07/10/2023
📕 قصة الملك و الوزير المخلص 📕
حُكِيَ أنه في قديم الزمان كان هناك ملكاً قد عرف بعدله و حكمته وحب الشعب له وكان لديه وزير لا يقل عنه في الحكمة و تطبيق العدالة وذات يوم جاء تاجر الأثواب الفخمة من الهند عند الملك أهديت للملك ثياب نساء فاخرة من أحد الأقاليم البعيدة ليسمح له الملك بتجارة في بلده . وافق الملك على طلبه وخرج التاجر من عند الملك . فأمر الملك وزيره أن يرسل الخادمة لتنادي زوجاته فجاءت زوجاته وقد بسط الثياب لتختار كل واحدة منهنَّ ما يُناسبها فجعلنَ ينظرن وهنَّ متحيرات وأثناء ذلك رفعت إحداهن رأسها فنظرت إلى الوزير الواقف قريباً كأنها تسـتـشـيره أي الثياب أجمل ؟ فما كان من الوزير إلا أن أشار إليها بعينه اليمنى بسرعة نحو إحدى الثياب فوقعت عين الملك على الوزير وهو يغمزها لزوجتهفشعر الملك بالغضب والغيرة وهو يرى ردة فعل الوزير تجاه زوجته. قرر الملك أن يعاقب الوزير على هذه الخطيئة، لذا أمر بإغلاق الباب وأمر جنوده بإلقاء القبض على الوزير وحبسه في الزنزانة.
بعد وضع الوزير في الزنزانة، عاود الملك التفكير في قراره وراجع تصرفه. شعر بالندم على قراره العجول وتسرعه في إصدار حكم السجن على الوزير الذي كان صديقاً ومستشاراً له طوال فترة حكمه.
تذكر الملك كل الأوقات التي قضاها مع الوزير وكيف أثبت وفائه وحكمته في العديد من المواقف الصعبة. أدرك أن الوزير لم يكن يقصد الإساءة أو الخيانة، بل ربما كان يحاول تقديم نصيحة لإحدى زوجات الملكية لا غير .
بعد أن انتابته مشاعر الندم والحزن على تصرفه العادل، قرر الملك أن يتوجه إلى الزنزانة للقاء الوزير ويعتذر علناً له. عندما وصل إلى الزنزانة، وجد الوزير يجلس هناك بنظرة هادئة ومتفهمة.
تحدث الملك بكل صراحة وشرح للوزير أسباب غضبه وسجنه، وأظهر ندمه العميق على اتخاذ قرار عقابه. استمع الوزير بتركيز وثم تقدم وقال بصوت هادئ: "أعلم ما يجب أن أكون عليه كوزير، وأعلم أنك كنت تعاملني كصديق ومستشار. أصفق لك على صبرك و حكمتك واستدراكك الأمر سريعًا".
أجاب الملك بابتسامة وقال: "أنت تستحق أكثر من ذلك، صديقي الوفي. قراري كان متسرعًا وعادلته الندم. أنا هنا لأعتذر علنًا لك وأفرج عنك فورًا".
بمجرد أن فتح الملك الباب، انطلق الوزير من الزنزانة والتقى الملك بحفاوة كبيرة. تبادلا الأحاديث والضحكات، وأعربا عن أملهما في استعادة علاقتهما ومواصلة العمل المشترك لصالح المملكة.
بعد ذلك، توجه الملك إلى القصر وأعلن عفوه عن الوزير أمام كل أعضاء الوزراء الموحدين في البلاد والشعب. احتفلوا بعودة الوزير واستمراره في منصبه كمستشار أعلى للملك.
ومنذ ذلك الحين، عاش الملك والوزير حكاية صداقة متينة وثقة لا يمكن انتهاكها. أصبح الملك يعلم أهمية العقلانية واحترام وجهات النظر الأخرى، بينما أدرك الوزير أنه لابد من الحذر في حبكة الكلمات والعبارات التي قد تسبب سوء تفسير.
وفي نهاية المطاف، استمرت المملكة في التقدم والازدهار تحت حكم الملك وبمشورة الوزير الوفي، معتبرين درسهم المؤلم بأن الاعتراف بالأخطاء والتعلم منها هو العنصر الأساسي لنمو وتطور أي مجتمع.
وبعد وفاة الملك ، تولى وزيره الحكم نظرا لحب ناس له و بسبب عدله و شجاعته وتواضعه وأصبح ملكًا على المملكة. استمر في نهج الملك السابق بالعدالة والحكم الرحيم، وكان يعتبر تجربته مع الظلم والحكم الباطل الذي حدث معه كواحدة من أهم الدروس التي علمته قيمة العدل والتسامح.
لكن الأيام الجميلة لا تدوم ظهرت تحديات جديدة أمام الملك الجديد. ظهرت قوى خارجية تهدد بغزو المملكة واستعباد شعبها. بدى الملك في حيرة على كيفية مواجهة هذه التحديات وحماية شعبه.
استدعى الملك لقاءً طارئًا مع الوزرائه للاستشارة وطرح التحديات التي تواجه المملكة. وبناءً على تجربته السابقة وحكمته مع الملك السابق، قدم الملك الجديد النصيحة لوزرائه للتشاور بينهم بالأخذ بالحكمة والدبلوماسية، ولكن أيضًا بضرورة تشكيل جيش قوي للدفاع عن المملكة يتابع....