في العمق fialomk.com

  • Home
  • في العمق fialomk.com

في العمق fialomk.com موقع راي

07/01/2024

حديث الأحد.
دراجة أبي ...

بقلمي: د. ماءالعينين سعد.

وأنا احتسي قهوة الصباح، صباح يوم الأحد في أحد فنادق العاصمة الاقتصادية، المكان الذي نظم فيه منتدى اقتصادي دولي بمشاركة العشرات من الدول، والمئات من الفاعلين في حقل الاقتصاد، دخل إلى مقهى الفندق لتناول الإفطار أحد كبار رجال الأعمال بالبلاد، ولما لم يجد مكان شاغر، استأذن في الجلوس إلى طاولتي ..

فبادرني بالقول، أشعر بجوع فضيع، فلقد عدت للتو من حصة رياضة بالدراجة الهوائية، فمن مميزات هذا الفندق أنه يوفر هذه الخدمة لزبنائه، يقول جليسي ...

قدم نسفه قائلا أنا فلان واشتغل في الحقل الفلاني، وبدوري عرفته على نفسي، وانطلقنا في دردشة خفيفة ولطيفة ...

وبينما نحن كذلك تقدم للسلام عليه أحد رجال الأعمال المعروفين كذلك ولكن من مستوى أقل، فلم يتحرك من مكانه جليسي، ولم يقم للسلام عليه وكان بالكاد يرد على تحيته وسلامه بتحريك الرأس، في حين كان الآخر واقف كأنه تلميذ صف ابتدائي بين يدي ناظر المدرسة، جسمه كله يرتجف وهو يسلم على صاحبنا ...

وعندما رحل التفت إلى "نديمي" وال " النديم" في اللغة هو الجليس أو الأنيس، وعند العرب القدامى كانت تطلق على جليس الخمر، ولكنها تطلق كذلك على المرافق على الطعام ...
وقال أراك استغربت طريقة تعاملي مع هذا الذي كان وقفا الآن بين يدي ... !

خليني أقول لك السبب يا دكتور، عسى أن يبطل العجب !

أنا أعيش حالة غريبة، فلا أكاد أرى إلا الابتسامات على وجوه الجميع، الكل يتهلل وجهه للنظر إلي، الجميع يستقبلني بالترحاب وبفرح، الموظفين عندي يبتسمون في وجهي حتى عندما أوبخهم، أصحاب البنوك والشركات وكبار المسؤولين ينحنون عند السلام علي، موظفي وأصحاب المطاعم والمحلات التجارية الراقية يقفزون من الفرحة عند رؤيتي أدخل إلى محلاتهم، أقاربي وأصدقائي يفسحون لي الطريق عند مروري بينهم ويجعلوني أتقدم مواكبهم، ويخصصون لي صدر المجالس، يضحكون على أتفه النكت التي تخرج من فمي، ويثنون على كلامي وافكاري وآرائي حتى الاكثرها غباءا وبديهية، يصفوني بحكيم الزمان، وعقلية العصر الفذة التي لا تضاهيها العقول، كل هذا وأنا بداخلي أحس أن هذا مصطنع وليس حقيقي، وأنهم بدواخلهم قد يكونوا يحتقروني، ويعتبرونني حتى أقل شأن منهم، وأعلم علم اليقين أنها مجرد أطماع ومصالح ... !

لقد سئمت كل هذا، وانا محتاج لناس يعاملونني بشكل طبيعي، يكلمونني بكل تلقائية، يبتسمون في وجهي بصدق، ويقطبون حواجبهم ان لم تعجبهم تصرفاتي، يناقشون أفكاري وينتقدون آرائي، يحسسوني أنني مجرد إنسان مثلهم ... ولست حساب بنكي متنقل !

خليني أقول لك شيء يا دكتور ...

وأنا صغير زمن الدراسة، كان والدي يوصلني كل صباح للمدرسة على ظهر دراجته التي كان يستقلها للذهاب للعمل، وفي الطريق نمر على الجيران وجلهم ناس بسطاء من عامة الشعب، ويلقي والدي التحية، بعضهم يرد بأحسن منها والبعض الآخر يكتفي بالإيماء بالرأس المثقل بالمشاغل والهموم ...

