15/01/2022
الرحل في السودان
تميّز السودان بإتساع التباين الجغرافي الممتد من أقصي الشمال الصحراوي إلى وسطه الذي تغطيه المناطق شبه الصحراوية وحزام السافنا الفقيرة، وحتى تخوم السافنا الغنية هذا التنوّع البيئى الكبير أيضاً تميز بإتساع التنوّع الإجتماعي وأنماط الأنشطة الإقتصادية، والتي تركزت معظمها وتاريخياً حول حرفتي الزراعة والرعي، على إنفراد أحياناً ومتداخلان أحياناً أخرى.
وقد تركّزت الأنشطة الزراعية بشقيها المروي والمطري في مناطق واسعة من السودان، سواء إن كانت تلك التي تقوم بها الدولة من خلال المشاريع الزراعية، أو الأنشطة التقليدية التي يقوم بها السكان.
ومع ذلك؛فقد ظل الرعي كّنشاط إقتصادي ذو تأثر كبير سواءاً من جانب عددية وتوزيع المجموعات السكانية التي تمارسه في معظم أجزاء القطر، أو الإشكاليات التي تتولد من جرائه بين المجموعات المختلفة.
تتشكل المجموعات التي تمارس الرعي من قوميات وقبائل مختلفة على إمتداد السودان، تتميز كل واحدة بنوع الحيوان الغالب الذي ترعاه:-
الأبالة، وهم رعاة الإبل كما في مناطق شمال دارفور وشمال كردفان والبطانة وشرق السودان، والبقارة وهم رعاة قطعان الأبقار والذين يتواجدون في الأجزاء الجنوبية من دارفور وكردفان والنيل الأبيض والأزرق حتى شرق السودان والغنّامة (رعاة الإغنام) وهؤلاء يتواجدون في مناطق مختلفة من السودان، وبصورة تكاملية ومتواصلة مع رعي الحيونات الأخرى ومع الزراعة أيضاً.
إن حركة الرعي في السودان في معظمها تتميز بحركة متجهة من الشمال إلى الجنوب والعكس ماعدا مجموعة(أم برورو) والتي تتحرك قطعانها شرقاً وغرباًـ ويرتبط ذلك بمواسم الأمطار ووفرة الكلأ للقطعان ومصادر المياه، وتجنب الذبابة الضارة بالحيوان، وتفادي تجمّعات النهب ومعسكرات الجماعات السياسية المسلحة كعامل جديد في حياة المنظومات الرعويةوتفادبا للاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين تم ترسيم مسارات او مراحيل محدد ة تحدد حركة الرعاة ولكل مرحال اسم محدد وطول محدد ونبدا بمراحيل ولايات دافور باعتبارها الاكبر والاكثر
حول المسار والمرحال:-
اوجدت المجموعات الرعوية بشقها الطرق والمسارات لفتره تناهز الالف عام وضعية اجتماعية وقانونية لنفسها خاصة فى مناطق انتشارها فى السودان تتمثل فى الاتى :-
أ/ الحقوق التاريخية والقانونية فى ملكية الارض التى عمرتها بعد معاناة وصراع مع الطبيعة والبيئة وما فيها من حيوانات مفترسة وغابات كثيفة وحياة قاسية
ب/ نتجت تلك الحقوق من كونها المجموعة الاسبق من غيرها فى ترويض البيئة فى تلك المناطق وانها مهدت الطرق للاخرين لمشاركتها في اعمار تلك الديار ويماثل هذاالمبدأ مبدأ محاولة المجموعات السكانية المختلفة فى تقنين حقوق ملكيتها للارض على اساس السبق التاريخى لها عن بقية المجموعات الاخرى ومثال ذلك محاولة النوبة فى حقها التاريخى للجبال التى سبقت اليها المجموعات الاخرى
المسار او الترحال :-
هو الخط السائد فى حياة كل القبائل الرعوية عادة عربية قديمة و اصيلة
المرحال :-
هو خط سير تنقل العرب الرحل من منطقة الى اخرى بحثا عن الماء والكلأ والعشب وعرف تعريفا دقيقا بأنه حيز مكانى وادارى واجتماعى معلوم للجميع له حدود معينة من حيث الطول والعرض سمى بالمرحال لانه يربط بين نقطتين عند رحيل القوم من مكان لاخر وتسمى المسافة بين النقطتين بالمرحلة
وهي المسافة التى تقطعها الظعينة فى سير متصل ومتواصل من نقطة البداية حتى النهاية لا يتخللها زمن للراحة والاستجمام حتى يبلغون نهاية الرحلة مهما طالت المسافة وقد تستغرق المرحلة احيانا نهارا كاملا من شروق الشمس حتى العصر
مسارات ومراحيل دارفور :-
الرحل بولايات دارفور يشكلون نسبة كبيرة من السكان في حدوو 20%ويمتلكون معظم الثروة الحيوانية التي تقدر بحوالي 30 مليون راس من الماشية (الابل – الابقار – الضان والماعز ) وتساهم دارفور بقدر وافر فى صادر الثروة الحيوانية اذ تفيد بعض الدراسات ان مساهمة دارفور تتجاوز ال 30% فى صادر الثروة الحيوانية
يتنقل الرحل من مكان الي اخر وعبر مساحات واسعة طلباً للمرعي والمياه ، وتبعاً لفصول السنة نجدهم يتحركون من المناطق الجنوبية للاقليم عند بداية الخريف ويتجهون نحو الشمال حيث تهطل الامطار في فصل الخريف وتنبت الاعشاب والشجيرات الرعوية ، هذه الحركة الموسمية تتم عبر مسارات معلومة وتسمي ايضاً المراحيل واول تريسم لمسارات الرعاة فى دارفور كان فى العام 1937 وحتى الان لم يتم ترسيم جديد يستوعب التغيرات البيئية والحضرية لحياة الرعاة.
