01/06/2025
"ريع الزفت" يورط رؤساء جماعات ونوابهم: تقارير تكشف تلاعبات في صفقات الإسفلت وفتح تحقيقات مرتقبة.
فضيحة "ريع الزفت" تتصدر اهتمامات المديرية العامة للجماعات الترابية، بعد تلقيها تقارير محينة تشير إلى شبهات تورط رؤساء جماعات ونوابهم في تلاعبات خطيرة بمسار صفقات الإسفلت، وتوجيه أشغال تعبيد الطرق لخدمة مصالح حزبية وانتخابية ضيقة، على حساب مناطق تعاني التهميش.
تؤكد الأخبار ، أن منتخبين عمدوا إلى توجيه أشغال تعبيد الطرق نحو دوائر انتخابية محددة، سعياً لتعزيز نفوذهم الحزبي، متجاهلين بذلك مناطق أخرى أحوج إلى هذه المشاريع، خصوصاً في أقاليم النواصر وبرشيد ومديونة، إضافة إلى عمالة المحمدية بجهة الدار البيضاء-سطات. ولم تقتصر التلاعبات على ذلك، بل أشارت المعطيات الواردة إلى قيام بعض المتورطين بالضغط على مقاولين وشركات متعاقدة لإنجاز أشغال إضافية غير مبرمجة، بهدف توسيع دوائر نفوذهم الانتخابي.
وفي خطوة تعكس جدية التعامل مع هذه الشبهات، أفادت المصادر ذاتها أن مصالح الإدارة المركزية عازمة على فتح تحقيقات معمقة حول "ريع الزفت"، الذي يطعن في نزاهة تدبير المشاريع العمومية وحسن استغلال المال العام. ومن المرتقب أن تتخذ إجراءات صارمة في حق المتورطين، وقد يشمل ذلك إرجاء التأشير على نقاط صفقات مدرجة لتعبيد الطرق من قبل مجالس جماعات ومقاطعات إلى حين الانتهاء من التحقيقات.
كما كشفت التقارير المتوصل بها عن وقائع تورط منتخبين في تحويل الاعتمادات المالية المخصصة لمشاريع تعبيد الطرق إلى معاقلهم الانتخابية، خاصة في أقاليم برشيد والمحمدية وبنسليمان. هذه الممارسات أثارت حفيظة مستشاري المعارضة، الذين وجهوا اتهامات صريحة إلى رؤساء جماعات بالتلاعب في لوائح الطرق المستفيدة من برنامج تعبيد وإصلاح المسالك الإقليمية والجهوية، مطالبين بفتح تحقيق شفاف ونزيه لكشف الحقيقة ومحاسبة المتورطين.
تأتي هذه التطورات لتلقي الضوء على ضرورة تعزيز آليات الرقابة والشفافية في تدبير الصفقات العمومية، وضمان توزيع عادل للمشاريع التنموية، بعيداً عن أية اعتبارات سياسية أو حزبية ضيقة، وذلك لضمان استفادة المواطنين من الخدمات العمومية الأساسية بشكل متساوٍ وعادل.