أول محطة صباحية نمر منها هو صاحب الدكان المجاور لبيتنا "سي علي" يطلب منه والدي إرسال بعض الطلبيات التي تحتاجها أمي لإعداد طعام الغذاء إلى البيت مع صبي يشتغل معه، ونقف بعدها عند محلبة رجل طيب يستقبلنا دائما بابتسامة صباحية جميلة، يشتري لي أبي من عنده نصف درهم "حرشة" لأتناولها وقت الأستراحة بالمدرسة، و"الحرشة" هي نوع من الحلوى تصنع من السميد، والزيت والزبدة وتعجن بالماء، وبعدها نمر من أمام محل الجزار الذي ينظر لأبي نظرة غاضبة غير طيبة والسبب راجع لتأخر والدي عن أداء ما بدمته من دين مقابل كيلوغرام من اللحم كان قد اشتراه بمناسبة زيارة بعض الأقارب، وفي الطريق توقفنا جارتنا الحاجة "فاطنة" لتطلب من والدي المرور في طريقه على الإدارة التي كان يشتغل فيها زوجها المرحوم "الجيلالي" ويرى هل هناك من جديد في ما يخص المعاش التقاعدي الذي ما زالت تنتظره منذ وفاة زوجها قبل سنتين ... والحاجة "فاطنة" رغم بؤسها وحالتها الصعبة لا تنسى سؤال أبي عن والدتي وكل أسرتي فردا فردا، وفي الآخر تخرج من جيب جلبابها القديم المهترئ قطعة حلوى تهديني أياها مصحوبة بسيل من الدعاء الجميل بالتوفيق والنجاح ...

وعندما نصل باب المدرسة نجد عند البوابة الحارس واقف هناك ينظم عملية دخول التلاميذ، ويحرص على انجاز عمله بكل إخلاص وتفاني، وقد كان من معارف والدي القدامى، يدور بينهما حديث قصير، وتقريبا نفسه كل يوم، حول أحوالهما الشخصية، وأحوال الطقس وأحوال البلد، وهذه أمور قلما يطرأ فيها جديد، فينصرف والدي لعمله وأتوجه أنا صوب الصف الدراسي ...

تلك الأيام، كان كل شيء فيها جميل وطبيعي وإنساني وعفوي، وانا راكب دراجة أبي كنت أرى كل شيء على حقيقته، ومشاعر الناس ظاهرة على وجوههم، وأنا الآن محتاج وأبحث عن ناس كالذين كنت أراهم وأنا راكب خلفه ...

والله يا أخي صدقني عندما اقول لك بالنسبة لي دراجة أبي خير من طائرتي الخاصة ...

وإلى الاسبوع المقبل.

(إن أعجبك شاركه )

بقلمي: Saad Maelainin

31/12/2023

حديث الأحد.

البوناني ...

بقلمي : د. ماءالعينين سعد.

وأنا جالس أحتسي قهوة الصباح، صباح يوم الأحد اتصلت بي "قريبتي العزيزة" وطلبت مني مرافقتها لسوق المدينة عند خياط الملابس التقليدية، الذي يقصده الكثير من أفراد الأسرة منذ زمن طويل، البعض لتشكيل وخياطة ازياء جديدة، والبعض لادخال بعض الإصلاحات على ألبسة اشتروها سالفا، طلبت مني مرافقتها وفعلت، وهذا السوق هو أحد أكبر المراكز التجارية هنا، ويوجد بقلب المدينة القديمة، يحيط به سور عتيق وله أبواب متعددة ...

وعند دخولك للسوق تستقبلك رائحة الفشار، وأنواع المكسرات المقرمشة الشهية، التي تنتشر عرباتها في الأرجاء ...

أتخذنا أنا وقريبتي طريقنا بين دروب السوق صوب محل الخياط، وأول ما مررنا به محلات مقاهي ومطاعم صغيرة تقدم مأكولات تقليدية من حلويات ووجبات إفطار خفيفة، ووجبات كاملة كالطواجن والكسكس والأسماك، و تنبعث من المكان روائح تسيل اللعاب، كراسي هذه المحلات وطاولاتها بسيطة ومن الأخشاب، ولكنها ممتلئة عن أخرها بالرواد، والغريب أن أغلبهم من السياح الأجانب ...