الترحل يتم في العادة بداية هطول الامطار في الاماكن الجنوبية في شهر مايو او يونيو ومن ثم تتجه الماشية في حركة بطيئة الي الشمال حتي تصل منتهاها في شهر سبتمبر او اكتوبر ، في الاوقات التي يكون فيها الخريف كثيف والامطار غزيرة تبقي الماشية لفترة اطول في التخوم الشمالية لوفرة المياه والمراعي اما الفترات التي يكون فيها الخريف شحيحاً فان الرحل يتحركون بماشيتهم في فترات مبكرة نحو الجنوب في شهر نوفمبر وديسمبر ويصلون الي المصايف التي تتوفر فيها المراعي والمياه.
المراحيل او المسارات ليست طرق عادية للرحل ولكنها اراضي واسعة ومراعي فسيحة وكانت في الماضي مناطق خلوية لاتوجد بها اراضي مزروعة ولكن في الاونة الاخيرة ونسبة للجفاف والتصحر الذي ضرب المناطق الشمالية من ولايات دارفور اندفع السكان نحو الجنوب وكذلك زادت اعداد الثروة الحيوانية وانتشرت الزراعة في المناطق الرعوية وقفلت بعض المسارات وادي ذلك الامر للاحتكاك بين الرحل والمستقرين من المزارعين.
المسارات تعبر ولايات دارفور من الجنوب الي الشمال والعكس حسب مواسم الامطار وهي ليست طرق مستقيمة كما يتصورها الفرد ولكنها متعرجة ومتقاطعة في كل الاتجاهات حسب سير الماشية مابين (12-14) كيلو متر للمسار.
المسارات الرئيسية بعضها يمر غرب جبل مرة وتسمي المسارات الغربية وبعضا يمر شرق جبل مرة وتسمي المسارات الشرقية ، للمسارات اسماء تعرف بها منسوبة الي بعض اسماء الحيوانات مثل بقيرة شايلة ورحيل الدابي والجملاية او اسماء المناطق مثل دوماية وسماحة، ولكن هنالك تصنيف للمسارات من نقطة البداية وحتي نهاية المسار مثل الوخايم ام دافوق ، وادي هور.
يعتبر جبل مرة المنطقة الفاصلة لتقسيم مراحيل دارفور عدد مراحيل دارفور 11 مرحال منها3 غرب الجبل و8 شرق الجبل
الرقم
اسم المسار
الطول بالكيلومترات
1
الوخايم – ام دافوق
606 كيلو متر
2
الوخايم –فور برنقا
588 كيلو متر
3
الوخايم – قارسيلا
380 كيلو متر
4
وادي هور – دار التعايشة
673 كيلو متر
5
البعاشيم – دار فلاته
467 كيلو متر
6
ام سدد – دار الرزيقات
386 كيلو متر
7
ام سيالة – دار الفلاته
357 كيلو متر
8
بركة جورو – طوال
370 كيلو متر
9
ام سيالة – دارالرزيقات
400 كيلو متر
10
خزان كلقل – دار الرزيقات
252 كيلو متر
11
تيوس – دار الرزيقات
391 كيلو
نموذج :-
مراحيل المسيرية:-
ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺮﺍﺣﻴﻠﻬﻢ ﻣﺮﺣﺎﻝ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻡ ﺩﺍﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮﻫﻴﺪ ﺍﻟﺒﺮﺩﻱ ﺛﻢ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺸﻮﻳﺐ ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﺛﻢ ﺃﻡ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﻰ ﺩﻗﺮﻳﺲ ﺛﻢ ﻣﺮﺣﺎﻝ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺩﻳﺒﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﺘﻬﻢ ﺛﻢ ﺑﻔﺮﻛﻨﺞ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ
ﺑﺸﻤﺎﻝ ﻋﺪ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻭﺃﺑﻮ ﺟﺎﺯ ﻭﻣﺮﺣﺎﻝ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺗﺴﻲ ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﺎﻟﻘﻨﻄﻮﺭ ﺛﻢ ﺭﻫﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍ ﺍﻟﻰ ﻛﺎﺱ ﻭﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻳﻌﺒﺮﻭﺍ ﺍﻷﺳﻔﻠﺖ ﺛﻢ ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﺸﺮﻕ ﺟﺒﻞ ﻣﺮﺓ . ﻭﻣﺮﺣﺎﻝ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺃﻡ ﺩﺧﻦ ﺍﻟﻰ ﺑﻠﺘﻲ ﺛﻢ
ﺍﻟﺠﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﺮﻭﻟﻲ ﻭﺷﺮﻕ ﺟﺒﻞ ﻣﺮﺓ . ﻭﻣﺮﺣﺎﻝ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺃﻡ ﺩﺧﻦ ﺍﻟﻰ ﻛﺮﺣﻤﺎﺭ ﺑﺴﻠﻠﻲ ﺛﻢ
ﺍﻟﻰ ﻣﺮﺍﻳﺔ ﺯﺍﻳﺪﺓ ﺛﻢ ﺍﻟﻰ ﺑﻮﺭﻭ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺷﺮﻕ ﺍﺍﻟﺠﺒﻞ . ﻭﻣﺮﺣﺎﻝ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺳﺮﻑ ﺍﻟﺒﺨﺲ ﺍﻟﻰ ﻛﺎﺑﺎﺭ ﺍﻟﻰ
ﻣﺮﻟﻨﻘﺎ ﺧﻴﺮﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﻏﺮﺏ ﺟﺒﻞ ﻣﺮﺓ . ﻭﻣﺮﺣﺎﻝ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻳﻤﺮ ﺑﺎﻟﺴﻨﻄﺔ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺛﻢ ﺑﻐﺮﺏ
ﻟﺒﺪﻭ ﻭﺗﻌﺎﻳﺸﺔ ﻭﺭﻫﺪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻭﻣﺴﻜﻮ ﻭﻋﻼﻭﻧﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ .
ظلت هذه المراحيل منذ الثلاثينات على وضعها الراهن مع بعض التغيرات الطفيفة مع توسع الرقعة الزراعية وازدياد اعداد الماشية وتنوع اساليب الرعى وسبل عيش الرعاة مما تطلب تكوين لجنة عليا لاعادة ترسيم المراحيل و تقديم رؤية جديدة تتسق مع المتغيرات الحضرية الجديدة خاصة بعد احداث دارفور اذ شكل النزاع بين الرعاة والمزارعين ارضية خصبةلازدياد الصراع والنزاعات القبلية وكانت تحل هذه النزاعات فى الماضى عبر اليات تقليدية ممثلة فى رجالات الادارة الاهلية.وتشرفت كثيرا بان اكون مسئول الاعلام بهذه اللجنة الامر الذى يسر لى زيارة كل هذه المراحيل
الرؤية الجديدة للمراحيل تضمنت الاتى :-
1/ استزراع مزارع رعوية
2/ تحسين نسل الثروة الحيوانية بادخال سلالات منتجة
3/ الاهتمام بالمراحيل من حيث الامن والصحة والتعليم وذلك بالاتى:-
-يتحرك المرحال بصحبة – قوة من الشرطة برئاسة ضابط – ضابط ادارى لكل مرحال - طبيب بشرى ووحدة علاجية متحركةووجود داية بالوحدة – طبيب بيطرى ووحدة بيطرية متحركة
اما بالنسبة للتعليم يتم تشيد مدارس فى صوانى المراحيل حيث تكون هذه الصوانى من العادة بالقرب من قرى مستقرين وتكون هناك داخليات بهذه المدارس بحيث تخدم المدرسة اطفال الرحل والمستقرين
مسارات ومراحيل المسيرية بكردفان:-
ولا: مـراحيل الفــلايتة
لهم ثلاث مسارات هى :-
1/من رهد الفضاية ويمرون بالفولة في طريقهم جنوبا لكيلك
2/ المرحال الثاني من مومو مرورا بام حجيرة إلى كيلك في اتجاه الجبال
3/المرحال الثالث يبدأ من تبلدية ويمر بابنوسة وبركة ضيلم والرهد وودكونة
ثانيا المسيرية الحمر – العجايرة لهم ثلاث مراحيل هى:-
1/ المرحال الغربى من المجلد الى بحر العرب – منطقة ابيىى ودة مرحال الفيارين واولاد كامل
2/ المرحال الاوسط فيه اولاد كامل والمزاغنة والفضلية ويتجه جنوبا الى ابيىى ايضا
3/ المرحال الثالث هو المرحال الشرقى ويسير فيه اولاد عمران وجزء من الفلايتة
مراحيل المسيرية الزرق وخطوط سيرهم:-
1/المرحال الأول يبدأ من كيلك ـ المحافير ـ المشقة ـ الضليمة ـ ستيب ـ رضينا ـ الحريزاية منها فرع يمر بالحلوفاية ـ جنقارو القصارـ جنقارو الطوال ـ لقاوة
يتفرع المرحال الغربي إلى فرعين أخرين
وهذا الفرع يسلكه أولاد سلامة يبدأ من كيلك ـ صارو ـ البوطة ـ البحير ـ كــدام
وأخر تستخدمه قبائل النعمان وغيرها من كيلك ـ الكبه ـ حدبة الفيض ـ الحرازية وحلة الفكي حارن ـ أم عداره ـ أم كبري ـ الغره ـ ويتجه شمالا مارا بلقاوه
أما المرحال الشرقي ينزل الجبال من الناحية الشرقية للقاوة ـ جبل رويس ـ جبل الزنقور ـ بيركة الحجر ـ وادي الفار ـ وادي الكرناك ـ وادي شلنقو ـ عضه ام سعد الله وهي محطة يسترحون بها قليلا ومن ثم إلى القنطور الأحمر ـ أبو زبد ( منطقة السنيط بها بركة وفيرة المياه )
من هناك يتجه بعضهم نحو مناطق المخارف إيكى الركوبة ـ أيك الشق ـ إيك ام تريساية ـ اللاحمر جوار جبل الفينغر به سوق كبير ـ منهم من يخرف في كركره ـ قوز ام درنقل ـ أم شوكة الكبيرة والصغيرة ومناطق الدبكر ـ السعاته بخاري ـ السعاته ادوم ـ السعاته شنبول ـ ومنهم إلى ام تام ـ خماس ريفي حمر
المرحال الثاني يبدأ من ابو اللكرى إلى دبة عبيد وحدبة ام شره وعشيشات ويدخل كدام ومناطق برباش حيث التداخل مع حمر
المرحال الثالث يبدأ من البطية يتجه شمالا ـ السنوط ومنها يتفرع إلى فرعين مسار يتجه إلى أبو زبد ـ الخرطوم الجديدة ـ ـ أم عويشة ـ أبو حراز ويحدث تداخل مع البديرية والحوازمة في مناطق المخارف ، أما الفرع الأخر يتجه إلى خماس ـ أم حجر ـ حمير الحلوف ـ قوز الخوي والنهود
