولاد ..
قلقت او طال الرجي ..
كورك نقولك هوي بعاد ..
رسلنا المرسال نجي ..

ياروق باحساس المحب ..
سيد بيت وعننا ما ضهب ..

الهيلنا هيلك شن ندس ..
ماطال عمرا ينحسب ..
في ياتو بنك وياتو عب ..
يات خزنة غير خزن النفوس ..
الماهلي مفتاحها القلب ..

قول لأبن آدم في بلد ..
طالت معاناتو وتعب ..
سكانو دايشين بالشرق ..
واولادو طاشين بالغرب ..

إحنا اللي فاقدين أي شي ..
في الدنيا مالكين كل شي ..
بالفينا بالحيل ودا الدرب ..
والتابع الصاح ماضهب ..

ويا ارزقية كضب كضب ..
احنا التعابة ال باختيار ..
صرمتنا ترتاح الديار ..
ينجم بال بلدا تعب ..

نحن الطيابه الصح كتار ..
إحنا الغلابة اكبر حزب ..
لابننغلب ولابننقلب ..
والتابع الصاح ما ضهب ..

أول تصب مطر العشم ..
نار الوخم بتموت غصب ..
عقبان ندي الفرج البعيد ..
بنشوفو شوف العين قرب ..

هادي البيوت ماب تتلخم ..
في الحكوة ماب تنضم كتر ..
لاها البتنصنع نضم ..
شايلي الفصاحة من الطيور ..
اليوت تغني علي التمر ..
وخارتي المهابة من النجم ..
مطعوم سكاتها من الصبر ..
بينا وحروف الامنيات الطيبة ..
ألف صلة رحم. .

علي رغم آفات الزمن الصرم . .
حافات الفقر وحش المقادير النهم ..
سيل المضاضاة المدلهم ..

هادي السمر ست الضراعات الخدر ..
عارفاهو من وين جا الفقر ..
والحال سجم ..

عارفاهو عرفتا لي بعض للطير ..
وقش الواطة والسعي بالاسم ..
يا حكمتا الزي كلمتا المن خدمتا ..
واطاته واحدي وفد هدم ..
ماها البتتكلف ستر ..
مستورة خلقة ودا المهم ..

21/01/2024

حسن فضل المولى يكتب ..
من الكتياب إلى قناة النيل الأزرق ..

في العام ( ٢٠١٨ ) نشرتُ هذه
الخواطر ، و اليوم أعود إلى أهم محطاتها ، مُستذْكِراً و مُذكِّراً
و مُنَقِحَاً ، و مُضيفاً، فإليها
مع التحية ..