وبعد التقدم أكثر داخل السوق تصل إلى مقطع منه مخصص لبيع المنتوجات الجلدية والصناعات التقليدية، من ملابس وأثاث ... ويلي مباشرة محلات العطارين، وهذا المكان بالضبط له سحر خاص، فما أن يمتلئ خرطومك برائحة ما يعرضونه من توابل وبهارات ومنتجات تقليدية "بلدية كما يقال بالدارجة" حتى تحس بحالة من النشوة والسعادة ... شخصيا هذا ما يحدث معي، وأتمنى أن لا يكون هذا دليل على حالة من الإدمان !
(فيما يخص كلمة خرطوم فقد وردت في القرآن في الآية " سنسمه على الخرطوم" ومن تفاسيرها الأنف)

وأخيرا وصلنا محل الخياط الذي استقبلنا بابتسامة عريضة وبكل الترحاب، أعطته قريبتي الملابس التي تريد إدخال إصلاحات عليها، وأخبرها أن الأمر لن يتطلب وقتا طويلا وبامكاننا الانتظار، أعطاني الخياط كرسي للجلوس، بينما فضلت "قريبتي" الذهاب للقيام بجولة عبر السوق، ولا أخفيكم سرا فأنا مثل الكثيرين من بني جنسي "الرجال" لا نحب كثرة التجول في الأسواق والمتاجر، وعندما أضطر للتبضع، أعتبر المسألة مهمة رسمية، أنطلق في خط سير محدد وواضح، وبأهداف محددة سلفا، أقصد المحل الفلاني، لشراء البضاعة الفلانية وأعود أدراجي في أسرع وقت ...

وربما كذلك من أسباب كرهي للتجول في الأسواق، عقدة تولدت عندي منذ الصغر، فقد كانت في بيتنا مساعدة لا زلت أذكر أسمها "عتيقة" تحب زيارة السوق الأسبوعي، وكانت تحبني كثيرا وتصحبني معها في جولاتها تلك، والتي كانت تمتد لساعات طوال تحت الشمس وبين غبار وأتربة أسواق ذلك الزمن، وليس كما هو حالها اليوم حيث أصبحت اكثر نظافة وأكثر تنظيم، ومنذ ذلك الوقت كرهت السوق والتجوال فيه ...

أعطاني الرجل الكرسي، فقلت مع نفسي جيد، فالجلوس هنا لبعض الوقت فرصة للمشاهدة والتأمل والاطلاع على أحوال السوق ورواده من هذا الموقع ...

"بونجور مادام ... بيانفونو" يقول صاحب متجر بيع الحلي المصنوعة من الفضة الملاصق لمحل صديقنا الخياط بلغة فرنسية ركيكة لبعض السائحات الأجنبيات، واللاتي من كلامهن يتضح أنهن لم يفهمن ما يقوله بائع المصوغات، فتجاهلن كلامه، فهن يتحدثن بلغة، غالبا من لغات دول أوروبا الشمالية أو كما يسمون الاسكندنافيون، وأشكالهن تدل على ذلك، طوال القامة، بشرتهن أبيض من الحليب، عيونهن كعيون قطط سيامي، وتظنهن خرجن للتو من شاشة التلفاز وبالضبط من مسلسل "the viking" ...

والمسلسل هذا يحكي جزء من تاريخ شعوب أوروبا الشمالية، تقريبا الشعوب التي تقطن حاليا دول "الدنمارك، النرويج، والسويد" ... حلقاته مليئة بالأحداث الجميلة والرائعة، وكثير من الحروب الدامية، وأحيانا مشاهد مقززة ومنافية للفطرة السليمة، وباختصار تدور أحداث المسلسل حول شخصية "راغنار لورثبروك" الذي كان أحد أكبر الأبطال، ورمز من الرموز التاريخية في تلك البلاد، وبحسب رواية المسلسل، فلقد تمكن هذا المحارب من توحيد قبائل وإمارات وممالك إسكندنافية تحت قيادته في جيش كبير، وعبر به البحار واستطاع السيطرة على جزء كبير من أراضي المملكة المتحدة، وتمدد في حروبه وغزواته حتى وصل إلى العاصمة الفرنسية "باريس" ...

