26/05/2022
ما هو تعريف التشرد؟
فإن اقتصار تعرف للتشرد على وصفه فقط إلى افتقار الشخص لمأوى وبيت لا يصلح ففي البلدان النامية يعرف التشرد على شكل أوسع بأنه استبعاد اجتماعي ومفهوم اللا انتماء بدلاً من مفهوم مكان للنوم بل هو مكان يحيا فيه الشخص في سلام وكرامة والشعور بالانتماء والهوية.
انتشار الأمراض الجنسية والمعدية في المجتمع: إذ يؤدي التشرد لازدياد ظاهرة الاستغلال الجنسي، وزيادة حالات الاغتصاب مما يؤدي إلى انتشار الأمراض مثل "الإيدز"، كما يؤدي التشرد إلى إصابة الأشخاص بالأمراض المعدية المختلفة بسبب عدم النظافة والنوم في الأماكن الملوثة المحاطة بالنفايات.
هنالك ورقة قُدمت في اغسطس 2004 بعنوان.
مشكلة تشرد الأطفال
خلفية عن حجم المشكلة عالمياً:-
علي المستوي العالمي هناك حوالي ثلاثين مليون طفل تقريباً يعيشون في شوارع المدن بعد ان هربوا من منازلهم او تم التخلي عنهم من قبل والديهم او اصبحوا يتامي ويواجهون الاختيار الصعب المتمثل في قدرتهم علي المقاومة او وقوعهم فريسة لاعمال العنف والجريمة والبغاء والمخدرات والتي تميز حياة الشوارع في كل بلاد العالم. كما نجد ايضاً حوالي سبعة ملايين طفل يعيشون في مخيمات اللآجئين وعدد مماثل نازحين عن بيوتهم داخل بلدانهم وغالباً ما يكون كل هؤلاء محرومين من الهوية والجنسية والغذاء المناسب والرعاية الصحية والتعليم. بالاضافة لذلك نجد ان الاطفال يتاثرين بالحروب بشكل غير مباشر نتيجة لعدم قدرتهم علي تحقيق النمو السوي لفقد خدمات التغذية والصحة والتعليم والمواصلات. ليس هذا فقط بل اصبح عدد مقدر من الاطفال يتأثر بشكل مباشر من الحروب بالموت او الاعاقة او الجروح الخطرة والصدمات النفسية الناتجة عن المشاركة المباشرة في القتال وذلك فيما يعرف بالاطفال المقاتلين والذين يتم استخدامهم كدروع بشرية اوكقوة مقاتلة كما حدث في سيراليون اثناء الحرب الاهلية، ففي السنوات الاخيرة قدر عدد الاطفال دون سن الخامسة عشرة في العالم الذين تم تجنيدهم في القوات المسلحة نحو (200.000) طفل كمحاربين او كدروع بشرية. من ناحية ثانية فان حوالي 80 مليون طفل تتراوح اعمارهم بين العاشرة والرابعة عشر يمارسون اعمالاً شاقة ولساعات طويلة. وتقدر منظمة العمل الدولية (ILO) عدد الاطفال العمال بين سن الخامسة والرابعة عشر بـ (250) مليون طفل من دول العالم النامي.
من هم الاطفال المشردون:-
يعرف الطفل حسب ما ورد في اتفاقية حقوق الطفل الجزء الاول المادة (1) انه كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه.اما التشريعات السودانية فقد اعتمدت تعريفات مختلفة للطفل وفق الحقوق المراد صيانتها وبذلك لا نجد تعريفا محددا للطفل بل وردت بعض المسميات منها رضيع، قاصر، حدث، جانح، صغير، وكلها اتفقت علي ان الطفل هو من لم تظهر عليه علامات البلوغ الطبيعية وهذا يعني اقل من 18 عاما باتفاق معظم الفقهاء مما يعني ان القوانيين السودانية تتماشي مع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
ويقصد بالاطفال المشردين الاطفال الذين اصبح الشارع يمثل لهم المأوي الأصلي، وهذا يشمل الاطفال الذين ليس من الضروري ان يكونوا بدون اسرهم ولكن الذين يعيشون في ظروف تنعدم فيها الحماية او الاشراف والتوجيه من كبار راشدين. كما يعرف المشرد بانه الحدث المعرض للانحراف الذي يكون بلا مأوي او غير قادر علي تحديد مكان سكنه او الارشاد الي من يتولي امره او لا يستطيع اعطاء معلومات كافية عن نفسه، وهنا نجد ان الطفل قد يكون غير راغب في الادلاء بمعلومات عن نفسه او اسرته او مكان سكنه لعدم رغبته في العودة لمنزله. كما عرف بانه الطفل الذي يعيش خارج اطار الاسرة الطبيعية ويعتمد علي نفسه في توفير احتياجاته سواء بالطرق المشروعة او غير المشروعة او يعتمد علي المؤسسات الرسمية والمنظمات الطوعية لإعالته وهذا التعريف يشمل الذين يعيشون في الطرقات بصورة دائمة والذين يمارسون اعمالاً يتكسبون منها ويعودون الي منازلهم او اسرهم لقضاء الليل.