تفتحت عيناي على الدنيا في ( الكتياب ) ..
و ( الكتياب ) بلدة طيبة أصلها ثابت
وفرعها في السماء ..
رجالها أشداء كرماء أوفياء أنقياء ..
و نساؤها زاهدات عابدات قانتات ..
و ( الكتياب ) هي ( خلاوي القرآن ) ..
و ( مشروع الكتياب الزراعي العريق ) ،
حيث ( الجناين ) التي تسر الناظرين ،
و( الحواشات ) على مد البصر ..
و هي ( النِحاس ) الذي عندما يقْرع ، ترى الناس سُكارى و ماهم بسُكارى ،
و لكنه طغيان الاحساس و عَصْفِه
و اشتعاله ..
و هي ( العُمدة ) و ( شيوخ البلد ) ..
و ( الكتياب )هي التلاحم و التراحم ،
فأنت بين أهلها في حِرزٍ أمين ، لا
تجوع و لاتَعْرى ..
كل شيء من أشيائها له طعم ، و شذا ،
و بريق ..
الصلاة
و الأفراح
و المديح
و مواسم الحصاد
و الأعياد ..
و منذ طفولتنا كان ( العيد ) يتوهَّجُ
بين جوانحنا و يتبارك ، بين يدي
شيخنا الفكي ( عبدالغفور عبدالوهاب
القاضي ) ، رضي الله عنه و أرضاه ..
و شيخنا ( فكي عبدو ) كان من عِباد
الرحمن ، مُتَخَلِقاً بصفات عباد
الرحمن ، قائماً بالليل و النهار في
تحفيظ و تعليم القرآن ، و لقد كان
يغمرنا بمحبة لا أزال أتَقَلَّبُ في
بركاتها و فيوضاتها الروحانية ..
و فطور العيد في رحاب ديوان
( الحاج بخيت محمد بشير ) ،
سليل الدوحة ، التي نهل منها
شاعرنا ( التيجاني يوسف بشر ) ..
( أنا وحدي دنيا هوى لك فيها
كل كنزٍ من المشاعر قربى ) ..
و ( عبدالقادر الكتيابي ) و أمُّه
( أم الحسن يوسف بشير ) ..
( على كيفي
أنا في هذه الدنيا على كيفي
إلى أن تكمل الأشراط دورتها ) ..
و ( صديق مجتبى ) و أمُّه
( عائشة يوسف بشير )
( يغني المغني
و كل يهيم بليلى هواهُ
و ليلى توزع بين اللحون
و ترقص في مقلتيها القلوب ) ..
و هي أسرة ينشأ صغارها و قد
رَضِعوا الشعر و الأدب مع حليب
الأم ، و قد نشأتُ بينهم في ( حي
العمدة ) ، جوار ( خلوة الشيخ
محمد القاضي الكتيابي ) ، و أنا
أُنفق إجازاتي من ( المدرسة ) مع
عمي العالِم ( جادالله دفع الله ) ،
و أحظى برعاية الرجل الأُمَّة
( مساعد محمد الأمين ) ، عليهما
رحمة الله ..
و إن كنت لم أُدرك ( التيجاني ) ،
فقد أدركتُ والده الشيخ ( يوسف بشير ) ، رحمه الله ، و ترددتُ عليه
كثيراً ..

و الحياة في ( الكتياب )من حولنا تمضي هادئة و هادرة أحياناً ،
و نحن نُسْلِمُ أنفسنا لتيارها دون
ممانعة أو ضجر ..
نُقبِلُ بنفوس راضية و لاهية على كل
ما يصادفنا ..
نرعى الغنم
و نَحِشُّ القش
و نَحِتُّ البلح
و نعوم في الجدول
و نلعب في السِهيلَة
و نمتطي الحمير ..
و كل واحد بحماره معجب و مفتون ،
و يُسهب في التغني به و سرد محاسنه ،
و أنا وأخي ( الطاهر ) كانت تحملنا
يوماً ( حمارة ) والده المُبجل ( محمد علي الطيب ) ، و كانت بيضاء ، شديدة البياض و سريعة و وهيطة ، و نحن
راجعين من ( اللشَو ) بدأ يعدد لي
مناقبها : ( عارف آآآحسن حمارتنا دي
عندها ميزة ، لو رمَتَك بتقيف تنتظرك
لا حدي ما تقوم و تنفُض هِدومك
و تركب ) ، و ماهي دقائق حتى ألقت
بنا في غَيَابة حُفْرة ، و انطلقت غير
آبهة بنا ..

كنا لا نتَّشَهَّى ..
نأكل مما نزرع و نَعْلِف ،
و لاحقاً مما نستورد و هو قليل ..
لا نعَاف و لانسْتَنكِف و لا نَتَمَنَّع ، إذ
نلتهم ماتمتد إليه أيدينا مما هو
متاح ، ذلك أن طعامنا طعام ذلك
الزمان و تلك الأنحاء ، ولا يزال ، قبل
أن تَجِدَ مستحدثات الأصناف طريقها
إلى موائدنا ..
نأكل طبيخ القرع
و البامية و الخُدرة مطبوخة و مفروكة
و أم رِقيقة
و الشرموط أبيضه و أحمره
و الفول حافي و مصلح
و اللُقمة بما تيسر من مُلاح
و البَربور
و انتهاء بأم شِعَيفَة و أم تَكَشُو ..
و الكِسرة بي الدُقَّة ..
و تَتَسيَّد الكِسرة الساحة ، و مؤخراً
بدأ يزاحمها الرغيف ..
و ( يوماً كربتيت و يوماً عشانا ربيت
و يوماً نسف التابا و عليها نبيت ) ..
و التحلية شاي مُسَكَّر ، أي سُكَّر
بالشاي ..
و تهيمن ( الفتة ) في الحوليات
و حلقات الذكر و المديح فنَكْبِسُ
عليها بعد أن ننتشي بمدح الرسول ،
صلى الله عليه و سلم ..
( الحجاز فيهو البريدو
الله يَدْنِي لي بعيدو
بادي بي الله القصيدو
بي الكريم ربي المجيدو
حُكمو جاري علي عبيدو
جلَّ يفعل ما يريدو ) ..
و ( القُبة البِلوح قِنديلا
شوقي و حِساري الليلة ) ..
و لا يزال فؤادي يخفق بمديح
( القادرية ) و ( الختمية )
و أذكارهم الندِيَّة ..
و رفيق دربي و صديقي البروفيسور
( إسماعيل خضر ) خير من يُحدِّث
عن ( الطريقة القادرية الجعلية) ،
فهو غارق و مُتبَحِّر في عُبَابِها ..