وفي الجهة المقابلة لمكان جلوسي عند مضيفي الخياط، يوجد محل يبيع الساعات، كل أنواع الساعات، بانيراي panerai ، باتيك فيليب patek philppe ، بولغاري bvlgari، الروليكس Rolex ، وهذه الساعات أثمنتها عشرات بل مئات الآلاف من الدراهم، ولكن بطبيعة الحال الأصلية منها، أما هذه الذي تباع هنا، فهي مجرد نسخ مقلدة، واثمنتها بضع مئات من الدراهم فقط، وهذا ربما السر وراء تكدس المحل بالزبناء الراغبين في الظهور بمظهر الأثرياء في المجتمع بأقل ثمن ممكن ...

وبالقرب من صاحب الساعات يتواجد محل مخصص لبيع الهواتف النقالة واكسسواراتها، وكذلك مختلف الآلات الإلكترونية، فتجد عندهم الأنواع البسيطة الموجهة لمحدودي الدخل، وبالمقابل الأكثر تطورا وأخر ما أنتجت التكنولوجيا، سامسونج آخر موديل، آيفون جميع النسخ، والهواتف الصينية من جميع الماركات، وباقي المنتوجات التي قلما تجدها حتى في أرقى الأسواق الأوروبية ... والذين يشتغلون في تلك المحلات من كثرة تجاربهم في هذا الميدان أصبحوا خبراء في عالم الإتصال والتكنولوجيا حتى بدون ولوج معاهد متخصصة ... !

وبينما أنا غارق في حالة التأمل، تعالت الصرخات من إحدى جنبات السوق غير بعيد عن المكان الذي أتواجد فيه، وبدأ الصوت يقترب مني بالتدريج، فإذا بهم شخصين قادمين من بعيد، يظهر من حالهما أنهما متسولان، وكل واحد ممسك بتلابيب الآخر ويشتمه بأقذع الألفاظ، وما فهمت من كلامهما أن المسألة تتعلق باستيلاء أحدهم على موقع إستراتيجي في السوق، كان الثاني يتخذه مكانه وملكيته الخاصة لممارسة مهنته كمتسول محترف ...

وحرفة التسول هذه بحسب العديد من الشهادات، تجارة جد مربحة وتذر على أصحابها مبالغ ضخمة، يجنون منها ثروات كبيرة، وبطبيعة الحال مقابل هدر الكرامة وماء الوجه، والدليل هو القصص المتواترة عن العثور على أموال طائلة في أكواخ كان يسكنها متسولون محترفون بعد وفاتهم، وهم في حالة مزرية ...

وعندي صديق يقول أنه يفضل البحث بنفسه عن المحتاجين من الأرامل واليتامي والمحتاجين، والوصول إليهم، ومساعدتهم بدل من إعطاء صدقاته لمحترفي التسول ...

رجعت "قريبتي" من جولتها وكان الخياط قد أنهى العمل، رحلنا عن المكان، وفي طريق الخروج من السوق عرجنا على بائع حلويات لأقتناء البعض منها، فهذه من الأمور التي تعودنا عليها في الصغر مع أمهاتنا الكرام، وأصبحت عادة جميلة ...

وقبل أن أختم أحداث قصة هذا الأحد، سأجيبكم على السؤال الذي قد يتبادر إلى أذهانكم الآن، وهو ما علاقة العنوان أعلاه "البوناني" بمقال هذا اليوم، فأقول لكم أنه لا ترابط بينهما ... !

أنا فقط قلت أن اليوم آخر ايام السنة الجارية، والليلة هي ما اصطلح على تسميتها بالدارجة المفرنسة ب "البوناني" أي "السنة الجديدة الجيدة أو الطيبة او السعيدة أو ما شئت" وقلت أذكرها من باب المشاركة والدلو بدلوي حتى أنا في النقاش الدائر هذه الأيام، وفي كل فترة يقترب فيها موعد ليلة رأس السنة الميلادية، النقاش حول الاحتفال بها، هل هو حلال أم حرام، وماهي أفضل الأماكن لقضاء الليلة فيها، وماهي أفضل العروض التي تقدمها الفنادق والمطاعم للساهرين فيها والساهرات، والعابرين إلى العام المقبل على أنغام رباعيات عمر الخيام ... " فما أطال النوم عمرا ... ولا قصر في الأعمار طول السهر ".