المرحال الرابع لأولاد هبيان ( يصيفون في اللكرى) ويبدأ من النبق ـ دبة عبيد ويتجه إلى مخارفهم حول أطراف مدينة النهود يميل نحو التداخل مع مسارات المسيرية الحمر الذين يأتون من ناحية جنوب غرب كردفان
وهناك فرع من مراحيل المسيرية الزرق يبدأ من الكرنقو وكدركى ويمر بقرضاية وشرق الفولة ويتجه إلى البجا والأضية حيث يتداخل مع حمر ، و قبائل حمر في غرب كردفان يتميزون برعى الضأن ( الحمري) مشهور على نطاق واسع في الأسواق المحلية والأقليمية والدوليـة لهم مسارات داخلية لا تتعدى حدودهم وأحيانا تتداخل مع ديار البديرية والحوازمة وفي السابق كان ينشقون نحو وديان دارفور ومناطق الجزو
مسارات الكبابيش :-
الكبابيش قبيلة بدوية كبيرة هم من الأبالة يقطنون المنطقة التي تقع في شمال كردفان من حدود ( فتاشة غرب امدرمان ) شرقا حتى قويز ( منطقة ام سنطة) حدود شرق دارفور وشمالا حتى جبل العين وأبوتبارة اتجاه حدود ليبيا وجنوب يحدهم المجانين في المزروب وريفي حمر .
عادة ما يترحلون وينشوقون مع إبلهم فى فترة النشوق في جماعات فانهم يتنقلون بعوائلهم وأسرهم من مكان إلى آخر حيث تشاهد الابل تخبو على كثبان الرمل وتعلوها الهوادج على ظهور الجمال فى بادية الكبابيش
للكبابيش عدة مسارات هم يذهبون إلى شرق وجنوب دارفور في فترة النشوق وبعدها يتجهون شمالا إلى جبل الميدوب .
لهم مسار آخر في السنين التي تهطل فيها الأمطار الغزيرة في موسم الخريف يتجهون إلى ( الجزو) الواقع شمال الكبابيش والممتد حتى الحدود الليبية يتبعون عدة مسارات شمالا حتى يحلون بوادى مجرور ووادي هور حيث تأكل الأبل من نبات الجزو دون ان تشرب ماء لفترة ثلاثة شهور إلى أربعة
وبعد الجزو فانهم يقضون فترة الدمر في حمرة الشيخ وفي السنين التي لا يذهبون فيها للجزو فانهم يتجهون لام قوزين
من المناطق التي يمرون بها وتوجد بها أسواق وفيها أستقرار وبداوة : مندرابة – جبرة الشيخ – كجمر- عد المرخ – النهد – الصافية – دار سعيد – ام خروعه – حمرة الشيخ – ام قرين – ام سنطة – ام بتيتيخات وكذلك ود المسيك – سوانى الصنقر - عديد دردق – أم حمورى
من شعرهم الشعبى فى الترحال:-
بدور الوقفن زومة ** كيف ديم الحكومة ** ود التاجر البومة ** ما يغشك بهدومه
فهذا تبرم وتضجر من البدويه وندمها علي زيجة ابن التاجر التي كانت بمثابه عقبه لها فهي تري ان حياة الدعة ونعيم المدينة سبب حرمانها من الظعن والترحال فزاد الحنين بها الي البادية والي إبل أبوها التي تقف متراصة عند منهل الماء كأنها دور المؤسسات الحكومية ، تم تخاطب نفسها حذاري يا نفس أن تغريك الملابس الشفافة الناعمة الملمس فتنسيك حياة البادية والنوق والظعن والهودج
وتقول اخرى :-
دسوكي في الحيشان وقفلوا البيبان **** وادي البشم مطران شوقك عليه زمان
والبشم نوع من الأشجار طيبة الرائحة ، ومن خلال هذا المقطع تؤكد البدوية أنها مازالت تعيش حرة طليقة بربوع البادية وتؤكد لنظيراتها حبيسات الحيطان اللائي يشتقن الي وادي البشم
الرشايدة:-
تعتبر الابل بشكل عام عنصرا اساسيا في حياة قبائل الرشايدة بل أنها من الاسباب الحقيقية في هجرتهم وترحالهم من موقع لاخر , حيث انهم يعتمدون عليها بشكل اساسي في حياتهم المعيشية أضافة الى الارتباط الروحي , ولا زال الهجن أبرز أهتمامات الرشايدة حيث أنهم يحتفظون بسلالات ( االنوق العصافير – أبل عنترة بن شداد ) وهذا ما جعل المهتمين بالهجن في المنطقة العربية يسعون لجلب الهجن من السودان .
/ الوسم:-
لكل قيلة في السودان وسم خاص بها , وسم الرشايدة يسمى ( الكفة ) وهو وسم قبيلة عبس العربية , ويوسمون إبلهم ومواشيهم بالنار , ويعتبر الوسم من العادات القديمة المرتبطة بالإبل في حياة العرب ويلجأ أصحاب الابل للوسم لوضع علامة تميز إبلهم عن غيرها حتى يسهل عليهم السؤال عنها إذا ضاعت .
