13/11/2022
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد فكما أسلفت ووعدت البارحة في اعتذاري لحبيبي صلى الله عليه وسلم بنشر مديحيتي التي أسميتها "العصماء" لعظم وشرف من مُدِح بها.
أنشأتها في ٦٣ بيتا تيمنا بعدد سنين عمره صلى الله عليه وسلم.
وأنشرها الليلة ليلة الإثنين من شهر المولد النبوي الشريف ولسان حالي:
مدحتك يا خير الأنام ولم تكن
لمدحي فقيرا بل أنا المتكسب
وإني إذ أتكسبه بمدحه وأقصده بهمومي وذنوبي ليستغفر لي ربي لأنشد من صميمي قلبي قول الأعرابي حين وقف على قبره صلى الله عليه وسلم وخاطبه قائلا: إني سمعت قول الله عز وجل: ( ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمُهُ
فطاب من طيبهن القاع والأكمُ
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنُهُ
فيه العفاف وفيه الجود والكرم ُ
فبُشِّرَ ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قد غفر له ، فاللهم اغفر لي واجبر كسري وحقق مرادي ووالدي والمسلمين أجمعين، ولا تحرمنا من رؤية نبيك صلى الله عليه وسلم واجمعنا به في مستقر رحمتك في أعلى الجنان
ياليت شعري والمنايا أطوار
هل تجمعني وحبيبيَ الدار ..
نص القصيدة "الْعَصْمَاءُ"
1)أَلاَ يَـــا حَـمَــامــاً بِالْعَـشِـيَّـــةِ سَـجَّــعَــــا
أَهَــجْـتَ حَنِيـنَ الْقَلْـبِ حَتَّـى تَقَـطَّـعَــــا
2)حَـــنِينـــاً لِأَيَّــامِ الرُّبُــــوعِ الــــدَّوَارِسِـي
وَأَعْـــلاَمُ "أُمِّ النَّوْرِ" تُذْرِي الْمَـــدَامَعَـــــا
3)حَـنَانَيْنَـــكَ تِـذْكَـارَ الدِّيَـــارِ وَأَهْلِــــهَـــــا
وَأَفْــنَــانِ بَــانٍ بِ"الشُّقَيْقِ" تَـــــفَـرَّعَـــا
4)رُبُـــــوعٌ لَطَــالَــمَــا تَبَـــوَّجَ بَــــرْقُــهَـــــا
بِــدَجْـــدَاجِ نَـوْءٍ مُكْفَهِـــرٍّ حَـــوَى الٰبُـعَــا(عَ)
5)يَسِــــحُّ عَلَــى بُـــرْثٍ وَعِـــذْيٍ وَسَجْسَجٍ
قِــــرَاحٍ، ضَـوَاحِــيهَــا بِـهَـــا الْبَــذْرُ زَرَّعَا
6)وَغَــبْـرَاءَ سَـــرْدَحٍ وَمَــرْجٍ خَـــصِيبَــــــةٍ
مَــرِيءٍ مَـــرِيــعٍ كُـــلَّ عَـــامٍ تَـــرَيَّـــعَــــا
7)وَيَهْمِــي عَلَـى صُـمٍّ هِــضَـبٍّ وَجَــنـــدَلٍ
وَعَـــالٍ مِنَ الْآكَــــامِ أَرْفَــــعَ أَفْـــرَعَــــــا
8)وَيَـنصَـــبُّ شَـــلاَّلُ التِّـــلاَعِ لِــبَـطْــنِــــهِ
فَــيَصْتَـكُّ بِالصَّــــوَّانِ أَوْ يَـتَـصَـدَّعَــــــا
9)تَــــمَــعَّـــجَ مُــزْبِــداً وَنَــــــاءَ بِــــــــوَادِهِ