فقط هذا كل ما في الامر ... !

وإلى الاسبوع المقبل، والعام المقبل، ودامت لكم الصحة والعافية.

(إن أعجبك شاركه)

بقلمي : Saad Maelainin

20/12/2023

أجمل ما في الصحة أنها لا تنافق، من يعتني بها ترد له الجميل والعكس.

19/12/2023
17/12/2023

ليلة طيبة على الناس الطيبين الكرام
🌹❤️

17/12/2023

🔴 التنسيق الوطني لقطاع التعليم يقرر مواصلة الإضراب

17/12/2023

حديث الأحد.

جبل طارق ...

بقلمي: د. ماءالعينين سعد.

وأنا أحتسي قهوة الصباح، صباح يوم الأحد بمقهى بعيد هذه المرة عن المكان المألوف، وبالضبط بمقهى صغير تحت فندق "Marina Victoria" بالجزيرة الخضراء، جنوب إسبانيا، وهذا المقهى لا يبعد كثيرا عن الميناء الذي يستقبل يوميا عدد كبير من البواخر التجارية وبواخر نقل المسافرين والمركبات ...

وكنت قد وصلت الليلة الماضية من ميناء طنجة المدينة، عبر رحلة استغرقت ما يقرب من أربعين دقيقة عبر البحر ...

هذا المقهى مملوك لمهاجر من أصل مغربي، ويحج إليه المهاجرين من جميع أنحاء المدينة، ويعتبر محطة استراحة بالنسبة للقادمين من شمال إفريقيا صوب مختلف البلدان الأوروبية ...

دخل المقهى زوجان من ذوي البشرة الشقراء، وجلسا يتناولان فطورهما وبعد الإنتهاء سئلا النادل بلغة إسبانية ركيكة عن كيفية الذهاب إلى جبل طارق، وهو الذي يبعد عن هذا المكان بثلاثين كيلومترا تقريبا، وجبل طارق هو قطعة أرضية صغيرة ملتصقة بتراب المملكة الإسبانية، وتقع على ضفة البحر الأبيض المتوسط، وقد قلت أنها ملتصقة باسبانيا لسبب بسيط، فهي تابعة للتاج البريطاني بالرغم من تواجدها جغرافيا داخل إسبانيا ...

لم يفهم النادل سؤال الزوجين، وأنا كنت قد لاحظت عند دخولهما أنهما يتحدثان باللغة الروسية، فتدخلت للمساعدة، بحكم إتقاني لتلك اللغة ...

فقلت لهما أنه ومن حسن الحظ، أنا كذلك سأقوم بزيارة صخرة "جبل طارق " هذا الصباح ويمكن لهم مرافقتي، فاعجبتهم الفكرة وأستقلينا الحافلة صوب وجهتنا ...

وصلنا الحدود بين إسبانيا و "جبل طارق" وهناك الجميع مطالب بالقيام بالإجراءات القانونية التي تطبق عند الحدود الدولية كالادلاء بجواز السفر و التأشيرة، عبرنا الحدود وشاهدت بعيني أروع مشهد ممكن يصادفك، الطريق الذي نمر منها تخترق مدرج مطار المدينة، فبسبب ضيق وصغر المساحة، جبل طارق يتوفر على مطار فريد من نوعه، حيث المدرج الذي تنزل فيه الطيارة، جزء منه هو طريق عمومي، يتم فتحه طوال النهار لمرور الأشخاص والسيارات ويغلق لبضع دقائق بحبل طويل لتتمكن الطائرة من الهبوط على أرضية المطار، فتراها تنزل مباشرة أمامك على بعد عشرات الأمتار فقط ... في منظر جميل ومذهل !

توغلنا أكثر في إتجاه مركز المدينة، حيث توجد محطة "التيلفيريك" التي تنقل الزوار والسياح من سطح الأرض إلى أعلى الجبل حيث يمكن للزائر أن يطل على مضيق جبل طارق من الأعلى في نقطة يلتقي فيها البحر الأبيض المتوسط مع المحيط الأطلسي، وتتراءى لك الجزيرة الخضراء الإسبانية من بعيد وفي مقابلها في الطرف الآخر أرض المملكة المغربية ...

