06/03/2024
ليست اللحظة التي عجز فيها عن علاج ابنته صبا _ وهو الطبيب الذي داوى الآلاف_ حينما كان يحيطها بذراعيه، وأحس بروحها وهي تنسل من روحه، هي أقسى ما تخبؤه ذاكرة الدكتور محمد ضاهر، الرجل الذي يعرفه أهالي شمال غزة عن قرب، لا يزال على عهده معهم إلى اليوم، سيظل آخر رامٍ وإن ترك الجميع جبالهم ..
هذا "أبو حسين" طبيب الفقراء وحبيب العجائز والأطفال، أخذت منه الحرب فلذة كبدٍ، فاستعاض عنها بفلذات: كل الأطفال إلي وصلوا المستشفى مصابين ولادي .. تربطني فيهم علاقة أبوية"، واحدة من بناته اللواتي كلأهن برعايته: كانت مصابة بجروح صعبة، بتر في نصفها السفلي وفقدت البصر، لما حملتها، قالتلي لا تنزلوني ع القبر عتمة.. هيا مش شايفة آنا بنآدم ولا ملاك، قلتلها لأ يابا أنا الدكتور محمد بدي أعالجك .. أنا أبوكي يا حبيبتي انتي عايشة وبخير .. لا تخافي" قال ذلك، ولم يجد كلانا ما يحمل عنه حزننا والقهر، سوى الدموع 💔