تَـتَـــرَّعَ فِيـهِ الْـجَرْيَ أَوْ صَـــارَ أَتْـــرَعـــاً
10)أَلَا رُبَّ أَكْـــــبَــاءٍ عَــــــــلَى جَـنَـبَاتِــــهِ
وَزَقْزَقَةُ الْأَطْــيَارِ تَحْـكِـي الضَّـفَادِعَــــا
11)فَرَوَّى حُـــقُــولاً كَالــشِّـعَـابِ وَنَخْـلِـــهِ
وَنَـبْــتــاً وَقِيـعَــانـاً وَأَرْضــــاً بَلاَقِعَــــا
12)فَأَضْـحَتْ نِجَـادُ الأَرْضِ ثُـمُّ وِهَـادُهَـــا
خَضِـيـراً وَقَـبْلاً كَانَ أَصْــفَرَ فَـاقِـــعَــــا
13)وَهَـبَّ الصَّـبَا كَـالْمِسْــكِ فَاحَ عَـبِيــــرُهُ
فَـــهَيَّـــجَ شُـــبَّـــانــاً وَنَــــوَّمَ رُضَّــعَــــا
14)تَــــنَــفَّــسَ مِنْهُ الْـجَـــــوُّ ثَـمَّ تَـأَرُّجــــاً
وَسَــمَّــدَ أَشْـجَـــــاراً وَدَوَّمَ أَرْبَـــــعَــــا
15) تُلَيْـــكَ لَـيَـالٍ قَدْ مَضَيْــنَ خَـوَالِيـــــــاً
يُـحَـرِّكْـنَ أَشْــجَاناً تَـرَكْـنَ مُصَـدَّعَـــــا
16)وَطَـيـفَ خَيَــالٍ مَـا أَرِقْـــتُ لِــمِثْلِــــــهِ
إِذَا مَـا أَتَـانِي بِالْـهَــزِيــعِ لِأَهْـجَعَــــــــا
17)أَبِــيــتُ بِهِ جَــذْلَانَ حَـزْنَانَ مُثْقَــــــــلاً
وَدَمْـــــعُ عُــيُونِي بِالْمَــآقِـي تَــجَـمَّعَــا
18)بِــلَيْـــلٍ بَهِيــمٍ طَــالَ أَوْبُ صَــبَاحِـــــهِ
كَمَا الـــرَّجْلُ فِي بَيْدَاءَ ضَــلَّ وَمَطَّـعَــا
19)أُعَــلِّلُ بِالْأَوْصَـــــالِ نَفْســـاً تَــكَــابَـدَتْ
عَلَيْهَا صُرُوفُ الدَّهْرِ جَـيْئـاً وَمَرْجِعَــــا
20)أَلَا يَا سَنَـــا فَجْــرٍ عَهِدْتُـــكَ مُجْــــــذِلاً
لِمَحْـــــزُونِ لَيْـــلٍ بِالْهُمُــومِ تَوَجَــعَــــا
21)غَيَـــايَـةُ حُـزْنٍ فَـوْقَ قَلْبـيَ خَــيَّـــمَـتْ
فَــمَا لِــيَ حُــزْنِي لَا أَرَاهُ تَقَـــــشَّـــعَـــا
22)تَحَسْحَسْتُ مِن نَــارِ الْهُيَـــامِ وَحَـــرِّهَا
كَمَا الْحَـــرُّ مِن نَارِ الضِّرَامَةِ أَوْجَـــعَـــا
23)فَيَــالَكَ مِن وَصْــــلٍ تَقَـــادَمَ عَــهْــــدُهُ
وَذِكْرَاهُ فِيهَــا الذِّهْــنُ طَــالَ وَأَذْرَعَــــا
24)لَيَالِــــيَ أَحْيَتْـهَـا الْأَنِيسَــــةُ بِــالْهَـــوَى
وَأَيْــنَــعَ فِـيهَا الْعِشْقُ حِيـناً وَأَمْـرَعَـــا
25)كَـــــلَامـاً رَخِـيماً قَـــدْ تَــنَـــــاثَـــرَ دُرُّهُ
دَلَالاً، بِحَــــــابُــــورٍ أَضَــــاءَ تَــلَـمُّـعَـــا
26)وَثَغْــراً إِذَا عَـن كَــالْأَقَاحِـي تَبَسَّمَـــتْ
كَـمَا الْبَـرْقُ فِـي وَدْقٍ تَبَـوَّجَ لَامِـعَــــــا
27)وَجِيداً كَجِيدِ الظَّبْيِ أَسْمَــرَ عَوْهَجـــاً
