04/02/2021
نصف سنة على جريمة المرفأ...هؤلاء هم المجرمون
كتب رالف جرجس
ستة أشهر مرت منذ أن وعدتنا وبملء الثقة أن جريمة المرفأ ستكشف خلال خمسة أيام. يومها واضعاً يديك في جيبك، تمشيت فوق جثث الأبرياء، متفقداً ما خلفه إجرام السياسة ورجالاتها من دمار في قلب بيروت النابض.
ستة أشهر مرت وعائلات ما يقارب الـ200 ضحية بإنتظار ما آلت إليه التحقيقات، فكيف لدولة أنهكها الفساد أن تتوصل للحقيقة؟ وهي التي فشلت في بادئ الأمر في تحديد كم خسرت من أبنائها، فوفقاً لتقارير صحفية فقد بلغ عدد الضحايا 213 شخصاً وليس 203 كما قيل.
ستة أشهر مضت يوم أعلنت رفضك القاطع لإجراء تحقيق دولي في إنفجار بيروت، مؤكداً أن الهدف منه تضييع الحقيقة، حتى وصل بك حد التمادي للقول أن حادث المرفأ قد فك الحصار الدولي المفروض على لبنان، والذي كان قد وضع في الأساس كنتيجة لممارسات أزلام السلطة الغوغائية وتماديهم في النهب والكذب والفساد. ولـك نقول وأنت على الأغلب لا تعلم أن الحصار لا يزال مفروض. فليحاول أحد أبنائك السفر إلى الخارج للعلم أو العمل، وليخبرنا أي بلد سيفتح يديه حاضناً أبناءً ليسو بأبنائه وهم في الأصل مضطهدين، منهوبين ومشردين في وطنهم الأم.
سارعت عبر أبواق قصرك لتبرئة موقعك من جرم لا دخل لك فيه حسب ما قلت، فلماذا لا تسارع الآن وتطلب بتحقيق جدي يوصل إلى نتيجة بعيداً عن شيطنات السياسة وأنت الذي قلت سابقاً أن "العدالة المتأخرة ليست بعدالة"، فهل فترة الستة أشهر بدون أي تقدم في التحقيقات ليست بالمدة الزمنية الطويلة؟ أم أن المحاصصة السياسية تأتي أولاً على أجندة أعمالك، فلا تفرغ لمسؤوليات أخرى قبل حصاد الثلث "الضامن".
ثلاثمائة ألف شخص في إنتظار الحقيقة لمعرفة من قتل أبنائهم وهدم منازلهم، وطبقة الإجرام السلطوي ملتهية في تجاذباتها السياسية. أبرز إنجازاتها ممارسة عملها الميليشياوي التي لطالما برعت به من خلال أزرع فسادها التي طالبت بتنحية القاضي صوان عن ملف المرفأ دون وجه حق خوفاً من كشف المتورطين وصولاً إلى أعلى الهرم. ولكن ليس بالمهم من يقف وراء شحنة الأمونيوم، أو من فجرها، فمن كان يعرف ماذا يوجد دخل المرفأ وسكت كل هذه الفترة هو المجرم، وأنتم كلكم كنتم تعلمون.
#بيروت #لبنان
