26/06/2024
عيد الأضحى أو العيد لكبير:
*****************************************
السياقات التراثية لما يسمى" بوجلود" أو السبع بولبطاين,بعيدا عن أية محاولات لنشويه التراث المغربي الأصيل,والتي تروم دس السموم في عسلنا الصافي.
بعد مروربوجلايب يأتي العيد لكبير,أدخله الله تعالى على الأمة الإسلامية بوحدة الصف والعودة إلى النبع الصالح.وبهذه المناسبة سأحاول النبش في ذاكرة المغاربة لتسليط الأضواء على بعض العادات الجميلة التي طالها التهميش والنسيان في زمن طغيان التكنولوجيا والتحولات السوسيوثقافية التي عرفها المجتمع المغربي,(وذلك باختصار).
1سونة: يخرج شباب القبيلة بداية العشرالاوائل من ذي الحجة يجوبون الدواوير والمداشر,لجمع التبرعات وهي عبارة عن سكر وشاي وزيت وتمر,ونقود,استعدادا للإحتفال بالعيد مساء يوم النحر,من خلال تظاهرة السبع بولبطاين,أو بوجلود,نسبة إلى لباس جلود الأضاحي.
2- السبع بولبطاين: مهرجان تراثي, اجتماعي, بامتياز يشارك فيه جميع شباب القبيلة,يتم استغلال ما جمع من مواد غذائية من خلال محطة سونة,وتوزع المهام بين الطهاة والصينية والفرجة,وينتدب فريق يرأسه شاب يلبس جلد أضحية (بطانة) ,للقيام بجولة بالدوارفي جو من الفرجة (الهيت وعبيدات الرمى) لجمع قطع من اللحم وجلود الأضاحي,ويتم التركيز في ذلك على سلطة الفاتحة(الدعاء للعاقر,وتيسير الأمور,وازدهار الفلاحة...والدعاء للفارس وصاحب النحل والغنم وووو) مع مراقبة بعض الأسر التي قد تكون قد تخلفت عن التضحية لفقرها , بغية دعمها لتحصل على نصيبها مما جمع.....وتكون تلك مؤونة الحفل الذي يدوم طويلا,
3- خالـــــــــوطة: بوادر ظهور تقنيات المطبخ القروي لدى فتيات العالم القروي( طفيلات),تتجمع صغيرات القرية جوار منازلهن,يوم عرفة,ويجبن الدروب لجمع الطحين استعدادا لمهرجان الطبخ التقليدي,ويرددن :"عرفة عرفة ميمونة حطي الزرع فالميدونة" فيقمن بعجنه لإعداد الخبز, وتأتي كل واحدة بقطعة من اللحم وبعض لوازم الطيخ,حيث يقمن بإعداد وجبة بناء على مقاربة تشاركية, تستوي على إيقاعات شعبية ومرددات جميلة من فيهمن,ويستدعين بعض أمهاتهن للتذوق وإبداء الرأي.
4- تقاليد يوم النحر: أ- تضع النساء الحناء على رؤوس الأضاحي,وقبيل النجرتوضع الملح في حفرة الذبح دملجا من الفضة مع نبتة الداد,تيمنا بصفاء النقرة وبياضها.وحين الأنتهاء من عملية السلخ تخرج (الدوارة) وتتباهى الأسر بنوعية الشحم ,حيث توضع شحمة الخروف على أكتاف الأطفال لتجفيفها بالريح قبيل تناول بولفاف,إلا أن هذه العادة تفوح منها رائحة التباهي وإظهار المكانة الإجتماعية بالقبيلة,لكنها تأثر سلبا في نفوس أبناء الفقراء,ويردد ألأطفال وهم متلحفين بالشحم " بشحطحاط, بشحطحات,لي مادار بحالنا يرحل من حدانا". ويتم تناول البولفاف صباحا بمعية كؤوس الشاي المساند الرسمي للمغاربة في جل الأعياد,رغم ارتفاع سعر لوازمه.
ب- تمويه الأطفال وغرس قيم الكذب في نفوس الأطفال: يمتنع أرباب الأسر عن إعطاء الأطفال الصغار قطعا من الطحال بدعوى تسويد الوجه,فتكرهه الفتيات ,مع العلم أنه غني بالفيتامينات يفيد المصابين بفقر الدم.
5- طقوس اليوم الثاني: يخصص اليوم الثاني لتناول وجبة لمبخر برؤوس الغنم فطورا,ويدعى هذا الطقس( بالروس) بتفخيم السين, تجتمع العائلات في جو من الفرح للإحتفال بهذا اليوم بعد الإنتهاء من تعب اليوم الأول لاسيما النساء اللواتي يتكلفن بإفراغ الأمعاء,وهي عملية جد معقدة وحساسة جدا.
6- اليوم الثالث: بعد تجفيف اللحوم في الهواء الطلق تقوم الأسر بتقطيعها بدءا بترك جزء للصدقة,وتتفنن النساء في طرق التقطيع النوعي .و بعد الإنتهاء , يقمن بتشريح بعض اللحوم في الهواء عبارة عن (قديد وكرداس) ويحرصن على تخزين (الذيالة) لتناولها يوم عاشوراء وهو امتداد احتفالي لعيد الأضحى ,له طقوس خاصة ,سنعود إليها لاحقا.
ذ.إدريس الكرش /باحث في التراث الشعبي