03/06/2023
التاسع والعشرون من رمضان صباح الغدر .. وميقات الشيطان
لم ننسى ولن نغفر
صباح التاسع والعشرون من رمضان / الثالث من يونيو من العام الماضي فاضت اروحاً طاهرة نقية لبارئها من خيرة أبنا السودان نحسبهم شهداء والله حسيبهم، في مجزرة لم يشهدها السودان في تاريخه الحديث؛ غدروا وهم صيام، لا حرمة لشهر كريم ولا حرمة لدم ولا حرمة لعرض.
التاسع والعشرون من رمضان كان ميقات الشيطان بعد حشد كتائب الجنجويد وشياطين جهاز الأمن والشرطة ومعاتيه ومخبولين التنظيم الشيطاني بكل حقدهم وغلهم وتعطشهم للدماء وهوسهم الذي تربو عليه ومارسوه كعادتهم في وأد الأفراح مثل ما فعلوا في شهداء “حركة رمضان” وقتلهم ودفنهم احياء في ليلة الثامن والعشرون من رمضان 1990، وقتلهم شهداء “معسكر العيلفون” في الشهر الحرام وقبل عيد الأضحى المبارك 1998.
داهمت كتائب الشيطان ارض الاعتصام في هجوم غادر استبسل فيه الثوار والثائرات بكل شجاعة وأرغموهم على الانسحاب في هجومهم الأول وعادوا الكرة مرة بعد مرة ولكن الرصاص يغلب الشجاعة والجسارة، لم يكن موتهم سهلا بل كان عصيا كان موتاً عظيما كانوا بواسل، لم يقتلوا وهم مدبرين من الشياطين، بل حصدتهم آلة الموت في صدورهم ويالها من ميتة "صائما مقبلا غير مدبر" سقط الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الجريح وسالت الدماء، تراجع الثوار القهقرة ليحتموا ببوابات قيادة الجيش والقلعة المشيد سورها "قايلين الوراها نشامة"، في ظن الأحرار أن يجدو اخوان حامد ولكن لمن يكن هناك حامد ولا إخوته بعد تجريد الشرفاء من أسلحتهم لم يجدو غير خيالات واشباح قواتنا المسلحة طردوهم وضربوهم واغلقوا البوابات في وجوههم وتركوهم ليواجهوا مصيرهم ليوشح التاريخ ضباط وجنود القوات المسلحة بنياشين العار وانواط الخزي واوسمة الندامة؛ استشهد من استشهد وانسحب الثوار يحملون أهوال أكبر من أن تتحملها عقولهم، عاث الشياطين في أرض الاعتصام حرقاً وضربا وسحلا في الأحرار اغتصبوا الحرائر في صباح رمضان في فعل شيطاني لا تقبله اعراف ولا شرائع ولا يخطر على قلب بشر.
وبكل ما تحمل كلمة من معنى "استباحت" الشياطين العاصمة الخرطوم في هذا اليوم، فقدنا فيه خيرة شباب الوطن أكثر من 23 شهيد في ميدان الاعتصام وأكثر من 35 شهيد خارج حدود الاعتصام في أحياء العاصمة والولايات "حسب التوثيق في الصفحة" و«أكثر من 120 شهيد حسب توثيق لجنة الأطباء المركزية»؛ وأكثر من 30 مفقود.
نذكرهم جميعاً اليوم ونحن لم ننسى ولن نغفر، أكملوا العام وما زلنا ننتظر عبث لجان التحقيق والقاتل طليق، وأكباد الأمهات تتقطع جف دمعهم وبح صوتهم لكن دعواتهم تطارد القتلة تؤرق نومهم وتسلب عافيتهم، ولن يفلت الشيطان ولو تحصن.
اللهم انا نشهدك اننا نحبهم ونسألك اللهم في هذا اليوم في هذا الشهر العظيم أن تغفر لهم وترحمهم وتنزل عليهم رحمتك وعفوك وتنزلهم منازل الشهداء في مقعد صدق عن مليك مقتدر.....
الاعتصام رفه جناح اللهفة في روح عبد السلام
روعة جسارة عظمه والشهداء الكرام
عزم المتاريس العصية ودقه اوتاد الخيام
الاعتصام انفض في شارع القيادة العامة
لكن نبت في كل قطرة دم وقام
في كل بيت في كل قصة ثورة قدام
في كل شهقة وزفره في صدورنا اعتصام
في كل شهيد صعد عند الله محمود المقام
الليالي المالحة يا ليل المناحات
الدروب الفاتحة شريان البراحات
كانو في صدر القيادة كما السنابل والرياحين
احلامن اجنحة الفراشات ارواحن انفاس البساتين
متوسدين تعب السواعد الخضرا
والاحلام قمم هذه الارض لنا فليعش سوداننا علما بين الامم
واا حسرة الاولاد علي حسرة نشيدك يا علم
انحل توب السترة وانهدت عروض في الساحة واتباعت ذمم
تبت ايادي القتله والعسس الرمم
ياللآم ياللمصاب.....
لم ننسى ولم نغفر