نعم ..
و أنا أتقلب بين خلوة ( النايلاب ) ،
و ( خلوة الدُلُولاب ) ، كنت أجدني
في براحات يتفشى فيها التصوف ،
و التِمَاس النفع و الخير و البركة
عند أهل الله ، ممن يعمرون تلك
الديار و ما حولها بالذكر و ألوان القُرُبات ، و الذين كنا نرى فيهم
مصابيح الهداية و زاد الطريق ..
أذكر عندما اقترب موعد ذهابنا
إلى ( الزيداب ) للجلوس لامتحان
الانتقال إلى ( الثانوي العالي ) ،
شددنا الرحال إلى ( كدباس ) ،
حيث الرجل الصالح ( الشيخ الجعلي ) ، فنفَحَنا بالفاتحة ،
و عَزَم لكل منا على ( القلم ) الذي سيؤدي به الامتحان ، فعُدنا منه
و اليقين يملأ جوانحنا ، و لسان
حالنا ..
( يا الإمتحان قرِّب تعال
أمانة ما جاك راجل ) ..
كنا يومها في ( مدرسة الكتياب
الثانوية العامة بالحُرَّة ) ..
( الحُرة ) الحرَّة أم خيراً مِدَفِق جوَّه
و برَّة ، و قد نهض أهلها باستضافة
( الطلاب ) الذين وفدوا من الفِجاج المجاورة ، و قاسموهم ( اللُقمَة )
و الهَم ، و زاملني فيها صديقي الفنان ( حسين شندي ) ، الذي كان مُولعاً باصطياد ( القُمْرِي ) ، و يغني لنا في المناسبات ..
( عازة الفراق بي طال
و سال سيل الدمع هطال ) ..
و كنت أحد الشيالين ( الكورس ) ،
و قال لي مرة بأنني ( أطْرَق )
و لا أصلح لهذه المهمة ..