مشهد أقل ما يمكن يوصف به أنه ساحر ... !

وفي أعلى قمة الصخرة تستقبلك قطعان من القردة تنتظر الزوار لتستمتع بما تجود به أيديهم من طعام وحلوه وبسكويت ...

وبعد رجوعنا للأرض، فاجأني العامل المشرف على تشغيل "التيلفيريك" (والذي تظنه للوهلة من أهل البلد) بالسؤال وبالدارجة المغربية، هل أنت من المغرب ؟ أنا كذلك أصولي مغربية، ولكن أعيش هنا منذ أربعين عاما ... !
واستطرد في الحديث يحكي قصة قدومه إلى هذا المكان، فقال: منذ عشرات السنين حدث خلاف بين الحاكم الإسباني السابق " الجنرال فرانكو" والسلطات البريطانية فقرر "الجنرال" كرد فعل، الانتقام بمعاقبة جبل طارق فمنع الإسبان من الدخول إليه للعمل بهدف تعطيل الحركة الاقتصادية، حيث كان الاسبان يمثلون النسبة الكبيرة من اليد العاملة التي تسير "الجبل"، فلم تجد السلطات البريطانية من حل إلا اللجوء لليد العاملة المغربية للخروج من المأزق، فهكذا جئت إلى هنا أنا والعديد من الإخوة من المغرب، وأصبحنا جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، نتمتع بالجنسية البريطانية وأولادنا ولدوا وترعرعوا هنا ...

أكملنا جولتنا أنا ومرافقي الروسيين بجبل طارق ورجعنا إلى مكان إقامتنا بالفندق، بالجزيرة الخضراء، وعند وصولنا عرض علي الروسي وزوجته مرافقتهم للعشاء وقضاء السهرة معا، فرفضت عرضهما بلباقة وانسحبت ...

وفي الليل بينما أنا نائم في غرفتي سمعت صوت صخب وضوضاء قادم من الرواق، واناس يصرخون بالاسبانية والروسية، حاولت أن اتجاهل تلك الأصوات ورجعت للنوم بسبب التعب الشديد ...

وفي الصباح الباكر حملت حقيبتي للرحيل، وبينما موظف الاستقبال يقوم باجراءات تسجيل خروجي، سألته عن سبب الهرج والمرج الذي حدث البارحة ونحن نيام، فقال لي إنهما الزوجين الروسيين رجعا البارحة في وقت متأخر من الليل، وفي حالة من السكر الطافح، فتشاجرا في غرفتهما وكسرا محتويات الغرفة واضطررنا لاستدعاء الشرطة، فتم اعتقالهما واقتيادهما للمخفر، فحمدت الله أنني لم أقبل دعوتهما للعشاء والسهر، وإلا لحدث ما لم يكن في الحسبان ...فحملت حقيبتي ورحلت.

وإلى الاسبوع المقبل.

بقلمي: Saad Maelainin

(إن أعجبك شاركه )

صباح النور والهناء على الأرواح الطيبة الجميلة ... 🌹❤️
17/12/2023

صباح النور والهناء على الأرواح الطيبة الجميلة ... 🌹❤️

16/12/2023

بعض الكلمات تخترق القلوب وتُحْيِيهَا، وتُذْهِلُ العقول فتذهب بها.

