في وقتٍ، ربما متأخر عن الحياة أو توقيتها، بدأتُ طريقي نحو نفسي، أحيانًا تعوزنا البداياتُ الصّحيحة، نبدأ من الخارج والآخر وننسى أنفسنا، نمارسُ الهروب كحلٍّ بتكلفةٍ نظنها أقل، نهرب من مشاعرنا، الحُب، الألم، الفرح، نهربُ من مُواجهة الأحداث.
نشعرُ بالتّخلِّي، بالوحدة، نغرقُ في متاهةٍ من الأسئلة، أحيانًا ينبغِي علينا أن نُغيِّر طريقتنا في وضع علامات الاستفهام، هل سنحصل على إجاباتٍ شافية..؟
لن يكون هذا متاحًا دائمًا، هناك ما هو أكثر من الوصول ومن نقطة النهاية.
سألتني صديقةٌ بعد غيبة أو غيبوبةٍ:
أين يَذهب الإنسانُ حين تَضيقُ به الحياةُ وترفضهُ نفسهُ ويتخلّى عنهُ المكان ويرحلُ عنهُ رفاقُ السّفر؟
في هذه الحلقة (الرحلة الداخلية) ليست إجابةً على السؤال، بقدر ما هي محاولة للحياة بما نملك من مشاعرنا البشرية.
#حتى_يكتمل_القمر
إيمان كمال الدين
ينضج واحدنا كحبة التمر ، ظاهرها ليِّن ونواتها أقسى من أن تلين
سعود السنعوسي
قيل إنّ من اقتربوا من حافة فقدان الحياة يعرفونها بشكلٍ أفضل، يختبر المرءُ منهم الكثير من المعاني، ويغدو بعضهم أكثر حكمةً وإدراكًا لمآلات الحياة، تلك الحكمة التي يتزيّن بها من بات على مشارف الستين من عمره أو أقل.
ولكن ماذا عن مَن هُم في مُقتبل الحياة، ومَن لم يقتربوا من حافة فقدانها؟
كيف للمرء منا أن يقترب من نفسه؟ أن يجد الرضاء واليقين خلف كل قدرٍ وحدث؟
في حياتنا محطاتٌ ومواقيت، لو أنّنا توقّفنا بُرهةً نتلمّسُ ما هو أبعد من مُستوى الإبصار؟
رمضان على سبيل المثال ميقاتٌ، مرةٌ في العام، هل تجاوزنا الإحساس بالصوم إلى أبعد من الشُّعور بالعَطَش والجُوع؟
هل اختبرنا قُدرتنا على الصّبر؟ ومِن ثَمّ الشُّعور بالماء يروى ظمأنا؟
هل شعرنا ونحن صائمون بغيرنا مِمّن ربّما نصف حياتهم رمضان؟
مُقدمة الحلقة الأولى من #حتى_يكتمل_القمر
إيمان كمال الدين