23/10/2023
هكذا تحدث الكاتب العالمي محمد شكري، عن علاقته بالطاهر بنجلون:
عندما صار لكتابي "الخبز الحافي" انتشار واسع ويترجم من الفرنسية أو مباشرة من العربية إلى لغات أخرى لم يعد يسأل عني، في بداية معرفتنا كنا نلتقي ونتعانق، مع المدة صرنا نتصافح برؤوس الأصابع، ثم صار يلوح لي بيده من بعيد، وأخيرا كلانا صار يتحاشى رؤية الآخر.
أنا شخصيا لم أختر هذه النهاية، للأسف...! الغيرة أقبلها لأنها شعور بشري عادٍ أما الحقد والحسد فلا أقبلهما، هكذا انتهت علاقتي به.
في إحدى المناسبات الصحافية استفسره عن عنواني صحافي إيطالي كان يعتزم زيارة طنجة لإجراء مقابلة معي، فقال له الطاهر بن جلون: لا أتوفر على عنوانه، اذهب إلى طنجة ولن تجد صعوبة كبيرة في العثور عليه، إنه دائم التسكع بين الحانات التي يتسول فيها كؤوسه.
ولذلك فقد قررت أنا أيضا الخروج عن صمتي وإعادة الاعتبار لنفسي من خلال استجواباتي عندما يسألونني عن قيمة كتابته التي يتاجر بها.
ورغم هذه النهاية المؤسفة فإني مازلت أعترف بجميله عندما ترجم الخبز الحافي، فلولا الترجمة الفرنسية الجيدة التي أنجزها لربما ظل الكتاب مغمورا.
-من حوار لمحمد شكري مع الزبير بن بوشتى.