15/12/2023

عندما يصبح الصحفي خبر

"إصابة وائل الدحدوح"
💔😢

صباح النور والتيسير والبركة على الأنفس الكريمة ❤️🌹
15/12/2023

صباح النور والتيسير والبركة على الأنفس الكريمة ❤️🌹

14/12/2023

الشجاعية إسم على مُسَمَّى

13/12/2023

ليلة سعيدة أصحاب
الأرواح النقية
🌹❤️

13/12/2023

أنجح في هدوء
فكل ذي نعمة محسود

صباح النور والهناء والتيسير عليكم جميعا ... 🌹❤️
12/12/2023

صباح النور والهناء والتيسير عليكم جميعا ... 🌹❤️

11/12/2023

لم تنجح أي عملية إبادة في التاريخ لأن ما خُلِقَ بإرادة الله لا يفنى بإرادة البشر

صباح النور والتيسير وبداية أسبوع سعيدة ... 🌹❤️
11/12/2023

صباح النور والتيسير وبداية أسبوع سعيدة ... 🌹❤️

10/12/2023

ليلة سعيدة لقلوبكم الطيبة
🌹❤️

10/12/2023

والله ما رأيت طوال حياتي إنسان طغى وتجبر، إلا ورأيته ينكسر وينهار بسرعة وبشكل عجيب، سواء في حياته أو بطريقة مماته

10/12/2023

🔴 الجزيرة تقول أن
الملثم سيتحدث بعد قليل

10/12/2023

ديموقراطية الغرب اليوم هي وسيلة الأقوياء لتنظيم العلاقة فيما بينهم، والتداول على استغلال الضعفاء بفاعلية، تماما كقوانين المافيا

10/12/2023

حديث الأحد

إبن الناس ...

بقلمي: د. ماءالعينين سعد.

(أحداث هذه القصة من وحي الخيال، وأي تطابق بينها وبين الواقع هو من قبيل الصدفة)

وأنا احتسي قهوة الصباح، صباح يوم الأحد في المقهى المعهود، جلست غير بعيد مني شابة في العشرينات من عمرها، تضع نظارات سوداء ولباسها شيك (أنيق)، ومرة مرة تلقي نظراتها إلي وتبتسم إبتسامة خفيفة، وتسآلت مع نفسي، ما السر وراء هذه الابتسامة، وهذه النظرات ؟

ولن يدوم استغرابي طويلا فلقد قامت الشابة من مكانها وتوجهت نحوي واستأذنت بالجلوس، وما إن فعلت حتى بادرتني بالسؤال هل أنت فلان ؟

وبعدما تأكدت من شخصيتي، قالت لي أنها من المتابعين الدائمين والقدامى لي على مواقع التواصل الاجتماعي وأن أسمها "مريمة" وأنها كانت تحاول التواصل معي منذ زمن طويل ولم تجد لذلك سبيلا ...

رحبت بها وسألتها عن حاجتها، فقالت أنها ترغب في إخباري بقصتها لعلها تجد في ذلك بعض المتنفس من الضغط الكبير الذي تعيشه منذ سنوات طوال جراء ما تعرضت له ... !

فوافقت على أن أسمع حكايتها...

قد يظن الناظر للوهلة الأولى، ومن يرى ما أنا عليه من حالة مادية جيدة، أنني من أسرة غنية تقول "مريمة"، لباس باهض الثمن، وعطر فاخر، وسيارة جديدة، ولكن العكس تماما، أنا من أسرة فقيرة من إحدى القرى في محيط العاصمة ... وقصتي ابتدأت بعدما نلت شهادة الباكالوريا وتوجهت للدراسة بالجامعة في العاصمة ...

عند بداية السنة الدراسية، جمع لي أهلي ما تيسر من المال ومن المؤونة والطعام، ورحلت صوب العاصمة، فكان سكني ومقامي في الحي الجامعي، فمثلي لا إمكانية لديهم لاكتراء شقق، ولا طاقة لي على مصاريفها، وكان من المفترض أن اقتصد في كل شيء حتى أتمكن من العيش على المنحة الدراسية الهزيلة التي تمنحها الدولة للطلبة ...

وفي أول عطلة أسبوعية منذ مقدمي للعاصمة، توجهت أنا وزميلتي في الحي الجامعي لمقهى بوسط المدينة لقضاء بعض الوقت، والتجول بعدها في بعض الأسواق والمحلات، وفي المقهى جلس في الطاولة المجاورة لنا رجل يبدو عليه الاحترام، لباسه أنيق، وشكله يوحي بالثقة، ولست اتذكر كيف وقع هذا بالضبط ولكن، ماهي إلا ساعات حتى كنت جالسة في الغرفة بالحي الجامعي وأدردش عبر الواتساب مع هذا الرجل الغريب الذي كان يجلس بمقربة منا في المقهى ...