وتقول المصادر التأريخية أن وسم الرشايدة عبارة عن نقوشات قديمة عثر عليها في موطن بني رشيد بالجزيرة العربية .
*الرشايدة ورحلاتهم :-
بما ان النشاط الاساسي للرشايدة يتمثل في تربية الماشية من الابل والضأن وحيث أن الحياة الحيوانية تعتمد على موارد البيئة الطبيعية من الماء والكلأ , فأن قبيلة الرشايدة الرُحل تتحرك بشكل مستمر وراء الاماكن التي يوجد فيها الماء و الكلأ .
يبدأ فصل الخريف منذ 15 يونيو وينتهي في 15 أكتوبر في هذه الفترة يتواجد الرحل من الرشايدة في مناطق كسلا والبطانة .
تبدأ الامطار الشتوية في البحر الاحمر من 15 نوفمبر حتى 15 فبراير ويكون الفصل ربيعا حتى 15 مايو .
لذا نجد فروع القبيلة يقطنون الخريف في كسلا والربيع في البحر الاحمر , لذا نجدهم دائما يسألون عن الخريف والربيع والامطار ويرسلون المناديب لمعرفة موقف الماء والكلأ , ويختارون هنا أشخاصا يمتازون برجاحة العقل وبُعد النظر ويسمونهم طراشين.
وفي يوم الرحيل يقوم الرجال بتحضير الجمال والاغنام وتسرع النساء لطي بيوت الشعر ولفها تمهيدا لشدها على الجمال.
مسارات كردفان – شنابلة وحوازمة:-
الشنابلة عرب رحل لهم عدة مراحيل ومسارات تسلكها معهم قبائل أخرى في ترحالهم عند الصيف أو الخريف وكذلك الحوازمة تتداخل أحيانا بعضها البعض في أتجاه الصعيد والقوز
المسار الاول :-
يمر عن طريق الدبيبات ( جنوب كردفان) إلى دار حمر شمالا يسمى بالمرحال الغربي يعبر غرب الكركرة كنانة والجميز وجفاوة وأبوحراز وعدة قرى أهلها يمارسون حرفة الزراعة وبعض الرعى المحلي ( مثل تربية الماعز والضأن )
توجد بها قوانين محلية وشعبية تستمد قوتها من العادات والأعراف التي درج الناس على إتباعها في معالجة أى مشاكل قد تنشب نتيجة الأحتكاك بين الرعاة والمزارعين أما الجزء الأخر من المرحال الغربي ( حوازمة) الذي يتجه جنوباً موازياً لطريق (الدبيبات ـ الدلنج )نستمتع كثيرا بهذا المرحال ونحن نسافر بطريق الدبيبات -الدلنج – كادقلى مشهد بدوى رائع وانت تستمتع بمناظر الخيام وحلى البروش والبخس والثيران شايله
هدير الأبل وجمال الهوادج والزمام وتطرب لأجراس البدويات وايقاعاتالمسير فى تناغم واتساق مع حركة المرحال
يمر هذا المسار بالسنجكاية ومنطقة النيلة حيث الخضرة والجمال متجها شرق الدلنج ـ كركراية ـ ومن ثم إلى عمق الجبال ، من الملاحظ انها تشترك فيه وتستخدمه وتتبعه و تسير به مختلف ظعائنهم تباعا ووفقا لأسلوب حياتهم البدوية المنظمة وطبعاً التعاون سمة ظلت سائدة منذ زمان بين المجتمعات الرعوية والزراعية فى هذه المنطقة هناك احلاف قبلية عريقة وقديمة بين الرحل والمستقرين او بين النوبة والعرب فى هذه المنطقة
تنظم فرقانهم في مساحات بين أشجار الكتر والهشاب والطلح وغيره ، ليست ببعيدة عن بعضها البعض ، تنسج البيوت وتشّيد من الخيام والمشمعات وغالبا ما يستخدمون الحطب( المرق والمطارق تقطع من الأشجار) ويقام عندهم ما يسمى ( الضرا) هو ملم كبير لكل أهل الفريق يتجاذبون فيه أطراف الحديث والحكاوي ويتناولون فيه وجبات العشاء وكذلك شرب شاي الصباح والشاى وما ادراك ما الشاى هنا والغناء للشاى
اما المسار الثانى يمر بديار البديرية ( وكما يذكرونها أحيانا من الكاب لى كابا) الكاب جبل في شمال الأبيض وكابا قرية جنوب الأبيض ودار حامد مرورا بدار المجانين حتى يدخلوا دار الكبابيش هذا المرحال يسمى بالأوسط ، طبعا المجانين كانوا جزء من دار حامد في ( بئر مسرة ) ثم نزحوا إلى منطقة الخيران شمال كردفان كانوا يمارسون حياة البداوة ثم ظعنوا حتى أستقروا بمنطقة واحات شمال كردفان التي أصبحت اليوم تعرف باسم أرض الخيران في بارا والبشيرى وخور جادين والشعطوط وعد الناقة ، أخيرا انفصلوا عن دارحامد واستقلوا بنظارة خاصة بهم في المزروب حاضرتهم الان
هذا المرحال يتفرع منه مسار أخر تسلكه أبل متجه جنوب شرق من منطقة الكاب بالقرب من جبل أم شجيرة جنوب الأبيض إلى بُربُر ـ البانجديد حيث حدائق البانجديد ومن ثم يعبر السهول والرمال إلى البانجديد - بريمة النار غرب الرهد متبعا مسار البقارة نحو الجبال (( درب الهوا)) يسلك هذا المرحال أيضا بعض الأبالة مثل دار حامد والمجانين والكواهلة وبنى جرار ، لكل قبيلة من هذى القبائل حكايات مع الدوبيت والجرارى