انواع تشرد الاطفال تعكسها الاسماء التي تطلق عليهم مثل: اطفال الشوارع، اطفال السوق، الشماشة، المتمردون الصغار، حيث نجد ان الاطفال المشردين ثلاثة فئات هي:
الاطفال الموجودين في الشارع: Children On Street
وهم فئة من الاطفال المرتبطين اقتصادياً بحياة الشارع كعاملين مقابل اجر او عاملين في مهن هامشية في الشارع وهؤلاء بالنسبة لغالبيتهم ينامون في منازلهم ويحافظون علي علاقاتهم باسرهم وقد يكون بعضهم العائل الرئيسي للاسرة.
اطفال الشارع:Street Children
وهم الفئة من الاطفال الذين يعيشون، ينامون، يأكلون في الشارع وهؤلاء ليسوا مرتبطين فقط اقتصادياً بالشارع، بل يتمركزون اجتماعياً في الشارع كسكن رئيسي لهم، وقد يحتفظوا بعلاقة محدودة او قد لا توجد علاقة بينهم واسرهم. ويمثل الاطفال الذين يعيشون في الشوارع بدون رعاية ابوية نسبة من العدد الكلي للاطفال العاملين.
الاطفال المهجورين:Abandon Children
وهم ضمن الفئة الاولي الا انهم ليس لهم اسرة وقد يكون ذلك بسبب تخلي الاسرة عنهم في مرحلة مبكرة، لذا فانهم يعتمدون علي انفسهم بشكل كامل وهم يعملون وينامون في الشارع.
المخاطر التي تواجه الاطفال المشردين:-
بصفة عامة وفي كل رقعة من العالم يوجد اطفال مشردين يوجهوا المخاطر نفسها وهي:
الاستغلال الجنسي:
الاطفال المشردون يعيشون جنباً الي جنب مع تجارة الجنس وهم قد يتعرضون للاستغلال الجنسي منذ وقت مبكر اذ ان قلة خبرتهم في الحياة تجعل من السهولة استهدافهم بالاساءة والاستغلال الجنسي.
متلازمة نقص المناعة/الايدز:
النشاط الجنسي المبكر للاطفال المشردين تجعل مخاطر الاصابة بالايدز بالنسبة لهم اكثر حدة خاصة بالنسبة للذين يعملون في تجار الجنس، فالفقر الذي يعيشون فيه يجعل الكشف المبكر بعيد الاحتمال.
الصحة:
الاطفال المشردون يتشاركون اماكن عيشهم مع القوارض والحشرات والهوام والحيوانات بالاضافة للنفايات والاوساخ مما يجعل اي اصابات او جروح حتي ولو كانت صغيرة من الخطورة بمكان كما ان عدم توفر وسائل الرعاية الطبية يضاعف المشكلة. كما نجد الاطفال المشردين اكثر عرضة للاصابة بالامراض المنقولة جنسياً والاصابة بالادمان والاذي الجسماني.
الادمان:
ينتشر استخدام المخدرات والمسكرات بانواعها بين الاطفال المشردين ولكن اكثرها انتشاراً هو استنشاق المواد الطيارة مثل السلسيون او البنزين والذي يكثر استخدامه وسط المشردين في فصل الشتاء لتجنب الآلام التي يسببها البرد والجوع. والادمان علي المخدرات وسط المشردين يبدأ في سن مبكرة لعدم وجود رعاية الراشدين ولمحاولتهم الهرب من من الواقع الصعب ومشاكل الحياة. في حالة اطفال المشردات قد يبداء تعاطي المخدرات منذ الطفولة المبكرة اذ ان الأم قد تتناول السلسيون وتعطي طفلها الرضيع حتي ينام هو الآخر ولا يشعر بالجوع والبرد او الحر.
