16/09/2024
كان لزامٌ أنَّ نُحلَّق؛
مثل أيّ عصفورٌ فوق شجرةٍ مثمرةٍ تنتصب هنا أو هناك
من نافذةٌ للضوء
هي آخر الخيارات المُشرعة نحو المدى
قالوا: قد يتَّسع هذا الفضاء البربري لنا جميعًا
وقد يضيق
فلا تتدافعوا نحو حتفكم وقفوا في الصف لأننا سَوَاسِيَةٌ
[2]
حين وقف "أبو ذكرى"
على حافَّةِ شُرفةٍ تطلُ على شارع استروفياتفا
كانت الأشياء تأخذ هيئة الموت
وكانت السماءٌ مطليةٌ بلون القرنفل
أعاد عدستيه المكعَّبتين إلى وجهه ثم أضاف بشيءٌ من الذعر والحب؛
يا إلهي _ ما أتعس أن تكون شاعرًا
وما أبشع أن ترى بعين قاتليك فكرة النزوع إلى الرحيل _
ثم ابتلع اسئلته ومضى
[3]
حين أخذ الغريب فرصة موتٌ لا تخصَّهُ
لم تحتج المدينةٌ الباردة
ولم تقف موسكو على أمشاطها
مثلما خلعتَ امستردام أظافرها وفاءًا لفان جوخ
والثلج؛
الثلج لم يكف عن الصعود فوق منازل الخشب
وأسطح الأسمنت
أما الخرطوم؛
تلك المدينةٌ البذيئة
المدينة التي تلفظُ الرماد على وجوه ابنائها
لم تبكِ
لم تقف لتأخذ العزاء
لأن الموت لديها محض ترف ونشاط فائض عن الحاجة
[4]
ربما علينا أن نكتب الوصايا مبكِّرًا
أن نَهِبٌ الناس مُدَّخراتنا وأفواهنا المستعملة
هناك دائمًا من يحتاج لفم إضافي
لشيءٌ مثير
وبالمرَّة نكتب مرثياتنا
منيب مختار _ طرابلس
السبت 14 سبتمبر 2024