08/12/2024
"رحمة عابرة: قصة امرأة غيرت مصيرها بسقي كلب"
*في أحد الأيام التي امتلأت بحرارة الشمس اللاهبة، كانت هناك امرأة تسير في طريق طويل، وقد أثقلت حياتها بالذنوب والخطايا، حتى أصبحت تُعرف بأنها بغيٌّ في قومها. لم يكن في يومها ما يشير إلى تغير قادم، لكن الأقدار كانت تحيك شيئًا مميزًا.
كانت المرأة تشعر بالعطش الشديد، وبينما تمشي وقد أنهكها التعب، لمحت بئرًا في وسط الطريق. دنت من البئر ونزلت إلى داخله لتشرب الماء. ملأت يديها بالماء البارد وشربت حتى ارتوت. ثم خرجت، لتجد مشهدًا غريبًا أمامها.
رأت كلبًا مسكينًا، يلهث بشدة، وقد بدا عليه العطش حتى إنه كان يحاول أن يأكل التراب الرطب لعله يجد فيه شيئًا يروي ظمأه. توقفت المرأة ونظرت إلى الكلب، فشعرت بشيء غريب في قلبها. لقد كان مشهد الكلب يُذكرها بعطشها قبل لحظات، وكيف كانت البئر طوق النجاة لها.
رغم كونها امرأة يراها الناس بخطيئتها، إلا أن رحمة مفاجئة اجتاحت قلبها. لم تستطع تجاهل معاناة الكلب. عادت إلى البئر مرة أخرى، لكن هذه المرة لم يكن معها وعاء لتحمل الماء. خلعت خفها، ونزلت إلى البئر من جديد، ملأته بالماء، ثم أمسكت به بفمها لتتمكن من الصعود مجددًا دون أن ينسكب الماء.
خرجت وقد أرهقتها المهمة، لكنها لم تهتم، فقدمت الماء للكلب المسكين. أخذ الكلب يشرب بنهم حتى ارتوى، وبدأ يستعيد قوته تدريجيًا. وقفت المرأة تنظر إليه، وشعرت براحة غريبة تغمرها.
ما لم تكن تعلمه هذه المرأة، أن هذا الفعل الصغير كان في ميزان الله عظيمًا. فقد شكر الله لها رحمتها بهذا الكلب، وغفر لها كل ذنوبها، وكتب لها الجنة.
تظهر هذه القصة أن الرحمة، ولو بأبسط صورها، قد تغير مسار حياة الإنسان بأكمله. إنها رسالة للجميع أن الأبواب إلى رحمة الله كثيرة، وأحيانًا تكون أبسط مما نتخيل، لكنها تتطلب قلبًا يشعر ويتحرك لمساعدة الآخرين، حتى لو كانوا مجرد كلب أو مخلوق ضعيف.