الاذي الجسماني:
في بعض الدول يتعرض الاطفال المشردين للأذي الجسماني بمعدل عالي قد يصل الي حد الجلد والخطف والقتل.
المشاكل النفسية والانفعالية:
ليس هناك توثيق جيد للنمو الانفعالي والعاطفي للطفل الذي ينمو في الشارع ولكن المعلومة المؤكدة هي ان هناك روابط قوية بين الاطفال المشردين ولكنهم يكونون غير راغبين في الثقة بالآخرين.
التعليم:
معظم الاطفال الذين يعيشون في الشارع ليس لديهم الوقت ولا الموارد ولا الطاقة للذهاب الي المدرسة، وبافتقاد التعليم الاساسي فان ملايين من الاطفال المشردين في العالم يشبون أميين وبذلك تقل فرص العمل بالنسبة لهم اذ ان فقدان التعليم يسهم في استمرار دخول الاجيال في دائرة الفقر.
مميزات المشردين وطرق تنظيمهم:-
التشرد يمثل فرعاً من التمرد الاجتماعي يسعي فيه الطفل للانعزال من ماضيه ولا يهتم كثيراً بمستقبله ويحصر نفسه في اللحظة التي يعيشها.
ومن الملاحظ ان هؤلاء الاطفال تجمعهم خصائص مشتركة علي اختلاف مجتمعاتهم وهي مثل :-
التمرد علي الانماط والنظم الاجتماعية.
كثرة الحركة.
انعدام الثقة في الآخرين .
عدم التفكير المستقبلي.
النضج المبكر والاعتماد علي النفس.
خلق ثقافات فرعية.
ارتفاع درجة الوعي الامني.
هذه الخصائص المشتركة قد تكون ناتجة عن تحمل المسؤلية المبكر والتجارب الحياتية الصعبة التي يمرون بها، كما ان اكثرها وسائل دفاعية يتحصنون بها ضد الآخرين.
اسباب تشرد الاطفال:-
الفقر:-
بالرغم من اختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية في الدول التي تنتشر فيها ظاهرة تشرد الاطفال الا ان تشابه الظروف الحياتية لهذه الفئة المتمثلة في الوضع الاجتماعي المتدني بسبب الفقر والحالة الاقتصادية المتدهورة لاسر الاطفال المشردين كاسباب طاردة سمة تميز هذه الظاهرة عالميا.
التفكك الاسري:-
الاسرة هي وحدة نشاط اجتماعي لاشخاص يعيشون معاً في تفاعل مستمر وفي بناء حضاري معين يقوم بسد حاجات انسانية معينة. و هي الجهة الأولى التي تتعهد الطفل بالتربية والثقافة وتوفر الحماية له ولحقوقه. والقيم الأسرية ضرورية لإدراك الطفل لذاته وللعالم الذي يعيش فيه. وعندما تُخفق الأسرة، لأي سبب من الأسباب، في الوفاء بهذا الالتزام وهذه الثقة، فإن خط الدفاع الأول لدى الطفل في مناهضة عالم غير آمن ولا يمكن فهمه، يتعرض للانهيار.
يري بعض علماء الاجتماع ان الاسرة الحديثة غير مستقرة اذ ان عملية التحضر التي اجتاحت العالم الغربي في العقود الاخيرة من القرن السابق والتي اخذت تجتاح كل مناطق العالم، قد اثرت علي الاسرة بشكل سلبي، فالسلطة قد انتزعت من الاسرة خاصة في البلدان المتقدمة (الغربية) والتقاليد اختفت. كذلك في البلدان النامية والمتخلفة والتي تمر بحروب وصراعات فان التدخل الدولي في شكل الاغاثة التي تقدم للمتضررين تتسبب في خلخلة الاسرة من حيث العلاقات التي تمثل رابط اساسي كما يحدث في حالة اللآجئين فان المنظمات تتحمل مسؤلية الاطفال اكثر من تحمل الاب لمسؤليته فينتج عن هذا تقلص للسلطة الابوية والتي ينتج عنها انفصال الاب عن الاسرة وتركز المسؤلية علي الام وحدها كما ان التصدع الاسري (فقدان الاب او/ و الام) وسؤ المعاملة للاطفال والتحلل في الاسرة يعد من العوامل المهمة في دفع الاطفال للتشرد.