والغناء قد يكون خفيف أو ثقيل يصحبه الرقص ونغمات البنات تتداخلها الصفقة وأصوات الطنبور،أما الدوبيت الذى يدور مسداره حول الأبل هو نوع من الحداء يسوقها لقطع المسافات الطويلة أيام الرشاش وحليل السحب غمامه وحبات المطر والديمة نازلة وإبل ناشقات عند الرحيل في ذلك يقول شاعرهم يوسف عبد الماجد
أيام الدهاريب والسماء الممجوج نجعوا المرشدين بي امات رقاب عود
ختوا الشديد فوق ضهر البطانو يسوج وخـلونا نحـن نصابـح ((الـدنكوج))
المرحال الاوسط – حوازمة :-
يعتبر المرحال الأوسط الذي يمر بدار البديرية عابرا دار الحوازمة عند منطقة نبق والحمادي من الناحية الشرقية والغربية من أكثر المراحيل أزدحاما وعامرةً بالحركة
ياسلام دة مرحال جميل ومزدحم جدا استمتعت جدا بهذا المرحال وانا اصور فلم ارجوحة وزيت فى منطقة ابسفيفة وايضا فى رحلتى خريف العام السابق لتصوير افلام جبال النوبة وعلاقتى حميمة جدا وتاريخية بهذا المسار الرائع
المرحال دة بطلع بى الحمادى – الدبيبات – الدلنج بتجه فى اتجاه الجنوب الشرقى الى ان يصل ابسفيفة وغابة الدندور و ما ادراك ما غابة الدندور كم استمتعت بها وانا فى هذه الرحلة مع اهلنا الرواوقة.
من المعالم البارزة جدا فى هذا المرحال – دار شلنقوة - الدبكراية – ام سردبة – الفرشاية حيث دار بخوتة واصدقائى بالفرشاية من الهوسا والنوبة والعرب هى حقيقة منطقة الفرشاية تعد انموذجا للتثاقف والتعايش ولينا معاها ذكرى عاوزين نعيدها تانى
ومن ملاحظاتى فى هذا المسار الكبير الواسع يستخدمه النوبة والعرب على السواء يعبر هذا المرحال مدن مهمة – الدلنج – الدبيبات وبه قبائل وخشوم بيوت كثيرة
فى فرع تانى فى المرحال دة مازال حتى الان يسلك الطريق القديم بطلع من وادى شواشية وبقطع السكة حديد فى غابة نبق وبمر بحلة عيد الى خور ابوحبل وهنا تتجمع بعض فروع المرحال الاوسط فى مسار بطلع غرب بى هبيلا والسماسم والقردود الاحمر الى ان تصل مناطق الكرقل وكيقا الخيل.
فى مسار تانى خاص الحوازمة بطلع بى غرب الكويك الى ان يصل حفير كبير اسمه الرمتة
تتعمق بهم المراحيل بين دواخل سلسلة من الجبال إلى ان يصلوا ام دورين وسرف الجاموس حيث قبائل المورو وتيره وميرى ، اثناء تجوالهم بين الجبال يمرون بالكثير منها المساكين الطوال والمساكين القصار ومناطق الريكا من ثم يستمر بهم الترحال إلى منطقة تلودي منهم من يصيف فيها وأخر يتجه جنوبا إلى بير بلايل و بحرالعرب حيث مناطق الشلك التي يكثر فيها الماء الوفير والخضار يقضون فترة المصيف هناك يعتمدون على شرب اللبن والعسل ولحم الصيد وبصفة خاصة صيد البرارى والغزلان وعادة ما يترحلون في كثير من الأحيان دون عوائل
عندما يرون البراق طلع بره في خلاء الصعيد وهبت رائحة الدعاش ونزل مطر البطين الراش يتحركون نحو الشمال لأن في الصعيد تنتشر الحشرات والقوارض يتبعون نفس مسارات سيرهم مع أختلاف وتباين في أمكان نزولهم عند كل مُرحلة من مراحل ترحالهم وعادة ما يتسوقون في الأسواق القريبة منهم حتى يحط بهم السير من دار إلى أخرى نحو المخارف حيث الرهود وسهول الماء و قيزان الرمال الخصبة التي تنبت بها حشائش الدفر والحسكنيت ومختلف أنواع العشب في أبوحراز و ام حطبة وغيرها
أما المسار الثالث ( شنابلة أبالة) :-
يسلكه بعض الأبالـة مثل العوامرة يمر من شمال ام روابة حيث ريفي الجوامعـة وخضرة مزارعهم تجمل سطح الأرض إلى الباحة حتى حمرة الــوز في شمال كردفان
أما لطرف الأخر ( الشرقي) المتجه جنوبا تسلكه جزء من قبائل البقارة مثل الحوازمة والمسيرية واولاد حميد وكنانة وغيرهم ، عادة ما يستقرون في فترة الخريف شرق ام روابة حيث الشوقارة وجمال الخضرة والطيور و صفاء الرمال وجنوبا اتجاه العباسية وجزء منهم يستقر اتجاه مدينة الرهد أبو دكنة المسكين ما سكنه عندما يعودون نحو دار المصايف يمرون بمنطقة أبو جبيهة التي يقيم بها أولاد حميد وكنانة وغيرهم ، منطقة معروفة ومشهورة بفواكه المانجو في تجملة وابوكرشولة
ورشاد عروس الجبال وفيض ام عبدالله حيث جنائن المانجو وتجد هناك ايضا
