17/12/2024
ليلة القبض على دمشق وخروج الأسد ؟؟
كتب ناجي صفا
الأحداث التي شهدتها وتشهدها سوريا ربما تحتاج إلى أشهر وربما سنوات لإماطة اللثام عن الحبكة التي أسقطت سوريا .
في الوقت الذي كان فيه وزراء الخارجية الإيراني والعراقي والسوري يحاولون في بغداد استدراك الوضع وإيجاد مخرج للأزمة ، كانت خطيوط المؤامرة قد اكتملت والتف حبل المشنقة حول عنق الرئيس الأسد .
كانت المفاجأة في الدوحة في اجتماع استانة ، فخلال البحث بصيغة طرحها وزير الخارجية الإيراني للتسوية بين النظام والمسلحين ، فاجأ وزير الخارجية التركي الجميع انه قضي الأمر ، وانه لم يعد ممكنا البحث بأي صيغة تسوية ، وأن الجيش السوري لن يقاتل وقد جرى التفاهم معه على الإنسحاب من المعركة دون قتال .
الرئيس الأسد العائد من موسكو كان طلب من الآيرانيين إرسال قوات إلى سوريا لمواجهة المسلحين ، وكان هو من طلب منهم الإنسحاب اكراما لعيون العرب ، وقد وافقت إيران على ذلك ، كما طلب من الروس المساندة ، وكان الجواب الروسي انهم مستعدون لتقديم المساعدة الجوية فحسب ، باعتبار ان ليس لهم قوات ميدانية على الأرض وإنما قوات جوية فقط ، وان القتال يقع على مسؤولية الجيش السوري فهو المعني الاول في المعركة . كما طلب الرئيس الأسد من حزب الله إرسال مقاتليه الذي كان قد طلب منهم الإنسحاب من سوريا منذ أشهر واستجاب حزب الله وارسل قواته التي تمركزت في حمص .
المفاجأة كانت بالجيش السوري الذي رفض القتال ورتب انسحابا لقواته من حلب ، كانت حلب مدعمة بقوات سورية ضخمة يروي العارفين انه كان يستحيل على اي جيش دخولها بسبب حجم القوات الموجودة لكنها انسحبت ،
بعد ذلك أعلن الجيش انسحابه من حماه الساعة التاسعة صباحا، كان رتلا كبيرا يقدر بمئات السيارات يسير عاريا على طريق حماة وكان يمكن تدميره بسهولة بواسطة الطيران لكن ذلك لم يحدث ودخلوا حماة الساعة الواحدة ظهرا اي بعد ٤ ساعات من اعلان الجيش انسحابه ، وهكذا كرت السبحة نحو حمص ومن ثم إلى دمشق التي دخلها اولا المسلحون الذين عقد النظام معهم مصالحة خلال عشرية النار . انسحب حزب الله والإيرانيين حين رأوا ان الجيش السوري ينسحب ولا يقاتل .
كان وزير الخارجية التركي في سياق عرضه للأوضاع في الدوحة قد المح إلى الإيرانيين بضمان سلامة قواتهم وقوات حزب الله خلال الإنسحاب من المعركة .
الرئيس الأسد أسقط في يده وهو يتابع تسارع التطورات وامتناع الجيش عن المواجهة ، كان يعد بيانا سياسيا يشرح فيه الموقف الميداني وما يجري على الجبهات وما هي المآلات وقد اتصل الثانية فجرا بالسيدة بثينة شعبان لتعد البيان ، الا ان تسارع التطورات فوتت عليه ذلك لا سيما عندما أبلغ ان حمص أيضا سقطت وكانت تشكل بالنسبة له الدرع الذي يمكن ان ينطلق منه لمواجهة المسلحين بالتنسيق مع الحلفاء ، الا ان الأحداث سبقته وفوتت عليه فرصة المبادرة واعلان البيان لا سيما عندما أبلغ ان المسلحين قد أصبحوا في دمشق .
سوريا امام مستقبل مظلم وخيارات صعبة مع سيطرة المسلحين على الحكم ، ومع تحقق ملامح أردوغان بإستعادة سوريا إلى الحكم العثماني ، ومع احتلال إسرائيل وتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري ، وفي طريقة إدارة الموزاييك الإجتماعي في سوريا .