وَحَــالٍ،كَـأَحْلَى مَـا يَكُونُ وَأَمْـتَـعَــــــا
28)وَرَجْلاً طَوِيــلاً زَيَّنَ الْمَـتْـنَ نَـاعِــمـــــاً
وَأَسْـــوَدَ غِرْبِيــبـاً أَثِـيثــاً وَأَفْـرَعَـــــــا
29)وَعَيْنَــــاءَ كَالْمَــهَــاةِ تَــنظُــرُ طِـفْلَهَــــا
حَــــنُــونـاً تَعَـطَّـفَــتْ عَلَيْــهِ فَـدَعْـــدَا
30)وَحَـــوْرَاءَ دَعْجَــاءً كَعُـــوباً مَلِيـحَــــةً
تُنَسِّـي اللَّبِيـبَ الْعَزْمَ إِذْ كَـانَ أَزْمَـعَـــا
31)وَرَيَّـــانَةَ الْخَلْخَـالِ وَالشَّــوْذَقِ الــذِي
مَــتَـى مَــا أَرَادَتْ أَنْ يُنَــضَّ تَمَنَّـعَــــا
32)وَوَجْهــاً كَفَلْقِ الصُّبْحِ أَبْيَضَ مُشْرِقــاً
وَغَـــمَّازَتَـا الْخَــدَّيْنِ تَأْسُـــرُنِي مَعَــــا
33)أَيَــا هَيْــدَكُــــوراً عَيْطَبُـــولاً خَـرِيــدَةً
وَعَيْطَــــاءَ هَيْفَــاءً لَعُـــوبـــاً تَمَتُّعَــــــا
34)أَرَى الدَّهْرَ يَمْضِي عَكْسَ مَا كُنتُ رَاجِياً
وَإِغْـلَاقَ أَقْــفَــالِ الْوِصَــالِ مُـــمَــنَّــعَــا
35)فَـــلَا تَـيْأَسِــي مِ الْوَصْلِ فَاللّٰهُ فَــارِجٌ
لِكُــلِّ الصِّـعَـابِ الْقَاصِمَاتِ، الزَّوَابِـعَــا
36)هَجَاجَيْكَ يَا قَلْبِي عَنِ الْفِكْرِ فِي الْهَوَى
فَـلَـسْـتَ بِجَــانٍ مِــنْـــهُ أَيَّ مَـنَـافِـعَــا
37)وَعَــدِّ إِلَـى مَــدْحِ الْمَــدِيــحِ بِــأَحْمَــدٍ
مَـلَاذِ الْبَـرَايَـا، شَـافِـعــاً وُمُــشَــفَّـعَــا
38)أَمَـنْ مُــبْـلِـغُ الْـمَـاحـي بِــأَنَّ "عُـزَيِّــزاً"
قَــدَ اضْحَى أَسِيراً فِـي هَــوَاهُ مُلَوَّعَـا
39)يَــتُـوقُ إِلَــى مَــرْئَى مُـحَيَّــاهُ كُـلَّـمَــا
تَـــخَــيَّـلَــهُ وَصْــفــاً تَــعَـــنَّ وَدَمَّــعَــا
40)هُــوَ الْأَبْـلَـجُ الْــوَضَّــاءُ وَالْقَمَـرُ الـذِي
إِذَا مَــا بَــدَى لَــيْـلاً تَــأَلَّــقَ سَـاطِــعَــا
41)وَرَبْــعُ الْمَــقَـانَـاةِ الْــبَـيَـاضَ بِحُـمْـرَةٍ
قَـوِيــمٌ إِذَا مَــشَـى تَــكَــفَّــأَ مُــسْرِعَــا
42)وَذُو لِــمَّـةٍ بَـــيْـنَ الْجُعُــودِ وَسَبْـطِــهِ
وَذُو جُـمَّــةٍ عُــظْــمَـى تَـلَــفُّـتُــهُ مَــعَـا
43)جَلِيلَ مُـشَـاشٍ أَسْهَـلَ الْـخَدِّ أَدْعَـجَـا
جَـمِـيلاً يَفُـوحُ الْمِــسْكُ مِنْهُ تَـضَـوُّعَـا
44)دَرِيراً أَزَجَّ الْــحَاجِـبَــيْــنِ وَأَقْــــرَنـــاً
كَثِيفَ اللُّحَى ضَخْمَ الْـكَرَادِيسِ أَرْوَعَا
45)ضَلِــيـعَ فَــمٍ شَــثْـنَ الْأَكُـفِّ مُفَـلَّـجـاً
