إصدارات العربي
منذ إطلالة "العربي" الأولى في شهر ديسمبر عام 1958 ، أي منذ حوالي ثماني وخمسين سنة ، وهي في سبيلها الذي اخطّته لنفسها كمدرسة قائدة للفكر والثقافة والأدب والفنون . لقد كتب رئيس التحرير في ذلك العدد غير المنسي : ( باسم العروبة خالصة، بحتة محضة،نخط أول سطر يقع عليه البصر من هذه المجلة الوليدة ...إن مجلة "العربي" لهذا الوطن العربي كله ...وهي لكل ما يتمخض عن الفكرة العربية من معان . ف
هي ضد الجهل ، ومع المعرفة . وهي ضد المرض ومع الصحة ، ومن الصحة صحة العقول .وهي ضد الفقر، ومع الغنى ..ووسيلتها إلى ذلك الثقافة تنشرها والوعي تحييه )
وبعد كل هذه العقود من السنين ، ترى "العربي" في نفسها ، وفي آمالها العريضة أن تبقى ساهرة لنذورها ووعودها القديمة ، طافحة بالرجاء لتكون المعرفة وتعميقها في عقول الناس وفي أفئدتهم هي الأمانة الكبرى في عنقها ، وخصوصاً بعد أن تأكد للقاصي والداني أن المعرفة ، ولا شيء غيرها هي التي تبني الأوطان والمواطنين .
ومن أجل هذه المهمة المنشودة ، والرسالة المبتغاة ، دأبت "العربي" أن تأخذ المتغيرات الكبرى في الفكر والعلم بعين الإعتبار ، فأضافت على صفحات أعدادها وإلى النذور إطلالة دائمة ومواكبة حثيثة لما يحمله المستقبل من إرهاصات ومنجزات ، وليحظى الجديد والممكن عندها بمكان الصدارة .
ولم تكن عين "العربي" الأم غافلة عن أمل الأمة في بُناتها المستقبليين وهم الأطفال والناشئة ، وكي يتعزز موقع "العربي" الأم أصدرت " العربي الصغير" التي تتصدر قائمة الإصدارات المشابهة لها ، بغلافها الساحر، وبألوانها الداخلية الغنية ، وبمضامينها الإنسانية والتربوية والعلمية الرائدة ، ولتشبع رغبات الأطفال وتوقهم للتعلم ، وتذكي فيهم روح المنافسة والإبداع ، وتنمي عندهم الفضول الحقيقي للإبتكار، وستمضي " العربي" في تحقيق رسالتها التوجيهية للأطفال العرب في كافة أصقاعهم إلى نهاية الطريق .
وفضلاً عن "العربي" الأم و"العربي الصغير" هناك أيضا " كتاب العربي" الذي يصدر فصلياً ليلبي حاجة المكتبة العربية ورفوفها لما هو نافع ومفيد ويلقي الضوء على الزوايا الظليلة في فكر هذه الأمة وقضاياها الحيوية . وتحرص مجلة "العربي" على اختيار أفضل مانشر على صفحاتها من فكر وعلم وأدب ، وللأقلام العربية الراسخة في حضورها على الساحة ، ووفق رؤية وفلسفة نابعة من إيمانها العميق برسالتها في نشر الوعي ، وتأصيل حضوره ،وتربية الذائقة الفنية لدى القارئ العربي ، وصوغ موقفه العقلي من الحياة والتراث ، وحفز وجدانه الديني والأخلاقي ليسمو ويبني ويساهم في بناء الحضارة الإنسانية