24/07/2023
التغذية السليمة
كان البحث في مجال التغذية منذ آلاف السنين عند مختلف الحضارات و كان الاعتقاد السائد هو علاقة الأكل الوطيدة بالامراض و المزاج. ثم مع تقدم العلم و تفرع التخصصات ظهر خلال القرن الماضي ما يصطلح عليه علوم التغذية بمفهومها العصري، و كان أول اكتشاف علمي هو عزل الثيامين أو ما يعرف بفيتامين B1 ثم توالت الفتوحات في المجال و عزل كل الفيتامينات و تصنيفها و تم تطوير علوم التغذية من أجل القضاء على سوء التغذية و تحسين صحة الإنسان.
و من هنا ظهر المفهوم السائد في علوم التغذية ألا و هو تصنيف الاغذية الى مغذيات كبرى ( السكريات، البروتينات و الدهنيات) و مغذيات صغرى ( فيتامينات، أملاح معدنية) هذه النظرة الاختزالية جعلت مفهوم التغذية مبسطا و تم حصر الأمراض العصرية التي انتشرت بشدة سببها السكر و الدهون و تم الربط بينهم بشكل كبير و "حصري".
انطلاقا من التسعينات وقع تغيير كبير في أسلوب البحث و تطورت الأبحاث فتم الاتفاق بين مختلف المختصين أن الأمر أكثر تعقيدا، فتبين أن نمط العيش و أسلوب الأكل و الطهي، و طريقة التعامل مع الأكل تسبب الأمراض و ليس فقط الدهون و السكريات. لكن قبل أن نتطرق لهذه النظرة الجديدة سنفصل في سلسلة المقالات المقبلة التصنيفات التقليدية ( سكريات، الدهون و البروتينات) و اهميتها للجسم كما أن مصدر هذه المغذيات له دور كبير جدا في كونها مفيدة أو مضرة كل هذا من أجل بناء ثقافة غذائية تجعل المتتبع يستطيع أن يحلل بنفسه و يفهم ماهية غذائه. فالتغذية السليمة أساسها فهم الشخص لما يأكل و كيف يأكل.
في المقال المقبل بإذن الله سيكون مخصصا للمغذيات الكبرى و تفصيل في مصادرها و اهميتها للجسم.