وَفَـخْـمـاً مُــفَـخَّمـاً رَفِيــعـاً سَـمَيْـدَعَـا
46)وَلَيْثاً هَصُوراً أَشْجَعَ الْأُسْدِ فِي الْوَغَى
[ إِذَا بَعْضُ مَن يَلْقَى الْحُرُوبَ تَكَـعْكَـعَـا ]
47)حَلِـيمـاً صَـفُوحـاً مَااسْـتَشَاطَ لِنَفْسِـهِ
جَلُـوداً، بِـهِ يُوقَى الْأَنَـامُ الـزَّعـازِعَــا
48)بَـنَـى الْـمَـجْدَ لِلْإِسْـلَامِ بِالْبَزِّ وَالْهُـدَى
وَشَـيَّــدَهُ صُـلْــــبـــاً وَعَــمَّـــرَهُ مَــعــا
49)أَلَا يَــا نَــبِـيَّ اللّٰــهِ، أَنـتَ وَسِــيـلَـتِـي
شَـفِـيعِي بِـيَومٍ لَا شَـفِــيعَ فَـيَشْفَعَــا
50)وَلَـيْـلاً عَـلَـى مَــتْـنِ الْبُــرَاقِ عَــلَوْتَـهُ
وَقَـدْ هَـاجَ جَذْلَانــاً وَغَـذَّ فَــأَسْــرَعَــا
51)سَـرَيْتَ إِلَى الْأَقْصَى وَمِنْهُ لِـمُـنْـتَهىً
عَــرَجْــتَ وَكُنـتَ الْقَـادِمَ الْمُتَطَلَّــعَا
52)تَهَلَّلَـــتِ السَّمَــاءُ حِـينَ وَطِــــأْتَـهَـــا
فَحَيَّتْكَ بِالْأَمْـلَاكِ وَالرُّسْلِ أجمعـــا
53)رَأَيْــتَ مِنَ الْآيَــاتِ كُـلَّ مُــعَـظَّـــــمٍ
فَمَا زَاغَتِ الرُّؤْيَا وَلَا الْقَلْبُ أُفْزِعَـــا
54)وَمِنْ قُرْبِ مَوْلَانـــاَ أَتَيْـتَ بِـقُـــــرْبِـهِ
إِذَا كَــظَّــــنَا أَمْرٌ تَكُــونُ لَنَــا دُعَـــــا
55)أَيَا خَيْرَ مَبْعُـــوثٍ أَتَيْتُــكَ مُرْهَــقـــاً
وَمَا كَـانَ وَقَّـــافٌ بِبَابِـــكَ أَضْيَعَـــــا
56)وَمَا خَابَ مَن كَانَ الرَّسُولُ شَفِيعَـــهُ
وَمَن كَانَ فِي جَنـبِ النَّبِــيِّ تَمَتَّعَــــا
57)فَإِن رَاعَنِــي خَـوْفٌ أَلُــوذُ بِحِصْـنِــهِ
وَمَن كَانَ فِي حِصْنِ الرَّسُولِ تَمَنَّعَـــا
58)أَلاَ يَا شَفِـيعِـي قَدْ أَتَيْــتُ وَفِـعْلَتِــي
لَـتَتْرُكُ مَغْضُوضـاً وَصَوْتِــيَ أَكْنَعـــاً
59)وَقَلْبِــيَ مَكْسُـوراً وَذِهْنِـيَ مُتْعَبـــــاً
وَرَأْسِيَ مَنكُــوساً وَوَجْهِـيَ أَسْفَعـــاً
60)مِنَ اللّٰه ذِي السِّتْرِ الْجَمِيلِ لِخَلْقِـــهِ
فَـكُن لِي شَفِــيعاً أَن يَجُـودَ تَبَــرُّعَــا
61) بِـعَفْـوٍ وَفَـضْلٍ ثُمَّ سِتْــرٍ وَرَحْــمَـــةٍ
وَعِــلْمٍ وَإِخْــلَاصٍ وَمَـا كَــانَ أَنفَـعَــا
62)وَرِزْقٍ وَحُسْنِ الْخَتْـمِ عِـندَ مَنِيَّتِـــي
وَجَنَّـــةِ رِضْـوَانٍ وَخُــلْــدٍ لِأَرْتَعَـــــــا
63)صَــــلَاةٌ وَتَسْلِيـــمٌ عَلَيْـــكَ تَجَــدَّدَا
بِـمِقْدَارِ أَنــفَــاسِ الْخَـلَائِــقِ أَجْمَعَــا
كتبه الفقير إلى رحمة ربه: محمد عبد العزيز محمدو
أم النوار بتاريخ:
١٤٤٤/٢/١٣هـ، الموافق:9/10/2022م