أولاد غنيم في ملم الكور حتى يصل بهم المقام الى الناحية الأخرى من بحر العرب بالقرب من ملكال حاضرة أعالى النيل وبعد انفصال دولة جنوب السودان دخلت المراحيل التاريخية هذه فى ازمة جديدة نامل ان تتضافر جهود دولتى جنوب السودان والسودان فى اعادة هذا الحزام الحيوى لوضعه الطبيعى
الرعاة فى ولاية القضارف:-
تذخر الولاية بثروة حيوانية ضخمة بتراوح تعدادها ما بين 5 مليون الي 7 مليون رأس من مختلف أنواع الحيوانات – إبل ، ماشية ، ضأن وماعز تغطي الاستهلاك المحلي وترفد الخزينة العامة للدولة بالعملة الصعبة من خلال الصادر الي الدول العربية خاصة السعودية – لذا كان الاهتمام علي أشده من قبل الجهاز التنفيذي للدولة ولائياً ومركزياً بهذا القطاع حيث تم حفر الآبار والحفائر وتشييد الدوانكي لتوفير مياه الشرب في مناطق تجمعات الرعاة لتفادي احتكاك الرعاة بالمزارعين فتحت مسارات محددة للرعاة تمتد من سهل البطانة شرقاً الي نهر الرهد من الناحية الجنوبية والغربية . من أشهر هذه المسارات درب البقر ، ران جون ( طريق الهواء ) ، الدرب الأسود ( السكة حديد ) .
أما من اشهر الدوانكي : الكماديب ، راشد ، العزارة صقورا وأم سواني
وتعتبر مراحيل القضارف من المراحيل النموذجية فى السودان حيث تم فتح المسارات واستزراع المسارات بشجيرات علفية
تجربة مسارات الاحواض المائية – الدندر – الرهد – النيل الازرق نموذجا:-
تم فتح وتعليم وتجهيز واستزراع خمسة مسارات لهجرة الماشية صيفاً وخريفاً خلال الفترة من 2011 إلى 2014، منها مساران في النيل الأزرق واثنان في سنار وواحد في القضارف.
وجميعها في نطاق أحواض أنهار النيل الأزرق والدندر والرهد.
قبل التوسع في برامج الزراعة الآلية والاستثمارات الزراعية الكبرى بدءاً من العام 1969، كانت هذه الممرات مساراً طبيعياً ومصيفاً لكل الحيوانات في المنطقة الممتدة من ولاية سنار حتى جنوب السودان.
لكن الرعي المكثف في هذه المناطق، نتيجة حيازة الزراعة غالبية أراضي المراعي، أدى إلى فقد المراعي الكثير من أشجارها وحشائشها المغذية والغنية بالبروتينات، وإصابة الماشية بالهزال وضعف القيمة الغذائية.
وفتح المسار يعني تعليمه بوضع ألواح حجرية بارزة على جانبيه كل كيلومترين
وتجهيزه بنزل حيوانية أي استراحات للحيوان تتوافر فيها خدمات بيطرية للماشية وإرشادية للرعاة وحفائر للمياه واستزراعها بأشجار ونباتات علفية مغذية كي لا ينهك الحيوان نتيجة السير مسافات طويلة من دون كلأ.
ويعتبر مسار كبرى الروصيرص مينذا من اكبر هذه المسارات اذ
يبلغ طول هذا الممر 85 كيلومتراً وعرضه كيلومترين، ويمتد من مدينة الروصيرص شمالاً حتى قرية مينذا جنوباً. وتسلكه الماشية ورعاتها مرتين سنوياً، عند هجرتهم في الصيف جنوباً ثم عودتهم في الخريف شمالاً.
وقد اكتمل فتحه وتعليمه واستزراعه بالبذور العلفية والأشجار الغابية. كما تمت زراعة 9000 فدان في مزرعة نموذجية في المسار، بهدف إنتاج بذور علفية ذات قيمة غذائية عالية يمكن أن تنقل إلى مناطق ومسارات أخرى فى السودان.
المسار الآخر في النيل الأزرق هو مسار «العزازا ـ أم درفا» الذي يتفرع من المسار السابق، وتم فتحه بطول 70 كيلومتراً وعرض يتفاوت بين كيلومترين و300 متر
وهناك مسارات اخرى مهمة فى المنطقة اهمها مسار.
ومسار «قرية عريش ـ عريف الديك» وطوله 30 كيلومتراً وعرضه كيلومتران وبالولاية ثمانية مسارات للرعاة وياتى تطوير مسارات الرعاة بالنيل الازرق وسنار فى اطار مشروع الادارة المجتمعية للاحواض المائية وهو احد مكونات مشروع الاحواض المائية فى النيل الشرقى الذى يضم السودان واثيوبيا ومصر
حول استقرار الرحل وتنمية المراعى :-
السياسات التي اتبعها المستعمر للتعامل مع الرحل في السودان هي التي استمرت بعده حيث الاهتمام بالتوسع الأفقي لزراعة المحاصيل و قلة الاهتمام بالمرعى و الرعاة. فقد أخذت مساحات واسعة للزراعة الآلية في كل المنطقة مع عدم الاهتمام بتحسين المرعى مما تسبب في مشكلات اجتماعية و اقتصادية و حديثا سياسية للسكان. و ظهر الاهتمام بالرحل في إيجاد المدارس السيارة و المعاون الصحي و العيادات البيطرية السيارة أيضا.
