12/01/2022
::: أراء ومواقف ::: تعليقا على صدور مذكرات جلود، الدكتور مصطفى الفيتوري Mustafa Alfetouri في منشوره:
*- أرفض الخوض في "تخوينه" تأسيسا على خيانته لرفيقه.
*- خيانة معمر القذافي أتت أيضا من أقرب الناس اليه.
*- ذميمة خيانة الرفاق تلحق صاحبها وتلازمه دائما وأبدا!
*- ما أعتبره معيارا هو موقفه من غزو ليبيا عام 2011! من قبل النيتو وحلفاءه من العرب!،.
*- لماذا فعل ذلك؟ هذا هو السؤال الجوهري.
*-لم أسمع جلود يوما يبرر أنتقاذاته لسياسات القذافي من أجل "الديمقراطية ولا الحرية ولا التعددية" ولا مثلها من معزوفات الوقت الراهن!
*- لم أسمع "زعيم فبرايري" واحد يقول أنه عارض النظام منطلقا من مبدأ الديمقراطية.
*- أسوء ما في السياسي أن يزور التاريخ وهو "رجل في القبر ورجل بره".
كلمة عن عبدالسلام جلود و"ملحمته":
شخصيا سعيت كثيرا للقاء الرجل للحديث اليه عن عدد من القضايا التي لم يتم التطرق اليها بما يكفي في كل اللقاءات التي أُجريت معه ولكن للأسف لم أتمكن من لقاءه رغم أنه موجود حسب علمي هنا في فرنسا. كما أنني لم أقرأ "ملحمته"ــ العنوان الذي أختاره لمذكراته ــ والتي بلا شك غنية بسبب مكانة الرجل السابقة ودوره في أحداث ليبيا على مدى عقود متواصلة.
الا أنني أرفض الخوض في "تخوينه" تأسيسا على أنه خان رفيقه معمر القذافي رحمه الله فهذا شأن بينهما وهو ليس مقياسا فخيانة معمر القذافي أتت أيضا من أقرب الناس اليه ومن أبناء عمومته وممن تربوا في كنفه وبعضهم كان يحرسه وأخرين كانوا يقدمون له المشورة وفئة ثالثة كانت لا ترى سواه! أذا التشكيك في جلود على هذا الأساس وأنتقاده بسبب هذا أمر غير مجدي ولا مفيد. ذميمة خيانة الرفاق تلحق صاحبها وتلازمه دائما وأبدا!
أنما وبسبب دوره وكونه شخصية سياسية عامة لعبت دورا محوريا في تاريخ ليبيا يحق لنا سؤاله ومناقشة ما يقوله والتعقيب عليه سلبا أو ايجابا.
وبالنسبة لي وما أعتبره معيار هنا هو موقفه من غزو ليبيا عام 2011! وفي تحديد أكثر أعني الغزو الأجنبي من قبل النيتو وحلفاءه من العرب! كان بأمكان جلود أن يتخلى عن معمر القذافي وأن ينضم لـ"الثورة" دون أن يبارك الغزو الأجنبي. كان بأمكانه أن يشتم معمر كما يشاء وبنفس اللهجة يشتم التدخل والغزو الأجنبيين أيضا بنفس اللغة الا أنه أختار الطريق الأسهل في تلك الأيام الا وهو شتم معمر وتأييد الغزو في نفس الوقت ولو بالسكوت عنه! طبعا هذا منطق لا يستقيم وهو تعبير عن نية مبيتة وراءها،ربما، رغبة في الإنتقام من رجل (معمر القذافي) أتى به يوما من المجهول وحوّله الي أسم علم يُشار اليه بالبنان!
لماذا فعل ذلك؟ هذا هو السؤال الجوهري وما عداه تفاصيل.
لا أتصور أن "الملحمة" تُجيب على هذا السؤال لأنه مفصلي فيها وقد تكون أجابته كلمة الختام فيها وتغنينا عن قراءة بقيتها!
طبعا لم أسمع جلود يوما يبرر أنتقاذاته لسياسات القذافي من أجل "الديمقراطية ولا الحرية ولا التعددية" ولا مثلها من معزوفات الوقت الراهن! كل ما قاله سابقا يمكن تلخيصه في تنافس طبيعي على السلطة...طبيعي في منطقتنا من العالم حيث للمنافسة أساليب قد لا تبدو مقبولة ولا معقولة! وهو في هذا شأنه شأن الذين "سرقوا" فتات "الثورة" وظهروا لنا لاحقا أنهم جاءوا من أجل المال والسلطة والإنتقام من ليبيا واهلها ولا شئ أخر! لم أسمع "زعيم فبرايري" واحد يقول أنه عارض النظام منطلقا من مبدأ الديمقراطية و,,, وأن فعل فأن الواقع ومنذ 2011 يثبت زيف أدعاءه وهذا ينطبق تحديدا على "الزعماء" الذين تربوا في دول ديمقراطية ويفترض أنهم تشربوا حقوق الأنسان ومبادئي الديمقراطية قولا وعملا... وفوق كل هذا وقبله يفترض انهم تعلموا أحترام القانون وأن كان ظالما. فعليك ان تسعى لتغيير القانون أن رأيته ظالما لا ان تكسره وأنت "أبو/ام" الديمقراطية ولعل خير مثال هنا هو موضوع أزدواج الجنسية والعمل العام!
وختاما: أسوء ما في السياسي أن يزوُّر التاريخ وهو "رجل في القبر ورجل بره."