ولست أدري كيف وقع هذا كذلك، حتى وجدت نفسي أتنقل مع هذا "الغريب" من مقهى جميل، إلى مطعم راقي مرورا بفندق مصنف من فنادق العاصمة !

أغدق علي "الغريب" من جميع أصناف الهدايا، ساعات غالية الثمن، وعطور فاخرة، وألبسة لم أكن أحلم يوما أن ارتديها، أو حتى أمر من أمام المتاجر الذي تباع فيها !
صرف علي من ماله ووقته بلا حدود ...!

لقد جعلني هذا "الغريب" أحس أنني أميرة وأن العالم كله تحت تصرفي، وأن المجموعة الشمسية تدور حصريا حول شخصي ...

وفي أحد الايام وأنا في قمة النشوة والسعادة السالبة للارادة، سلبني كل شيء، وأخذ مني الشيء الوحيد الذي كنت أملك مع فقري ...

بدأ الأمر بالحب، وتطور لاستغلال شخصي، وبعدها أصبح الاستغلال عمومي ...

لست أعلم كيف وصل بي الأمر لهذا الحال، ولكني وجدت نفسي أصبحت سلعة يقدمني "الغريب" كوجبة بعد العشاء لمن يدفع الثمن، أو لمن بيده حاجة يقضيها له ...

أصبح يبيع جسدي بأثمان يقبضها، وفهمت أن كل ما كان يفعل أول الأمر معي كان مجرد استثمار، واصبح يقبض الأرباح أضعافا مضاعفة، وعلمت لاحقا أنني لم أكن الأولى، وحتما لن أكون الأخيرة، فهو في بداية كل سنة دراسية يبحث عن مثلي من الفرائس، الصغيرات القادمات للعاصمة من البوادي المجاورة، فيغريهن بسحره وسحر المدينة، حتى يسيطر على عقولهن ويتمكن من أجسادهن، فيدخلهن أسواق تجارة المتعة ويبيع للذي يشتري ويقبض هو الثمن ... !

وبصعوبة بالغة تمكنت من الافلات من قبضته تقول "مريمة" ولكن بعد فوات الأوان، فلقد حطم في كل شيء ...

والآن بعدما كنت أسيرته، صرت أسيرة نفسي الأمارة بالسوء، وأسيرة كل من يدفع أكثر ...

من ابن الحرام هذا (عذرا على العبارة) سألتها في انفعال ؟!

لا لا يا دكتور لا داعي للشتيمة فهذا ليس ابن حرام، إنه ابن أسرة كريمة ... !

إنه ابن ناس ... وهم لا ذنب لهم، ولا هم يعلمون !

وإلى الاسبوع المقبل.

(إن أعجبك شاركه )

بقلمي : Saad Maelainin

09/12/2023

غرة (بنقطة فوق الراء) الصغيرة، ستغير وجه هذا العالم الكبير إلى الأبد.

09/12/2023

نشرت فيديو عن مضار الكحول من ناحية صحية، فعلق البعض لماذا لم تقل أنه محرم دينيا، وقال آخرون العكس أنت تبالغ في مضاره !

08/12/2023

بعض الأرواح قيمتها أعلى عند أهل الأرض، وبعضها الأخر قيمتها أعلى عند خالق الأرض.

07/12/2023

هم يرحلون إلى السماء عند أرحم الراحمين، ونبقى نحن على الأرض مع أعتى الظالمين.

06/12/2023

ما يحدث اليوم في تلك الأرض الصغيرة البعيدة، غدا سيتسبب في زلازل سياسية واقتصادية لن ينجوا منها أحد، وتذكروا كلامي هذا !

06/12/2023

قد تفيض هذه الدماء والدموع نهرا جارفا لا يبقي ولا يذر

06/12/2023

أطيب أصناف الحب وأكثره صمودا أمام تقلبات الزمن ذلك الذي لا يكلف أطرافه فوق ما يحتملون

Address


Alerts

Be the first to know and let us send you an email when في العمق fialomk.com posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to في العمق fialomk.com:

Shortcuts

  • Address
  • Telephone
  • Alerts
  • Contact The Business
  • Claim ownership or report listing
  • Want your business to be the top-listed Media Company?

Share