النزوح او الهجرة القسرية:-
ونقصد بها هنا الهجرة من الريف الي الحضر خاصة عندما تتخذ شكلاً جماعياً بسبب الكوارث الطبيعية او الحروب والنزاعات وتكون مفاجئة فلا تعطي الافراد الفرصة لتكوين مهارات عملية لمواجهة الحياة في الموطن الجديد ولاتمكن المدينة من استيعاب الاعداد الكبيرة التي قدمت لها فيزيد معدل البطالة وتتردي الخدمات وتسؤ الظروف الانسانية مما ينتج عنه استشراء الفقر واحتياج الاسرة لاكثر من دخل ويكون الناتج خروج الاطفال للعمل في ظل انعدام الحماية لهم.
التنمية غير المتوازنة بين الريف والحضر:-
والتي تظهر جلية في انعدام اوقلة الخدمات العامة التي توفرها الدولة وقلة فرص العمل في الريف مع انعدام او قلة المشروعات التنموية في الارياف وتركزها في المدن ومن ذلك عدم تمهيد الطرق التي تنعش الانتاج في الارياف وتسهل نقل المنتجات الي اسواق الاستهلاك. ويكون ناتج التنمية غير المتوازنة زيادة الهجرة من الريف الي الحضر وكل ما يترتب عليها من سلبيات.
مرض متلازمة نقص المناعة (الايدز): -
يعتبر تفشي مرض الايدز في بعض البلدان احد اسباب تشرد الاطفال فيها وذلك لزياد عدد الايتام الذين توفي والديهم بمرض الايدز (ايتام الايدز)
اسباب اخري:-
تتمثل في المزاج الجامح للطفل في مرحلة النمو المعروف بمرحلة المراهقة وتتمثل في بعض الاطفال في رفض التوجيه والتمرد علي الضوابط الاجتماعية والاسرية وتطغي علي ذلك الرغبة القوية في التحرر من القيود وهي قابلية للتشرد اذا دعمتها شلة الاصدقاء والرعاية غير الحكيمة من الاسرة قد تؤدي الي تشرد الطفل المراهق.
تشرد الاطفال في السودان:-
أدت الظروف الطبيعية من جفاف وتصحر، وتلك التي من صنع الإنسان مثل النزاعات والنهب المسلح، إضافة الى التنمية غير المتوازنة بين الريف والحضر، وازدياد معدلات الفقر، وتردي الأوضاع الاقتصادية لكثير من الأسر أدت لتفاقم مشكلة تشرد الاطفال في السودان حيث اصبحت ظاهرة يتطلب التصدي لها تحديد مسبباتها وايجاد معالجات جذرية لها.
وقد ورد ذكر وجود مشردين في العاصمة الخرطوم في السنوات الاولي للحكم الثنائي بالسودان وان لم يحدد عددهم وذلك في تقرير للقائمقام كوتس نائب مدير السجون والبوليس سنة 1904 والذي يشير الي وجود عدد من الاحداث دون سن السادسة عشر في السجون وقد اشار الي ان معظمهم ايتام من جهة الاب او ان آبائهم قتلوا وتزوجت امهاتهم فأصبحوا بلا مأوي ويفعلون ما يشاءون وذلك في اشارة الي الآثار الاجتماعية للحروب المهدية علي شريحة الاطفال.
في دراسات سابقة اجريت في مناطق متعددة من السودان توضح لنا الجوانب المختلفة التي اكتنفت هذه الظاهرة اذ انه في 1973 اثبتت دراسة اجريت بمدينة الابيض وجود الاطفال المشردين بوضوح واشارت لممارستهم شم البنزين كما اشارت الي ان ظاهرة المشردين الصغار طرقت مدينة الابيض منذ الستينات.
