![مفترق الطريق السوري عندما بدأت الاحداث في سوريا كان على الحركة اولاً اللجوء الى سياسة التوازن الى حد كبير وخصوصا ان البد...](https://img4.medioq.com/953/223/1059326089532233.jpg)
06/08/2024
مفترق الطريق السوري
عندما بدأت الاحداث في سوريا كان على الحركة اولاً اللجوء الى سياسة التوازن الى حد كبير وخصوصا ان البداية كانت في تظاهرات شعبية وردود امنية مقابلة ولم تتطور بعد الى مراحلها الاخطر
وهنا حاولت الحركة ممارسة دور الوساطة باعطاء النصح في طريقة التعامل مع الاحداث وتخفيف القبضة الامنية والاستجابة الى المطالب الشعبية المحقة والمشروعة وخرجت ببيان متوازن يدعم تلك المطالب ويثني على الدور السوري شعبا وقيادة في احتضان الحركة مما يملي عليها عدم الانحياز الى طرف على حساب الاخر معتقدة ان هذا الموقف سيكون مقبولاً لدى جميع الاطراف وينأ بها عن النزاع ويحفظ لها دور الوساطة ولكن للاسف كان سقف طموح الدولة اعلى من ذلك وارادت استخدام ما اعتقدت انها ورقة في يدها حان وقت استخدامها ولابد للحركة من دعم الدولة ومساندتها في ازمتها ردا للجميل
وهذا ما كان مرفوضاً كليا لدى الحركة وادى الى اتخاذها قرارا صعبا ومفترق طرق قد يضر بها كثيراً ولكن تمسكها بنهجها ومسارها دفعها وخصوصا بعد تطور الاحداث الى ما لا يقبله دين او عقل او انسانية في التعامل مع الشعب وازدياد موجة الاحتجاجات وفي المقابل القمع والوحشية كل ذلك ادى الى اتخاذ الحركة قرار الانسحاب من سوريا والتخلي عن كل تلك المزايا والامتيازات التي كانت تحظى بها كما وانه انسحب بعد ذلك على علاقاتها مع ايران وحزب الله بعد انخراطهم في النزاع بشكل فج
ورغم كل الضغوطات والتضيقات الي مورست على الحركة من كافة تلك الاطراف ووقف الدعم بشكل جزئي ثم كامل رفضت الحركة الانصياع الا الى مبادئها ونهجها وانسحبت بجسمها الظاهر من سوريا وابقت على حاضنتها الشعبية من فلسطينية سوريا والتي هنا إيضاً تحملت الكثير من الضغوط والقمع مثلها مثل الشعب السوري مقتسمة معه الالم والتهجير والحصار ومخيمات الفلسطينيين في سوريا كانت خير دليل على ذلك وشاهد عيان على ما حصل من مجازر وتعامل وحشي ووضع قد يصل في الكثير من الاحيان الى اضعاف ما عاناه اهل البلد الاصليون
وهنا الجدير بالذكر ان الحركة قد اخطأت في ترك هذه الحاضنة الشعبية في تلك المعاناة رغم محاولاتها التخفيف عبر ارسال المساعدات والحملات الخيرية من خلال الشعرة التي بيقيت بينها وبين النظام ولكن المأساة كانت اكبر واعقد من ذلك وتتطلب مقومات اكثر بكثير لتحيد تلك الحاضنة عن ما يجري والذي كان اكبر من امكانات الحركة وبنيتها
وهنا تقاسم الفلسطيني الذي بقي في سوريا او المهجر او النازح الذي نزح عنها جنبا الى جنب مع السوري نفس الآلم ونفس المعاناة دون تميز ناهيك عن التضيق الذي كان يمارس على الفلسطيني في الدول المجاورة او للوصول اليها اكثر من السوري حامل جواز السفر النظامي وليس وثيقة لا يعترف بها احد
يتبع