كنا ..
( لاهموم تسكن دروبنا ولا يلاقينا الخطر ) ..
نركض ورا ( اللواري ) مُسابِقين ..
و ( اللواري ) مثار اهتمامنا و سؤالنا !!
أيهما أسرع ( السفنجة ) أم ( الهوستن) ، و نِتْغاااالط ..
و ( السواقين ) كانوا في نظرنا هم
النجوم ، و منهم ( الحاج شِنقليت ) ،
و ( النور ود التوم ) و ( ود فزاري ) ،
و ( بنجوس ) ..
و عندما نقصد ( الخرتوم ) ، تحملنا
المراكب مُشَرِّقِين ، من ( الجابراب )
إلى ( المحمية ) ..
و ( الجابراب ) أهل شهامة و نجدة ..
و ( الكتياب ) و ( الجابراب ) توأمان
إذا اشتكى عضو من أحدهما تداعى
له الآخر بالسهر و الحمى ..
قد نمْكُثُ يوماً كاملاً في ( المحطة ) ،
نأكل فول ( ودرُجبة ) ، في انتظار ( القطر ) ، إما ( إكسبريس حلفا السريع ) ، أو ( بورتسودان ) ،
أو قطر ( كريمة ) الممهول ..
و ( قالوا كريمي فيها قطر
وفي ام درمان أدونا خبر
شربنا القهوة بالسكر
دي قهوة عاجْبَة تَكِف الشر ) ..
و عندما يأتي ( القطر ) مكبوساً
( نُسَطِّح ) ، رغم مافي ذلك من
مخاطِر ، و كنا نتمنى ذلك ، خاصة
لما نكون ما قاطعين ( تذاكر ) ،
و أذكر مرة و معي اثنين من الأنداد
أن ( البوليس ) قام بمحاصرتنا
و انزالنا ، و أوْدَعنا مكاناً يستخدم ( كسجن ) للحجز ، داخل ( القطر ) فجاءنا بعد كبوشية ( ج ) ، و كان
من قرية مجاورة يقوم ببيع
( البرتقال ) في ( القطر ) مابين ( المحمية ) و ( شندي ) ..
قال : ( ياود فلان و و دفلان و و دفلان مالكن الجابكن هنا شنو ؟ )
قلنا : ( كنا مسطحين علىي راس
القطر و ما قاطعين تذاكر و البوليس قبضنا ) ..
قال : ( أنا بعرف الكُمساري ده
أجمعوا لي ريال ريال ، أديها ليهو يطلعكن ) ..
و جمعنا الثلاثة ريالات ، فأخذها
و ذهب ، و ظللنا ننتظر و ننتظر
الإفراج حتى صَفّر القطر إيذاناً
بمغادرة ( شندي ) ، و بعدها جاء الكمساري فقلنا له نحن تبع
( ج ) ، فقال : ( أنا لابعرف ( ج ) ولا
عبدالظمبار خليكن قاعدين ) ،
و بعدها أدركنا أن ( ج ) قد خدعنا ،
و غادر القطر في ( شندي ) ، و تركنا
نواجه مصيرنا حتى أُطْلِق سراحنا
في ( الجيلي ) ..
و كنا عندما نُدرك ( الجيلي ) ، حيث
منها يبدأ ( الظلط ) ، و تكتحل عيوننا
برؤية ( الكهارب ) ، إذا لفنا الليل ،
ترتفع حينئذٍ أعناقُنا و تهفو قلوبُنا
لرؤية العالم الآخر ( الخرتوم عموم ) ،
أو ( البَندر ) و هو إسم ( فارسي ) ،
يُطلق على البلد الكبير أو المدينة ..

نشأتُ بين قومٍ يتمادون في الحزن
إذا حزِنوا
و يُسرِفون في الفرح إذا فرِحوا ..
مناسبات ( الأعراس ) تستغرق أياماً
و ليالي ..
و لك أن تتصور أن ( الطهور ) ، أي
( الختان ) ، يكون أشبه ( بالعرس ) ،
و لا تتوارى من ذاكرتي تلك المشاهد
و ( ود الطهور ) الذي قد يكون تجاوز
الخامسة من عمره ، تُفرد له الليلة
السابقة ( للحنة ) و قبلها زيارة
( قُبَة الشيخ نعيم ) ..
و عند الصباح يتجمهر الأهل
و الجيران في ( الحوش ) أو أقرب ( ساحة ) ، و في وسط الدائرة يؤتى
به مصحوباً بالنوبة و الطار ، و يتقدم ( الطهَّار ) في تُؤَّدَة و خُيلاء نحو ( الولد ) المُراد خِتانه ، بينما يضع أحدهم يديه تحت فكيه ، و يناديه : ( شوف الطيارة ديك ) ، أوشيئاً من
هذا القبيل ، و تتعالى الأصوات ،
( أبْشِر أبشر أبشر ) ،
و تنفجر الزغاريد في تسابقٍ بهيجٍ
محمومٍ ، و في هذه اللحظة
التاريخية و المفصلية ، و في سرعة البرق ، ينتزِع الطهَّار ( الغَلَفَة )
عن ذلك ( العضو ) ، الذي سيكون
له في المستقبل شأنٌ عظيم ، فإما
أن يرفعك و يعِزُك ، أو يُذِلُك
و يُورِدك المهالك ..