اما الدراسة التي اجريت بود مدني في 1980 فقد قدرت عدد الاطفال المشردين بالمدينة بحوالي 300 طفل، 25% منهم من الاقاليم الجنوبية و 20% من قبائل الفلات التي انتقلت لمنطقة الجزيرة في موسم اللقيط واستوطنت فيها وفي 1981 رصدت دراسة اخري بمدينة عطبرة وجود عدد 100 طفل مشرد واشارت الي هذا العدد لا يمثل العدد الحقيقي كما اشارت الي ان هذه الظاهرة لم تكن معروفة قبل بضعة سنين. كما عزت الاسباب الي التفكك الاسري والظروف الاقتصادية كما ان الدراسة التي اجريت بمدينة الدويم عن اسباب ودوافع تشرد الاطفال فسرت ارتفاع نسبة الاطفال المشردين الذين يعمل والديهم في الزراعة علي ان العمل الزراعي عمل موسمي مما يدفع جميع افراد الاسرة الي العمل بهدف توفير لقمة العيش مما يتنافي مع ابسط مقومات التربية الصحيحة. اما عن الدراسة التي اجريت بالخرطوم علي عينة بعدد 1200 طفل مشرد سنة 1985 فقد صنفت هؤلاء الاطفال بنسب مئوية حسب الاقاليم التي قدما منها اذ ان القادمين من كردفان يمثلوا 25%، 20% من دارفور، 18% من الجنوب، 14% من الوسط، العاصمة القومية 14% بينما المشردين من دول الجوار 2%.
بما ان الخرطوم العاصمة القومية تعتبر منطقة جاذبة ومع اخذ الاعداد الكبيرة للنازحين في الاعتبار نجد ان آخر الدراسات التي اجريت في الخرطوم عام 2000 تشير الي ان العدد الكلي للاطفال المشردين يقدر بحوالي (35.000) منهم حوالي 80% من الاطفال العاملين بالسوق (تشرد جزئي) بينما 20% يمثلوا تشرداً كلياً. كما تشير الدراسة الي ان التوزيع الاثني للمشردين كلياً لهذه العددية يقدر بـ 42% من قبائل جنوب السوان، بما ان الخرطوم العاصمة القومية تعتبر منطقة جاذبة ومع اخذ الاعداد الكبيرة للنازحين في الاعتبار نجد ان آخر الدراسات التي اجريت في الخرطوم عام 2000 تشير الي ان العدد الكلي للاطفال المشردين يقدر بحوالي (35.000) منهم حوالي 80% من الاطفال العاملين بالسوق (تشرد جزئي) بينما 20% يمثلوا تشرداً كلياً. كما تشير الدراسة الي ان التوزيع الاثني للمشردين كلياً لهذه العددية يقدر بـ 42% من قبائل جنوب السوان، 38% من قبائل غرب السودان.(دينكا 28%، نوبا 20%) بينما نجد ان اغلب الاطفال العاملين بالسوق من قبائل الغرب 50% و22% من قبائل الوسط. من العدد الكلي نجد ان عدد البنات المشردات في نفس الدراسة يقدر بحوالي (6000) منهم 15% منهن بنات عاملات في السوق بينما 10% منهن تمثل تشرد كامل.
من الملاحظ حسب الدراسات فان اعداد الاطفال المشردين سجلت ارتفاعاً مطرداً اذ انه قدر حسب الدراسة التي اجرتها وزارة الرعاية الاجتماعية مع صندوق انقاذ الطفولة السويدي عام 1983 بالخرطوم (14000) طفل، اما المسح الاجتماعي الصحي الت اجرته وزارة الرعاية الاجتماعية مع اليونسيف عام 1991 بالخرطوم (14336) طفل، اما الدراسة الاخيرة التي اجرها في الخرطوم مجلس رعاية الطفولة واليونسيف ومنظمات انقاذ الطفولة في عام 2001 فقد اشارت لوجود (34000) طفل مشرد.
الخاتمة:-
مع تفاقم مشكلة تشرد الاطفال علي مستوي العالم بشقيه المتطور والنامي نجد ان الجهات المهتمة بالسيطرة علي هذه المشكلة والدراسات المتخصصة في تزايد مستمر كما ان الشبكات التي نشأت علي المستوي الوطني والاقليمي والعالمي تركز علي طرح الابعاد المختلفة للمشكلة وتبادل التجارب والخبرات بين العاملين في هذا المجال بغرض التوصل لأكثر الحلول ملآئمة لحل مشكلة هؤلاء الاطفال في الاوضاع المختلفة ووقاية الاطفال الآخرين من التعرض لنفس المشكلة.