أما الاستقرار و حل المشكلات المتعلقة بالتنافس على المرعى و المياه و الأراضي فقد كان التصدي لها قليلا. و بعد حل الإدارة الأهلية في الحقبة المايوية لم يستطع المجتمع الرعوي حل مشكلاته مما زاد منها. حديثا ظهر التعدين للبترول الذي جعل المناطق الرعوية ضيقة.
كما أن اعتداد الرحل بنظام حياتهم جعلهم يتجهون للتكيف مع المتغيرات مع المحافظة على النظام الأساسي و لكن بعضهم ترك أو فقد الحيوانات و لجأ الى أطراف المدن إضافة لذلك فان المشكلات البيئية التي ظهرت خلال الفترة بعد جفاف الساحل الأفريقي في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي قد أثر على الرحل و تسبب في قلة المياه العذبة و الجفاف المتكرر و تعرية التربة و التصحر و الزراعة و الرعي الجائر و قطع الغابات و تغير المناخ.
هذه المشكلات أدت الى تعقيدات أخرى ليس أقلها الاحتكاك و المنافسة على الموارد الطبيعية و العنف الأهلي الزائد. لكل ذلك فان الفشل في حل مشكلات الرحل عبر الحقب قد قاد الى الاحتكاك و النزاع و النزوح و انعدام الأمن.
استقرار الرحل:
ظل هذا الأمر محور نقاش منذ عهد الاستعمار و لكن هناك عدد كبير من الرحل قد استقر جزئيا نسبة لوجود مصدر آخر للدخل في العمل في المدن الكبرى أو خارج السودان بينما بعضهم اتخذ مزارع صغيرة و بدأ ممارسة نوع من الزراعة المستقرة بينما يتحرك الشباب مع الحيوانات. لذلك فان استقرار الرحل الذين ما زالوا يمارسون الترحال لكل الأسرة و تحسين ظروف الذين استقروا في المنطقة يحتاج الى جهد كبير جدا لإحداث التغيير المطلوب في هذه المناطق.
و قد ذكرت النفرة الخضراء أن نظام الرحل له سلبيات تتمثل في سوء إدارة الموارد الطبيعية و البشرية و صعوبة الاستفادة من الخدمات الاجتماعية مثل المدارس و المستشفيات و المياه النظيفة و الكهرباء و غيرها.
كل هذا الكلام يدار بمعزل عن الرحل أصحاب الشأن لذلك فانه من المهم و الأساسي أخذ رأي الرحل من خلال الإدارة الأهلية أو بواسطة أبناء الرحل أو الاتحادات التي يمكن أن يكون لها وجود حقيقي في مناطق الرحل.
ما يهم في هذا الوقت أن الاستقرار لم يعد خيارا ضمن عدة خيارات و إنما حقيقة يجب أن تنفذ و بسرعة مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر (استقرار الرحل) ليس سهلا و لا رخيصا و إنما يتطلب الجهد الفكري و العمل البدني و يكلف المال الكثير و الزمن كذلك.
من المشاريع الرائدة فى هذا المجال ابان الفترة المايوية مشروع تنمية غرب السافنا ولكن للاسف سرعان ما فشل المشروع بسبب سؤ الادارة والفساد ومشروع طريق الماشية ايضا
خاتمة :-
تبين لنا من خلال هذا الوصف ان المرحال ليس هو مجرد مفردة لوصف الطريق و احواله و انما يشكل منظومة قيم للوجود و معادل روحي في اوساط مجتمعات البقارة والابالة، لأنه قيمة رمزية ترمز للرحيل المستمر و يشكل رمز للثروة و العزة و الرفعة الإجتماعية . لذلك تحرص كل العشائر و القبائل هناك على احترام المرحال .
و قيمة أخرى تدخل في الإطار القانوني لتنظيم السلوك الإجتماعي عندهم ، و هي أن المرحال عنوان لتحديد ملكية الأرض.(( طبعا فى دارفور هناك علاقة وطيدة جدا وحساسة جدا بين المراحيل والحواكير- لكل مستقر حاكورة ولكل راحل مسار او مرحال لذلك لابد من ان تاخى الناقة المدقاقة او الجرون تاخى القرون))
وزع سلاطين الفور بعض الحواكير البسيطة للرحل لكن بشروط ومواصفات تسمى حاكورة ضلف
و المراحيل ، في تلك المجتمعات ، لا يملكها الأفراد ، و انما هي ملكية مشاعية تخص الجماعات ، و حق مرتبط باستخدام الأرض و التمتع بها و يستخدمه الجميع دون تمييز أو حجر ، و يتم ضبط استخدام ملكية المنفعة تلك و الحفاظ عليها عبر التقاليد والأعراف المتبعة هناك
طبعا هذا الملف ملف معقد جدا ومهم جدا باعتباره ملف يخدم قطاع واسع لنشاط الرعاة وهم الدعامة الاقتصادية الاولى والاساس فى استجلاب العملة الصعبة ولكن تصرف عائدات الثروة الحيوانية لسكان المدن ويترك هذا القطاع الحيوى للمعاناة وانعدام ابسط مقومات الحياة