و يطربنا و يُسكرنا و يخلب ألبابنا
( غناء الحماسة ) ، على إيقاع
( الدلوكة ) ، و عينك تشوف
العجب لما ( الدلاكي )يخَنِّق
( الدلوكة ) و ( الشتامي ) يخلِف
الشَّتَم فتضج ( الدارَة ) ( بالعَرْضَة )
و ( الصَّقْرِيَّة ) و تُلهب ( السياط ) الظهور حتى تسيل منها الدماء
غزيرة ، و لا تخلو مناسبة من
( شَكْلَة ) سرعان ما تنْفَض ..
و أول من رأيت من ( الغنايين ) ،
عياناً بياناً ، و استمعت إليهم
و طربت لهم ..
( بابكر ود السافل ) ..
( يا خِلاني آمنة الفي الضمير
مازياني ما شفتوها ياخلاني ) ..
و ( سيد الجعلي ) ..
( الجمال بلاكِ انعدم اللللله ياقدم
الخِشيم بي بطال ما نضم
و المريض أبكم شافِك نَضَم ) ..
و بعد ذلك ( النعام آدم ) ..
( يا عيوني أبكي دمع الدم
الزمان بي عذابي حكم ) ..
كان يستهوينا ذلك اللون من الغناءٌ الذي جُلهُ نيران و وجع و عذاب
و لوعة ..
( آه من ناري أنا )
و ( يا النقلوك من جنبنا و اناري
السادة أوحشتنا )
و ( و اناري الما بقيت سواق
اطلع العالي وانزل الدقداق )
و ( بلالي بلالي
بلالي السادة و ناري )
و ( أزاي الليلة و براي الليلة
حرق بي نار الكماين ديلا ) ..
و سفر في بلاد الله ..
( نقفل الساحة و نشيل مفتاحة
و نمشي الباوقة اللذيذ تفاحة ) ..
و ( و قطر قام بيَّه علي الشايقيه
تمانية شهور لا خبر لا جية ) ..

و تمضي بي الأيام و الليالي ..
و يالها من أيام و ليالي سكنت
سويدَ القلب و برزخ الصدر ..
وبرغم ألوان الشقاء و العناء
و الفاقة ، التي كانت تلفني ، إلا
أني مضيت في طريقي غير آبهٍ ، تعصف بي الأعاصير و تتقاذفني
الأمواج من مرسى إلى مرسى ،
و من مثابَةٍ إلى مثابة ..
( متأجِّجُ الاحساس أحْفَل بالعظيم
و بالحقير
تمشي على قلبي الحياةُ و يزحف ُ
الكون الكبير ) ..
و البيتان ( لأبي القاسم الشابي ) ..
و إلى لقاء ..
و السلام ..

في إطار التطوير والانتقال لشبكة الانترنت ادارة صحيفة القضارف اليوم تشرع في الانتقال لموقعها الاخباري الالكتروني الرسمي ع...
13/01/2023

في إطار التطوير والانتقال لشبكة الانترنت ادارة صحيفة القضارف اليوم تشرع في الانتقال لموقعها الاخباري الالكتروني الرسمي علي الشبكة العنكبوتية كأول صحيفة ولائية الكترونية في تاريخ الصحافة الالكترونية في السودان

تجدونها الان علي :

  كنا فى ماضينا قوة قوة تتحدى الصعاب نقطع الليل المخيم ونمشى فى القفر اليباب القصائد تمْر الحنين الأغاني حنين الرُطبْ النخيل يسوق الطيور إلى الذكريات ويترك خيمته لل...

05/01/2023
12/10/2022

#برشلونة #بارسا

Address

Khartoum

Opening Hours

Monday 09:00 - 17:00
Tuesday 09:00 - 17:00
Wednesday 09:00 - 17:00
Thursday 09:00 - 17:00
Friday 09:00 - 17:00
Sunday 08:00 - 17:00

Telephone

+249912823337

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Eshcan Company for Press and Media Services posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to Eshcan Company for Press and Media Services:

Videos

Share



You may also like